كتب ـ حسين البربري
ذكر الباحث السياسي اللبناني الياس علوش القريب من صناع
السياسة الأمريكية وعضو الحزب الديمقراطي فى ولاية ميتشيجن الأمريكية إن
إسرائيل كانت ستقوم باحتلال سيناء فى العاشر من ابريل الماضي بعد مزاعمها
بإطلاق صواريخ من سيناء على مدينة ايلات فى السادس من ابريل الماضي الا ان
الولايات المتحدة الأمريكية حذرتها من هذة الخطوة فى الوقت الراهن وطلبت
منها التمهل وعدم التسرع لاحتلال سيناء لان الأجواء الإقليمية غير مناسبة
لخوض حرب مع مصر .
وأشار الباحث السياسي فى تصريحات لـه الى ان رئيس شعبة
الاستخبارات الإسرائيلية افيف كوخافى قد سافر الى الولايات المتحدة بعد
إطلاق الصواريخ على ايلات والتقى مسئولين فى المخابرات الأمريكية وأوضح
لهم مخاوف إسرائيل فى انتشار التيار المتشدد فى سيناء دون رادع مؤكدا لهم
ان المخابرات الإسرائيلية رصدت أكثر من عشر خلايا إرهابية فى سيناء على
اتصال لوجستى بحماس وهذه التنظيمات بسطت سيطرتها على سيناء وهمشت دور
الحكومة المصرية وان إسرائيل تخشى على أمنها موضحا لهم ان هذه البؤر إذا
لم يتم استئصالها حاليا سيكون استئصالها صعبا بعد سيطرة التيار الاسلامى
على حكم مصر.
وأكد الياس علوش ان المناورة العسكرية المصرية التى جرت
الأسبوع الماضي وحضرها المشير طنطاوي قد جعلت إسرائيل تتراجع بشكل كبير عن
موقفها فى احتلال سيناء والتزمت بتعهد أمريكا بدعمها إذا جاء على رأس
السلطة المصرية رئيس راديكالى .
وأوضح ان الكتائب التى نشرتها إسرائيل على الحدود المصرية ليست الا رسالة طمأنة للمواطن الاسرائيلى مفادها ان جيش الدفاع فى جهوزية دائمة لاى اعتداء على امن إسرائيل وليس المقصود بها التحرش حاليا بمصر
هذا وقد طرح الخبير العسكرى الاسرائيلى ايهود عيلام أستاذ
التاريخ العسكري بجامعة تل أبيب دراسة كبيرة بعنوان( أهمية سيناء كجبهة
عسكرية لاى حرب مستقبلية بين مصر وإسرائيل) وذكر فيها ان المعارك التي
شهدتها سيناء بين الجيشين المصري والاسرائيلى كانت اولها فى منطقة شرق
سيناء خلال حرب1948واندلعت نهاية ديسمبر 48 حيث قام الجيش الاسرائيلى
وقتها بالتمركز على المجال اللوجيستى بناء على الوضع الاستراتيجي عنصرا
حيويا بالنسبة للجيش المصري وأسهمت العمليات العسكرية الاسرائيلى فى عزل
القوات المصرية المتواجدة فى غزة عن مصادر الامداد والتمويل وفى حرب 56قام
الجيش الاسرائيلى باختراق خط الجبهة وتوغل فى عمق سيناء وفى حرب67انتشرت
تشكيلات ضخمة من الدبابات على عشرات الكيلومترات فى أنحاء الصحراء أدت الى
انهيار الجيش المصري خلال وقت قصير من الحرب حال دون تمكين الجيش
الاسرائيلى من معرفة مدى تداعيات الانفصال عن مصادر التموين لكن فى أكتوبر
1973كان الجيش الاسرائيلى يمتلك بالفعل بنية تحتية لوجيستية منظمة وثابتة
فى كافة أنحاء سيناء لعبت دورا مهما خلال المعركة والتى ساهمت فى التصدى
للجيش المصري .
وذكر أيهود عيلام ان هناك ثلاث خيارات مطروحة أمام الجيش الاسرائيلى فى حال اندلاع حرب مع مصر
الخيار الأول
المبادرة بالقضاء على اية قوة عسكرية مصرية ضخمة تحاول الوصول الى سهول شمال سيناء مع عدم ابقاء قوات إسرائيلية بالمكان .
الخيار الثانى
تنفيذ هجوم استراتيجي مضاد لاحتلال جزء كبير من سيناء او ربما كل ارض سيناء وتدمير الجيش المصري المتواجد فيها .
الخيار الثالث
التركيز على استهداف القوات الجوية المصرية وتنفيذ هجمات جوية داخل العمق المصري لإجبار الجيش المصري على الانسحاب من سيناء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق