مشكلة القدح في العلماء من هرطقة السفهاء أدعياء البلطجة الدينية
تلك المشكلة التي كان للمستعمرين يد كبيرة في بثها بين صفوف المسلمين؛ ليقطعوا بها الصلة الوثيقة بين المسلمين وبين علمائهم، وقطعها قطع للدين، إذْ العلماء هم المصدر لبيان شرع الله سبحانه وتعالى في هذا الزمن، وليس عجبا أن يصدر القدح من غير المسلمين وإنما العجب كل العجب أن يصدر هذا القدح ممن انتسب إلى الإسلام من الجماعات الضالة فإنهم الآن وللأسف الشديد يحملون لواء القدح في العلماء والاستخفاف بهم، تارة يرمونهم بأنهم علماء للدولة، وتارة بأنهم مشايخ حكومة، وتارة بأنهم تصاغ لهم القرارات، وأخرى بأنهم علماء حيض ونُفاس، وهلم جرا.
وهم في هذا القدح بين رجلين:
• إمّا مغرض له أهداف ومقاصد سيئة.
• أو مخدوع مغرَّر به، يُصاغ له باطل في قالب الحق فيَخاله صادقا.
( تخيل الأمة بدون علماء )؟؟!!
فهذه الأبواق بما تتفهوه به ضد علماء الأمة يريدون تحويل عقول الناس
وافكارهم إلى الخروج على علماء الأمة وعدم احترامهم وتقديرهم فهل
هم بأعمالهم يحفظون الأمة؟؟!! لعنهم الله المتمسحين بسيقان الإنجليزيات
وبعداً لكل من شق الصف سعياً إلى بث الفرقة والإنقسام بين الناس
فهؤلاء الأبواق لم ننتظر منهم غير سب علماء الأمة والنهش في لحومهم
احياءا كانوا ام امواتا ، اي ان حماة الأمة بنظرهم خونه وماهذا إلا دليل
على الخيانة التي تسري في عروقهم ، بل ويجب محاربتهم على الأقل بذريعة تهجمهم الأرعن على علماء الأمة لانه يشكل بذلك خطرا كبيرا ليس على مستوى شعب او دولة بل على مستوى دين هذه الأمة لأن العلماء الموجهون والمرشدون للناس لكي يحفظوا لهم دينهم من (الشوائب) يتعرضون لأبشع الكلمات والأوصاف ولا اقصد بكلامي ان اقدس هؤلاء العلماء ولكن يجب احترامهم وتقديرهم لأن فضلهم أكبر من ان يكتبه او ينقله او يعبر عنه فيكفيهم بيان فضلهم وشرفهم من الله عزوجل فشتان بين الفريقين
قال تعالى : " قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ "
والمعنى هل يستوي من كان عالما بربه، عالما بأحكام الشرع عالما بجزاء الله عز وجل هل يستوي هذا ومن لا يعلم شيئا من ذلك؟ ساء ماقلتم ايه السفهاء وساء ماعملتم ومالم تعملون قال الإمام أحمد رحمه الله : " أمرنا أن نتواضع لمن نتعلم منه. فحق العالم علينا أن نتواضع له وأن نجله ونقدره وأن نحترمه ".
اما انتم ايه السفهاء بدل توقيرهم واحترامهم والدعاء لهم تنهشون بلحوم من شهد الله لهم بالفضل الجزيل
اما انتم ايه السفهاء بدل توقيرهم واحترامهم والدعاء لهم تنهشون بلحوم من شهد الله لهم بالفضل الجزيل
" يَرْفَعْ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ " وقوله سبحانه وتعالى: " يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا "
فهذه شهادة من الله تعالى لمن آتاه العلم بأنه قد آتاه خيرا كثيرا، والحكمة هنا هي العلم النافع والعمل الصالح.
( وشتان بين الفريقين )
فضل العلماء وعلو شأنهم
ومما ورد في السنّة في بيان فضل العلماء وعلوّ شأنهم؛ ما رواه الشيخان أيضا عن أبي موسى الأشعري قال: قال النبي صلى الله عليه و سلم « مَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللّهُ بِهِ مِنَ الْهُدَىَ وَالْعِلْمِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَصَابَ أَرْضاً، فَكَانَتْ مِنْهَا طَائِفَةٌ طَيِّبَةٌ، قَبِلَتِ الْمَاءَ فَأَنْبَتَتِ الْكَلأَ وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ. وَكَانَ مِنْهَا أَجَادِبُ أَمْسَكَتِ الْمَاءَ، فَنَفَعَ اللّهُ بِهَا النّاسَ. فَشَرِبُوا مِنْهَا وَسَقَوْا وَزَرَعَوْا. وَأَصَابَ طَائِفَةً مِنْهَا أُخْرَىَ، إِنّمَا هِيَ قِيعَانٌ لاَ تُمْسِكُ مَاءً وَلاَ تُنْبِتُ كَلأً، فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقُهَ فِي دِينِ اللّهِ, وَنَفَعَهُ مَا بَعَثَنِيَ اللّهُ بِهِ, فَعَلِمَ وَعَلّمَ. وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْساً. وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللّهِ الّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ» ففي هذا الحديث العظيم تشبيهان بليغان:
التشبيه الأول: تشبيه العلم والهدى الذي جاء به الرسول ( بالغيث؛ أي بالمطر، بجامع أن كُلاًّ منهما تحصل به الحياة وتنشأ عنه المنافع:
( فالماء تحصل به حياة الأرض كما قال جل وعلا عن الغيث(فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا([فاطر:9]، وقال تعالى(وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنْ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا([البقرة:164].
( فالماء تحصل به حياة الأرض كما قال جل وعلا عن الغيث(فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا([فاطر:9]، وقال تعالى(وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنْ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا([البقرة:164].
( كما أن العلم والهدى تحصل به حياة الروح كما قال الله عز وجل(أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا([الأنعام:122]، وقال تعالى(اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ([الأنفال:24]. فهذا هو التشبيه الأول.
التشبيه الثاني: تشبيه القلوب بالأراضي؛ بجامع أن كُلاًّ منهما محل للتَّقَبُّل: فالأرض ينزل عليها المطر، كما أن القلوب يقع عليها العلم، فهذا محل للعلم، وهذا محل للماء.
ثم قسَّم النبي صلى الله عليه و سلم ( الناس إلى ثلاثة أقسام بحسب قبولهم واستعدادهم لحفظ وفهم العلم الذي أرسل به النبي صلى الله عليه و سلم
فالقسم الأول:من جمع بين الفضيلتين؛ بين الحفظ للشريعة الإسلامية والفهم فيها، فهو يحفظ نصوصها؛ يحفظ القرآن والسنة، وهو في الوقت نفسه يفهم مراد الشارع من هذه النصوص، فيُوفَّق لموافقة الصواب، وهذا القسم هو الذي أشار إليه الحديث بقوله(فَكَانَتْ مِنْهَا طَائِفَةٌ طَيِّبَةٌ، قَبِلَتِ الْمَاءَ)، وقوله (قَبِلَتِ الْمَاءَ) هذا كناية عن الحفظ، (فَأَنْبَتَتِ الْكَلأَ وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ) وهذا كناية عن الفهم، وعن النفع فهو منتفع في نفسه نافع غيره.
القسم الثاني من الناس: من حصل على فضيلة من الفضيلتين، وهي الحفظ فقط، رزقه الله تعالى حافظة قوية، فحفظ القرآن والسنة، لكن لم يؤتَ فهما لمعانيها، ولاستنباط الأحكام منها، وهذا القسم هو الذي أشار إليه الحديث في قوله (وَكَانَ مِنْهَا أَجَادِبُ أَمْسَكَتِ الْمَاءَ، فَنَفَعَ اللّهُ بِهَا النّاسَ).
فهذان القسمان هُمُ السعداء، وهم أرفع درجة وأعلى قدْرا، و(ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ((1) فلهم الفضل الكبير على الناس بما حفظوا عليهم من دينهم، وبما استنبطوا من الأحكام الشرعية ما يحتاج إليه الناس في دينهم ودنياهم، فكانوا كما قال الشاعر:
متى يمت عالم منها يمت طرف
وإنْ أبى عاد في أكنافها التَّلف
الأرض تحيا إذا ما عاش عالمها
كالأرض تحيا إذا ما الغيث حلّ بها
يقول الإمام أحمد رحمه الله تعالى: الناس محتاجون إلى العلم أكثر من حاجتهم إلى الطعام والشراب؛ لأن الطعام والشراب يُحتاج إليه في اليوم مرة أو مرتين، والعلم يُحتاج إليه بعدد الأنفاس.
القسم الثالث: من حُرم الفضيلتين؛ فلم يُعط حفظا ولم يُعط أيضا فهما، فهُم بمنزلة الأرض التي هي قيعان لا تنبت ولا تمسك الماء، وهؤلاء هم الأشقياء الذين رضعوا ثُدِيَّ الجهل، ورضوا به، فهو وصف الذين لا يوصفون بسواه، حتى ولو تتوجوا بالزَّبَرْجَدِ ولبسوا أنعم اللباس، وركبوا أهنى المراكب.
هذه هي الأقسام التي ذكرها الحديث، ثم بعد ذلك بيَّن أحكامها.
فأما القسمان الأول والثاني فالإشارة إلى حُكمهما في قوله (فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقُهَ فِي دِينِ اللّهِ, وَنَفَعَهُ مَا بَعَثَنِيَ اللّهُ بِهِ, فَعَلِمَ وَعَلّمَ) أي علم في نفسه أولا، ثم أبدى علمه إلى الناس فانتفعوا به في تبيين الحلال من الحرام.
أما القسم الثالث فالإشارة إلى حكمة في قوله (وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْساً وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللّهِ الّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ)، فظهر بهذا التشبيه في هذا الحديث فضل العلماء ومكانتهم وعموم نفعهم.
التشبيه الثاني: تشبيه القلوب بالأراضي؛ بجامع أن كُلاًّ منهما محل للتَّقَبُّل: فالأرض ينزل عليها المطر، كما أن القلوب يقع عليها العلم، فهذا محل للعلم، وهذا محل للماء.
ثم قسَّم النبي صلى الله عليه و سلم ( الناس إلى ثلاثة أقسام بحسب قبولهم واستعدادهم لحفظ وفهم العلم الذي أرسل به النبي صلى الله عليه و سلم
فالقسم الأول:من جمع بين الفضيلتين؛ بين الحفظ للشريعة الإسلامية والفهم فيها، فهو يحفظ نصوصها؛ يحفظ القرآن والسنة، وهو في الوقت نفسه يفهم مراد الشارع من هذه النصوص، فيُوفَّق لموافقة الصواب، وهذا القسم هو الذي أشار إليه الحديث بقوله(فَكَانَتْ مِنْهَا طَائِفَةٌ طَيِّبَةٌ، قَبِلَتِ الْمَاءَ)، وقوله (قَبِلَتِ الْمَاءَ) هذا كناية عن الحفظ، (فَأَنْبَتَتِ الْكَلأَ وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ) وهذا كناية عن الفهم، وعن النفع فهو منتفع في نفسه نافع غيره.
القسم الثاني من الناس: من حصل على فضيلة من الفضيلتين، وهي الحفظ فقط، رزقه الله تعالى حافظة قوية، فحفظ القرآن والسنة، لكن لم يؤتَ فهما لمعانيها، ولاستنباط الأحكام منها، وهذا القسم هو الذي أشار إليه الحديث في قوله (وَكَانَ مِنْهَا أَجَادِبُ أَمْسَكَتِ الْمَاءَ، فَنَفَعَ اللّهُ بِهَا النّاسَ).
فهذان القسمان هُمُ السعداء، وهم أرفع درجة وأعلى قدْرا، و(ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ((1) فلهم الفضل الكبير على الناس بما حفظوا عليهم من دينهم، وبما استنبطوا من الأحكام الشرعية ما يحتاج إليه الناس في دينهم ودنياهم، فكانوا كما قال الشاعر:
متى يمت عالم منها يمت طرف
وإنْ أبى عاد في أكنافها التَّلف
الأرض تحيا إذا ما عاش عالمها
كالأرض تحيا إذا ما الغيث حلّ بها
يقول الإمام أحمد رحمه الله تعالى: الناس محتاجون إلى العلم أكثر من حاجتهم إلى الطعام والشراب؛ لأن الطعام والشراب يُحتاج إليه في اليوم مرة أو مرتين، والعلم يُحتاج إليه بعدد الأنفاس.
القسم الثالث: من حُرم الفضيلتين؛ فلم يُعط حفظا ولم يُعط أيضا فهما، فهُم بمنزلة الأرض التي هي قيعان لا تنبت ولا تمسك الماء، وهؤلاء هم الأشقياء الذين رضعوا ثُدِيَّ الجهل، ورضوا به، فهو وصف الذين لا يوصفون بسواه، حتى ولو تتوجوا بالزَّبَرْجَدِ ولبسوا أنعم اللباس، وركبوا أهنى المراكب.
هذه هي الأقسام التي ذكرها الحديث، ثم بعد ذلك بيَّن أحكامها.
فأما القسمان الأول والثاني فالإشارة إلى حُكمهما في قوله (فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقُهَ فِي دِينِ اللّهِ, وَنَفَعَهُ مَا بَعَثَنِيَ اللّهُ بِهِ, فَعَلِمَ وَعَلّمَ) أي علم في نفسه أولا، ثم أبدى علمه إلى الناس فانتفعوا به في تبيين الحلال من الحرام.
أما القسم الثالث فالإشارة إلى حكمة في قوله (وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْساً وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللّهِ الّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ)، فظهر بهذا التشبيه في هذا الحديث فضل العلماء ومكانتهم وعموم نفعهم.
حقوق العلماء علينا
حقوق العلماء منها ما يُطالب به تلامذتهم، ومنها ما يطالب به عامة الناس، ونحن هنا نذكر بعض الحقوق المشتركة بين تلامذتهم وبين العامة.
• فمن حقوقهم علينا توقيرهم، واحترامهم، والتواضع لهم، وخفض الجناح لهم، يقول طاووس رحمه الله تعالى: من السنة أن يوقَّر العالم. وقد ثبت في سنن أبي داوود أن النبي صلى الله عليه و سلم قال «إِنّ مِنْ إِجْلاَلِ الله إِكْرَامَ ذِي الشّيْبَةِ المُسْلِمِ وَحَامِلِ الْقُرْآنِ غَيْرِ الْغَالِي فِيهِ وَالجَافِي عَنْهُ, وَإِكْرَامَ ذِي السّلْطَانِ المُقْسِطِ ». وقد ذكر الخطيب البغدادي رحمه الله في كتابه ”الجامع“ تحت باب تعظيم المحدِّث وتجليده ذكر أثرا عن كعب الأنصار لا بأس بإرادة من باب الاستئناس به يقول كعب: ثلاثة نجد في الكتاب يحق علينا أن نُكرِمهم، وأنْ نشرِّفهم، وأن نوسِّع عليهم في المجالس: ذو السن، وذو السلطان بسلطانه، والحامل للكتاب. ومن هذا الباب قصة عبد الله بن عباس المشهور عندما أخذ بركاب بن ثابت فقال لزيد: أتمسك لي وأنت ابن عم رسول الله صلى الله عليه و سلم؟ فقال: ابن عباس إنا هكذا نصنع بالعلماء. أو هكذا يفعل بالعلماء. وقد عُوتب الشافعي رحمه الله على تواضعه للعلماء فقال:
أهين لهم نفسي فهم يكرمونهـا و لن تكرم النفس التي لا تهينهـا
قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى أيضا: أمرنا أن نتواضع لمن نتعلم منه. فحق العالم علينا أن نتواضع له وأن نجله ونقدره وأن نحترمه.
• ومن حقوق العلماء أيضا ولعله من أعظم الحقوق الدعاء لهم والاستغفار لهم، وقد تقدم الحديث في قوله (وَإِنّ العَالِم لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ في السّمَاواتِ وَمَنْ في اْلأَرْضِ) وثبت في سنن أبي داود(3) أو لعله الترمذي عن أبي أمامة ( أن النبي ( قال«إِنّ الله وَمَلاَئِكَتَهُ وَأَهْلَ الأرض حَتّى النّمْلَةَ في جُحْرِهَا وَحَتّى الْحُوتَ لَيُصَلّونَ عَلَى مُعَلّمِ النّاسِ الْخَيْرَ» ومعنى (يُصَلّونَ) يعني يدعون، وثبت أيضا عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال«وَمَن صَنَعَ إِلَيْكُم مَعْرُوفاً فَكَافِئُوهُ, فإِنْ لَم تَجِدُوا ما تُكَافِئُوه بِهِ فَادْعُوا لَهُ حَتّى تَرَوْا أَنّكُم قَدْ كَافأْتُموهُ» وأي معروف أعظم علينا في هذه الدنيا من معروف العالم؛ الذي يدلنا على ما يسعدنا في الدين والدنيا.
• ومن حقوقهم أيضا ما جاء عن على ( أنه قال -كما ذكره ابن جماعة وقبله ابن عبد البر- أنه قال: من حق العالم عليك أن تُسَلِّم على القوم عامة وتخصه بالتحية، وأن تجلس أمامه، ولا تشيرن بيدك إليه، ولا تغمز بعينك، ولا تقولن قال فلان خلاف قوله، ولا تغتابَنَّ عنده أحد، ولا تطلبن عثرته، وإن زل قبلت معذرته، وعليك أن توقره لله تعالى، وإن كانت له حاجة سبقت القوم لخدمته، ولا تسارّ في مجلسه، ولا تأخذ بثوبه، ولا تلح عليه إذا الكسل، وتشبع من طول صحبته؛ فإنما هو كالنخلة تنتظر متى يسقط عليك منها شيء. ولقد جمع ( في هذه الوصية ما فيه الكفاية.
