كتبت مروة رزق في محيط :
الخضروات درع طبيعي يحميك من
السرطان
الأطباء يحاولون الرجوع إلى الطب البديل بكل ما يوجد به من فوائده،
حيث أكدت الأبحاث الطبية على أهمية الإكثار من تناول الخضراوات والفاكهة بصورة
كبيرة، وذلك لإدراكهم الكامل بمدى خطورة
الآثار الجانبية للأدوية، لما تحتويه من مواد كيماوية خطيرة تؤثر بالسلب على
صحة الإنسان.
لذا يسعى الأطباء بكل ما يملكون من أسلحة علمية لتطويع
هذه النباتات الطبيعية واستخدامها في صد الهجمات الشرسة لأمراض عدة من بينها داء
السرطان اللعين، ورغم كل هذه الدراسات العلمية الموثقة والمحفوظة في المراكز
البحثية المتخصصة، فإن بعض الأطباء يحاولون التوصل إلى تفسير سر ارتباط استهلاك
الخضروات والفواكه، بانخفاض مخاطر الإصابة بالأورام السرطانية عند
الأفراد.
وفي هذا الصدد، توصل باحثون من جامعة ولاية أوريجون
الأمريكية إلى أن هناك قدرة انتقائية لمواد "سالفورافان" الكيميائية المتوفرة
بالبروكلي، في القيام بعملية الاستهداف والتدمير الانتقائي للخلايا السرطانية في
البروستاتا دون أن تطال، سواء بالاستهداف أو القتل، الخلايا السليمة في
البروستاتا.
وتعتبر مواد "سالفورافان" أحد المركبات الكيميائية
النباتية ذات الفاعلية المضادة للأكسدة والمتوفرة بغزارة في البروكلي، وأيضاً في
بقية النباتات من فصيلة الصليبية، مثل الملفوف والقرنبيط.
وهذه النتائج التي توصل إليها الباحثون من مؤسسة لينيس
باولينج التابعة لجامعة ولاية أوريجن، هى خطوة أخرى مهمة في تقدم المحاولات العلمية
لاستخدام مواد "سالفورافان" في الوقاية والمعالجة لأنواع من الأمراض السرطانية.
وأفاد الباحثون بأن مواد "سالفورافان" تعمل كمثبط
لنشاط أنزيمات "هيستون دياسيتايليز". وتمثل عملية تخفيف نشاط هذه الإنزيمات هي أحد
أكثر المجالات البحثية الواعدة في معالجة الأورام السرطانية بالطرق الدوائية والطرق
الغذائية.
وحالياً تجري بالفعل دراسات طبية إكلينيكية لاستخدام
هذه المواد النباتية الكيميائية في الوقاية من الإصابات بنوعين من الأمراض
السرطانية، وهما سرطان الثدي وسرطان البروستاتا.
وكانت دراسات طبية سابقة قد تعرفت بشكل أدق على مهام
هذه الفئة من الأنزيمات في عمليات نشوء الأورام السرطانية ومدى استمرار الانفلات
السرطاني غير المنضبط في نمو الخلايا، طبقاً لما ورد بجريدة "أنباء الشرق
الأوسط".
وإحدى آليات عمل هذه الأنزيمات تتعلق بمدى إعطاء مزيد
من الحرية للجينات التي تطلق العنان لنمو الخلايا السرطانية دون رقيب أو حسيب، أو
تثبيط عمل الجينات الأخرى التي تتغلب ببراعة على الانفلات في نشوء ونمو الخلايا
السرطانية. ولذا فإن المواد التي تثبط نشاط هذه الأنزيمات، تقوم تلقائيا بتنشيط عمل
الجينات المكبوتة التي تعمل على إعادة الانضباط في نمو الخلايا وتكاثرها بشكل طبيعي
وغير سرطاني. ومن هنا دور المواد الكيميائية النباتية، مثل مواد "سالفورافان"، في
الوقاية من نشوء الأورام السرطانية.
وأضافت الدكتورة إميلي هاو الباحثة الرئيسية في
الدراسة والمتخصصة في التغذية الإكلينيكية: "من المهم توضيح أن مواد "سالفورافان"
آمنة للاستخدام كوسيلة لمنع حصول الإصابات السرطانية أو لمعالجة تلك الإصابات"،
وذلك في إشارة منها إلى الحقيقة العلمية القائلة إن كون المادة الكيميائية مستخلصة
من منتجات نباتية طبيعية يتناولها الناس، لا يعني تلقائياً أن تناولها كمادة
كيميائية وبكميات عالية، هو أيضاً آمن، بل ربما يكون ضاراً حينئذ. والشواهد على ذلك
كثيرة، ومثلا فيتامين "سي"وفيتامين "إي" ومعادن الصوديوم والبوتاسيوم وغيرها، كلها
تتوفر في المنتجات النباتية التي يتناولها غالبية الناس، وهى صحية ومفيدة في ضمن
ذلك الإطار، ولكن تناول الكميات العالية منها، التي تتجاوز الحد الذي يحتمله الجسم،
قد يكون ضاراً".
ولذا قالت الدكتورة هاو، إن "وجود المواد النباتية
الكيميائية في المنتجات الغذائية التي نتناولها ليس سبباً كافياً للقول إن تناولها
بكميات كبيرة آمن دائماً، ولكن من الواضح أن مواد "سالفورافان" بإمكانها القيام
بدقة في انتقاء أهدافها من الخلايا السرطانية، وهي قدرة نبحث عنها دائما في علاجات
الأورام السرطانية".
وأوضح الباحثون أن ما توصلنا إليه من نتائج حول الأمان
النسبي لهذه المواد الكيميائية على الخلايا السليمة في البروستاتا له أهمية
إكلينيكية تطبيقيه، حيث يمكن أن تتقدم إلى الأمام بحوث استخدام مواد "سالفورافان"
لوقاية الإنسان من أنواع الأورام السرطانية. كما أنها تفيد بأن تناول الأطعمة
الغنية بمواد "سالفورافان"، هو شيء غير ضار وآمن وبسيط ويمكن الحصول عليه بسهولة من
أغذية متوفرة حولنا.
فوائد لا تنتهي
فوائد لا تنتهي
تزيد خصوبة
الرجال
وأظهرت نتائج الدراسة أن تناول الصويا المحتوية على
"الأيزوفلافون" من نوع "جينستين" و ديدزين" يساعد على تحسين القدرة الاخصابية نتيجة
كبحه فرط التأكسد واعتلال الحمض النووي داخل الحيوانات
المنوية.
وتحسن وظائف الرئة
وكشفت نتائج دراسة جديدة أن الرجال الذين يأكلون كمية
كبيرة من الفواكه والخضراوات والسمك قد يحافظون على رئاتهم وقلوبهم
سليمة.
وأوضحت الدكتورة رافائيلي فاراسو من كلية هارفارد
للصحة العامة في بوسطن وزملاؤها إنه تم الربط بين الفواكه والأسماك وتحسن وظيفة
الرئة وتراجع خطر الإصابة بمرض الرئة المزمن.
وذكر الباحثون أن الفواكه والخضراوات مصادر قوية
للفيتامينات المضادة للاكسدة مثل فيتامين سي وفيتامين إي الذين تم ربطهما بتحسن عمل
الرئة، في حين أن أحماض "أوميجا 3" الموجودة في السمك ربما أيضاً تسهم في صحة
الرئة.
وتحمي من تشوه
الأجنة
وقد أجريت الدراسة على 203 امرأة وضعن أطفالا بعيوب
خلقية مع178 امرأة ولدن أطفالا يتمتعن بصحة جيدة، وتركزت حول تحليل أنظمة
غذائهن بعد14 شهرا من الولادة والتي عادة ما تماثل النمط الغذائي خلال الأشهر
الثلاثة التي تسبق الحمل والأشهر الثلاثة اللاحقة له.
وأوضحت الدكتورة ستيرجيز ثينيسين قائدة الفريق البحثي
أن النساء اللاتي استهلكن نسبة أكبر من اللحوم الحمراء واللحوم المعالجة والبيتزا
والفول والبطاطس أكثر عرضة لإنجاب أطفال بعيوب خلقية خاصة الشفاة المشقوقة، في حين
أن من يتناولن الاسماك والخضروات والفاكهة ولدن أطفالا
أصحاء.
وتحميك من الإصابة
بالزهايمر
وجاءت هذه الدراسة لتؤكد أنه يمكن تجنب مرض الزهايمر
المدمر للذاكرة والمخ عن طريق أداء التمارين الذهنية وتناول الفاكهة والخضراوات
بكميات كبيرة.
وأوضحت الدراسة أن الأشخاص الذين يواظبون علي أداء
التمارين الذهنية بانتظام، ويمارسون هوايات منشطة للذهن مثل ممارسة المسابقات
الكلامية وحل الكلمات المتقاطعة، ويحافظون علي أوزانهم في مستويات صحية، ينخفض
لديهم خطر التعرض للزهايمر.
وصفات طبيعية
وأشار الباحثون بمعهد السرطان القومي، إلى أن الملحقات
الغذائية التي تحتوي فقط على مادة "الليكوبين" لها تأثير محدود في مكافحة
السرطان.
وأوضح باحثون من جامعتي الينوي واوهايو، أن منفعة هذا
الغذاء لا يتعلق "بالليكوبين" وحده بل قد يعود إلى عدة عوامل أخرى قد تعود إلى
نوعية التغذية وتواجد كميات عالية من المواد المضادة للتأكسد فيها وخلوها من الدهون
الحيوانية وللغذاء أهمية كبرى في معالجة السرطان البروستاتا واحتمال منع حدوثه
وتقدمه، إذا ما شملت الحمية الغذائية كميات كبيرة من الحبوب والخضار والنبات
والفواكه والشعير وكمية قليلة من السكريات والدهون الحيوانية.
وكشفت دراسة أجراها علماء يابانيون أن احتساء خمسة إلى
ستة أكواب من الشاي الأخضر يوميا يمكنه أن يقلص حتى النصف خطر الإصابة بسرطان
البروستاتا.
وأوضح المركز الياباني للسرطان أن فريقاً من الباحثين
رصدوا العادات الغذائية لنحو 50 ألف رجل تتراوح أعمارهم بين 40 و69 عاماً متابعا
تطور حالتهم الصحية حتى عام 2004.
وأضاف المركز أنه تبين خلال هذه الفترة أن 404 منهم
أصيبوا بسرطان البروستاتا، منهم 114 في مرحلة متقدمة و 271 إصابتهم محدودة و 19 في
مرحلة غير محددة.
وأثبت البحث أن أخطار الإصابة بسرطان البروستاتا في
مرحلة متقدمة تتراجع بنسبة50 بالمئة لدى الرجال الذين يستهلكون على الأقل خمسة
أكواب من الشاي الأخضر قياساً بالذين يحتسون أقل من كوب
يومياً.
ولاحظت الدراسة أن الشاي الأخضر لا يؤثر في سرطان
البروستاتا عندما تكون الإصابة في بدايتها لكن الشاي الأخضر يمكن أن يقلص أخطار
سرطان البروستاتا في مرحلة متقدمة.
وأفاد باحث استرالي بأن شراب التوت الأزرق يمكن أن
يقلص الأورام الناتجة عن الإصابة بسرطان البروستاتا.
وأرجع الدكتور جاس سنج من جامعة سيدني باستراليا ذلك
إلى أن المواد الموجودة في هذا الشراب يمكن أن تقلص حجم سرطان البروستاتا بنسبة
الربع خلال اسبوعين من تناوله لأنه يبطيء من نمو الخلايا
السرطانية.
وذكرت صحيفة "الدايلي ميل" البريطانية أن خبراء الصحة
يرحبون بالنتائج التي توصل إليها سينج حول التوت الأزرق، لكنهم دعوا إلي إجراء
المزيد من الأبحاث حوله، لأن الدراسة التي أجريت حوله لا تزال في مراحلها
الأولية.
وأوضحت الدراسة طريقة سهلة لتحضير البرسيم كي يصبح
غذاءً بشرياً وذلك بواسطة تجفيف أوراقه، ثم يؤخذ مقدار ملعقة صغيرة أو ملعقتين منه
وتوضع في فنجان كبير ويصب الماء المغلي عليه ليترك المزيج ينقع لمدة 20 دقيقة، ثم
يشرب بمعدل ثلاثة فناجين باليوم.
وأشارت الدراسة إلى أن السمك يوجد به زيوت "أوميجا -
3" التي تؤخر ظهور الأورام السرطانية أو تحد من عددها.
ومن جانبه، أوضح يون شن الباحث في كلية الطب في جامعة
وايك فوريست في كارولينا الشمالية، أن هذه الدراسة تظهر بوضوح أن نظاماً غذائياً
يمكن أن يرجح كفة الصحة إلى الجانب الجيد أو السيئ.
يذكر أن سرطان البروستاتا هو أحد أبرز أسباب الوفيات
لدى الرجال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق