قال يعقوب أبين صحفي في صحيفة
الجيروزاليم بوست الإسرائيلية، أن التعليقات الأخيرة لرئيس الإخوان
المسلمين، والرئيس محمد مرسي، وآخرين تذكر بخطط الحزب الحاكم للشرق الأوسط،
موضحاً أن أعضاء الجماعة يعتقدون أنه من الواجب عليهم الإشراف على عملية
شاملة لأسلمة الدولة والمجتمع المصري قبل أن يوجهوا أنظارهم إلى هدفهم
النهائي ألا وهو خلق دولة إسلامية تضم المنطقة ومن ثم شن الحرب على
إسرائيل.
وأشار أبين في مقالته المنشورة
في موقع معهد جيت ستون المستقل، أن مرسي يمكنه التركيز على توفير القروض من
أجل الاقتصاد المصري بينما يخلق مراجع مشروطة وغامضة للحفاظ على اتفاقية
السلام مع إسرائيل – وهي نظرية تساعد على الحفاظ على المعونة الأمريكية –
بينما يستطيع مسئولون بارزون من جماعته تحضير المجتمع المصري بتيار من
الخطابات العدائية من أجل قطع علاقاتها مع إسرائيل.
ويتحدث الصحفي عن الدستور فيشير
أنه ليس من الغريب أن الإسلاميين – الذين يسيطرون على غالبية اللجنة
التأسيسية للدستور – أن يقترحوا مواداً تضمن تحويل مصر إلى الدولة
الإسلامية ، ويسعون لفرض التنفيذ الصارم للشريعة في الدستور ، موضحاً أن
الموافقة على الدستور الجديد سترسم معلماً أخر في تحويل مصر إلى دولة سنية
متشددة.
يضيف أبين أن هذه التطورات لها
تأثير مباشر على الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن حركة حماس في غزة تشجع بقوة
السيادة الإسلامية في مصر، وتتوقع من القاهرة أن تكون الداعم المستقبلي
الجوهري لها بدلاً من إيران والنظام السوري المتداعي.
يشير الصحفي إلى أن القوات
الأمنية المصرية في شبه جزيرة سيناء تفشل في اتخاذ رد فعل كافٍ ضد الجماعات
الجهادية السلفية المتكاثرة هناك وفي قطاع غزة، موضحاً أن الهجمات
الصاروخية المستمرة والتسلل عبر الحدود من قبل العناصر المستوحاة من تنظيم
القاعدة في غزة وسيناء تجبر إسرائيل على اتخاذ موقفاً في القطاع، وبالتالي
زيادة خيارات الصراع مع حماس ، متسائلاً إذا ما كان على حماس التورط في
صراع رئيسي جديد مع إسرائيل من الممكن أن يؤدي إلى تدهور آخر مع مصر ، وهو
موقف يفضل الإخوان المسلمون في مصر تجنبه في المستقبل قريب المدى.
وفي النهاية يوضح الصحفي أن
حماس والإخوان المسلمين يرفضون عقيدة الجهاد الفوري التي ينتهجها الجهاديين
السلفيين، فيظهر أنهم يفضلون التركيز على تعزيز سلطتهم السياسية الجديدة
قبل مواجهة إسرائيل، مشيراً إلى أن الإخوان المسلمين يخططون لشن صراع مع
إسرائيل بعد أن ينتهوا من أسلمة المجتمع في بلادهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق