القدس : أعلنت سلطات الاحتلال الصهيوني يوم أمس عن نيتها إزالة جسر باب المغاربة في مدينة القدس المحتلة، بحجة أنه بات "أيلا للسقوط" في أي لحظة.
وأوصت لجنة هندسية في بلدية الاحتلال بإزالة هذا الجسر خلال 30 يوما، و بناء جسر جديد بمواصفات جديدة.
هذا الإعلان يأتي في إطار خطة صهيونية أعلن عنها منذ سنوات، و تراجعت عن تنفيذها سلطات الاحتلال تحت الضغط الشعبي تدخل الجانب الأردني في حينه.
يقول مسئول قسم الخرائط و المخطوطات في المسجد الأقصى ناجح بكيرات أن "إسرائيل" تسعى باستبدال الجسر الحالي بآخر حديدي يستطيع أن يتحمل مرور مركبات عسكرية إلى المسجد الأقصى المبارك.
وتابع الجميع يدرك أن الهدف من هذا الهدم هو إدخال أكبر عدد من السياح و المتطرفين للمسجد الأقصى".
واضاف قائلا : " أن سلطات الاحتلال تسعى لبناء معبر ضخم ما بين حي الشرف و المسجد الأقصى على شكل جسر، على طول أكثر 200 متر في عرض 50 متر وعبارة عن جسر زجاجي مقوى جدا، يستطيع استيعاب أكبر قدر من البشر بشكل كامل.
معتبرا أن ما يجري هو عملية حسم لمستقبل البلدة القديمة و المسجد الأقصى بالكامل:" الصراع هو حول السيطرة على البلدة القديمة و المسجد الأقصى المبارك".
وكان مهندس البلدية أوصى بهدم الجسر الخشبي القديم خلال 30 يوما، تنفيذا لمخطط قديم يقوم ببناء جسر جديد و مخفر للشرطة، و محال تجارية كبيرة و توسيع ما يسمى بـ "مصلى اليهود" و توسيع المنطقة لتشمل مرافق حيوية و موقف سيارات، كل هذه القضايا مخطط أن تكون موجودة حتى العام 2016.
البديل: جسر عسكري
خبير الآثار و البناء في مدينة القدس د. جمال عمرو تحدث عن خطورة تنفيذ هذا المخطط، و ذلك لأهمية المنطقة التي سيتغير ملامحها بالكامل:"هذا هو المسار الذي يفضي من باب المغاربة من ناحية سلوان وصولا إلى الباب الغربي للمسجد الأقصى فوق مسجد البراق في مستوى بجانب المتحف الإسلامي".
واستهجن عمرو إعلان بلدية الاحتلال و التي حذرت من الجسر، و خاصة أنها هي من أحدثت بعض الهدم في بناءه بسبب الحفريات التي تقوم بها في المحيط:" هذا الجسر دمر بفعل فاعل من كثر النبش داخله تهدم، و لم يكن بشكل طبيعي، لان هذا الجسر واكب زلازل عدة وبقي صامدا و صلبا و قويا حتى بفعل المفتعل بقي جزء كبير منه شاهدا على أعمال التخريب".
و إذا كانت ضرورة الهدم كذبة مفتعله، فالخطر الذي تحدثت عنه كذبة أكبر كما يقول عمر:" كيف يشكل خطرا و عدد كبير من علماء الآثار و البناء أكدوا قوته و قدرته على التحمل".
وطالب عمرو بطرف ثالث " اليونسكو" أو الأردن صاحبة الوصاية على الأقصى، بالتدخل لفحص الجسر و إجراء الترميم اللازم له و ليس أن يتم هدمه بالكامل.
وقال عمرو:" الهدف من كل هذه الأكاذيب هي "بناء جسر عسكري" تستطيع من خلاله قوات الاحتلال الصهيوني دخول و اقتحام الأقصى بكميات كبيرة بمدة لا تتجاوز 15 دقيقة و السيطرة على 40 ألف مصلي داخل الأقصى".
مغامرة هستيرية..
مسؤول ملف القدس في حركة فتح حاتم عبد القادر اعتبر أن هذا المخطط يعد تصعيدا خطيرا و مس مباشر بالمسجد الأقصى المباركقائلا : " نحن نعتبر أن المنطقة المحيطة بالمسجد هي جزء منه، و تغيير معالمها ستكون له تبعات خطيرة".
وقال عبد القادر:" أن أي إجراء أحمق و هستيري لهدم الجسر ستكون له تداعيات على المستوى الداخلي و العربي، تتحمل إسرائيل مسؤوليته".
وتابع عبد القادر:" قوات الاحتلال هي من أوجد الأسباب التي جعلت هذا الجسر آيلا للسقوط، نحن قدمنا مخطط و اليونسكو قدمت مخطط لإعادة ترميم الجسر بما يحافظ على التلة التاريخية، و لكن "إسرائيل" تصر على إزالته و تغيير معالم المكان".
وحذر عبد القادر من مخاطر هذا الهدم مشيرا إلى أن الهدف هو إزالة الجسر و التلة التاريخية أيضا، مما يتيح لهم توسيع المنطقة المحاذية لحائط البراق و الوصول إلى أسفل الأقصى من خلال ما يسمى ببوابة النبي، الأمر الذي يعتبر محاولة متقدمة للاستيلاء على الأقصى".
وطالب عبد القادر الدول العربية بتحمل مسؤوليتها بوقف هذا الهدم، و بالتحديد الجانب الأردني للضغط على سلطات الاحتلال بمنع القيام بهذه "المغامرة الهستيرية" على حد وصفه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق