فيما وصفتهم بعض المؤسسات الإخبارية "بالمتشددون" يهاجمون معرض الرياض الدولي للكتاب
ذكرت كثير من الصحف مايلي :
معرض الكتاب معرض وطني يعكس مدى ما يتمتع به المواطنون من وعي وثقافة وقدرة على تقبُّل الاختلاف والتعايش السلمي وتقدير اختيارات الجميع من منطلق أن الأصل هو تمتع الإنسان بحريته طالما هي ملتزمة بحدود العقد الاجتماعي المتفق عليه، وليس أكبر وأوضح من إشراف وزارة الثقافة على المعرض وهي جهة حكومية تعمل وفق أجندة وطنية شمولية لا تحابي طرفاً على حساب أطراف أخرى.
وتعمل السعودية على تنظيم المعرض الدولي للكتاب في الرياض بشكل سنوي، ويعتبر حدث يحظى باهتمام كبير في المملكة، حيث تتوفر بعض العناوين لا تباع عادة في مكتبات المملكة.
فمعارض الكتب إن لم تساعد على تنمية القدرة في التعبير عن الآراء باختلاف اتجاهاتها فلا جدوى من عشرات الملايين التي ينفقها المواطنون على شراء الكتب سنوياً، فالاطلاع لا بد أن يُحدث فرقاً في مستوى تفكير الفرد وقدرته على الشفافية والتعبير عن رأيه، لكنّ هناك قنوات ووسائل محددة ومتفقاً عليها.
هجوم على وزير الاعلام
وعلى الرغم من يقين الجميع بحرية التعبير إلا أن المعرض الدولي للكتاب في مدينة الرياض الذي يستمر لمدة عشرة أيام ويعد واحدا من أهم وأكبر معارض الكتب في العالم العربي ويشارك فيه أكثر من 700 دار نشر من ثلاثين دولة يعرضون أكثر من 300 ألف عنوان، شهد في أول أيامه تهجم عشرات المتشددين السعوديين الملقبين بـ "المحتسبين"، اعتراضا على تضمنه كتبا "تتعارض مع تعاليم الإسلام"، وذلك تزامنا مع جولة لعبد العزيز خوجة وزير الإعلام السعودي.
وذكر شاهد عيان أن "العشرات من الشبان الذين يقولون إنهم محتسبين دخلوا المعرض أثناء جولة وزير الإعلام خوجة"، مضيفا أن المقتحمين سألوا الوزير "كيف سمحت بإقامة معرض كهذا؟، وقالوا إن بعض الكتب المعروضة هي من أعمال كفرة مصيرهم جهنم".
وأضاف الشاهد أن الشبان عمدوا إلى الصراخ في أرجاء المعرض ضد كتاب ونعتهم بالكفار وحدث تلاسن قوي بينهم وبين الوزير، منتقدين قيامه بالسماح بتنظيم المعرض.
فيما قال شاهد آخر بحسب ما ورد بصحيفة "سيريا نيوز" الإلكترونية: "إن المتشددين تعرضوا للنساء الموجودات بطريقة دفعت العديد منهن إلى المغادرة كما منعوا صحفية من أداء عملها".
وذكرت تقارير صحفية سعودية أن "الجهات الأمنية تتحفظ على ثلاثة من المحتسبين"، مبينة أن الشبان "انتقدوا السماح بتبرج المذيعات وتجولهن بهذه الصورة داخل المعرض، إضافة إلى استضافة وإقامة ندوات لبعض الكتاب الذين تطاولوا على الدين الإسلامي، بحسب تعبيرهم".
خوجة والـ"فيسبوك"
عبدالعزيز خوجة |
وفي مقابل ذلك التهجم انتقد خوجة مضايقة الزوار والناشرين، وكتب على صفحته على موقع "فيسبوك" أن كل من له ملاحظة على معرض الكتاب فليتقدم بشكواه إلى الجهات الرسمية المختصة المتواجدة في المعرض"، مضيفا أن "هذا المعرض واجهة ثقافية وحضارية لبلادنا وأرجو أن نكون جميعا على مستوى هذه المسئولية".
وعن دور الوزارة للتصدي لممارسات المتشددين "المحتسبين"، قال خوجة: "علاقتنا مع الجهات الرقابية والإحتسابية جيدة، ولكن في بعض الأحيان هناك آراء من أطراف أخرى، فالوطن تتعدد به الشرائح ولكن نحن نتقبل الرأي ولا نزايد على الدين والعقيدة ونحن تحت لواء واحد، ونؤمن بحرية الاستماع لكل الآراء دون تفرقة، والمهم ألا تتدخل بعملنا، وزارة الثقافة والإعلام تحظى بثقة خادم الحرمين الشريفين ونحن مؤتمنون بأمانة نسير من خلالها الأمور ولا أحد يفرض علينا أمرا أو يتدخل في شئوننا".
نداءات بالمقاطعة
وحول ظهور بعض النداءات على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك" التي تطالب بمقاطعة معرض الرياض الدولي للكتاب بسبب سياسات الحجب والمنع لبعض دور النشر ولمنعه عناوين كتب محددة، شدد خوجة على أن في هذا العام لم تمنع وزارته أي دار عن المشاركة ولم يتم التحفظ على عناوين الكتب، مشددا على أن مطالبة المقاطعة للمعرض تقوم على الإشاعات التي لا تمت للواقع بصلة.
وطالب وزير الثقافة والإعلام ممن يردد المطالبة بالمقاطعة للمعرض بأن يأتي للمعرض ليطلع بنفسه على ما يضمه المعرض من دور نشر وعناوين كتب.
وأوضح خوجة تواصله مع شرائح المجتمع كافة، خاصة فئة الشباب، وذلك من خلال صفحته الشخصية على "فيس بوك"، معتبرا ذلك الأمر مدعاة للفخر بالنسبة له، ولمح إلى قيامه بشكل دوري بالرد على كل ما يصله من اقتراحات أو اعتراضات أو آراء في المجالات كافة وفي مقدمتها معرض الرياض الدولي للكتاب.
وتمنى خوجة في حديثه عدم تصديق الإشاعات وتناقلها على كونها حقيقة ثابتة، ويضيف أن "معظم ما نشاهده الآن من اعتراضات قائمة على إشاعات وأخبار ليس لها أساس من الصحة".
وأكد الوزير خوجه على أن من سيزور المعرض سيدهش لكم الحرية المتاحة لدور النشر لتقديم ما لديها من نتاج معرفي، بالإضافة إلى عدد من الندوات وورش العمل والمحاضرات الثرية بالمعرفة والثقافة وبكل أشكال النقاش المثمر، وشدد خوجة على أن دور وزارته هو تمثيل "الوحدة الوطنية والدينية التي يعتز بها كل
مواطن في هذه البلاد، ونسعى للمحافظة عليها".
أحد مواقع التواصل الاجتماعي الـ |
وأشار خوجة إلى توافر الشجاعة اللازمة والكافية لدى وزارته لتقول رأيها بكل تجرد ومصداقية، مشيرا إلى أن العصر الحالي هو عصر الشفافية والحرية لإبداء الرأي، معتقدا أن أي مواطن سعودي يحق له أن يبدي رأيه.
العالم العربي وتأثيره
ونفى خوجة تأثير الأحداث السياسية في العالم العربي في المعرض، ذاكرا أن المشاركين بالمعرض من جميع الدول العربية دون استثناء، لعلمهم بأمن واستقرار هذه البلاد، وتحل الهند ضيف شرف على المعرض هذا العام.
وأكد الوزير أن دور النشر العربية كافة، خاصة المصرية والتونسية موجودة بالمعرض، واطلع على عدد منها خلال زيارته التفقدية للمعرض.
وأضاف خوجه أن الجميع سيشهد خلال المعرض أكبر تظاهرة لدور النشر العربية والعالمية في هذا العام، ولمح إلى أن العارضين من دور النشر العربية والأجنبية لديهم ثقة في الاستقرار السياسي والأمني للسعودية.
وحول مشاركة جمهورية الهند كضيف شرف على معرض الرياض للكتاب في دورته الحالية، أشار خوجة إلى أن "الهند تعد دولة عظيمة وتحظى بإرث ثقافي وتاريخي وحضاري كبير جدا، ومكسب للمعرض أن تكون ضيفة الشرف في دورته الحالية".
ولمح إلى ما تتمتع به السعودية والهند من العلاقات الثنائية المتميزة، مشيرا لما للهند من تاريخ مشرف، ويضيف بالقول: "بل تعد الهند من الحواضر الإسلامية في العصور الماضية، وكما جرت العادة في السنوات الماضية خلال المعرض، فإننا نقوم باستضافة إحدى الدول الصديقة أو الشقيقة، والآن نحن نستضيف الهند في معرض الرياض الدولي للكتاب في دورته الحالية".
معاقبة "المتشددين"
واستنكر عدد من المثقفين السعوديين ما حدث في المعرض، مؤكدين أن مثل هذا السلوك يسيء إلى صورة المملكة، كما يشوه التظاهرة الثقافية الكبرى التي يمثلها معرض الرياض، وتحظى بإقبال ومتابعة من شرائح واسعة في المجتمع.
وطالب هؤلاء المثقفون بإيقاع العقوبة على أولئك "المحتسبين" ليرتدعوا مستقبلاً.
وقال الدكتور محمد آل زلفة عضو مجلس الشورى: "إن ما حدث سلوكياتٌ خاطئة، وتجاوزاتٌ غير مسئولة، وأنا لا ألومهم لأن مثل هؤلاء لديهم انطباعات مسبقة عن الثقافة، وينظرون إليها على أنها سلبية على ثقافة الإنسان، ويتحركون من خلفيات مشوهة عن المثقفين والمناشط الثقافية، وأتمنى أن يراجعوا أنفسهم، وليس لأحد وصـــــاية على أحد"، متمنياً أن يرتقي أولئك بوعيهم وأن تكون الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة.
فيما أبدى بندر عثمان الصالح أسفه لما حدث، وقال: "ذهب فكري بعيداً، وأنا أتابع ما حدث بحزن شديد، بأن هؤلاء تناسوا شيئاً اسمه وطن، وكل شيء قابل للعبث إلا الوطن ومقدراته، وللأسف الشديد كنت شاهداً على ما حدث، ورأيت بعيني أنهم جيل صغير لا يتجاوز الكبير فيهم عمر الـ25 من العمر، وأنا لا ألومهم إنما ألوم إهمال البيت الذي تقع عليه مسئولية التربية".
وقال الكاتب محمد ناصر الأسمري: "إن ما حصل شيء مخجل ومؤسف، ولكنهم قلة لا تمثل غالبية المجتمع السعودي، لا في السلوك أو طريقة التعبير، وهؤلاء يستعرضون أكثر من أي شيء آخر، لكي يقال لهم في الأوساط التي ينتمون إليها إنهم أحدثوا عملاً يُؤجرون عليه، وأنهم موجودين في الساحة وهم ليس لهم أي تمثيل يمكن أن يؤثر أو يوقف النهوض الفكري والتقدم الحضاري الذي تعيشه المملكة، وحرية الفكر وانفتاح أوعية المعلومات المؤمل منهم الاستفادة منها، في تغيير أساليب التعبير وإيصال رسائلهم بالطرق الحضارية الراقية للجهات المسئولة والمنظمة لأي تظاهرة ثقافية".
وأوضح الكاتب خالد سليمان: "إن هذه الكثافة العددية واستعراض القوة ليس له ما يبرره في تظاهرة ثقافية وواجهة حضارية للمجتمع السعودي، لأن هناك في المعرض جهات مسئولة ومنظمة تتلقى الشكاوى، وتتفاعل مع ما يرفع إليها بطريقة حضارية، بعيداً عن التطاول والتجاوز ورفع الصوت وإثارة الشغب في المعرض. مثل هذه الأحداث تسيء للطابع الإنساني والحضاري، وهذه الصورة لا تعبر عن الـــسلوك الإسلامي في طرق النصيحة".
وقال الشاعر إبراهيم الجريفاني: "يجب أن نؤكد نقطة أساسية، وهي أن المعارض الدولية للكتاب واجهة ثقـافية لكل دولة، وفرصة لترسيخ وتقديم أخلاقياتها، والمستوى الذي وصلت إليه من وعي ثقافي وأخلاقي. ومعرض الرياض يجب أن يعكس أخلاقيات وسلوكيات المجتمع السعودي".
ويرى الكاتب عبدالله الكعيد أن مَن لا يؤمن بالدولة المدنية ولا بضوابط القانون والنظام، «يريد تطبيق شريعة الغاب وسيادة الفلتان، بحيث يغير كل فرد ما لا يعجبه بيده. وما حدث في معرض الرياض الدولي للكتاب من تدخّل من يسمّون بشباب الاحتساب لإثارة الفوضى يعتبر خروجاً صريحاً على القانون، والنظام يستوجب العقاب بلا تردد أو لين، لأن لكل نشاط مرجعيّة تعتبر المسئول المباشر عن النشاط، وتمثّل الشرعية الرسمية للدولة، وهي هنا وزارة الثقافة والإعلام، وكل من يتدخل في عملها يعتبر مُخلاً بأنظمة الدولة. لهذا أُطالب بإيقاع العقوبة على هؤلاء المتطفلين ليرتدعوا مستقبلاً، وليعلم غيرهم أن الكلمة الفصل في مثل هذه الأمور هي للأجهزة والمؤسسات الرسمية لا لـ"الملاقيف" أو للخارجين على القانون".
مشاركات الكتاب في 2011
ومعرض الرياض الدولي للكتاب 2011م يقدم فيه أكثر من ثلاثة عشر ناديا أدبيا في المملكة وجبات ثقافية دسمة لزواره، وذلك من خلال العديد من الأطروحات الثقافية، وسلاسل النشر المشتركة والمجلات والمنشورات الدولية لتلك الأندية.
معرض الرياض الدولي للكتاب |
وتشهد حاليا أورقة الأندية الأدبية المتجاورة في المعرض حراكا واسعا من الزوار الذين يحرصون على اقتناء منتجات الأندية التي تنوعت في تناولاتها بين القصة والرواية والمسرح ورصد للمشهد الثقافي في المملكة تجاوز عدد عناوينها 900 عنوان.
ويشارك نادي الرياض الأدبي هذا العام بأكثر من 150 عنوانا، منها 23 كتابا جديدا، وقال الدكتور عبدالله الوشمي رئيس نادي الرياض الأدبي: "إن مشاركة النادي لهذا العام مختلفة سواء في العدد أو جدة الكتب المطروحة".
وأوضح الوشمي أن هناك 23 كتابا للتو رأت النور في معرض الرياض، مضيفا أن الجناح يضم العديد من السلاسل الأدبية المشتركة مع بيروت والدار البيضاء وسلسلة النشر المشترك وسلسلة رؤى الثقافية وسلسلة الكتاب الأول، إلى جانب آخر مجلتين دوريتين. على جانب متصل يشارك نادي المدينة الأدبي بأكثر من 90 عنوانا. وربما تكون مشاركة النادي الأدبي في
ملاحظة أخيرة :
نريد من إخواننا وأخواتنا المشاركة بالتعليق لبيان مدى صحة ما تدفع به هذه المؤسسات الإخبارية ، فنحن نعلم أن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، لا تتصف بما يصفهم به هؤلاء .
نرجوا التوضيح والتبيان .
نسأل الله عزوجل أن يحفظ بلاد الحرمين من كل سوء ومكروه ، ومن كل فتنة يزج بها الفاتنين ، وجميع بلاد المسلمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق