حديث (إن الله تجاوز لأمتي ما حدَّثت به أنفسها.....)
قال الإمام مسلم رحمه الله في آخر كتاب الإيمان من صحيحه: حدثنا سعيد بن منصور وقتيبة بن سعيد ومحمد بن عبيد الغبري ـ واللفظ لسعيد ـ قالوا حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله تجاوز لأمتي ما حدَّثت به أنفسها ما لم يتكلموا أو يعملوا به)).
المبحث الأول: التخريج:
أخرج مسلم هذا الحديث من هذه الطريق ثم قال عقبه: حدثنا عمرو الناقد وزهير بن حرب قالا حدثنا إسماعيل بن إبراهيم (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عليّ بن مسهر وعبدة بن سليمان (ح) وحدثنا ابن المثنى وابن بشار قالا حدثنا ابن أبي عدي كلهم عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن زرارة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله عز وجل تجاوز لأمتي عمّا حدّثت به أنفسها ما لم تعمل أو تكلم به)). وحدثني زهير بن حرب حدثنا وكيع حدثنا مسعر وهشام (ح) وحدثني إسحاق بن منصور أخبرنا الحسين بن عليّ عن زائدة عن شيبان جميعاً عن قتادة بهذا الإسناد مثله.
وأخرجه البخاري في ثلاثة مواضع من صحيحه، أولها: في (كتاب العتق، باب الخطأ والنسيان في العتاقة والطلاق ونحوه) فقال: حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا مسعر عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الله تجاوز لي عن أمتي ما وسوست به صدورها ما لم تعمل أو تكلّم)).
والثاني: في (كتاب الطلاق، باب الطلاق في الإغلاق، والكره، والسكران والمجنون وأمرهما، والغلط والنسيان في الطلاق، والشرك وغيره) فقال: حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا هشام حدثنا قتادة عن زرارة بن أوفى عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم)). وقال قتادة: إذا طلق في نفسه فليس بشيء.
والثالث: في (كتاب الأيمان والنذور، باب إذا حنث ناسياً في الأيمان) فقال: حدثنا خلاد بن يحيى حدثنا مسعر حدثنا زرارة بن أوفى عن أبي هريرة يرفعه قال: ((إن الله تجاوز لأمتي عما وسوست أو حدثت به أنفسها ما لم تعمل به أو تكلم)) ورواه أبو داود في (كتاب الطلاق) من سننه (باب في الوسوسة بالطلاق) فقال: حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا هشام عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله تجاوز لأمتي عما لم تتكلم به أو تعمل به وبما حدثت به أنفسها)).
ورواه الترمذي في (كتاب الطلاق) من جامعه (باب ما جاء فيمن يحدث نفسه بطلاق امرأته) فقال: حدثنا قتيبة حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تجاوز الله لأمتي ما حدَّثت به أنفسها ما لم تكلم به أو تعمل به)) قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند أهل العلم أن الرجل إذا حدّث نفسه بالطلاق لم يكن شيء حتى يتكلم به.
ورواه النسائي في (كتاب الطلاق) من سننه (باب من طلق في نفسه) فقال: أخبرنا إبراهيم بن الحسن وعبد الرحمن بن محمد بن سلام قالا حدثنا حجاج بن محمد عن ابن جريج عن عطاء عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال عبد الرحمن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله تعالى تجاوز عن أمتي كل شيء حدثت به أنفسها ما لم تكلم به أو تعمل)).
أخبرنا عبيد الله بن سعيد قال حدثنا ابن إدريس عن مسعر عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله عز وجل تجاوز لأمتي ما وسوست به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم به))، أخبرني موسى بن عبد الرحمن قال حدثنا حسين الجعفي عن زائدة عن شيبان عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله تعالى تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها ما لم تكلم أو تعمل به)).
وأخرجه ابن ماجه في (كتاب الطلاق) من سننه (باب من طلق في نفسه ولم يتكلم به) فقال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عليّ بن مسهر وعبدة بن سليمان (ح) وحدثنا حميد بن مسعدة حدثنا خالد بن الحارث جميعاً عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها ما لم تعمل به أو تكلم به)). وأخرجه في (باب طلاق المكره والناسي) فقال: حدثنا هشام بن عمار حدثنا سفيان بن عيينة عن مسعر عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله تجاوز لأمتي عما توسوس به صدورها ما لم تعمل به أو تتكلم به وما استكرهوا عليه)).
المبحث الثاني: التعريف برجال الإسناد:
الأول: شيخ مسلم سعيد بن منصور، وهو سعيد بن منصور بن شعبة أبو عثمان الخراساني نزيل مكة، ثقة مصنف، وكان لا يرجع عما في كتابه لشدّة وثوقه به، مات سنة سبع وعشرين ـ أي بعد المائتين وقيل بعدها ـ من العاشرة. قاله الحافظ في (التقريب)، ورمز لكونه من رجال الجماعة.
وقال المقدسي في (الجمع بين رجال الصحيحين): سمع فليح بن سليمان عندهما ـ أي في الصحيحين ـ وأبا عوانة وغيره سماهم عند مسلم، ثم قال: روى عنه مسلم وأكثر، وروى البخاري عن يحيى بن موسى حدث عنه حديثاً واحداً في آخر (كتاب الصلاة). وقال الخزرجي في (الخلاصة): له في البخاري فرد حديث. انتهى. وهذا الحديث أخرجه قبيل (كتاب الجمعة، باب سرعة انصراف النساء من الصبح وقلة مقامهن في المسجد). وذكر الحافظ في (تهذيب التهذيب) الكثير من ثناء الأئمة عليه، ونقل توثيقه عن ابن نمير، وابن خراش، وأبي حاتم، وابن حبان، وابن قانع، والخليلي، ومسلمة بن قاسم.
الثاني: شيخ مسلم قتيبة بن سعيد تقدم في رجال إسناد الحديث الخامس.
الثالث: شيخ مسلم محمد بن عبيد الغبري، قال الحافظ في التقريب: محمد بن عبيد بن حساب ـ بكسر الحاء وتخفيف السين المهملة ـ الغبري ـ بضم المعجمة وتخفيف الموحدة المفتوحة ـ البصري، ثقة من العاشرة، مات سنة ثمان وثلاثين ـ أي بعد المائتين ـ ورمز لكونه من رجال مسلم، وأبي داود، والنسائي. وقال في (تهذيب التهذيب): روى عن حماد بن زيد، وأبي عوانة، وجعفر بن سليمان الضبعي، وغيرهم سماهم، ثم قال: روى عنه مسلم، وأبو داود، وروى النسائي عن زكريا بن يحيى السجزي عنه، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وغيرهم سماهم. ونقل توثيقه عن النسائي، ومسلمة، وختم ترجمته بقوله: وفي الزهرة روى عنه مسلم عشرين حديثاً.
الرابع: أبو عوانة، قال الحافظ في التقريب: وضاح ـ بتشديد المعجمة ثم مهملة ـ ابن عبد الله اليشكري ـ بالمعجمة ـ الواسطى البزاز، أبو عوانة مشهور بكنيته، ثقة ثبت من السابعة، مات سنة خمس أو ست وسبعين ـ أي بعد المائة ـ ورمز لكونه من رجال الجماعة. وقال في (تهذيب التهذيب): اليشكري مولى يزيد بن عطاء، أبو عوانة الواسطي البزاز، كان من سبي جرجان، ثم ذكر جماعة روى عنهم منهم: قتادة، والأعمش، والأسود بن قيس، وغيرهم سماهم. وجماعة رووا عنه منهم: عبد الرحمن بن مهدي، وسعيد بن منصور، وقتيبة بن سعيد، ومحمد بن عبيد بن حساب، وحجاج بن منهال، وغيرهم سماهم. ثم ذكر الكثير من كلام الأئمة فيه وثنائهم عليه في كتابه، وختم ترجمته بقول ابن عبد البر فيه: أجمعوا على أنه ثقة ثبت فيما حدّث من كتابه. وقال: إذا حدّث من حفظه ربما غلط. انتهى. وقال الذهبي في (الميزان): مجمع على ثقته وكتابه متقن بالمرة.
الخامس: قتادة، وهو قتادة بن دعامة بن قتادة السدوسي أبو الخطاب البصري، ثقة ثبت، يقال: ولد أكمه، وهو رأس الطبقة الرابعة، مات سنة بضع عشرة ـ أي بعد المائة ـ، قاله في (التقريب) ورمز لكونه من رجال الجماعة. وقد ذكرت رجال إسناد الحديث الثالث عشر من الأحاديث التي اخترتها من صحيح البخاري.
والسادس: زرارة بن أوفى، قال الحافظ في (التقريب): زرارة ـ بضم أوله ـ ابن أوفى العامري الحرشي ـ بمهملة وراء مفتوحتين ثم معجمة ـ أبو حاجب البصري قاضيها، ثقة عابد من الثالثة، مات فجأة في الصلاة سنة ثلاث وتسعين، ورمز لكونه من رجال الجماعة.
وقال المقدسي في (الجمع بين رجال الصحيحين): سمع أبا هريرة، وعمران بن حصين، وسعد بن هشام عندهما ـ أي في الصحيحين ـ وأسيد بن جابر عند مسلم، روى عنه قتادة عندهما، ونقل الحافظ في (تهذيب التهذيب) توثيقه عن النسائي، وابن سعد، والعجلي، وقال: قال أبو حبان القصاب: صلى بنا زرارة الفجر، ولما بلغ ) فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ ، َفذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ ( شهق شهقة فمات.
السابع: أبو هريرة t وقد تكرر ذكره.
المبحث الثالث: لطائف إسناده وما فيه من الشواهد التطبيقية لعلم مصطلح الحديث:
(1) رجال الإسناد السبعة اتفق أصحاب الكتب الستة على إخراج حديثهم إلا شيخ مسلم محمد بن عبيد الغبري فلم يرو له منهم مع مسلم سوى أبي داود والنسائي.
(2) في الإسناد ثلاثة بصريون وهم: محمد بن عبيد الغبري، وقتادة، وزرارة بن أوفى.
(3) في الإسناد راويان اشتهرا بالكنية وهما: أبو هريرة رضي الله عنه، وأبو عوانة.
(4) في الإسناد تابعيان وهما: قتادة، وزرارة، فهو من رواية تابعي عن تابعي.
(5) قتادة وصف بالتدليس، وقد صرّح بالتحديث في رواية هذا الحديث عن زرارة كما في صحيح البخاري في (كتاب الأيمان والنذور) وتقدم في التخريج.
(6) سعيد بن منصور شيخ مسلم ليس له في صحيح البخاري سوى حديث واحد أخرجه عنه في (كتاب الصلاة) قبيل (كتاب الجمعة) في (باب سرعة انصراف النساء من الصبح وقلة مقامهن في المسجد)، رواه عنه بواسطة يحيى بن موسى.
(7) أبو عوانة، كنية اشتهر بها وضاح بن عبد الله اليشكري المتوفى سنة خمس أو ست وسبعين ومائة، وقد اشتهر بهذه الكنية أيضاً شخص آخر من المحدثين إلاّ أنه متأخر عن هذا وهو: أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفرائيني المتوفى سنة ست عشرة وثلاثمائة، وهو صاحب المستخرج على صحيح مسلم.
(8) زرارة بن أوفى من الثقات العبّاد وقد مات فجأة في الصلاة، قال ابن كثير في تفسيره في سورة المدثر: وقد روينا عن زرارة بن أوفى قاضي البصرة أنه صلى بهم الصبح فقرأ هذه السورة فلما وصل إلى قوله تعالى: ) فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ ، َفذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ ، عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ ). شهق شهقة ثم خرَّ ميتاً رحمه الله تعالى.
(9) ذكر الحافظ ابن حجر في (نخبة الفكر) أن من المهم في علم المصطلح معرفة الأنساب وهي تقع إلى القبائل، وإلى الأوطان، وإلى الصنائع والحرف. انتهى.
وقد اجتمعت هذه النسب الثلاث في ترجمة أبي عوانة في (تقريب التهذيب) فاليشكري نسبة إلى قبيلة، والواسطي نسبة إلى وطن، والبزاز نسبة إلى حرفة.
(10) خرج مسلم الحديث عن ثلاثة من شيوخه ثم قال: واللفظ لسعيد: أي إن المتن الذي ساقه من راوية سعيد بن منصور لفظاً، أما الآخران فبالمعنى، وهذه طريقة مسلم ـ رحمه الله ـ عندما يروي الحديث عن جماعة من شيوخه في إسناد واحد يبين من له اللفظ منهم.
المبحث الرابع: شرح الحديث:
(1) قوله (إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها). قال النووي في شرح صحيح مسلم: ضبط العلماء (أنفسها) بالنصب والرفع وهما ظاهران إلا أن النصب أظهر وأشهر. قال القاضي عياض: أنفسها بالنصب ويدل عليه قوله: إن أحدنا يحدث نفسه. قال: قال الطحاوي: ((وأهل اللغة يقولون (أنفسها) بالرفع يريدون بغير اختيارها كما قال الله تعالى: ) وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ (، والله أعلم)).
(2) قوله (تجاوز) أي عفا وغفر، والمراد بالأمة: أمة الإجابة وهم الذين استجابوا للدعوة فدخلوا في الإسلام. قال الحافظ في (الفتح): والمراد نفي الحرج عما يقع في النفس، حتى يقع العمل بالجوارح أو القول باللسان على وفق ذلك. وقال أيضاً: وظاهر الحديث أن المراد بالعمل عمل الجوارح لأن المفهوم من لفظ (ما لم يعمل) يشعر بأن كل شيء في الصدر لا يؤاخذ به سواء توطن به أو لم يتوطن.
وقال النووي في شرح صحيح مسلم: ((قال المازري: مذهب القاضي أبي بكر بن الطيب أن من عزم على المعصية بقلبه، ووطّن نفسه عليها أثم في اعتقاده وعزمه، ويحمل ما وقع في هذه الأحاديث وأمثالها، على أن ذلك فيمن لم يوطن نفسه على المعصية، وإنما مرّ ذلك بفكره من غير استقرار، ويسمى هذا هماً، ويفرق بين الهم والعزم. هذا مذهب القاضي أبي بكر، وخالفه كثير من الفقهاء والمحدثين وأخذوا بظاهر الحديث)). قال القاضي عياض: عامة السلف وأهل العلم من الفقهاء والمحدثين على ما ذهب إليه القاضي أبو بكر، للأحاديث الدالة على المؤاخذة بأعمال القلوب، لكنهم قالوا: إن هذا العزم يكتب سيئة وليست السيئة التي همَّ بها، لكونه لم يعملها وقطعه عنها قاطع غير خوف الله تعالى والإنابة، لكن نفس الإصرار والعزم معصية فتكتب معصية، فإذا عملها كتبت معصية ثانية، فإن تركها خشية لله كتبت حسنة، كما في الحديث: ((إنما تركها من جرائي))، فصار تركه لها لخوف الله تعالى ومجاهدة نفسه الأمارة بالسوء في ذلك وعصيانه هواه حسنة، فأما الهم الذي لا يكتب، فهي الخواطر التي لا توطن النفس عليها ولا يصحبها عقد ولا نية وعزم. ثم قال النووي في نهاية كلام القاضي عياض: وهو ظاهر حسن لا مزيد عليه، وقد تظاهرت نصوص الشرع بالمؤاخذة بعزم القلب المستقر ومن ذلك قوله تعالى: ) إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ...( الآية. وقوله: ) اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ (، والآيات في هذا كثيرة، وقد تظاهرت نصوص الشرع وإجماع العلماء على تحريم الحسد، واحتقار المسلمين، وإرادة المكروه بهم، وغير ذلك من أعمال القلوب وعزمها، والله أعلم. انتهى.
(3) من فقه الحديث وما يستنبط منه:
(1) سعة فضل الله وإحسانه إلى عباده.
(2) الإشارة إلى عظيم قدر الأمة المحمدية.
(3) أن التجاوز عما يقع في النفس من خصائص هذه الأمة.
(4) أن حديث النفس لا يسمى كلاماً.
(5) التنبيه إلى حفظ اللسان إلا في الخير، والجوارح إلا فيما هو معروف.
(6) أن الإنسان إذا حدث نفسه بالطلاق لم يقع بمجرد ذلك.
(7) أن الإنسان إذا كتب طلاق امرأته وقع الطلاق لأنه عزم بقلبه وعمل بكتابته.
(8) أن الكلام هو ما يسمع من المتكلم.
(9) الرد على من قال إن كلام الله معنى قائم في نفسه لم يسمع منه، بل هو سبحانه يتكلم إذا شاء كيف شاء بكلام يسمعه من شاء، سمعه جبريل عليه السلام، وسمعه موسى عليه السلام، وسمعه محمد صلى الله عليه وسلم ليلة عرج به إلى السماء، وكلامه صفة من صفاته يجب إثباتها على الوجه اللائق به سبحانه، بدون تكييف أو تشبيه، وبدون تأويل أو تعطيل.
(10) أن الإنسان يؤاخذ في أقواله وأعماله.