فهذه جملة من حقوق العلماء علينا، وهي كثيرة، نسأل الله أن يوفقنا للعمل بها، فمتى ما عملنا بها مخلصين لله تعالى فقد قمنا بواجبنا تجاههم، وهيأْنا أيضا لهم الجو لإعطائنا مزيدا من علمهم ومعارفهم، ولذلك يقول ابن جُريْج: لم استخرج الذي استخرجت من عطاء إلا برفقي به. فحسن المعاملة مع العالم تشرح صدره، فينعكس ذلك على إعطائه، فيعطى عطاء جيدا مثمرا، كما أن سوء معاملته أو عدم التأدب معه يؤثر على إخراجه للمعلومات، لذلك يقول الزهري: كان سلمةُ يماري ابن عباس فحرم بذلك علما كثيرا.
ـــــــــــــــــ
(1) الحديد:21، الجمعة:4.
(3) الترمذي كتاب العلم: باب ما جاء في فضل الفقه على العبادة. ولم أجده في سنن أبي داوود.
ويجب علينا
الاهتمام بالعلم والعلماء ومعرفة فضلهما
قال الله - تعـالى -: فَاعْلَـمْ أَنَّـهُ لا إِلَـهَ إِلا اللَّهُ وَاسْتَغْفِــرْ لِذَنْبِكَ .
قال عز وجل: هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ .
قال صلى الله عليه وسلم : ( فضلُ العلم خير من فضل العبادة ) .
قال صلى الله عليه وسلم : ( مرحباً بطالب العلم، إن طالب العلم تحفه الملائكة بأجنحتها ... ) .
قال صلى الله عليه وسلم : ( فضل العالم على العابد، كفضلي على أدناكم ).
قال معاذ بن جبل رحمه الله: (( عليكم بالعلم، فإن طلبه عبادة، وتعلمه لله حسنة، وبذله لأهله قربة، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة، والبحث عنه جهاد، ومذاكرته تسبيح )).
قال ابن مسعود رضي الله عنه: (( عليكم بالعلم قبل أن يُقبض وقبضه ذهاب أهله، عليكم بالعلم؛ فإن أحدكم لا يدري متى يفتقر إلى ما عنده، وستجدون أقواماً يزعمون أنهم يَدْعون إلى كتاب الله وقد نبذوه وراء ظهورهم، فعليكم بالعلم ... )).
قـال أبو ذر، وأبو هريرة - رضي الله عنهما -: (( باب من العلم نتعلمه أحب إلينا من ألف ركعة تطوعاً، وباب من العلم نعلمه؛ عُمل به أو لم يُعْمل أحب إلينا من مئة ركعة تطوعاً )).
قال مطـرف بن الشخـير رحمه الله: (( فضل العلم خير من فضـل العمل )).
قال ابن مسعود رضي الله عنه: (( لئن أجلس مجلس فقه ساعة أحب إلي من صيام يوم وقيام ليلة )) .
قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: (( مذاكرة العلم ساعة أحب إلي من إحياء ليلة )).
قال سعيـد بن جبير - رحمه الله -: (( لا يزال الرجل عالماً ما تعلم
فإذا ترك العلم وظن أنه قد استغنى واكتفى بما عنده فهو أجهل ما يكون )).
قال مالك بن أنس - رحمه الله -: (( إن أقواماً ابتغوا العبادة وأضاعوا العلم، فخرجوا على أمة محمد صلى الله عليه وسلم بأسيافهم، ولو ابتغوا العلم لحجزهم عن ذلك )).
قال أبو الأسود الدؤلي - رحمه الله -: (( ليس شيء أعز من العلم.
الملوك حكام على الناس، والعلماء حكام على الملوك )).
قال يحيى بن معاذ الرازي - رحمه الله -: (( العلماء أرحم بأمة محمد صلى الله عليه وسلم من آبائهم وأمهاتهم. قيل لـه:كيف ذلك؟ قال: لأن آباءهم وأمهاتهم يحفظونهم من نار الدنيا، والعلماء يحفظونهم من نار الآخرة)).
قال الحسن البصري - رحمه الله -: (( لولا العلماء لصار الناس مثل البهائم )) .
قال أبو مسلم الخولاني - رحمه الله -: (( العلمـاء في الأرض مثـل
النجوم في السماء، إذا بدت للناس؛ اهتدوا بها، وإذا خفيت عليهم؛ تحيروا )).
قال وهب بن منبه - رحمه الله -: (( يتشعب من العلم: الشرف وإن كان صاحبه دنياً، والعز وإن كان مَهيناً، والقرب وإن كان قصياً، والغنى وإن كان فقيراً، والمهابة وإن كان وضيعاً )).
قال سفيان بن سعيد الثوري، ومحمد بن إدريس الشافعي– رحمهما الله تعالى -: (( ليس بعد الفرائض أفضل من العلم )).
قال المروذي - رحمـه الله -: (( قيل لأبي عبدالله: رجل لـه خمسمائة درهم ترى أن يصرفه في الغزو والجهاد أو يطلب العلم ؟ قال: إذا كان جاهلاً يطلب العلم أحب إلي )).
قال الشافعي- رحمه الله -: (( طلب العلم أفضل من صلاة النافلة )).
قال وكيع بن الجراح - رحمـه الله - لأصحاب الحديث: (( لو أنكم تفقهتم بالحديث وتعلمتموه ما غلبكم أصحاب الرأي، ما قال أبو حنيفة في شيء يحتاج إليه إلا ونحن نروي فيه باباً، ولا بد للمتفقه من أستاذ يدرس عليه ويرجع في تفسير ما أشكل إليـه، ويتعرف منه طرق الاجتهاد، وما يعرف به الصحة والفساد.
قال سفيان الثوري - رحمه الله -: (( ويحكم !! اطلبوا العلم، فإني أخاف أن يخرج من عندكم فيصير إلى غيركم فتذلون، اطلبوا العلم، فإنه شرف [ عز ] في الدنيا وشرف في الآخرة )).
قال سفيان الثوري -رحمه الله-: (( الأعمال السيئة داء، والعلماء دواء، فإذا فسد العلماء فمن يشفى الداء )).
وقال – رحمه الله -: (( مثل العالم مثل الطبيب لا يضع الدواء إلا على موضع الداء )) .
قال الحسن البصري - رحمه الله -:(( العامل على غير علم، كالسالك على غير طريق، والعامل على غير علم، يفسد أكثر مما يصلح، فاطلبوا العلم طلباً لا يضر بالعبادة، واطلبوا العبادة طلباً لا يضر بالعلم، فإن قوماً طلبوا العبادة وتركوا العلم حتى خرجوا بأسيافهم على أمة محمد صلى الله عليه وسلم ولو طلبوا العلم لم يدلهم على ما فعلوا )).
وهذا حال ثوار زماننـا، تركوا العلم فخرجـوا على الولاة هنا وهنـاك، تارة بالتفجيرات، وتارة بالاغتيالات، وتارة بالتهييج بالكلام حتى يحرشوا العامة ويوغـروا صدورهم على الحكام فتقع الفتنة، وذلك كله بأسباب الجهل بالسنة أو عدم التطبيق الصحيح، أو عدم فهم مراد الشارع الحكيم.
قال زريك بن أبي زريك: سمعت الحسن بن أبي الحسن البصري يقول: (( إن هذه الفتنة إذا أقبلت عرفها كل عالم، وإذا أدبرت عرفها كل جاهل )).
فبين عليه الصلاة والسلام فضل الحافظين الفاهمين بأمور الشريعة الإسلامية على الذين رضعوا ثُدِيَّ الجهل ويتشدقون وهم في غير بلاد الإسلام بالعلم والمعرفة يحيكون الأكاذيب والإفتراءات ضد من تعظمهم الملائكة كيف بالبشر يقذفون بألسنتهم البذيئة من هم ورثة الأنبياء فإذا كانوا الأنبياء خير خلق الله تعالى حتماً سيكونوا ورثتهم خير الخلق بعدهم. فطاعتهم، واحترامهم، وتوقيرهم، وإجلالهم من أوجب حقوقهم على الأمة بل من السنة أن يوقَّر العالم. كما ان محبتهم من الدين، وبُغضهم مناف للدين يقول علي ابن أبي طالب "محـبة العلماء دِينٌ يُدان به". نسأل الله أن يجزيهم على الإسلام والمسلمين أحسن الجزاء، وأن يثبتهم بقولهم الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، إنَّه ولي ذلك والقادر عليه
إعداد الباحث : طه كمال خضر الأزهري
إعداد الباحث : طه كمال خضر الأزهري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق