خطاب مفتوح لحسني مبارك
إن الأزهر هو كعبة العلم ومنارة الإسلام الشامخة، أمضى ألف عام من الزمان في قيادة الأمة الإسلامية، فكان فريدا في منهجه، حكيما في دعوته، عزيزا في مكانته، وكان مصريا في مواطنه عالميا في رسالته، لم يعرف الطائفية ولا التعصب ولا الكهانة، وله في قلوب المسلمين شرقا وغربا المكانة التي لا تطاول ولعلمائه السمع والطاعة لما يحملونه في قلوبهم من أمانة العلم الشريف
وإذا كان شيخ الأزهر إمام أكبر للمسلمين، فإن لهذا المنصب تبعاته ومسئولياته حتى لا يكون حبرا على ورق، وحتى لا تكون ألقاب مملكة في غير موضعها
إننا نتصور الإمام الأكبر يقود قافلة النور الأزهري من خلال مؤسسات وهيئات لها استقلالها، تتنافس في خدمة الإسلام، وتتسابق في عمل الخير وخير العمل، وتتقدم بفكر الإسلام نقيا طاهرا أمام العالمين، وتتبنى قضايا المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها
وإن المخلصين من علماء الأزهر ومفكري الأمة يستشعرون اليوم خللا في إدارة الأزهر، وقصورا في أداء الواجب المنوط به، ومحاولة لتنحية الأزهر عن القيادة الدينية والفكرية لهذه الأمة مما ينذر بعواقب وخيمة، ويقضي على معالم الحضارة الإسلامية، ويئد الدور الطليعي لمصر المحروسة في العالم الإسلامي
وإنك يا سيادة الرئيس لجدير بأن تتولى هذه الانطلاقة الكبرى وتلك الثورة البيضاء لإصلاح الأزهر الشريف
إنها تحتاج إلى فارس مغوار، وقائد ملهم، ومصلح يحفظ التاريخ له مكانته، وأنت يا سيادة الرئيس أهل لذلك
فإن العبور بالأزهر ليتبوأ مكانته اللائقة به في قيادة مواكب النور في مصر والعالم الإسلامي لا يقل فخرا وشرفا عن العبور العسكري في العاشر من رمضان 1393هـ
وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ
كتبه : العلامة فضيلة الدكتور : محمد المسير "رحمه الله "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق