الصفحات

الجمعة، 25 نوفمبر 2011

ميدان التحرير والأغلبية الصامتة - شهادة حق للتاريخ -

ميدان التحرير والأغلبية الصامته

 

في هذه المرحلة الفاصلة من تاريخ مصر ، وتاريخ العالم أجمع ، وفي ظل انتظار غربي مترقب لحال مصر ، وفي ظل إرادة إسرائيل النيل من مصر والسيطرة على شبه جزيرة سيناء ، وفي ظل نشر القواعد العسكرية في كل مكان حول أرض الكنانة مصر ، وفي ظل رغبة غربية في السيطرة على الأراضي المصرية ، وفي ظل هروب الكثير جدا من المساجين والبلطجية من السجون تحت ضغط من بعض أفراد الشعب المصري ، وفي ظل تواجد مخيف للجواسيس في ميدان التحرير من كل دول العالم لبث الفتن وتبليغ التقارير للدول التي ينتمون إليها ، وفي ظل النكسة المالية التي تشهدها مصر في هذه الاونة ، يشهد ميدان التحرير تجمعات وتظاهرات من كل الأحزاب لفرض رؤى معينة على جميع الشعب ، وإن كان كل من بميدان التحرير والذي يساوي 2مليون تجاوزا منا ، من أصل 80 مليون مصري يعيشون على أرض الكنانة !!! ، تتجه هذه الأفكار التي بميدان التحرير إلى مايشبه التشتت ، وإلى مايشبه الاختلاف التام بين جميع الأحزاب ، فهم لايريدون إلا حكومة من ميدان التحرير تتكون من بعض الباحثين عن الأغراض الخاصة بهم ، والمصالح المتعلقة بذويهم ، ويرفضون أي رأي مخالف لرأيهم أو غير متفق مع مطالبهم ، ويقدمون رغبتهم على رغبة الشعب كافة ، ويقدمون رؤاهم على رؤى الشعب كافة ، ولا يرتضون إلا حكومة من ميدان التحرير !!!! ، وقد سبق وأن حدث ماطلبوا به ، فكانت حكومة "شرف " الحكومة الضعيفة التي خرجت من ميدان التحرير ومن ترشيح من بميدان التحرير ، فكانت خيبة الرجاء ، فكان شرف يمثل الرجل الأمين الذي لا يستطيع أن يملأ المكانة التي قد كُلف بها ، ولم يستطع أن يجد حلولا سريعة لكثير من الأزمات ، بل ثار عليه من بالميدان مع أنه من إختيارهم ، ومع أنه منهم كما يقولون ، إذا قد جربنا مع دعوتم إليه في احترام من الشعب لما تطلبون وما تنادون به ، أما وقد ثبت فشل إختياركم ، فدعوا الشعب إذا يختار ، ودعوا الميدان لا يتفوه بكلمة أخرى ، وليكن لدى الجميع منكم إحترام لوجهة نظر الاخر وإن كانت مخالفة لوجهة نظره ، ولكن كيف يحدث هذا ؟
كيف يحدث إحترام وجهة نظر الاخرين وهم يرون أننا لا شيء ؟
كيف يتم إحترام اراء الاخرين وهم يرون أن بقية الشعب لا يعرف شيئا ؟
كيف يقبلون برأي الأغلبية وهم يرون أنهم اعلم بحال البلاد منا ؟
كيف يقبلون وجهة نظر الاخر في حين أنهم لا يتفقون على شيء فيما بينهم ؟
كيف يقدمون رأي غيرهم وهم ينظرون لمصلحتهم الخاصة فقط كما كان يفعل الرئيس البائد وأعوانه ؟
كيف وكيف وكيف .
لا أنسى عندما كنا معتصمين بالميدان بعد الثورة في جمعات تحقيق المطالب ، ودار نقاش بين مجموعة من المعتصمين على رأسهم فلان الفلاني يعمل نائبا لجريدة كذا ، وكنت واقفا استمع إلى حديثهم ، وكان غالبية المتواجدين من الليبراليين والعلمانيين وبعض من ينتمون إلى حزب 6 إبريل وبعض الأحزاب الأخرى  ، وكانوا ينادون بعدم مقاطعة من يتكلم وإحترام رأيه ، ولكن للاسف لم يوجد هذا ، ومع هذا أردت أن أتحدث ، وكنت بالصفوف الأولية ، فقالوا لي تفضل ، فقلت لهم قبل كل شيء أشكركم على قبولي متحدثا معكم ، ثم قلت أننا لابد وأن نتحلى بأخلاق الفتن التي قال بها كل المثقفين والحكماء وعلى رأسهم النبي صلى الله عليه وسلم ، وقلت هناك قاعدة تقول " درأ المفاسد مقدم على جلب المصالح " فثار الجميع ، وقالوا هذه أفكار رجعية !!! هذه أفكار النظام البائد ؟؟ قلت لهم كنتم تتحدثون وتقولون قال "مارتن لوثر" وقال "ماركس " وقال "انيشتاين " وقال غيره من الملاحدة وقبلت رأيكم ، وأنا أقول قال الله وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وقال العلماء المسلمون تعترضون !!!! إذا أنتم لستم من نظن انهم عقلاء ، فثار الكثير منهم وسط صمت من البعض ، وقالوا أنت توقع الفتنة ، قلت لهم لا بل عليكم أن ترموني بكلمة ترمون بها كل من خالفكم الرأي وتقولوا بأني من الفلول ومن أتباع النظام البائد ، هكذا عندما تواجهون الحق ، وعندما تجدون مايخرس لسانكم ، وما يتعارض مع أفكاركم ، وقلت لهم على مرأي ومسمع من الحضور ، أنتم تسعون لمصالح شخصية وأغراض لكم ، وليمت الشعب جميعا فهذا لا يعنيكم ، ومثال ذلك حدثني فلان من الناس وكان من ضمن المنظمين لهذا المجمع ، وقال لي فلان نائب رئيس التحرير يريد أن يكون رئيسا لنا ، " هيهات والله لن أتركه يفعل هذا " وأنا منتظر قليلا لأخلعه وأكون أنا القائد " وكان هذا الشخص الذي أتحدث عنه متواجدا بجانبي وأشرت إليه وقلت أنه قال هذا بالأمس ، وذكرت بعض ماقاله الحضور في حق بعضهم البعض ، وكشفت أنهم جميعا يسعون للظهور على حساب أي إنسان فكيف تأتمنكم البلد على المطالبة بحقوقها ؟؟؟ وكيف يمكن أن يكون واحدا منكم قائد أو في مركز قيادي ، وهو يتميز بالجشع ورد الفكر المخالف حتى وإن كان صحيحا ، ووفقني الله عزوجل أن وجدت بعض الشباب من الأصدقاء وغيرهم قد وقف بجانبي ، ودافع عني ضد من صاح وقال أنني من النظام البائد على حد قولهم ، مع أنني كنت من المعتصمين مع إخواني في وقت الثورة وبعدها واعترف كثير من المتواجدين بهذا ، ولكن هذا فكر بعض من بالميدان ، وهذه أغراض بعض من بالميدان ، يرون الجميع مُخطيء وهم فقط على الصواب ، يرون أن المخرج ما قال به أفلاطون وأرسطو وسقراط ولوثر وماركس ودور كايم وغيرهم من الملاحدة ، ويكرهون من يتحدث ويقول قال الله وقال رسول الله ، وقال العلماء وقال أصحاب الفقه .

وهذا بالطبع لا ينطبق على جميع من بالميدان ، ولكن أقسم بالله العلي العظيم أنه ينطبق على الأغلبية منهم ، والبعض الاخر يريدون مصلحة البلاد ولكن للاسف الشديد لا يسمع كلامهم وليس لهم تأثير في هذه الأغلبية الساحقة ، حتى وإن ظهر لهم صوت، إذا بالأغلبية تتسلق على أكتافهم ويأخذون الحق الذي طالبوا به ، وينادون هم به لكي يظهرو في الصورة ويتقلدون ما يريدون ، ويفجرون اراء غربية كافرة كما يشاءون .

ولنلق نظرة سريعة على بعض المعتصمين كما رأيتهم وراءهم غيري كثيرون ، نرى هنا مخيم مجهز بكل أساليب الراحة ، وبه لاب توب وبه مشروبات باردة وساخنة وفيه مجموعة من الشباب المترف أصحاب السيارت والأماكن الفاخرة ، وعلى الجانب الاخر ، نرى مجموعة من الشباب الكادح منهم من يشترك مع بعضه ليقيموا مخيم معا ، وهو مخيم مكون من حصيرة ، ومن بعض البطاطين الرديئة التي يلتفون بها جميعا في وسط برد قارص ، وترى البعض الاخر الأسوء حالا ، يفترشون الأرض ومعهم بعض " الكراتين " أو ورق الجرائد ويجلس هو وصديقه أو هو وحده ليشاهد ويشارك معهم ، وهناك جانب اخر لا ننساه أبدا ، وهم الباعة الجائلون الذين ينتهزون الفرص ليرفعوا الأسعار على الجميع مع علمهم بأن هذا إعتصام ولابد فيه من المؤازرة والمؤاخاة ، ولكن كيف يتم هذا وهم لا يكترثون بشي ، ومن هؤلاء الباعة الكثير من البلطجية ، وهناك الجانب الاخر الذي يأخذ حقه عنوه ، وهم البلطجية ، الذين يقومون في بعض الأحيان بتأمين الميدان كما يدعون وأخذ السجائر ممن يفتشونهم ، وإذا ما حدث شجار خفيف بين واحد منهم واخر من بعض الزائرين تجمعوا كالنمل على الزائر ليضربوه أو يخوفوه وإذا كان الزائر معه أصدقاء قاموا بضربه ثم يتخلصون من أي تهمة موجهه إليهم بقولهم هم من الفلول ومن النظام وكان يريد بث الفتن ، صراحة كلمة سهلة للخروج من أي مأزق .
والأعجب والأمر من هذا ، أنك لو ذهبت في مليونية من المليونات لتطلع بأم عينك على الوضع ، سترى المعتصمين داخل خيامهم ، لا يهتفون مع من اجتمع بالميدان !!!! هم يجلسون داخل خيامهم مستنكرين لاراء الاخرين ، ويظهرون للجميع أنهم هم الفئة المميزة ، ناهيك عن وسائل الإعلام التي تجعل من شاب لا يساوي في ضمير العلم شيئا تجعل منه ناشط وثائر وتستضيفه ليبدي أفكاره العقيمه التي يحفظها ولا يعرف مخزاها ، يالا العار ، أكثر من 80 حزب وائتلاف ، كيف يتفقون ؟ بالله عليك ، فكر معي ، سنفعل ماتقولون به ، ولكن ماذا تريدون ؟؟ وهل هذه هي الكلمة الأخيرة للجميع ؟ وهل كل الميدان متفق على ما ستقولون به ؟ من المحال أن يحدث .

ولكن لنا سؤال ؟

من صاحب الصوت المرتفع في الميدان ؟

صاحب الصوت المرتفع هو من يستطيع التأثير في أكبر عدد ممكن من الشباب ، ومن يستطيع أن يتفق مع الجميع على رأي واحد وليكن أن المشير خائن وهو مبارك الثاني ، فهذا شعار كل واحد منهم وقد تتفق الأغلبية على المناداة بهذا ، لا لشيء ولكن من أجل أن يكون مقبولا عند عامة من بالميدان ، ثم لكل حزب وفريق مطالبه الخاصة التي تندرج تحت هذا المطلب الذي هو شرط لتكون ظاهر ومجتمع حولك الجميع ولا ينبذوك ، وماذا لو قلت بأن المشير ليس خائن ، وأنه قد وقف بجانب الثورة هو وجميع المجلس العسكري ، وأنه يعتزم تسليم السلطة ؟؟؟
سيقولون أنت عميل ، ولن يقبلك أي طرف أن تكون معهم أبدا ، بل سيتهموك ببعض التهم المعلبة التي لاحصر لها عندهم ، مع أننا لابد وأن نقبل وجهة نظر الاخر !!!!! ولكن كيف لا انت عميل لأنك تنادي بعكس ماينادون به ، وأنت عميل وجميع الشعب عميل إذا رفضت ثورتهم المقدسة .

وماذا عن الشهداء ؟

ينفر منك الكثير من الناس إذا قلت بأن من مات بميدان التحرير وهو يتهجم على الشرطة في وزارتهم أو في ثكناتهم أنه ليس بشهيد بل هو بلطجي من ضمن البلطجية الذين لم يساعدهم الحظ ليفلحوا فيما يخططون له .

قد ترفض أيها القاريء الكريم هذا الكلام ، ولكن هو حقيقة ، فالذي يذهب ليقاتل مسلما ، ولكي يهدم ويخرب ويُفسد هو ليس من الشهداء ، وعامة العلماء يعرفون هذا ولا ينكرونه ، ولكن يقولون نحسبهم من الشهداء ، ومن قال بأنهم شهداء ، فهو يتكلم عن المعنى اللغوي وليس المعنى الشرعي ، فكل ميت في مكان شهيد للمكان الذي مات فيه كما هو معروف .

وماذا إن كان معتصما سلميا ، وقامت القوات بمهاجمته فمات ، هذا نحسبه من الشهداء حقيقة ، ولا يستطيع أي عاقل أن يقول بخلاف هذا ، لأن الرجل يعتصم سلميا أو قد يكون في ثورة سلمية ويتعرض للموت فهذا في عداد الشهداء ولا نزكي على الله أحدا ، لأنه لم يخرب ولم يفسد ، بل وقف في احترام ورقي وحكمة ليطالب بحقوقه كما يفعل العقلاء .
أما أن تُفسد وتبلطج وتقول أنا من الشهداء ومن الثوار ، فهذا هو الجنون والخبل بعينه ، ولا يرتضي أي عاقل أن يقول بخلاف هذا .

وفي أحد المشاهد المضنية ، والتي كاد الرأس يشيب منها ، في أحد الكليبات أو الفيديوهات على اليوتيوب ، وجدت جنديا قد أخذ بعض الملقين على الأرض وجعله على جانب الطريق ، وربما لم ينتبه هذا الجندي أن هذا المكان خطأ لأن به صندوق قمامة ، وأنه كان من الأفضل أن يتركه وسط الشارع ليقوم الجميع بدهسه بأقدامهم وبهذا أقول له المقولة المشهورة " عداك العيب وأزح " يعني أنت لم يكن لك أي ذنب ، ولكن أن تأخذه وتجره وتلقيه بجانب القمامة أنت مخطيء وتستحق العقاب ، وتخرج المصورة للفيديو وتقول على الجندي وإخوانه " الصهاينة ، اليهود ،....إلخ " من ألفاظ نابية لا تخرج إلا من بنت ساقطة تريد فتنة مدوية بين أبناء الشعب الواحد .

فهذه أشياء تجعل الواحد بالفعل يغتاظ من هذه الأحداث المؤلمة .

ولكن هل المجلس قد أخطأ ؟ والشرطة قد أخطأت ؟

نعم أخطأ الطرفان في بداية الأمر للسماح بحرق المخيمات التي كان يعتصم بها الشباب ، وبضرب من كانوا معتصمين حتى وإن كانوا يعرقلون حركة المرور ، فلابد وأن تكون هناك خطط بديلة وطرق أخرى غير هذا الطريق ، مهما كانت الأسباب فإنه من الخطأ التعرض لأي ثورة سلمية ، غير مخربة ، ولابد وأن يحاسب كل من سمح بوقوع هذا ، وأن تكون الإجراءات سريعة جدا إلى أقصى حد .

ولكن هل أخطأت الشرطة في التعامل مع من أرادوا أن يهجموا على وزارة الداخلية ؟؟؟

لم يخطأوا أبدا ، وأقول أيضا من حقهم أن يستخدموا الرصاص الحي للتصدي لأي هجوم على الوزارة أو أي منشأة حكومية أو غير حكومية ، فهذه هيبة الدولة ، وهذه أموال الشعب فيجب المحافظة عليها مهما كانت الإنتقادات التي توجه إليهم ، فالعقلاء جميعا يعرفون بأن هذا من حقهم ، فحين صرحت مصادر عسكرية أمينة على ان الشرطة لم تطلق رصاص حي أبدا على أي متظاهر أو حتى على من قام بمهاجمة الوزارة والتخريب واكتفوا بالغاز المسيل للدموع ، والذي اختلفت الاراء حوله من تهويل للغاز ومايحويه ، ولكن هذا حقهم ومن حقهم أيضا الدفاع عن أنفسهم بالرصاص الحي ، وهذا مايشهد به العقلاء مع أن الرصاص الحي لم يطلق .

وإن كنا نتكلم عن حقوق الإنسان فأين حقوق الجنود ؟ أليسوا بشرا ؟ أليس لهم حقوق أيضا ؟؟؟ أم اننا مصرون دائما على أن نأخذ مالنا ونترك ماعلينا ؟

وفي نهاية مقالنا نقول :

على من بالميدان الإتفاق على شيء ، فأنا أقسم بالله تعالى لو قلنا بأن البرادعي معذرة " برادعي الحمير " هو رئيس الوزراء لم يوافق عليه الجميع أبدا مطلقا ، ستجد من يقوم بمليونية لعزل البرادعي ، ولو قلنا الصباحي بتاع الطرابيش هو رئيس الوزراء لعترض من بالتحرير .

والان المجلس العسكري ، ومعه الأغلبية الصامتة من الشعب يؤيدون ترشيح الدكتور كمال الجنزوري ، ولكن للأسف السادة بالتحرير لا يرضون به لأنه من اختيار العسكر !!! ، ويقولون هو رجل محترم ولكن لأنه من اختيار العسكر فإننا نرفضه !!!! ، بالله عليك أيه القاريء الكريم من يرضى بهذه الفوضى ، من يرضى أن يحكم 2مليون شاب مختلفين في الاراء والتوجهات والسياسات يحكمون أكثر من 70 مليون !!!! أي عدل هذا ، وأي عاقل يؤيد هذا ؟ ؟؟؟

يكفي أن تهين جريدة غربية ثورتنا المجيدة وتقول " الثورة المصرية تسحق الإقتصاد المصري وتحرق مصر " هذا مانريده !!!!!!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق