الصفحات

الخميس، 30 سبتمبر 2010

من تاريخ الأزهر الشريف وصفحاته


تاريخ الازهر الشريف




بدأ الأزهر منذ اليوم الأول لإنشائه تعليم الناس ، فبدأ تعليم وتدريس المذهب الفاطمى فى الفقه وتعاليم الشيعة فى الدين والفلسفة والتوحيد وجلب للأزهر للتدريس فيه فطاحل العلماء فى ذلك العصر ، وأجزل لهم العطاء ، وبنى لهم منازل فخمة ألحقت بالأزهر ، وأخذوا يدرسون ويتفقهون فى مذاهب الفاطميين وتعاليمهم مما جعل للأزهر صيتا فى أفاق العالم الاسلامى ..
وكان أول كتاب قرىء فى الأزهر هو كتاب الاقتصاد فى فقه آل البيت لأبى حنيفة النعمان ابن عبد الله قاضى المعز ، وظل الجامع الأزهر يقيم حلقات للدروس يلقيها بنو النعمان حتى سنة 369 هـ ، عندها بدأت تتحول الدراسة الى دراسة منظمة ومستقرة ، حيث قام يعقوب بن كلس بتأليف كتابا فى الفقه الفاطمى وهو الرسالة الوزيرية فى الفقة الشيعى وكان يقوم بقراءاته على الناس بانتظام كل يوم جمعة...
ثم تم فى عام 378 هـ تعيين 37 فقيها وعالما بالأزهر وأنشأ لهم دارا للسكن بجوار الأزهر ، وفى عام 380 هـ تم تنظيم العملية التعليمية وقبول أول دفعة بالأزهر وعندما تخرجت تم تعيينها للتدريس به ، وكان هناك مجلسا خاصاً بالنساء فى الأزهر.

وظلت العملية التعليمية بالأزهر فى ازدهار ، وعالج الأزهر علوم الدنيا واهتم بشئون اللغة العربية وازدهرت فيه العلوم والفنون ، ولم يقتصر على النشاط الدينى بل تنوع ليشمل العلم والأدب والفن فى مصر والشام وكذلك الفلسفة والرياضة واللغة كما كان الأزهر جامعا رسميا للدولة الفاطمية ومركزا لكثير من المناسبات والإحتفالات الدينية حتى جاءت نهاية الدولة الفاطمية 567 هـ ، وعندها بدأت الدولة الإيوبية فى القضاء على الفكر الشيعى ، قامت المدارس المنافسة للأزهر وتقلص دور الأزهر التعليمى طوال ثلاثة قرون ..وإن كانت سلطة الأزهر كمسجد هام ظلت باهتة ..، ولاننسى أن المدرسين في هذه المدارس التي أنشأها الأيوبيون كانوا من علماء الأزهر ، إذا تعطل المسجد ولكن العلماء ظلوا يمارسون عملهم ويبلغون رسالتهم ، ولكن على المذاهب السنية الأربعة .
...........


وأخيرااااااااااااا
جاء عصر المماليك ، فكان بمثابة عودة الروح للأزهر .. وتعاظمت مسئوليته التعليمية والثقافية خصوصا بعد زحف المغول على بغداد وتدميرهم لمكتبة بغداد ، وكذلك بعد تقلص نفوذ الحكم الإسلامى فى الأندلس ، واستعاد الأزهر مكانته العلمية ولكن فى السنة بعيدا عن المذهب الشيعى ، واهتم سلاطين المماليك بعمليات تجديد الأزهر ..

وانتشرت أروقة الأزهر مثل رواق العباسين - العثمانيين - الشراقوة - الصعايدة ( والرواق : هو المسافة الواقعة بين صفى أعمدة وكانت تدرس فى الأزهر مواد وكتبا عن علوم القرآن والحديث والكلام والفقة والأصول وعلوم اللغة كالنحو والصرف والبلاغة والأدب والتاريخ واختفى فقه الشيعة..

وفى القرن السادس الهجرى درست العلوم الطبيعية الى جانب العلوم الدينية والعربية , فعبد اللطيف البغدادى ( أول شيخ للأزهر ) قام بتدريس الطب والفلسفة والمنطق ..

وكان بعض الشيوخ يدرسون العثمانى على العلوم الطبيعية التى كانت تدرس بالأزهر إلا أن الأزهر استمر فى دراسة العلوم الدينية حتى أن العثمانيين قاموا بإرسال ذخائر الكتب والعلماء والزعماء وقادة الفكر وشيوخ الحرفيين إلى تركيا ،ولذلك فقد انطوى الأزهر على نفسه فى ذلك العهد ، واستطاع الأزهر فى فترة حكم العثمانيين الحفاظ على اللغة العربية كلغة لكل المصريين واستطاع كذلك الحفاظ على الثقافة العربية الاسلامية فى مصر على مدى قرون ثلاثة ..

وبعد أن دخل نابليون مصر عام 1798 م ، استدعى علماء الأزهر وعلى رأسهم الشيخ الشرقاوى وقرر تأليف ديوان من علماء الأزهر يشرف على الحكم ويدير شئون مصر وأغلق الشيخ الشرقاوى الأزهر فى يونيو 1800 م احتجاجا على دخول الانجليز للأزهر ، وأعاد افتتاحه فى أكتوبر عام 1801 بعد خروج الفرنسيين من مصر ..
..........


وفى اوائل عهد محمد على كانت العلوم الدينية والعربية تدرس فى الأزهر ، وبعد عودة المبعوثين الذين أرسلهم محمد على إلى أوروبا لتلقى العلم ، بدأ بعضهم يعمل بدراسة العلوم الطبيعية والفكرية وظل الاسهام العلمى للأزهر يتزايد فى مصر حتى إنه فى عام 1864 م صدر أول تقرير رسمى لمشيخة الأزهر تناول العلوم التى تدرس بالأزهر على النحو التالى : الفقه - الأصول - التفسير - الحديث - التوحيد - النحو - الصرف - المعانى - البيان - البديع - متن اللغة - العروض - القافية - الحكمة - الفلسفة - التوصف - المنطق - الحساب - الجبر - الفلك - الهيئة علوم الهندسة - التاريخ - الموسيقى- رسم المصحف ..

ثم صدر العديد من القوانين والقرارات لتنظيم الأزهر الشريف ولتنظيم الدراسة به ، وأكدت معظم هذه القرارات أن لايتصدى أحد لمهنة التدريس فى الجامع الأزهر إلا من انتهى من دراسة أمهات الكتب فى أحد عشر فنا ويجتاز إمتحانا فيها على يد لجنة مكونة من ستة أعضاء يرأسهم شيخ الأزهر ..
وظل نظام الأزهر يتطور ، وتتألف لجان لاصلاح الأزهر وإدخال بعض المواد والمناهج الرياضية من هندسة عملية وحساب ومبادىء علوم وتدبير صحة ورسم وجغرافيا وتاريخ ومنطق وغير ذلك وتطورات الشهادات التى يمنحها الأزهر بنفسه ، ففى البداية لم تكن هناك أية شهادات ثم جاء الشيخ محمد مهدى العباسى عام 1287هـ ومنح شهادات درجة أولى وثانية وثالثة للذين يتم امتحانهم بالأزهر ، ثم بدأ عام 1896 م منح شهادة العالمية والشهادة الاهلية بدرجات ثلاث مثل التقديرات الآن ثم استقرت شهادة الأزهر على إسم العالمية للأزهر وكذلك الثانوية بعد ذلك ، كما فتح الأزهر شهادات تخصصية مثل العالمية فى الدعوة والإرشاد وكانت هناك شهادات للغرباء منها الشهادة الأهلية للغرباء أو الشهادة العالمية للغرباء وأخذ نظام الأزهر يتطور .. وبدأت المعاهد الأزهرية تنتشر فى المحافظات

الأزهر هو الهيئة العلمية الإسلامية الكبرى التى تقوم على حفظ التراث الاسلامى ودراسته وتجليته ونشره وتحمل أمانة الرسالة الإسلامية الى كل الشعوب...
كما تهتم ببعث الحضارة العربية والتراث العلمى والفكرى للأمة العربية ... وتخريج علماء عاملين متفقين فى الدين يجمعون إلى الايمان بالله والثقة بالنفس وقوة الروح كفاية علمية وعملية ومهنية لتأكيد الصلة بين الدين والحياة


الأزهر الآن
يتكون الأزهر الشريف من عدة هيئات فلم يعد مجرد جامع الأزهر , أو مجرد جامعة الأزهر ... ولكنه مؤسسة ضخمة لخدمة الاسلام والمسلمين ... ويضم جهات متعددة ... وهى :

- المجلس الأعلى للأزهر : برئاسة شيخ الأزهر وعضوية وكيل الأزهر وبعض الأعضاء ويختص بتخطيط ورسم السياسة العامة للأزهر ورسم السياسة التعليمية لجامعة الأزهر والمعاهد التابعة له ، والنظر فى الميزانية واقتراح انشاء الكليات والمعاهد .

- مجمع البحوث الإسلامية : هو الهيئة العليا للبحوث الاسلامية ويعمل على تجديد الثقافة الاسلامية وتجريدها من الفضول والشوائب وآثار التعصب السياسى والمذهبى وتوسيع نطاق العلم بها .. ويضم هيئة كبار العلماء بالأزهر ..ويتألف من عدد لا يزيد على خمسين عضوا ، بينهم حوالي عشرين عضوا من غير المصريين ، ويرأسه شيخ الأزهر - الثقافة والبعوث الإسلامية : تختص بكل ما يتصل بالنشر والترجمة والعلاقات الإسلامية من البعوث والدعاة واستقبال طلاب المنح وغيرهم من ذوى العلاقة فى نطاق أغراض الأزهر .

-
جامعة الأزهر : تختص بكل ما يتعلق بالتعليم العالى فى الأزهر وبالبحوث التى تتصل بهذا التعليم أو تترتب عليه ، وتتكون الجامعة من عدد من الكليات للبنات وعدد من الكليات للبنين بالقاهرة والمحافظات .
........




ومن أهم الكليات :- أصول الدين - والتربية بجميع أقسامها وفروعها- والتجارة والحاسبات- والطب ، والعلوم- والزراعة-و الدراسات الاسلامية من الدراسات العربية والدعوة - اللغة العربية والتاريخ - المعاملات والادارة - الهندسة والصناعات - الزراعة - الصيدية - الطب -- اللغات والترجمة .. معاهد تعليم القراءات وتجويد القرآن ، وكلية الشريعة والقانون وغيره..... وتمنح هذه الكليات درجة الإجازة العالية للكليات والمعاهد ( ليسانس أو بكالوريوس ) , ودرجة التخصص ( الماجستير ) ودرة العالمية ( الدكتوراة )

- المعاهد الأزهرية : وتنتشر فى كل قرى ومدن مصر وهى ثلاثة أنواع : المعاهد الابتدائية ومدة الدراسة بها ست سنوات ، والمعاهد الاعدادية ومدة الدراسة بها ثلاث سنوات ، والمعاهد الثانوية ومدة الدراسة بها أربع سنوات ، ومنها معاهد بنين ومعاهد فتيات وتقع تحت رئاسة المعاهد الأزهرية بالقاهرة التابعة للأزهر الشريف .

وهكذا تحول الازهر الشريف الى قلعة علمية ضخمة للتعليم الإسلامى فى مختلف مجالات الدين والحياة فهى رمز دائم لروح الايمان والتدين فى مصر والعالم.
.......


الأزهــــــــــر
رمز مصر والمصريين، والعالم الإسلامي
ظل الأزهر رمزا لمصر وللمصريين ، وسيظل إن شاء الله...
فهو مسجد جامع تقام فيه الصلوات وتلقى على منبره الخطب والدروس الجامعة ...
وهو قلعة علمية متميزة لتعليم علوم الدين واللغة وعلوم الدنيا ...
وهو حصن أمين لمصر والمصريين يقود نضالهم الوطنى ضد الطغاة والمتسعمرين ...
وهو جامعة عريقة تحفل بمختلف وهو جامعة العلوم تخرج العلماء والدعاة الذين يجربون أنحاء العالم يمثلون مصر فى محافلها وجامعاتها ومدارسها ...
وهو مقصد عشرات الآلاف سنويا من طلاب العالم الذين يلتمسون التعلم فى أزهر مصر ... فلقد قالت سفيرة من ضمن السفراء في حوار لها في مصر " الأزهر يمثل عالم ممزوج الأفكار فهو يجمع من شباب وعلماء العالم كله"


وهو جامعة لتخريج أجيال جديدة تنكب على التعليم الأزهرى الفريد وعلى الدفاع عن الدين الإسلامي ..

فالأزهر ليس مجرد جامع وجامعة فقط.. بل هو مؤسسة تنطلق بمصريتها العربية الإسلامية منارة تهدى العالم كله لعلوم الدين والدنيا من المنظور الاسلامى ..

 
والأزهر انتشر فى جميع أنحاء مصر .. بدءًا من جامعة الأزهر التى أنشئت داخل أعمدة الأزهر ، منذ أن كان كل أستاذ عالم له عمود يجلس إلى جانبه وحوله تلامذته ، ثم أروقة الأزهر ، ثم إنشاء الكليات الأزهرية فى المنطقة التى تلى بيت الصلاة بالجامع الأزهر ثم إنشاء جامعة الأزهر الحديثة بمدينة نصر والتى تجمع كليات البنات بمفردها وكليات البنين العلمية والدينية بمفردها ثم إلى الكليات الأزهرية بمحافظات مصر المختلفة وانتهاء بالمعاهد الأزهرية الابتدائية والاعدادية والثانوية التى تقع فى مختلف قرى ومدن مصر فى كافة المحافظات ...

فالأزهر ليس جامعاً وجامعة فقط ...
بل هو رمزالاسلام والمسلمين..
رمز الاسلام والمسلمين فى تاريخهم التليد ..
ورمز

الاسلام والمسلمين فى حاضرهم المجيد ..
ورمز الاسلام والمسلمين فى مستقبلهم السعيد ..

وسيظل دوما.. رمز الاسلام والمسلمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق