الصفحات

الأربعاء، 5 يناير 2011

نداء من أجل السلام والأمان لمصرنا الحبيبة

 كتب أ/ طه كمال خضر الأزهري

نعبر عن كل الأسى لأسر ضحايانا مسلمين ومسيحيين في  حادثة الأسكندرية ، ونناشد المثقفين ، والعلماء من الجانبين الإسلامي والقبطي ، بضرورة توجيه أبناء الديانتين ، فكل منا يعلم أن هذا الحادث المؤسف ، لم يكن إلا بأيدي خارجية ، أرادت تفتيت وتمزيق الوحدة الوطنية لأبناء الوطن الواحد ، ولكن في ظل هذه الأجواء نرى من يعبث بأبناء مصر وبعقولهم حتى يزداد الأمر سوءا ، وقد كنت متعجبا أشد العجب لما أراه في وسائل الإعلام من نشرها لصور المظاهرات والشعارات العنصرية ، مع أن الواجب على وسائل الإعلام بجميع أنواعها ، أن تنبه الأفراد والجماعات إلى أهمية ضبط النفس ، وأهمية التكاتف والترابط ، فنحن أبناء وطن واحد ، وفي شراكة مستمرة فرحا وحزنا ، ففي حالة الحرب نرى جميع المصريين مسلمين ومسحيين في صف واحد في ساحة القتال ، وتمتزج دماؤنا عند الشهادة في سبيل الوطن ، بل عشنا ومازلنا نعيش في حب واخاء ، فمن الذي يسعى للتفرقة ، وما هدفه أن ينفصل الفريقان ، ومن هدفه إشعال الفتنة ؟ 
كل هذا ليس له إلا جواب واحد : أن هناك متامرون على بلدنا ، وأن هناك من يريد النيل منها ، وأن هناك من يبحث لتشتيتها ، وأن هناك من يزرع بينها متطرفين ، وغالبا ما يكون المتطرفون من الجهلة والعوام الذين لا يعرفون إلا الثورات القبلية ، ولا يعرفون مباديء دينهم ، ولا يميزون بين الحق والباطل ، وليس هذا بالطبع عند جميع العوام والجهال من الناس ، وإنما هو من إطلاق الكل وإرادة البعض منهم .


فإلى أين أيه الشباب ؟ وإلى أي مدى ستصل هتافاتكم ؟ وماذا تريدون لأمتنا ؟ وهل تعون ماتفعلون ؟ 

إنكم تحاولون إشعال نار وفتنة لا يعلم عواقبها إلا الله ، بل تضربون بكل تعاليم المسيحية والعادات والتقاليد عرض الحائط ، إحذروا أحبتي فإننا في سفينة واحدة لا نريد لها أن تغرق ، ولا نريد لها أن تهب عاصفة فتؤثر في قاطنيها ، إننا كمثقفين نقدر حدود الأزمة ، ونقدر مايحدث ، ولكن لابد وأن نضع كل شيء في ميزان الشرع والعقل ، لاميزان الهوى والنفس ، فاحذروا إخواني الأعزاء .

وتخيلوا معي أن شخصا مسلما يبكي لفراق إخوانه من المسلمين والأقباط ، ويلملم أشلاء أناس لا يعرفهم ، وإنما من أجل ما اعتدنا عليه كمصريين أننا أيدي واحدة في كل شيء ، وإذا به يرى من يتهجم على مسجده من إخوانه المسيحيين ، ويريد أن يحرق مسجده ، والمسلم يسأل نفسه في دهشة ، ماذا يفعلون ؟ وبماذا يفكرون ؟ وإلى أي شيء يريدوا أن يصلوا إليه ؟ وكأنه يرى أناس اخرين غير الذين عرفهم ، يجد أناسا اخرين غير الذين خالطهم ، يرى أناس اخرين يريدون الدمار والخراب لأمتنا ، من هؤلاء الناس ؟ ومن يحركهم ؟ وأي أفكار تحثهم وتثير عقولهم ؟ 
حاول أن تفكر معي أيه المثقف الواعي من هؤلاء الناس ، ولماذا يريدون إلصاق أي عمل إجرامي بالإسلام ، ولماذا تكون ردة فعلهم سريعة هكذا نحو المسلمين ؟ هل هو غضب أعمى كما نقول ؟ أم أنهم غير مسيحيين يريدون أن يشوهوا المسيحييين ؟ أم أنهم قد زُرعت في عقولهم أفكار متطرفة من جهة لا نعلمها ؟


من هذا المنطلق :
  أطالب المسئولين من العلماء المسلمين والمسيحيين باسمي وباسم كل مفكر ومثقف سرعة نشر التوعية بين أبناء الأمة ، ونشر الوعي الديني والأخلاقي ، كشف الوجوه القبيحة المستترة التي  تخرب أفكار أبناءنا بأفكار غريبة عن ديننا وعن وطننا ، التدريب لأبناء الأمة على مواجهة مثل هذه الأزمات التي نسأل الله عزوجل أن تكون اخرها ، كيف يديرون الأزمة ، وكيف يصلوا سويا إلى التغلب عليها .


ودعوة كذلك إلى وسائل الإعلام بأنواعها :  لا تلبسوا الحق بالباطل ، ولا تنشروا مايساعد على الفتن ، فإن الله سيرد كيد الكائدين ، واعلموا بأننا نعلم عنكم دائما كما عودتمونا الشفافية ، ونبذ التطرف ، ومحاربة الإرهاب ، فشاركوا في نشر الوعي بين أبناء الأمة .



ودعوة إلى إخواني من المسلمين :  علينا أن نتمسك بديننا وأن نطبق ديننا على أرض الواقع ، ولنلتمس العذر لإخواننا ، فقد أوصى بهم خير الأنام محمد صلى الله عليه وسلم ، ونهى عن إلحاق الضرر بهم في أحاديث كثيرة جدا نذكر منها :
عن أبى ذر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنكم ستفتحون مصر وهى أرض يسمى فيها القيراط، فإذا فتحتموها فاستوصوا بأهلها خيراً، فإن لهم ذمة ورحما.  
وقد نهى صلى الله عليه وسلم عن ظلمهم : وروى أبوداود فى السنن عن صفوان بن سليم عن عدة من أبناء أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، عن آبائهم عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال «ألا من ظلم معاهداً أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفسٍ فأنا حجيجه (أى أنا الذى أخاصمه وأحاجه) يوم القيامة.

وأخرج الإمام الترمذي عن أبي هريرة بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ألا من قتل نفساً معاهدا له ذمة الله وذمة رسوله فقد أخفر بذمة الله، فلا يُرح رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين خريفا".
وكل هذا لا يخفى عليكم .

ونهاية : أناشد حكومتنا التي  أتعاطف معها لأن الجميع قد وضعها في قفص الإتهام ، وهذا غير مقبول تماما ، فكيف ننسى أنكم كنتم عيوننا الساهرة ، وكنتم اليد المدافعة ، وهذا ليس بمدح ولا إطراء ، وإنما حقيقة لابد أن نعترف بها ، فمن لم يشكر الناس لا يشكر الله كما أخبر صلى الله عليه وسلم ، ونقول لكم : عليكم أن تضربوا بيد من حديد على أيدي من يحاول أن يهدم وحدتنا أو يفرق جمعنا أو ينتقص من مكانة مصر بين الأمم ، ونحن دائما في أهبة إستعداد لإشارة واحدة منكم أن تقول كونوا شهداء في سبيل الله فلن نتأخر أبدا ، مادامت في سبيل الله وفي سبيل الدفاع عن أرض الله ، نسأل الله لكم التوفيق والسداد ، وأسأل الله عزوجل أن يجعل مصر بلدنا أمنا وأمانا ، وأن يجعلها امنة مطمئنة وسائر بلاد المسلمين ، وأن يوفق ولاة أمورنا إلى مايحبه ويرضاه .

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق