الصفحات

الخميس، 5 مايو 2011

عظم شأن الأمانة وخطورة خيانتها

 كتب الدكتور :سعد بن تركي الخثلان 

إن الأمانة مسؤولية عظيمة تحملها الإنسان بعد أن أشفقت منها السموات والأرض والجبال كما قال الله – تعالى – ( إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا) ( سورة الأحزاب ، الآية :72) والمراد بالأمانة في الآية : جميع التكاليف الشرعية.

 الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين وبعد :-
فإن الأمانة مسؤولية عظيمة تحملها الإنسان بعد أن أشفقت منها السموات والأرض والجبال كما قال الله – تعالى – ( إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا) ( سورة الأحزاب ، الآية :72) والمراد بالأمانة في الآية : جميع التكاليف الشرعية في قول عامة المفسرين ، قال الحافظ ابن كثير – رحمه الله-  بعد أن ذكر أقوالا عن السلف في معنى الأمانة الواردة في الآية (وكل هذه الأقوال لاتنافي بينها ، بل هي متفقة وراجعة إلى أنها التكليف ، وقبول الأوامر والنواهي بشرطها، وهو أنه إن قام بذلك أثيب ، وإن تركها عوقب، فقبلها الإنسان على ضعفه وجهله وظلمه إلا من وفق الله... ) ( تفسير ابن كثير3/641) ،وقد انقسم الناس بعد هذا التحمل إلى ثلاثة أقسام ذكرهم الله –عز وجل- في الآية التي بعدها بقوله ( ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفورا رحيما ) ( سورة الأحزاب ، الآية : 73) ، فذكرالله تعالى أقساما ثلاثة للناس :-         
(القسم الأول) المنافقون والمنافقات الذين التزموا بهذه الأمانة ظاهرا وضيعوها باطنا .
( القسم الثاني) المشركون والمشركات الذين ضيعوا هذه الأمانة ظاهرا وباطنا .
( القسم الثالث) المؤمنون والمؤمنات  الذين حفظوا الأمانة ظاهرا وباطنا ، فالقسمان الأولان معذبان ، والقسم الثالث مرحوم.
   والأمانة بهذا المعنى شاملة لكل مااستحفظ عليه العبد من حقوق سواء كانت لله أو لخلقه ، وخيانتها من صفات أهل الكفر والنفاق ..، ويتأكد حفظ الأمانة في حق من ولي شيئا من أمور المسلمين فعليه أن يتقي الله تعالى ويقوم بعمله بكل إخلاص وأمانة ،  ولخيانة الأمانة في هذا المجال صور متعددة ، ومنها :-أن من الناس  من لا ينضبط في عمله فهو كثير التأخر . كثير التغيب .. حتى أثناء تواجده في عمله يقوم به ببطء وتثاقل ، وهذا نوع من الإخلال بالأمانة ، وتجد هذا الشخص لو بخس من مرتبه ولو  بميلغ يسير لأقام الدنيا وألقى باللائمة على المسؤول ، وتجد من الناس من يبخس الناس في البيع والشراء ونحوهما  إما بغش  أوتدليس أوغيره لكنه لايرضى أن يفعل به ذلك.. ،  وهؤلاء يكلد يصدق عليهم قول الله تعالى ( ويل للمطففين * الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون * وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون ) فهم يريدون حقهم كاملا ، لكنهم يبخسون الحق المطلوب منهم .. ، والمطلوب من المسلم أن يكون تعامله مع الآخرين بمثل مايحب ان يتعامل الناس به معه..،وهذا هو المعيار الذي ينبغي أن  يلتزم به المسلم في تعاملاته مع الآخرين .. وقد اختصر النبي صلى الله عليه وسلم هذا المعنى في كلمة جامعة فقال:- ( لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق