أكد الشيخ جمال قطب رئيس لجنة الإفتاء الأسبق أن إصلاح الأزهر يبدأ بتجميع شتات المؤسسة الدينية التي تفرقت في عام 1913م إلى دار الإفتاء ووزارة الأوقاف ومشيخة الأزهر؛ ما أدى إلى عشوائية في التصريحات والفتوى، وانتقص من دور الأزهر.
وأوضح في "المؤتمر الأول لدعم الأزهر" بنقابة الصحفيين السبت 2 أبريل أن العديد من المؤسسات في مصر ومنها (الجيش والقضاء ومجلس الشعب) مستقلة ماليًّا، ولكن الأزهر لم يحظ بنفس الاستقلالية، بالرغم من أنه هو الرمز والعلم.
وأشار إلى أهمية قضية انتخاب شيخ الأزهر، وأهمية ألا تقتصر عليه بل لا بد من تعميم الفكرة؛ لتبدأ من انتخاب شيخ المعهد من الأسرة المحيطة به والعاملة معه وصولاً إلى شيخ الأزهر.
وقدَّم الشيخ قطب بعض المقترحات للنهوض بالأزهر مرة أخرى، وعلى رأسها إنصاف جميع العلماء الحاليين والموجودين في الخدمة، وتعيين من لم يعين منذ سنة 1993م، وإعادة دور الكتاتيب وتدعيمها، مع فتح جميع المساجد المغلقة، والقيام بدور فعال في نشر مبادئ الإسلام السمحة.
وأكد الشيخ صلاح نصار رئيس اتحاد الأئمة تحت التأسيس أن ثورة الخامس والعشرين من يناير نقلتنا من ظلمات دامت طويلاً إلى نور تعلقت به الأبصار، واستيقظت به الضمائر.
وأشار إلى أن الأزهر الشريف في الماضي والحاضر قبلةُ العلم والعلماء، فهو الجامع والجامعة، وهو يقوم بدوره ويؤديه كما أراد الله له أن يؤديه، ومنهجه في ذلك الوسطية التي تعني هنا القمة، فهو في أعلى منزلة وأعلى مكانة.
وأكد أن دور الأزهر قد هُمِّشَ في العهد البائد؛ بسب تكميم الأفواه لكلِّ من أراد أن ينطق بالحق؛ وبسبب إرهاب جهاز أمن الدولة المنحل، مشيرًا إلى أنه بعد أن تحررت الأفواه فدور الأزهر لا بد أن يعود إلى الساحة بكلِّ حرية.
وأوضح أن تحقيق استقلالية الأزهر يبدأ من الاهتمام بأئمة ودعاة الأزهر الشريف، بإنشاء نقابة لهم، والنظر في الكادر المخصص لهم؛ حتى لا يحتاجون لأحد، ولا يستطيع أحد أن يحجر على آرائهم.
وقال الدكتور فياض عبد المنعم أستاذ الاقتصاد بكلية التجارة في جامعة الأزهر أن التعليم الأزهري يحتاج إلى المليارات، وأن أوقاف الأزهر لا تكفي نفقاته، فميزانية الأزهر سنة 1941م كانت 300 ألف جنيه، أما الآن فقد تطور الأزهر بنسبة 120%، ولذلك يحتاج الآن على الأقل إلى ميزانية تصل إلى 80 مليار جنيه.
وأوضح أن الأزهر قيمته في دوره العالمي الذي يحتاج إلى بلورة بنية جديدة للتطوير والاستقلال، بتوقيتات محددة، وبرامج إدارية واضحة وشفافية وإعلان؛ حتى يتجاوب الناس، وفتح الباب الواسع لأنواع جديدة من الأوقاف، وإعطاء الإمام الأكبر شيخ الأزهر حرية أكبر في تخصيص الموارد المالية وفي النقل من بند إلى آخر، وسلطة أكبر في التصرف على أساس أن اللجان التي تمَّ تشكيلها تحتاج إلى مجموعة من البرامج المالية، وقبول منح وتبرعات داخلية وخارجية.
وناقش عددًا من المحاور المتعلقة بعودة دور الأزهر إسلاميًّا وعالميًّا في الحفاظ على وسطية الإسلام وتفعيل دوره التاريخي والريادي، وأن رموز الأزهر وعلماءه خطٌّ أحمر لا يجوز المساس بهم، أما المحور الثاني فقد تعلَّق بسبل دعم استقلال الأزهر ماليًّا وسياسيًّا وإداريًّا، فالاستقلال المالي يتعلق بإعادة أوقاف الأزهر داخليًّا وخارجيًّا كاملة إليه، وإنشاء صندوق لدعم استقلال الأزهر، وإصدار تشريع لتخصيص نسبة من صندوق خدمات المحافظات للأزهر، بالإضافة إلى تخصيص سهم ابن السبيل، وجزء من سهم في سبيل الله من الزكاة للمبعوثين بالأزهر، وأيضًا إنشاء قناة فضائية تحت إشراف الأزهر الشريف.
وتعلق المحور الثالث بدعم عالمية الأزهر، وسبيل ذلك التأكيد على أن الأزهر مؤسسة دينية تُعنى بشئون المسلمين في شتى بقاع الأرض، وأن يكون للأزهر مكاتب تمثِّله في كلِّ دول العالم تُعنى بشئون الأزهريين، وأيضًا أن تحرص الدول الإسلامية على معادلة المعاهد والكليات الشرعية مع الأزهر، بالإضافة إلى أن تضم هيئة كبار علماء الأزهر العلماء ذوي الكفاءة من مختلف دول العالم الإسلامي.
وشمل الملتقى مناقشةً حول المشكلات التي تواجه الطلاب الوافدين الدارسين في جامعة الأزهر، ومن أهم هذه المشكلات ضعف اللغة العربية للوافدين، وخصوصًا مَن هم من أصول غير عربية.
وطالب الوافدين بتنظيم دورات لتقوية اللغة العربية، وتفعيل دور رابطة خريجي الأزهر بجنوب شرق آسيا، سواء على المستوى الديني أو الاجتماعي أو التربوي، وإرسال البعثات الأزهرية المؤهلة لنشر روح التسامح بين شعوب هذه المنطقة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق