أ.د. عبد الرحمن البر
وصلِّ اللهم وسلِّمْ وبارِك على خير خلقه وأكرم رسله، سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين.
أيها الأحبة، كان الفضيل بن عياض أحد العلماء الصالحين، يحج بيت الله الحرام، وفي يوم عرفة، رأى الناس وهم يُلِحُّون على الله في الدعاء، ويجأرون إليه بالتضرع والبكاء، ويلتمسون منه غفران ذنوبهم، ويرجونه ستر عيوبهم، ويسألونه من فضله العظيم، فاستفزه هذا المشهد، وقال لمن حوله: أريد أن أسألكم سؤالا، أرأيتم هذا الجمع الكثير القادمين من كل فج لو وقفوا عند ملك من الملوك، يسألونه دانِقاً (يعني سدس درهم، وبتعبير المصريين نكلة) ، أكان يجيبهم؟ قالوا: نعم، قال: والله لمغفرة الله لذنوب العباد أهون عليه من الدانق على هذا الملك([1]).
هذه بشارة بأن هذا الموسم الكريم الذي يَفِدُ الناس إليه من كل فجٍّ عميق، ويدعون ربهم، فيستجيب الله لدعائهم، ولعلنا ننال بركة دعائهم، فمنهم من يعرفنا ومنهم من لا يعرفنا، ولكن تربطنا به رابطة الإيمان، فإذا دعا لعموم المسلمين، دخلنا في عموم المسلمين، فلعل الله جل وعلا أن يتجلى على عباده في موسم الحج هذا العام، ويسمع دعاءهم فيجيبهم، وتنالنا إن شاء الله بركة من بركات إجابة الدعاء، وما ذلك على الله بعزيز.
ولم لا يغفر الله لنا ببركة دعاء الذين فارقوا الديار، والأموال والأهل، واغتربوا، طلبا لمرضاته، وابتغاء لما عنده؟
لم لا يجيبهم، وهو جل وعلا الذي ناداهم، وأمر خليله صلي الله عليه وسلم أن يدعوهم، وهو الذي يقول كما في الحديث القدسي حين يَنْزِلُ اللَّهُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ فَيُبَاهِي بِأَهْلِ الأَرْضِ أَهْلَ السَّمَاءِ: «انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي شُعْثًا غُبْرًا ضَاحِينَ جَاءُوا مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ، لَمْ يَرَوْا رَحْمَتِي ، وَلَمْ يَرَوْا عَذَابِي»([2]). وفي رواية بزيادة: «أشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ». فَتَقُولُ الْمَلائِكَةُ : يَا رَبِّ فُلانٌ كَانَ يَرْهَقُ ، وَفُلانٌ وَفُلانَةٌ ، قَالَ : يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : «لَقَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ» ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي الله عليه وسلم : «فمَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ عَتِيقٍ مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ»([3]).
لماذا لا تنالنا بركة دعائهم، والنبي صلي الله عليه وسلم يقول: « اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْحَاجِّ وَلِمَنِ اسْتَغْفَرَ لَهُ الْحَاجُّ »([4]). أي: استغفر للذين يحجون، ولمن استغفر لهم الذين يحجون، لعلنا أن ننال بركة دعاء حاج صالح يدعو لإخوانه المسلمين إن كان لا يعرفهم، فتنالنا هذه البركة إن شاء الله ورجاؤنا في الله عظيم، وحين نطمع فيه فإننا نطمع في كريم، بل في أكرم الأكرمين.
جلس بعض الأئمة يومًا، يدعون ربهم تبارك وتعالى، فكان من أكثرهم تأثيرًا رجل رفع يديه إلى السماء، فقال: يا رب ، أتعذبنا وفي أجوافنا التوحيد؟ لا أراك تفعل. فبكى الحاضرون.
ونحن نقول: يا رب، في هذه الأيام المباركة، التي أقسمت بها وقلت ﴿وَالْفَجْرِ . وَلَيَالٍ عَشْرٍ﴾[الفجر/1، 2]. يا رب أتعذبنا وفي أجوافنا التوحيد؟ أتعذبنا ونحن نحبك، أتعذبنا ونحن نحب نبيك ^ ؟ لا نظن أن رب العزة جل وعلا يفعل، وليس هذا طمعًا في غير مطمع، بل المؤمن طامعٌ في رحمة الله ، راجٍ لما عند الله، لا ييأس ﴿إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ﴾[يوسف/87] ولا يقنط من رحمة الله ﴿وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ﴾ [الحجر/56] فنحن أملنا في الله عظيم أن يغفر ذنوبنا، وأن يصلح أحوالنا، وأن يأخذ بأيدينا، وأن يهدينا سواء السبيل، نحن رجاؤنا في الله عظيم أن يهدي عاصينا، وأن يصلح فاسدنا، وأن يرغم حاسدنا، وأن يكبت عدونا، وأن ينصر أمتنا، وأن يرفع رايتنا، نحن أملنا في الله عظيم أن يبدل حالنا إلى أحسن حال، نحن أملنا في الله عريض وكبير أن يجعلنا في الدنيا سعداء، وفي الآخرة سعداء، وما ذلك على الله بعزيز.
أيها الأحبة الكرماء نحن نستقبل أيام العشر، نستقبل موسم الحج،وهو موسم عظيم كريم، جعله الله تعالى موسمًا من مواسم عظمته ورحمته، ولن نتحدث عن مناسك الحج ، وإنما نعيش مع بعض دروس الحج لنتعلمها ونحاول تطبيقها في واقعنا ، إلى أن يكتب الله لنا الاجتماع عند بيته الحرام.أول درس من هذه الدروس:
1- الوحدة الإسلامية:
هي العلاقة التي تربط الفرد المسلم في أقصى الغرب بالمسلم في أقصى الشرق، التي تربط العربي بالعجمي، والأبيض بالأسود، العلاقة التي جعلها الله علامة الإيمان، الأخوة الإسلامية والوحدة الإسلامية هي علامة الإيمان ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾[ الحجرات/10] المؤمنون بعمومها، كل من رضي بالله رباً، وبالإسلام دينًا، وبمحمد صلي الله عليه وسلم نبيا ورسولاً، كلهم إخوة، والنبي r يشير إلى سلمان الذي جاء من بلاد فارس فيقول «سَلْمَانُ مِنَّا آلَ الْبَيْتِ»([5]).
الإسلام جعل سلمان الذي جاء من أقصى الدنيا ينال شرف الانتساب إلى بيت رسول الله صلي الله عليه وسلم . الإسلام جاء لينمي هذه العلاقة بين المسلمين، والحج صورة في غاية الوضوح، مؤتمر سنوي، يجمع الله فيه المسلمين من أقصى الدنيا شرقاً إلى أقصاها غربًا، من أقصاها شمالاً إلى أقصاها جنوبًا، فتجد في الحج الأبيض والأسود والأحمر والعربي والإنجليزي والفرنسي والإيطالي والصيني والهندي، والكبير والصغير، للدلالة على أننا أمة واحدة.
أحد المستشرقين المبشرين الذين يدعون إلى النصرانية يقول: ستظل البلاد الإسلامية صعبة، وستظل عنيدة أمام الغزو الاستعماري وأمام التنصير، طالما بقيت فيها ثلاثة أشياء: القرآن، والجمعة، والحج.
لأن القرآن يشرح للأمة طريق حياتها، ويبين لها ما يجب أن تكون عليه، والجمعة تجمع الأمة في كل أسبوع، لتظل القلوب مترابطة، والحج يجمعهم في كل عام وبهذا تظل هذه الأمة أمة عصية على الاستكبار وعلى الاستغلال، لأن الحج يربط بينها.
من الأمور التي أسرتني أنا شخصياً ونحن في أحد مواسم الحج وفي يوم عرفة، وكنا منهمكين في الدعاء، وفتح الله سبحانه وتعالى بما شاء من الدعاء، وكان من جملة الدعاء، الدعاء لإخواننا المسلمين المضطهدين في مشارق الأرض ومغاربها، وبدأنا بأسماء البلاد الإسلامية المضطهدة التي هي في حاجة إلى معونة الله، اللهم انصر إخواننا في العراق، اللهم انصر إخواننا في فلسطين، اللهم انصر إخواننا في كشمير اللهم انصر إخواننا في الشيشان، وهكذا جعلنا نذكر الأسماء، وإذا برجل غير عربي واقف بجوارنا يبكي، ويقول أنا كشمير، فلسطين، فلسطين، فلسطين، لا يعرف غير هذه الكلمات أنا كشمير، يعني أنا من كشمير، وأنا سعيد بأني أرى ناسا ربما لا يعرفون أين توجد كشمير، ولكنهم يدعون الله لأهل كشمير، الإقليم الذي تستعمره الهند وتستبد به، ويقتلون العلماء و الكبراء والمجاهدين والذين يحاولون دفع الناس إلى الاستقلال، هذه البلاد كانت جنان الله في أرضه، لكن الكفار تسلطوا على المسلمين فيها فأذاقوهم سوء العذاب، فالرجل حين سمعنا ندعو ونقول اللهم انصر المسلمين في كشمير، بكى، لأنه أحس أن له إخواناً، وإن كان لا تربطه بهم علاقة نسب ولا أي معرفة، إلا أن قلوبهم مرتبطة به، فوقف الرجل وهو يقول : أنا كشمير، فلسطين، فلسطين، فلسطين، فالذي فهمناه منه أنه من كشمير، ويعيش هم كشمير ولكنه أيضا يريد أن يدعو لفلسطين، فالأمة المسلمة في هذا الموقف تتجسد وحدتها، وهذا الدرس يجب أن نعيه باستمرار.
من حكم هذه الفريضة، أن تتجمع الأمة على قضاياها الكبرى، وأن يحس كل مسلم بإخوانه، نكون هنا في أماكننا ولكن يجب نشعر بالقصف الذي يصيب إخواننا في غزة صباح مساء، لأنهم إخواننا في الإسلام، العذاب الذي ينزل بإخواننا المشردين في باكستان، وفي أندونيسيا، لأنهم إخواننا في الإسلام، وكما ندعو لأنفسنا ولأبنائنا يجب أن ندعو لهم، وكما نسأل الله أن يخفف عنا، يجب أن نسأل الله أن يخفف عنهم، الوحدة الإسلامية هذا درس عظيم من أهم دروس الحج، قد كان الحج على عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم وعلى عهد الخلفاء وعلى عهد الدول الإسلامية التي كانت تطبق الإسلام بحق، كان فرصة لتأكيد هذه الوحدة ومناقشة كل قضايا الأمة.
سيدنا عمر رضي الله عنه كان ينتظر إلى موسم الحج ليقابل كل الوافدين من أنحاء البلاد الإسلامية، وكان له يوم يدعو فيه زعماء الطوائف والقبائل، ويسألهم عن أحوالهم وعن بلادهم وعن ما نزل بهم، وإن كانت لهم أي شكوى يرفعونها إليه، فكان t يخطب في جموع الحجاج الذين جاءوا من مصر، ومن الشام، ومن الجزيرة، ومن بلاد العراق، من أنحاء الدنيا، يخطب ويقول لهم: أيها الناس إني لم أبعث عمالي عليكم ليضربوا أبشاركم، ولا ليأخذوا أموالكم، إنما بعثتهم كي يعلموكم كتاب ربكم وسنة نبيكم ^، فمن فعل به غير ذلك، فليرفعه إلي، أما والله من فعل به ذلك فلأُقِصَّنَّه، أي أجعله يقتص من الأمير الذي يضربه بغير حق([6])، فرصة للأمة كلها، للذي عنده مظلمة يشكوها لأمير المؤمنين، الحج كان موسما يجعل الأمة كلها وحدة واحدة.
لدرجة أن سيدنا عمرو بن العاص تعجب ذات مرة وقال له: يا أمير المؤمنين، أرأيت لو أن رجلاً من هؤلاء، أدبه بعض الأمراء، أكنت تقصه من الأمير؟ قال t: ومالي لا أقص منه، وقد أقص رسول الله من نفسه؟([7]) لماذا لا أجعله يأخذ حقه؟ فالذي له حق يأخذه.
وكلنا يعلم قصة ابن الأكرمين، وهي: حينما ذهب القبطي إلى المدينة كان في موسم الحج ليشكو لأمير المؤمنين، فالحج كان تجمعا لعموم الأمة تقرأ فيه وتتعلم أصول الوحدة الإسلامية، التي لا فرق فيها بين أمير وخفير، بين كبير وصغير، بين غني وفقير، بين عربي وعجمي، ونحن لا بد لنا أن نعيش هذه المعاني، نحن معاشر المسلمين يجب أن نعيش معاني الوحدة الإسلامية، فكل بلد ذكر فيه اسم الله، هي بلدي، وسكانه إخواني، ويجب أن تكون مشاعري معهم، ، لا بد أن تكون هذه المعاني واضحة، وإذا تحققت في الأمة الإسلامية هذه المعاني على مستوى أفراد الأمة وعلى مستوى قادة الأمة، فسوف تكون أعز الأمم. ولذلك فأعداء الأمة يسعون بالليل وبالنهار لمنع هذه الوحدة، لا على مستوى الحكومات فحسب، بل على مستوانا نحن الشعوب. ما الذي تفعله قوى الغرب وأعداء الإسلام حتى يفرقوا صفوفنا؟ إنهم يشيعون بيننا كلاما يجعلنا لا نتحرك لمساعدة إخواننا في بلاد الإسلام المخلفة، فمثلا يقولون: إن فلسطين قد باعها الفلسطينيون أنفسهم وقد أخذوا ثمنها، ونحن صرفنا الكثير من الأموال والشهداء في سبيل فلسطين، ونحن علينا أن نلتفت لأنفسنا، وليس لنا في فلسطين أي شيء! هذه العبارة نسمعها وكثير من الناس يرددونها، واليهود حريصون على تشجيع ترديد هذه العبارة.
هل فعلا الفلسطينيين باعوا أرضهم وهم فعلا لا يستحقون أن نساعدهم؟ هل هذا كلام صحيح؟.
هذا كله كذب، الفلسطيني الحقيقي لم يبع أرضه بملايين الدنيا. وماذا عن الذي قد بيع؟ بريطانيا التي كانت مسيطرة على فلسطين هي التي باعت الأراضي لليهود، بعض الأسر غير المسلمة، التي تعاونت مع اليهودية هي التي باعت، أما المسلمون أهل الرباط في هذه الأراضي المقدسة فلم يحصل ذلك منهم إلا نادرا جدا.
مثال: رجل عنده 90 سنة، معه عقد قديم بملكية الأرض (حجة) ، عرض عليه ملايين الدولارات لكي يبيع بيته بالقدس، قال لهم: مستعد أن بيع لكم البيت لكن بشرط. وما الشرط؟ فقال لهم: تأتوني بموافقة من كل مسلم على وجه الأرض بما فيهم الذين ولدوا اليوم والأجنة في بطون الأمهات، وقال : فلسطين ليست بلدي وحدي، فلسطين وقف إسلامي، ملك المسلمين على مستوى العالم، أنا لا أملك أن أبيع لكم شبرا منها، هؤلاء هم الفلسطينيين، فحقيقة الأمر أن الفلسطينيين سرقت منهم ديارهم وأرضهم بالقوة، فلا يجب أن نسمع لمثل هذه الترهات. أما أن نقول نحن ضحينا من أجل فلسطين، فهذه تضحية لله، لأنهم إخواننا و نحن إخوانهم، ولو أن البلاء الذي صب عليهم صب علينا نحن لتمنينا أن يكون المسلمون معنا، هذا ما يجب أن نفهمه، وهكذا، في سائر دول الإسلام،
بعض الناس حين تتكلم عن المسلمين هنا وهناك يقول لك : نحن ما دخلنا لنهتم بشؤوننا، أنت تشغلنا بكشمير، و الشيشان، والبوسنة والهرسك، وكوسوفا، وسراييفو! يكفي البلاء الذي نحن فيه هنا، هذا بالضبط ما يريده منا أعداء الإسلام، يريدون منا نحن الشعوب أن لا نحس بآلام إخواننا المسلمين في غير بلادنا، وكل بلاد تكون في عزلة عن الآخرين، كي يسهل ضربها، لأنه عندما تتفرق الأمة سيكون من السهل أن تنهزم في أ ي معركة، لكن طالما كانت الأمة الإسلامية لها خلافة قوية لم يجرؤ أحد من الأعداء أن يدخل من أطراف الدولة الإسلاميةـ حين كانت الأمة الإسلامية، مصر والشام والعراق وأمة واحدة .
في بلد تابعة للروم تسمى عمورية اعتدى ملك الروم على هذه البلد وأسر منها بعض النساء، فقالت امرأة مسلمة، وامعتصماه، والخليفة في بغداد كان المعتصم بالله، فبلغت هذه الصيحة إلى المعتصم، فلم ينم، وقال: لبيك يا أختاه، والله لأجهزن لكِ جيشا أوله في بلاد الروم وآخره عندي. وأرسل إلى ملك الروم: من المعتصم بالله إلى كلب الروم، أما بعد فقد بلغني أنك فعلت كذا وكذا، فأطلق سراح المرأة وإلا فو الذي بعث محمدًا بالحق، لأبعثن لك جيشًا أوله عندك وآخره عندي ، فأطلق المرأة المسلمة([8]).
كم من المسلمات الآن تغتصب في أنحاء الدنيا في أبو غريب وغيره؟ كم من المسلمات في أنحاء الدنيا تنتهك أعراضهم؟ والمسلمون يسمعون وكأنهم لم يسمعوا شيئا، الذي أريد أن أقوله أيها الأحبة ونحن في موسم الحج الذي يعلمنا أن نكون أمة واحدة، أن مشاعرنا يجب أن تكون مع هؤلاء الناس، يجب حين نرى ما يحدث لهن أن نجأر لهم بالدعاء أن يخلصهم الله مما هم فيه، يجب أن نخلص في الدعاء لله، أن ينجيهم الله من الشدائد التي هم فيها، هذا أول واجب علينا جميعًا، ثم إذا استطعنا أن نمد إليهم أيدينا بالمال لمساعدتهم، إذا استطعنا أن نقاطع سلع الأعداء التي يستفيدون منها لقتل المسلمين، فيجب أن نصنع ما علينا تجاههم، والباقي على الله رب العالمين.
لكن هذا أول درس من دروس الحج الوحدة الإسلامية، نحن أمة واحدة فالله تعالى يقول: ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْفَاعْبُدُونِ﴾ [الأنبياء/92].
ولم يقل مصر والشام، فهذه الحدود التي اصطنعت وأصبحت مصر للمصريين، وسوريا للسوريين، والسودان للسودانيين، وفلسطين للفلسطينيين، منذ أن رفعت هذه الشعارات، ضُربت الأمة وهوجمت واعتُدي عليها، لكن يوم أن كان المصري والشامي والمغربي، والمسلم في كل مكان، يرى أن المسلمين إخوانه، ويمد إليهم يده، بالعطاء، ولسانه بالدعاء، كانت الأمة قوية عزيزة مهيبة، ونحن في حاجة إلى أن نعيد هذه القوة، على مستوانا نحن الشعوب، فتتحرك مشاعرنا تجاه إخواننا ونتعرف على أحوال إخواننا، هذا أول درس من دروس الحج.
درس ثاني لطيف من دروس الحج: نحن في هذه الحياة، نعيش معركة مع عدو جعل عداوتنا هي دينه، حتى لو قلنا له نحن لا نعاديك فهو يعادينا، هو اتخذنا عدواً، ونحن نعيش معه هذه العداوة، والحج يأتي ليذكرنا بهذه العداوة، وليذكرنا بأن من واجبنا أن نعمل للانتصار على هذا العدو، من هذا العدو؟ الشيطان. ﴿إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ﴾ (سورة فاطر 6). الشيطان منذ أن أخرجه الله من رحمته وطرده من جنته قال ﴿لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا﴾ [الإسراء/62] ، وقال : ﴿فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ﴾ [ص/82] وقال ﴿ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ﴾ [الأعراف/17].
قال: مادمت يا رب قد طردتني من رحمتك لأجل هؤلاء، فأنا سأضلهم حتى يدخلوا النار معي فيكون مصيرنا واحدا .
هذا تفسير كلام الشيطان بمنتهى البساطة، قال: لن أدع منهم أحداً إلا عبادك منهم المخلصين، إلا الذين اخترتهم أنت يا رب.
قال رب العزة جل وعلا له: ﴿ قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ . لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ ﴾[ص/84، 85].
وحذرنا الله عز وجل فقال ﴿فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ﴾ ، هو يتخذنا عدوا ، وليس عنده غير ذلك، ولن يأتي يوم من الأيام تخف عداوته، أبداً، إنما هو دائما يريد أن يجرك إلى عذاب الله وإلى لعنة الله، وإلى غضب الله ، وإلى سخط الله.
في الحج صورة رمزية عملية، للتخلص من هذا الشيطان، ما الذي يحدث في الحج؟ الذي يحدث أن الحاج يعمل أعمالا دون أن يعرف الحكمة منها، يطوف حول البيت، لماذا؟ هكذا لأن الله أمر بالطواف. ويذهب لعرفة مع شدة الزحام، لماذا؟ لأن الله طلب ذلك، ويبيت في منى ، لماذا؟ لأن الله طلب ذلك، وكل أعمال الحج عندما يسأل الإنسان نفسه ويقول : لماذا ؟ يجيب: لأن الله تعالى طلب ذلك، هذا كله نحن نقول فيه: سمعنا وأطعنا، فهذه أكبر هزيمة للشيطان، لأنه يأتي للعبد ويقول له : لماذا تصنع هذا كله؟ ما الفائدة؟ أعطني سببا منطقيا أفهم منه لماذا تصنع ذلك؟ تترك بلادك وأهلك وتأتي إلى بلاد أخرى وديار أخرى وتتعرض لمشاكل ومتاعب ومصاعب؟ لماذا؟ فيرد العبد قائلا: لله، لأن الله أمرني بهذا، وهكذا يكون قد هزمه، لأنه يريد منك ألا تقيم هذه الشعائر.
حينما أمر الله جل وعلا سيدنا إبراهيم أن يذبح ولده، ذهب الشيطان له وقال له: أتذبح ولدك؟ لماذا؟ وما الفائدة؟ أهذا من المنطق؟ أمن العقل؟ أهذا دين؟
فكانت إجابة سيدنا إبراهيم: اخسأ يا ملعون، هذا أمر ربي ولا بد أن أنفذه، ورماه بالجمرات ، فجعل الله لنا هذا الرمي في هذا الموسم لنتذكر أن هذا الشيطان باستمرار يأتي ليشككنا في كل ما أمرنا الله به، ويريد منا أن ننسلخ من ديننا بهدوء وبدون أن نشعر.
الحاج يذهب إلى منى ، يذهب إلى الجمرات، فيرمي الشيطان الرجيم، يرمي هذا الشاخص الموجود، وفي قلبه أنه يرمي هذا الشيطان ليعلن لله : ها أنا ذا أرجم عدوك، ولن أسمع لكلامه.
تجد الشيطان يقول: نحن الآن في عصر تغيرت فيه الدنيا فما كان ينفع على عصر سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم ، لم يعد ينفع في هذا العصر، كيف نطبق الإسلام في وسط هذا العالم الذي يرفض الحجاب والعفة ويتنفس الربا ولا يقبل تطبيق الشريعة على الزاني والسارق وغيرهما بدعوى حقوق الإنسان، فنحن لا نعيش في هذه الدنيا وحدنا، ولا منعزلين عن البشرية ، وما كان يصلح في الماضي، لم يعد صالحا لهذا الزمان، وما كان مقبولا والحياة بسيطة، لا يصلح اليوم مع كل هذه التعقيدات المحلية والدولية؟
ونقول هذا من كيد الشيطان الرجيم ، ويقيننا أن الإسلام يصلح لكل زمان ولكل مكان، بل لا حل لما نحن فيه من مشاكل، ولا إنقاذ للأمة، إلا بهذا الإسلام ، لا يوجد حل بيد أحد من الناس على الإطلاق، بل في دين الله تبارك وتعالى، الحل في الإسلام ، نتربى عليه من جديد، ونتعلم كيف نراقب الله رب العالمين، نتعلم كيف نخاف منه، ونستعد للقائه، ونوقن أنه مطلع، وسميع وبصير، وأنني حينما أمد يدي للحرام إن كان الناس لا يروني وإن كان القانون لن يدركني فإن العلي الأعلى يراني، ويكتب علىَّ كل شيء.
الإسلام هو الذي سيربي الفرد أنه حينما يكون بمفرده يخاف من خالقه جل وعلا، وهذا هو ما نريده، الشخص الذي يعرف حقوق الناس عليه، كما يعرف حقه على الناس، ويؤدي ما عليه، كما يطلب ما له، وذلك لأن الإسلام علمه أن عليك حق، الإسلام علم الغني أن هذا المال مال الله وأنت له وكيل وعليك أن تخرج حق الله فيه، الإسلام يربي الفقير على أن لا يحسد الغني، لأن له حقا في ماله سيأخذه بطيب نفس ، الإسلام يربي الموظف الذي عنده مصالح الناس ، على أن تيسيره على الناس يقربه من الله، وأن تشديده على الناس يغضب الله عليه، لأن الله تعالى «رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ في الأَمْرِ كُلِّهِ»([9])، والنبي صلي الله عليه وسلم يقول : « اللَّهُمَّ مَنْ وَلِىَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِى شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ، وَمَنْ وَلِىَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِى شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ » ([10]).
الإسلام يربي المسلم على أنه حينما يسعى في حاجة الناس فهذا خير من الاعتكاف في مسجد رسول الله صلي الله عليه وسلم ، ولا يربيه على أن يضايق الناس ويتعب الناس، ويعطل مصالح الناس، ويجبر الناس على دفع الرشاوى، هذا هو الإسلام الذي سيحل جميع مشاكلنا كلها.
الإسلام هو الذي يربي الإنسان تربية متوازنة ، فهو يأمره بعبادة الله ويقول له: لا تنس وأنت تسعى في الأرض لتكتسب من رزق الله، أن تحرص على أن لا تنظر إلى ما حرم الله، وأن لا تمد يدك إلى حرام، وأن لا تستهين بعملك، وإذا رزقت راعِ الله في مالك وأعطِ الفقراء منه، و ليس معنى أنه مالك أن تتصرف فيه بهواك ، وتسرف ﴿يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُواوَلاَ تُسْرِفُوا إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ المُسْرِفِينَ﴾ [الأعراف/31].
تخيل أن أحد الناس يرتدي ملابس ممزقة ، يحمل كنوزا من بلاد العراق، وهو قادم من المدينة ليس معه أحد ، ولم يفكر أن يأخذ منها ذرة، لأن الإسلام رباه التربية السليمة، وهذا ما نريده، ولا نريد نموذج رئيس البنك الذي يوزع أموال البنك على محاسيبه ويأخذ الرشاوى ثم نجد البنك بعدها يشهر إفلاسه.
بعد هذه التربية الصحيحة وتوفير الاحتياجات المناسبة ، حين يمد أحد الناس يده ليسرق ويأخذ جهد الناس الذين تعبوا فيه بغير تعب منه ألا يستحق قطعها حتى يمتنع ويمتنع غيره؟ بعد التربية على هذه العفة، حين يأتي أحد ويعتدي على أعراض الناس ألا يستحق الجلد؟ الإسلام حين يربي المسلم ليكون عضوا نافعا ثم يذهب أحدهم ليشرب المخدرات ألا يستحق الجلد؟ الإسلام لا يبدأ بأمر الجلد ، إنما الإسلام يبدأ بتربية الناس، وهذا هو المطلوب.
نحن في موسم الحج نرغم الشيطان، ونقول له : أيها الشيطان، نحن لن نسمع لكلامك ، سنسمع لكلام الله ، هذا الكلام ليس في الحج وفقط، بل في كل شؤوننا، هذه هي المعركة التي يجب أن نكون على وعي تام بها ، أن الشيطان يريد منا أن ننحرف، عن طريق السعادة في الدنيا والآخرة، ومن أعظم مكره وحيله أن ينسينا أنه عدونا، وهي معركة يساعده فيها أناس منا، من جلدتنا، أغواهم الشيطان فصاروا شرا من الشيطان، صار الشيطان هو الذي يتبعهم، واحد منهم يقول:
وكنت امرءًا من جند إبليس فاستغـ ـويت حتى صار إبليس من جندي
نحن في معركة مع هذا الشيطان الرجيم ومع أعوانه، فهل عندنا استعداد لأن نخوض المعركة بشرف وشهامة ورجولة أم سنسلم ونستسلم للشيطان الرجيم؟يجب أن نستشعر هذا المعنى باستمرار، فنحن في معركة مع عدو لا يهدأ ولا يفتر، و«الشيطان لا يقيل»([11])، لا ينام ولا يضيع الوقت، يمكر بنا بالليل والنهار ، يريد أن يجرك إلى النار، وإذا لم يستطع جرك عن طريق المعصية الظاهرة، يجرك عن طريق المعصية الباطنة، التي لا تنتبه لها، كيف؟
هو لا يستطيع أن يدعوك إلى ترك الصلاة، لأنك رجل مسلم وحين تسمع وقت الصلاة، تقوم وتذهب إلى المسجد، فتجده يأتيك من باب آخر، يملأ قلبك بالكبر والعجب ، فتجده يقول لك : أنت لا أحد يصنع كما تصنع وأنت أحسن من هؤلاء الناس جميعاً، وهذا من الكبائر التي لا يلتفت لها كثير من الناس.
ولتجنب هذا المكر الشيطاني يجدر بنا أن لا نتكبر ولا نبطر عند النعمة، ولا يستبد بنا الفرح حتى نتكبر على الناس، وإذا نزلت بنا المصيبة نتذلل لله جل وعلا ونقول: يا رب أنت ابتليت وأنت تعافي، أنت أخذت وأنت تعطي، يا رب أنزلت حاجتي بك، ليس لي سواك ﴿أَمَّن يُجِيبُ المُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ﴾ [النمل/ 62].
تشعر بالاضطرار إليه، فلا تجزع ولا تسخط، وهكذا تكون في حرب دائمة مع الشيطان، إلى أن تلقى الله، وقد انتصرت عليه، هو سيظل في حرب حتى تصل الروح إلى الحلقوم .
كان الإمام أحمد بن حنبل على فراش الموت وأولاده جالسون حوله يقولون: لا إله إلا الله ([12])، من أجل أن يقولها الإمام أحمد بن حنبل، فيقول الإمام لا، بعد، لا، بعد، وأبناؤه في غاية الاستغراب، ثم أفاق قليلا، فقال له ابنه يا أبت: نقول لك لا إله إلا الله، فتقول: لا، بعد، فيقول: يا بني إن الشيطان كان واقفًا بإزائي -أي واقفا أمامي- يعض أصابع الندم، ويقول: فُتَّنِي يا أحمد، فُتَّنِي يا أحمد، فأقول: لا، بعد، حتى تبلغ الروح الحلقوم، فأنا كنت أجيب الشيطان ولا أجيبكم.
الشيطان واقف عند الموت حتى تخرج الروح، فالذي ينجح في المعركة يثبته الله عند الموت، والذي لا ينجح لا يثبته الله سبحانه وتعالى ﴿يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِوَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ﴾ [إبراهيم/27].
يقول العلماء في تفسير هذه الآية : إن الشيطان الرجيم يأتي للإنسان عند موته في صورة أبيه، فيقول له :يا بني مت يهوديا فهو خير الأديان، ويأتي في صورة أمه فيقول: مت نصرانيا فهو خير الأديان. فالثابت يثبته الله جل وعلا فيموت على الإسلام، ويختم له بكلمة التوحيد فيقول : لا إله إلا الله، وبهذا تنتهي المعركة لصالحه إن شاء الله، ونحن نأمل في وجه الله العظيم أن تكون المعركة في هذه الدنيا لصالحنا، ننصر دين الله.
ننصر شرع الله، ننصر منهج الله، لا نبالي بالشائعات، لا نبالي بالكلام الذي يلقيه الشيطان على ألسنة الكذابين والدجالين عن ديننا، فهو خير الأديان، وقد رضيه الله تعالى لنا ديناً {اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْوَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً}[المائدة/3].
فنسأل الله تعالى أن يرضينا بهذا الدين.
هذان درسان أساسيان، من دروس الحج، ليس للحجاج فقط، لكن لنا أيضا، نسأل الله العظيم أن ينفعنا بما علمنا، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وأن يزيد لنا منه علما، إنك على كل شيء قدير، وبالإجابة جديد، وإنك نعم المولى ونعم النصير، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
المراجع
[1] - انظر القصة في : مختصر منهاج القاصدين للمقدسي ص 188.
[2] - أخرجه أبو يعلى 4/69 (2090) من حديث جابر، ورجاله ثقات، وصححه ابن خزيمة 4/ 263 (2840)، وابن حبان 9 /164 (3853).
[3] - صححه ابن خزيمة 4/263 (2840).
[4] - صححه الحاكم من حديث أبي هريرة في أول كتاب المناسك (1/441) على شرط مسلم ، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى كتاب: الحج، باب: الدعاء للحاج ودعاء الحاج 5/261 (10161)، والْمُعْجَمُ الصَّغِيْرُ لِلطَّبْرَانِيِّ 2/236 (1089) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 211): «رواه البزار والطبراني في الصغير وفيه شريك بن عبد الله النخعي وهو ثقة وفيه كلام،وبقية رجاله رجال الصحيح». وله شاهد في مسند أحمد من حديث ابن عمر مرفوعًا ولفظه: «إذا لقيت الحاج فسلم عليه وصافحه وَمُرْه أن يستغفر لك قبل أن يدخل بيته؛ فإنه مغفور له».
[5] - أخرجه الحاكم 3/598 وسكت عليه، وتعقبه الذهبي بقوله: ضعيف. وأخرجه ابن سعد في الطبقات (4/82- 83) و (7/318- 319) والطبراني في المعجم الكبير 6/212 (6040)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ( 6/130 ): «فيهِ كثير بن عبد الله المزني ، وقدْ ضعفه الجمهور ، وحسن الترمذي حديثه ، وبقية رجاله ثقات». قلت: كثير بن عبد الله المزني قال عنه الذهبي في الميزان (3/406): قال ابن معين: ليس بشيء، وقال الشافعي وأبو داود : ركن من أركان الكذب.
[6] أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه 6/461 هكذا مختصرا، وأحمد 1/41 (286) مطولا، وقال شعيب: أبو فراس وهو النهدي لم يرو عنه غير أبي نضرة المنذر بن مالك ولم يوثقه غير ابن حبان وقال أبو زرعة: لا أعرفه وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. والحاكم في المستدرك (4/439) وقال: صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي. وأبو يعلى (1/174) (196) وقال حسين سليم أسد: أبو فراس قال الحافظ مقبول وباقي رجاله رجال الصحيح.
[7] تكملة الحديث السابق .المصدر السابق
[8] القصة في الكامل في التاريخ لابن الأثير 3/197 .
[9] - أخرجه البخاري كتاب: الاستئذان، باب: كيف يرد على أهل الذمة 11/41 (6256), من حديث أم المؤمنين عائشة. ومسلم ك: السلام باب: النهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام 4/1067 (2165/10).
[10] - أخرجه مسلم ك: الإمارة باب: فضيلة الإمام العادل 3/1458 (1828/19), من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
[11] - ابن أبي شيبة في مصنفه 9/114 (6727) عن عمر بن الخطاب t موقوفا. وأخرجه الطبراني في الأوسط 1/13(28)، عن أنس بن مالك مرفوعا. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (8 /112): «رواه الطبراني في الأوسط وفيه كثير بن مروان وهو كذاب».
[12] - حديث التلقين نصه : «لقنوا موتاكم لا اله إلا الله» أخرجه مسلم من حديث أبي سعيد الخدري t ومن حديث أبي هريرة tكلاهما في كتاب: الجنائز، باب: تلقين الموتى لا اله إلا الله 2/631 (916/1و 2).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق