بشار الأسد اعترف خلال كلمته بأن الإصلاح تأخر في سوريا |
قال الرئيس السوري بشار الأسد الأربعاء إن سوريا هدفٌ لما أسماها مؤامرة لإحداث صراع طائفي، معتبرا أن بعض السوريين الذين تظاهروا ضد حكمه لهم مطالب مشروعة لكنهم تعرضوا لخداع من قلة متآمرة. واعترف بأن الإصلاح تأخر لكن سوريا ستبدأ الآن، والتحدي هو نوع الإصلاح الذي نريد الوصول إليه.
وأضاف خلال جلسة أمام البرلمان -في أول كلمة علنية له منذ اندلاع الاحتجاجات في جنوبي سوريا وامتدادها لوسط البلاد والمناطق الساحلية- أنه لا يمكن القول إن كل من خرج للشوارع يعد متآمرا.
وأنهى الأسد كلمته دون الإعلان عن نهاية العمل بقانون الطوارئ، ورأى أن البقاء بدون إصلاح "مدمر"، لكنه حذر من "التسرع" فيه.
وقال إنه كانت هناك تعليمات بمنع جرح أي مواطن خلال الاحتجاجات، وكان هناك حرص على عدم إراقة دماء، وأقر بأن كلمته تأخرت كثيرا عمدا حتى تتضح الصورة من الأحداث في المنطقة.
وأضاف أن أهل درعا التي بدأت الاحتجاجات فيها هم من سيقومون بتطويق القلة القليلة التي أرادت الفوضى.
وأوضح أنه ليس كل من خرج للمظاهرات متآمر بل الغالبية خرجت بشكل عفوي وحركتها أقلية متآمرة إذ خلط المتآمرون بين الفتنة والإصلاح والحاجات اليومية.
وقال إنه سيتم التحقيق والمحاسبة في ما يتعلق بإراقة الدماء، معربا عن أسفه لسفك هذه الدماء وأنه سيعمل بأقصى سرعة للملمة الجراح ورأب الصدع.
استقالة الحكومة
جاء ذلك بعد أن قبل الأسد استقالة حكومته أمس بعد نحو أسبوعين من الاضطرابات المؤيدة للديمقراطية.
وكان المعارض السوري مأمون الحمصي قال لرويترز من منفاه في كندا إن الأسد يتعرض لضغوط داخلية وخارجية، وإنه "أعد خطة لإعطاء انطباع للرأي العام بأنه بدأ الإصلاحات".
وقصر المحتجون في البداية مطالبهم على المزيد من الحرية، لكن بعد القمع الذي عاملتهم به قوات الأمن خاصة في درعا حيث انطلقت الشرارة الأولى للاحتجاجات أصبحوا يدعون إلى "إسقاط النظام".
وهذه النداءات هي صدى للانتفاضات التي أسقطت الرئيسين التونسي والمصري، وحضت الثوار على قتال العقيد معمر القذافي. وقد تفجرت الاحتجاجات في جنوبي سوريا وامتدت إلى مناطق أخرى في البلاد مما يشكل أكبر تحد للرئيس السوري منذ توليه السلطة عام 2000.
دعوة لإصلاحات سياسية
الولايات المتحدة دعت الأسد أمس إلى القيام بإصلاحات سياسية أكبر قائلة إنها تراقب الوضع في سوريا |
ومن لندن أدانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ما وصفته بقمع المتظاهرين في سوريا، وحثت الأسد على تنفيذ الإصلاحات في مواعيدها والاستجابة لمطالب الشعب بما في ذلك الرفع الفوري لحالة الطوارئ.
ومن لندن أيضا أدان نظيرها الفرنسي آلان جوبيه الأسلوب الذي ووجهت به المظاهرات، لكنه اعتبر أن من المبكر الحديث عن العقوبات.
من جهة أخرى قال نيك كليغ نائب رئيس الوزراء البريطاني الثلاثاء إن لندن لا ترى ضرورة لتدخل دولي في سوريا التي تجتاحها احتجاجات مناهضة للحكومة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق