السؤال :
إذا عمل المسيحى عملا صالحا فى الدنيا فهل ذلك يخفف عنه من عذاب القبر وعذاب النار ؟
المفتي :
الشيخ محمد صفوت نور الدين - الشيخ صفوت الشوادفي - د.جمال المراكبي
الجواب:
قال تعالى " أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا " سورة الكهف 105 )وقال تعالى " وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا " الفرقان 23 فالكافر لا ينفعه عمل صالح ولا يقبل منه فى الآخرة بل يحبط عمله ويصير هباء منثورا .
وقد أخرج مسلم فى كتاب الإيمان من صحيحه باب الدليل على أن من مات على الكفر لا ينفعه عمل : عن عائشة : (قلت يا رسول الله ابن جدعان كان فى الجاهلية يصل الرحم ويطعم المسكين ، فهل ذاك نافعه ؟ قال : لا ينفعه إنه لم يقل يوما رب اغفر لى خطيئتى يوم الدين ).
فإن قال قائل : هل يستوى فى عدل الله من عمل صالحا وهو كافر ومن لم يعمل مع الكفر سوى الذنوب والمعاصى ؟ فنقول إن الكفر مانع من قبول العمل ، ومع هذا فإن الله تبارك وتعالى لا يستوى عنده من عمل صالحا حال كفره ومن لم يعمل ، بل إنه سبحانه يجزى الكافر بحسنات ما عمل فى الدنيا .
وقد أخرج مسلم فى كتاب صفة القيامة ، باب جزاء المؤمن بحسناته فى الدنيا والآخرة ، وتعجيل حسنات الكافر فى الدنيا : عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله لا يظلم مؤمنا حسنة يعطى بها فى الدنيا ويجزى بها فى الآخرة وأما الكافر فيطعم بحسنات ما عمل بها لله فى الدنيا حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم تكن له حسنة يجزى بها ).
ويستثنى من ذلك ما ورد بالنص الصحيح من تخفيف العذاب عن أبى طالب بسبب دفاعه عن النبى صلى الله عليه وسلم ففى الصحيحين عن العباس بن عبد المطلب أنه قال : يا رسول الله هل نفعت أبا طالب بشئ فإنه كان يحوطك ويغضب لك ؟ قال : نعم ، هو فى ضحضاح من نار ولولا أنا لكان فى الدرك الأسفل من النار .
والله أعلم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق