25 قتيلا بدرعا ودعوات سورية للتظاهر
الاحتجاجات انطلقت من دمشق وانتقلت جنوبا (الفرنسية) |
أكد مصدر طبي مقتل ما لا يقل عن 25 متظاهرا أمس برصاص قوات الأمن في درعا جنوبي سوريا حيث شيعت حشود عددا منهم اليوم, في حين دعا ناشطون إلى تنظيم مظاهرات في كل أنحاء سوريا يوم غد في إطار ما سموه "جمعة الكرامة".
وكانت احتجاجات تطالب بالحرية ومقاومة الفساد قد بدأت في درعا قبل أسبوع, وتصدت لها قوات الأمن بالرصاص الحي مما تسبب في مقتل أربعة متظاهرين الجمعة الماضية.
وتصاعدت وتيرة الاحتجاجات لتعم تقريبا معظم أنحاء محافظة درعا (130 كيلومترا تقريبا جنوب دمشق), وسقط مزيد من القتلى عقب إطلاق النار على مشيعين, ثم عقب اقتحام المسجد العمري في المدينة أمس.
وبينما أكدت شهادات متطابقة أن القتلى سقطوا برصاص الشرطة ووحدات خاصة من الجيش, حملت السلطات السورية مسؤولية أعمال القتل لما سمتها "عصابات مسلحة", بل إنها عرضت أسلحة وأموالا قالت إنها ضبطت داخل المسجد العمري الذي حوله المحتجون إلى مستشفى ميداني.
أحد الجرحى في مستشفى بدرعا (الفرنسية) |
حصيلة ضخمة
وفي تأكيد لشهادات سابقة من درعا عن فداحة الخسائر البشرية خلال أسبوع من الاحتجاجات, قال مسؤول في مستشفى المدينة اليوم إن المستشفى تلقى مساء أمس 25 جثة مصابة جميعها بعيارات نارية.
وشارك اليوم ما لا يقل عن عشرين ألف شخص من أهالي درعا في تشييع عدد من القتلى وفق ما قالت مصادر حقوقية وشهود.
وقال شاهد عيان للجزيرة إن محتجين قدموا مساء أمس من بلدات مجاورة -مثل جاسم وحوران- لمؤازة المحتجين في درعا تعرضوا بدروهم لإطلاق النار عند المدخل الشمالي للمدينة حيث تحدث شهود عن جثث متناثرة في الشارع.
وتحدث شاهد العيان نفسه عن روايات مؤلمة بشأن أعمال القتل التي حصلت في المدينة, مشيرا إلى أن الأهالي شيعوا اليوم مزيدا من القتلى.
ورجح شاهد عيان آخر في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية أن عدد القتلى ربما يفوق مائتين, وتحدث عن استهداف قوات الأمن السورية لمحتجين قدموا من البلدات الشمالية بعدما سمحت لهم بدخول درعا.
وحسب وصف الشاهد ذاته, تحولت درعا إلى "مدينة أشباح" في ظل انتشار وحدات خاصة ينتمي بعضها لجهاز مكافحة الإرهاب, بينما قطعت عنها الاتصالات الهاتفية.
ووفقا لروايات الشهود, فإن من بين القتلى الذين سقطوا حتى الآن طبيبا وسيدة وطفلا, وجنديا يدعى خالد المصري قتل لرفضه المشاركة في اقتحام الجامع العمري.
وكانت الحكومة السورية قد أرسلت في وقت سابق وفدا إلى درعا قبل أن تعلن لاحقا عن إقالة المحافظ فيصل كلثوم بمرسوم من الرئيس بشار الأسد وإطلاق بعض المعتقلين, لكنها لم تفلح في احتواء غضب الأهالي الذين يطالبون بإصلاحات سياسية تشمل إلغاء الطوارئ وإطلاق الحريات العامة بالإضافة إلى مكافحة الفساد.
وبدا أن سقوط أعداد كبيرة من القتلى قد يدفع باتجاه تصعيد أكبر مع دعوة مدونين على المواقع الاجتماعية وناشطين سياسيين إلى التظاهر غدا في كل المدن السورية.
المواقف الدولية
جوبيه طالب السلطات السورية بالاستماع لمطالب الشعب (الأوروبية) |
وأثار قمع الاحتجاجات في درعا مواقف دولية مستنكرة ومطالبة بوقف استخدام القوة ضد المتظاهرين.
ودعا وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه اليوم سوريا إلى أن تستمع لصوت الحرية والديمقراطية, بعدما كانت باريس طالبت أمس دمشق بالكف عن استخدام القوة.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون دعا من جهته أمس إلى "فتح تحقيق شفاف عن المجازر" في درعا, ومحاسبة المسؤولين عنها.
وحث السلطات السورية على عدم استخدام العنف, كما طالبها بالالتزام بتعهداتها الدولية بشأن حقوق الإنسان، بما في ذلك حق التجمع السلمي.
وفي واشنطن, قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر "إن بلاده تشعر بقلق عميق لاستخدام العنف والترهيب والاعتقالات التعسفية التي تقوم بها الحكومة السورية لمنع الشعب من ممارسة حقوقه الأساسية, وتدين هذه الأعمال".
يذكر أن الاحتجاجات في سوريا انطلقت يوم 15 مارس/آذار الحالي عبر مظاهرات صغيرة في دمشق بناء على دعوة على موقع فيسبوك حملت عنوان "الثورة السورية ضد بشار الأسد"، لكنها سرعان ما امتدت إلى جنوبي البلاد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق