ما الحكمة من خلق الجن والإنس؟
الشيخ ابن عثيمين
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
الحكمة من خلق الجن والإنس وغيرهما من المخلوقات موجودة، سواء علمها الإنسان أم جهلها، فسبحانه وتعالى " يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ ".
ولقد بين الله تعالى أن الحكمة من وجود الإنس والجن هي العبادة، ومن يستكبر عنها يعرض الله تعالى عنه في الآخرة.
جاء في فتوى فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
قبل أن أتكلم عن هذا السؤال أحب أن أنبه على قاعدة عامة فيما يخلقه الله عز وجل ويشرعه.
هذه القاعدة مأخوذة من قوله تعالى: "وهو العليم الحكيم (2)". ( التحريم). وقوله: "إن الله كان عليما حكيما 24" ( النساء،)، وغيرهما من الآيات الكثيرة الدالة على إثبات الحكمة لله عز وجل فيما يخلقه ويشرعه أي في أحكامه الكونية، والشرعية، فإنه ما من شيء يخلقه الله عز وجل إلا وله حكمة سواء كان ذلك في إيجاده أو إعدامه، وما من شيء يشرعه الله تعالى إلا لحكمة، سواء كان ذلك في إيجابه، أو تحريمه، أو إباحته، لكن هذه الحكم التي يتضمنها حكمه الكوني والشرعي قد تكون معلومة لنا، وقد تكون مجهولة، وقد تكون معلومة لبعض الناس دون بعض حسب ما يؤتيهم الله سبحانه وتعالى من العلم والفهم.
إذا تقرر هذا نقول: إن الله سبحانه وتعالى خلق الجن والإنس لحكمة عظيمة وغاية حميدة، وهي عبادته تبارك وتعالى كما قال سبحانه وتعالى: "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون 56". ( الذاريات). وقال تعالى: "أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون 115". (المؤمنون). وقال تعالى: "أيحسب الإنسان أن يترك سدى"36" (القيامة ).. إلى غير ذلك من الآيات الدالة على أن لله تعالى حكمة بالغة من خلق الجن والإنس وهي عبادته.
والعبادة هي: "التذلل لله عز وجل محبة وتعظيماً بفعل أوامره واجتناب نواهيه على الوجه الذي جاءت به شرائعه" قال الله تعالى: "وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة (5)". (البينة).
فهذه الحكمة من خلق الجن والإنس، وعلى هذا فمن تمرد على ربه واستكبر عن عبادته فإنه يكون نابذاً لهذه الحكمة التي خلق الله العباد من أجلها، وفعله يشهد أن الله خلق الخلق عبثاً وسدى، وهو وإن لم يصرح بذلك لكن هذا مقتضى تمرده واستكباره عن طاعة ربه.
والله أعلم.
الشيخ ابن عثيمين
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
الحكمة من خلق الجن والإنس وغيرهما من المخلوقات موجودة، سواء علمها الإنسان أم جهلها، فسبحانه وتعالى " يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ ".
ولقد بين الله تعالى أن الحكمة من وجود الإنس والجن هي العبادة، ومن يستكبر عنها يعرض الله تعالى عنه في الآخرة.
جاء في فتوى فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
قبل أن أتكلم عن هذا السؤال أحب أن أنبه على قاعدة عامة فيما يخلقه الله عز وجل ويشرعه.
هذه القاعدة مأخوذة من قوله تعالى: "وهو العليم الحكيم (2)". ( التحريم). وقوله: "إن الله كان عليما حكيما 24" ( النساء،)، وغيرهما من الآيات الكثيرة الدالة على إثبات الحكمة لله عز وجل فيما يخلقه ويشرعه أي في أحكامه الكونية، والشرعية، فإنه ما من شيء يخلقه الله عز وجل إلا وله حكمة سواء كان ذلك في إيجاده أو إعدامه، وما من شيء يشرعه الله تعالى إلا لحكمة، سواء كان ذلك في إيجابه، أو تحريمه، أو إباحته، لكن هذه الحكم التي يتضمنها حكمه الكوني والشرعي قد تكون معلومة لنا، وقد تكون مجهولة، وقد تكون معلومة لبعض الناس دون بعض حسب ما يؤتيهم الله سبحانه وتعالى من العلم والفهم.
إذا تقرر هذا نقول: إن الله سبحانه وتعالى خلق الجن والإنس لحكمة عظيمة وغاية حميدة، وهي عبادته تبارك وتعالى كما قال سبحانه وتعالى: "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون 56". ( الذاريات). وقال تعالى: "أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون 115". (المؤمنون). وقال تعالى: "أيحسب الإنسان أن يترك سدى"36" (القيامة ).. إلى غير ذلك من الآيات الدالة على أن لله تعالى حكمة بالغة من خلق الجن والإنس وهي عبادته.
والعبادة هي: "التذلل لله عز وجل محبة وتعظيماً بفعل أوامره واجتناب نواهيه على الوجه الذي جاءت به شرائعه" قال الله تعالى: "وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة (5)". (البينة).
فهذه الحكمة من خلق الجن والإنس، وعلى هذا فمن تمرد على ربه واستكبر عن عبادته فإنه يكون نابذاً لهذه الحكمة التي خلق الله العباد من أجلها، وفعله يشهد أن الله خلق الخلق عبثاً وسدى، وهو وإن لم يصرح بذلك لكن هذا مقتضى تمرده واستكباره عن طاعة ربه.
والله أعلم.
هل يوجد في القرآن الكريم ما يدل على وجود كائنات عاقلة في عوالم أخرى؟ وهل يقصد بالعوالم الأخرى كائنات من الفضاء أم الجن والشياطين؟
أ.د رفعت فوزي
رئيس قسم الشريعة الأسبق بكلية دار العلوم
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد..
في القرآن الكريم ما يدل على وجود هذه الكائنات العاقلة، والجن والشياطين من الكائنات العاقلة، وخاصة الجن الذين كلفوا برسالة الإسلام كما كلف بها الإنس، قال تعالى: "يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي" وهناك الكثير من الآيات.
والملائكة الذين أخبر الله عنهم في القرآن الكريم هم أيضًا من الكائنات العاقلة. ولا نتجاوز الحقيقة إذا قلنا إن كل الكائنات التي خلقها الله تعالى عاقلة، ولكن بمقدار ما ييسر حياتها، وتؤدي الغرض الذي خلقت من أجله، وتلك حكمة الله -عز وجل- في خلقه، ويكفي قوله تعالى: "وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم".
إذن كل شيء يعقل خالقه ويسبح له ويخضع له ويسجد له كما في آية أخرى، وهذه تصرفات عقلية، ولكن في حدود، فقد أعطى الله بعض مخلوقاته كثيرًا من العقل كالإنسان والملائكة والجن، وأعطى بعض خلقه قليلاً منه كما قلنا تيسيرًا لحياتهم ووفاءً بما خلقهم من أجله.
والله تعالى أعلم.
ما علاقة الجن بالإنسان؟
الجن وارد من عالم الغيب ، وكل ما يكون من عالم الغيب يقال عنه : " سمعيات " .
أى أنها أشياء سمعناها من الشرع الذى آمنا به .
وما دام قد ورد فى القرآن أشياء متعلقة بالجن فى قوله تعالى { قل أوحى إلَّى أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا .
يهدى إلى الرشد فآمنا به } الجن 1 ، 2 ، فكأن هذا جنس غريب عنا ، وله وجود ، وله استماع ، وله اختيار كما يراه من العقائد الصالحة .
والذى يقرآ سورة الجن يجد كل ما يتعلق بهذا الموضوع .
والشىء الآخر : أن اللّه عز وجل أخبر عن أحد رسله أنه سخر له الجن { يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات } سبأ 13 ، وأثبت القرآن أيضاً أن الجن لا يعلم الغيب ، بدليل أنهم كانوا يخدمون سليمان عليه السلام ، وظلوا يخدمونه مع أنه ميت { ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا فى العذاب المهين } سبأ 14 ، إذن فالجن جنس له وجود ، وله تكليف ، وله اختيار ، وله تناسل وكل هذا ثابت بنص القرآن الكريم ، وكوننا لا نراه فذلك لأن طبيعة تكوينه تنافى طبيعة تكويننا ، واللّه سبحانه وتعالى قال { إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم } الأعراف 27 ، فهم يروننا ، ولكننا لا نراهم .
أما تسخير الجن لصالح بعض الناس ، فإن القرآن الكريم نص أيضا عليه فقال اللّه سبحانه وتعالى { وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا } وهنا نلاحظ أن الحق تبارك وتعالى سماهم رجالاً ، وقال : إنهم زادوهم رهقاً ، فلقد ظن الناس أنهم يستعملونهم فيما يفيدهم فأتعبوهم ، لإن الإنسان إذا أخذ خاصية جنس غير جنسه يظن أنه بذلك يزيد لنفسه فرصة النفع بالحياة ، ولكن اللّه يقول : لا ، ولكن اترك نفسك فى قانونك ، ولا تحاول أن تأخذ قانون الغير ، وإن كان أخف ، وإن كان أقدر ، لأنك إن اتخذته فلن يزيدك إلا تعباً وإرهاقاً .
ولذلك نجد كثيراً ممن يشتغلون بهذا الأمر أحوالهم سيئة ، ولا يموتون بخير ، ومصابين فى أولادهم ، وفى صحتهم ، وفى أحوالهم ، ولو كانوا يزيدون بالجن فرصتهم فى الحياة لنفعوا أنفسهم .
ومن العجيب - كما قلت مراراً - أن هؤلاء الذين يشتغلون باستحضار الجن والأرواح الخفية كما يطلقون ، يأخذون أرزاقهم ممن لا يستحضرها ، وممن لا يعرف ذلك .
ولو كانوا حقاً يستطيعون الانتفاع بالجن لكانت كافية لهم ، وما احتاجوا إلى غيرهم .
وأما مسألة رؤية الجن ،فإن الإنسان لا يراه على هيئته ،وإنما على هيئة أخرى ،فإذا تصور الجنى بغير صورته الأصليه فقد حكمته الصورة التى تشكل بها ، فلو تصور الجنى بصورة حمار أو كلب أو إنسان ، وكان معك مسدس ، فأطلقت عليه الرصاص فإنه يموت فى الحال ، وهذا هو الضمان الذى صنعه اللّه تعالى للإنس من الجن ، وإلا لكان الجن قد أفزعوا الدنيا كلها ، وجعلوا حياتنا نكدا ، إنما هم يفهمون أن التشكل بالنسبة إليهم أمر مخيف ، لأن الصورة تحكمهم ، ومن هنا يمكن قتل الجنى والقبض عليه .
__________________
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق