الصفحات

الثلاثاء، 5 فبراير 2013

ضغوط الحياة - أسبابها - واثارها - وعلاجها دينيا ونفسيا وبشريا




إعداد : طه كمال خضر الأزهري 
 
 تتسارع في عصرنا هذا أحداث الحياة حتى إن بعض الناس لم يعد في استطاعته أن يساير متطلبات وحاجات الزمن الذي يعيشه، الأمر الذي جعله يخضع لـ«ضغوط الحياة» ويستجيب للعديد من مظاهر الاضطرابات النفسية المختلفة، من قلق وخوف واكتئاب وفي النهاية قد ينتحر ليتخلص من تلك الضغوط وهذا ما نقرأه ونشاهده في وسائل الإعلام من حين لآخر. وآخرون يتخبطون في مواجهة الكثير من أمورهم الشخصية والعلمية والعملية والأسرية، فأصبحنا نرى ونلحظ في كل يوم الكثير من هؤلاء الضحايا الذين أقعدتهم الهموم والغموم، وأشغلتهم الوساوس، وعذبتهم الهواجس، حتى أضنت أجسامهم، وأضعفت قواهم، فأصيب كثير منهم بالأمراض العضوية المختلفة كأمراض القلب والقولون وقرحة المعدة وضيق التنفس وارتفاع الضغط.
وآخرون منهم يتلمسون العلاج بالاستعانة بالمشعوذين والدجالين تارة، والكهنة والسحرة تارة أخرى، بحثاً عن الخلاص من الوساوس القاهرة، والضغوط المتراكمة.
أو تضيع حياة البعض منهم بالانتحار والاستسلام لأوهام، معظمها نتيجةلأنماط خاطئة من التفكير السلبي.
لأجل هذا كله يحاول الأستاذ عبدالعزيز بن عبدالله الحسيني معالجة قضية «ضغوط الحياة» هذه القضية التي لا يكاد يسلم منها إلا من رحم ربي وخصوصاً في العصر الحاضر الذي تعقدت فيه الحياة بصورة أدت إلى زيادة الأعباء والضغوط من كل جانب، مع العلم أن الله تعالى وهب الانسان قدرات هائلة يستطيع بها مقاومة آثار هذه الضغوط أو التخفيف منها، ولكن البعض لم يحسن الاستفادة من هذه القدرات، وذلك لأسباب عدة يأتي في مقدمتها عدم الاستبصار بالطرق والوسائل المعينة على ذلك.


يقول الدكتور : أحمد كريمة 
 
 أكد علماء الدين أن الانسان في مسيرة الحياة معرض للكثير من المحن التي هي اختبار من المولي عزوجل للإنسان، فالحياة ليست كلها وردية، والدين الإسلامي يأمر الإنسان أن يقابل الخير بالشكر وأن يقابل المحن والابتلاءات بالصبر، الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية جامعة الأزهر يقول: المحن والابتلاءات من الأمور التي يتعرض لها الإنسان في حياته، والأنبياء والرسل تعرضوا لها والحق سبحانه وتعالي خاطب الرسول صلي الله عليه وسلم قائلا: "فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل"، والقرآن الكريم خاطب أهل الايمان في قول الله عز وجل "ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين"، والرسول الكريم صلي الله عليه وسلم قال: "الإيمان نصفان صبر وشكر" فالتعامل مع المشاكل التي يتعرض لها الإنسان وكيفية التغلب عليها يحتاج للتمسك بالقيم والمبادئ والضوابط التي حملتها لنا الشريعة الإسلامية، فالإنسان يتعرض في مسيرة الحياة للكثير من المشاكل والضغوط الأسرية والشخصية التي تستحوذ علي وقته وتفكيره، وتجعله في حالة من الحزن مما ينعكس علي علاقاته بأسرته والمحيطين به، وفي هذه الحالة عليه أن يفكر ويسعي لحل تلك الخلافات. وقد اهتم الإسلام بعلاج تلك القضية، لكن مانشاهده في هذه الأيام من قيام بعض الأشخاص بالانتحار هربا من المشاكل التي تواجههم يعد انحرافا عن مبدأ الإسلام القويم في علاج الضغوط الحياتية، فالاسلام، يأمر بالعمل والأخذ بالأسباب والتوكل علي الله وعدم اليأس، والمؤكد أن ضغوط الحياة ليست دائما سلبية، لأن بعضها قد يساعد علي تفجير طاقات الانسان، ومنهج الإسلام في علاج ضغوط الحياة يعتمد علي قاعدة أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئأك، وعلاج تلك الضغوط يتمثل في الالتجاء إلي الله عز وجل والاستعانة به، فعندما يقول الإنسان "لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم" فإنه يستمد الحول الأكبر والقوة الأقوي من صاحب الحول والقوة الذي لولا حوله وقوته لكان الانسان عاجزا عن فعل أي شيء.
أما الدكتور مبروك عطية الاستاذ بجامعة الأزهر فيقول: النبي صلي الله عليه وسلم علمنا أن نلجأ إلي الله وقت الشدة، وعلي الانسان أن يأخذ بالاسباب ويتوكل علي الله عز وجل ولا يلتفت إلي صغائر الأمور، والمؤكد أن عدم المرونة في التعامل مع مشاكل الحياة والتفكير المستمر فيها يزيد من تلك الضغوط وينعكس بدوره علي التعامل في المنزل، فعلي الزوجة أن تدرك ذلك وتتعامل مع زوجها بما يخفف عنه تلك الضغوط حتي لا تتعقد المشاكل وتتكاثر وتؤثر علي الحياة فيما بينهما، ففي الحديث الشريف يقول الرسول صلي الله عليه وسلم، "إن القلوب تمل كما تمل الأبدان فتخيروا لها طرائف الحكمة"، كما أن التحلي بالصبر عند مواجهة المشاكل حث عليه الإسلام في قول الله تعالي " فاصبر صبرا جميلا"، وعلي الإنسان أن يتذكر النعم الكثيرة التي وهبها الله عز وجل له، وأن يطمئن إلي ما عند الله، والحق سبحانه وتعالي يقول: "إن مع العسر يسرا" واليأس لن يأتي بخير وعلي الإنسان أن يدرك أن الابتلاءات قد تكون تكفيرا للذنوب أو اختبارا من الله عز وجل وعليه أن يتذكر قول الله تعالي "ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب" وعلي الإنسان أن يكون صادقا مع نفسه ومدركا لقدراته



وقال : محمد صالح كنعانه  : طالب علم نفس بجامعة عمان 

إ ن ضغوط الحياة وما يرافقها من توتر نفسي هي سمة العصر الذي يعيش فيه الانسان، و ذلك لان هناك كثيرا من العوامل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، التي تسبب هذه الضغوط، و يضاف الى ذلك العوامل وأسباب تتعلق بالعمل والحياة العائلية والاسرية، ويزيد من الضغوط أيضا أمور تتعلق بالانسان نفسه من حيث المرض، حوادث السيارات، الفراق، الطلاق، الخلافات الاسرية، الفشل في الدراسة أو العمل.   كل هذه المسببات تجعل الانسان يعيش في دوامة، هي دوامة الضغط النفسي والتوتر، القلق والخوف، والامراض النفسية الأخرى، مما يبرر القول ان عصرنا هو عصر الضغوط و التوترات النفسية.     ضغوط الحياة هي مجموعة أحداث أو تغيرات داخلية أو خارجية يكون من شأنها ان تؤدي الى إثارة التوتر النفسي الحاد او المستمر أو كليهما معا.    والضغط النفسي هو حالة دينامكية يمر بها الانسان مما يجعله يواجه قيودا أو مطالب أو فرصا غير أكيدة و ذات أهمية له، لكن ما نود ان ننوه له، أن ضغوط الحياة في الكثير من الاحيان ليست سلبية بل هي ايجابية، والانسان بحاجة إليها لأنها تحفزه على النشاط والعمل، وايضا تجعل الانسان أكثر تفكيرا واهتماما بما يريد، ويساعد على المزيد من التركيز المطلوب لأداء العمل على نحو جيد، وكذلك يسر للإنسان على التعبير عن انفعالاته و مشاعره، ويجعله يشعر بمتعة عند العمل، الانجاز، الشعور بالسلام النفسي والنوم بشكل مريح عند القيام بانجاز معيّن.

 وفي المقابل، فعندما يكون شعور بفشل ما في أداء الاعمال المطلوبة على النحو المرغوب، فإننا نحاول مضاعفة الجهد لتعويض الوقت أو الخسائر التي لحقت بنا، و ندخل في حلقة مفرغة أو دائرة خبيثة من التوتر الذي يشكل في حد ذاته مزيدا من الضغط النفسي، مما يؤدي الى مضاعفة النتائج الضارة ومشكلات الضغط النفسي، وكذلك يعجل الانسان يحاول أن يجد مخرجا من حالته، فيلجأ لإغراء الحلول السهلة والسريعة، فيقبل على شرب الكحول وتناول المهدئات وأساليب الهروب من المشكلات، ولا يلجأ للحلول السليمة لمعالجة المشكلة، مما يضاعف ويزيد من حدتها

 عوامل وأسباب الضغوط الحياتية :
 للضغوط النفسية عوامل ومسببات ومصادر عدة، كما ان لها نتائج خطيرة و متعددة،  كالصداع، ضغط دم، أمراض قلب، ضيق تنفس، تناقص أو تزايد بالوزن، فقدان الشهية أو تزايدها. وعلى الناحية النفسية يؤدي ذلك الى توتر، قلق، خوف، اكتئاب، نسيان و تشتت الانتباه، قلة تركيز، تصلب التفكير و تطرفه، المبالغة وتهويل الامور. وعلى الناحية السلوكية للفرد: كثرة التغيب والتأخر عن العمل أو تركه، التعرض المتكرر للحوادث، الافراط في التدخين أو شرب الخمر أو تناول المخدرات، تعاطي مهدئات نفسية، سوء استغلال الوقت، الافراط في مشاهدة التلفاز، الميل للمشاجرة والتعارك، التهرب من المسؤوليات الحيوية كالدراسة و العمل. 
 هذه العوامل أو المصادر يمكن إجمالها بجوانب معينة، منها :

- العوامل الاجتماعية مثل:- ظروف اقتصادية صعبة، اضطراب سياسي.

- وعوامل خاصة بالعمل نحو: حجم العمل الكبير، أو مسؤولياته المرهقة، علاقات متوترة مع فريق العمل، هيكل تنظيمي جامد أو دكتاتوري.
- وعوامل يمكن ان تقع على الانسان تتعلق بأمور حياتية مثل: مشاكل عائلية، متاعب مالية، مشكلات صحية.

- وعوامل تتعلق بشخصية الفرد مثل:- شخصية الفرد فقد تكون منبسطة أو منقبضة ايجابية أو سلبية، إدراك الفرد للأمور الحيايتة، خبرات الحياة التي مر بها، وجود أو عدم وجود دعم اجتماعي يتمثل في الاسرة، والاصدقاء، اعتقادات خاطئة قد يحملها الانسان عن نفسه وعن الآخرين، مدى الايمان بالقدرة الذاتية والثقة بالنفس. 
 كل هذه العوامل والمصادر وما ينتج عنها تشكّل عمليا الدوامة التي نعيشها، وتكوِّن لنا دائما شعورًا بعدم الرضا والارتياح عن حياتنا وهي تعكس على من حولنا، إن كان على صعيد الأسرة والاصدقاء، وعدم التمتع بالحياة في جميع جوانبها، والتركيز دائما عن النواحي السلبية فيها، و تشكل عدم القدرة على الكفاءة الذاتية لدينا.

 طرق للتغلب على ضغوط الحياة :
الجميل هنا ان طرق التغلب عليها سهلة و بسيطة، ما دامت ان الدافعية في التغلب موجودة و قوية، و يمكن إجمالها في:
1. جانب الثقة بالنفس: فهو جانب شامل يتناول جميع جوانب حياة الانسان الروحية، العقلية والعاطفية، وهذا المفهوم إذا تغلغل في الحياة فسيشعره بالسعادة والرضا النفسي، ويحقق له النجاح في تلك الحياة، ومن يفقدها سيترتب عليها تحقير الذات، اللوم و الشكوى، تجنب الموقف و إبداء العجز وعدم المسؤولية
2. الجانب الروحي: على الانسان هنا ان يوجد معنًى لحياته، وان يقوي صلته بالله و يعمق وجدانه الروحي، ويكون ذلك عن طريق: التمعن في امور الدين، الصلاة، الدعاء الخالص لوجه الله.
3. الجانب العقلي: يعتمد هذا المجال على تغيير الاحاديث الذاتية، من أحاديث سلبية الى أحاديث إيجابية، فبدلا من القول "انا لا أستطيع فعل شيء ما" الى " انا أستطيع فعل شيء ما
4.  الجانب العاطفي و الانفعالي:  يعتمد التقليل بقدر الإمكان من الانفعالات والمشاعر السلبية كالعدوانية والغيرة، وتعلم طرق جديدة للتغلب على الغضب والانفعال، تعلم الانسان ان يتقبل ما لا يستطيع تغييره والا سيظل يعاني من الشعور بأنه تعيس و غاضب و ناقم (منزعج دوما)
5.  الجانب السلوكي للإنسان:- يعتمد هذا الجانب على التخطيط للمستقبل ووضع أهداف معقولة، فليس من الواقعي ان يتخلص الانسان من كل الضغوط و الأعباء في الحياة. ايضا الادارة الجيده للوقت، وإعطاء صلاحيات لمن حوله بها، و تعلم اتخاذ القرارات الرشيدة والعقلانية
6. الجانب الاجتماعي تكوين دائرة من الاصدقاء و المعارف الذين يتميزون بالود واللطف. و تجنب الاشخاص الذين يميلون الى النقد و التهكم و إثارة المنازعات. محاولة حل صراعات العمل و الأسرة و تعلم مهارات التفاوض وتبادل وجهات النظر الأخرى، و تعلم ان يقول "لا للطلبات غير المعقولة من الآخرين "
7.  الجانب الصحي:  يعتمد هذا الجانب على توسيع الاهتمامات في الحياة و مجالات المتعة البريئة كالاستماع الى الموسيقى و المطالعة و السفر. والرياضة و اللياقة البدنية، نظام غذائي متوازن و مناسب لظروف الانسان الصحية و لعمره. أخذ قسط من الراحة و قسط كافٍ من النوم. الابتعاد عن شرب الخمر و السجائر و التبغ.
  8. جانب مقاومة الغضب: كثيرا ما يتعرض الانسان لمواقف تثير غضبه. وتجعله متوترا. مقاومة ذلك الغضب عند طريق تعلم أسلوب يعبر به عن غضبه للآخرين بطريقة إيجابية غير عدوانية. التيقن ان الآخرين لا يثيرون غضبك بل تفسيرك للأحداث أو الانفعال هو الذي يجعلك غاضبا، التنفيس بممارسة الرياضة أو العمل في الحديقة.
 هذه المهارات أو الطرق للنجاة من الضغوطات ما يترتب عليها من مصاعب على الصعد المختلفة، فهي إحدى العلاجات الجذرية لهذه الضغوطات، حاول أن توظفها في حياتك اليومية و ستلاحظ التغير.

 وفي قصة رائعة من نوعها :

في يوم من الأيام كان محاضر يلقي محاضرة عن التحكم بضغوط وأعباء الحياة لطلابه.فرفع كأساً من الماء وسأل المستمعين ما هو في اعتقادكم وزن هذا الكأس من الماء؟
وتراوحت الإجابات بين 50 جم إلى 500 جم
فأجاب المحاضر: لا يهم الوزن المطلق لهذا الكأس، فالوزن هنا يعتمد على المدة التي أظل ممسكاً فيها هذا الكأس فلو رفعته لمدة دقيقة لن يحدث شيء ولو حملته لمدة ساعة فسأشعر بألم في يدي، ولكن لو حملته لمدة يوم فستستدعون سيارة إسعاف. الكأس له نفس الوزن تماماً، ولكن كلما طالت مدة حملي له كلما زاد وزنه.
فلو حملنا مشاكلنا وأعباء حياتنا في جميع الأوقات فسيأتي الوقت الذي لن نستطيع فيه المواصلة، فالأعباء سيتزايد ثقلها. فما يجب علينا فعله هو أن نضع الكأس ونرتاح قليلا قبل أن نرفعه مرة أخرى.
فيجب علينا أن نضع أعباءنا بين الحين والآخر لنتمكن من إعادة النشاط ومواصلة حملها مرة أخرى.

فعندما تشعر بضغوط الحياة يجب أن تضع أعباء ومشاكل الحياة جانبا ولا تتأثر بها، لأنها ستكون بانتظارك غداً وتستطيع حملها.


قال الدكتور : فتحي مرعي 

الإنسان يتعرض لضغوط كثيرة منذ مولده وحتى نهاية حياته. ضغوط حياتية مثل قلة الإمكانيات المادية. أو المرض. أو الإعاقة. أو كثرة عدد أفراد الأسرة وضيق المكان. ضغوط المهنة. مشاكل أهل الزوج أو الزوجة والحماوات! مضايقات الجيران. الزحام. عدم وجود السكن المناسب فى المكان المناسب. ضغوط لا أول لها ولا أخر، تستغرق لسردها صفحات ولانأتى على نهايتها.
والضغوط تختلف من شدتها أو قسوتها أو إستمرارها، وتزايدها أو تناقصها، وعلينا أن نتحمل ما نعانيه من تلكم الضغوط، ونتعامل معها بحكمة ودون أن نفقد أعصابنا أو إتزاننا، وهناك من لايتحملون. خصوصا إذا ما تجمعت ضغوط كثيرة فى وقت واحد، ولم نكن متسلحين بالإيمان بالله واليوم الآخرإيماناً عميقاً، وليس إيماناً لفظيا أو شكليا، لأنه إذا طفح الكيل لدى واحد من هؤلاء الذين لايتسلحون بالإيمان العميق، فقد تنتهى به الضغوط إلى الإنهيار العصبى أو تسلمه إلى مالا تحمد عقباه أيا كانت هذه العقبى. ولتفادى حدوث ذلك ينبغى أن نعلم أن الضغوط الحياتية أمر مفروغ منه، إذ لايمكن تفاديها كلية، وإلا كانت الحياة الدنيا مؤقتة، وهى ليست مؤقتة ولا جنة دائمة، لأنها لا تدوم. فالأنسان يكابد منذ مولده وحتى أجله، والله خالقنا ينبئنا بذلك «لقد خلقنا الإنسان فى كبد» (البلد 4) والذى يتحمل الضغوط ويعلو عليها، ويتمسك بإيمانه بالقدر خيره وشره ـ لأن ذلك من مقومات الإيمان الحق ـ الذى يفعل ذلك يكسب دنياه ويفوز فى أخراه بجنات النعيم التى تخلو من الضغوط كافة، فهى نعيم خالص من أية شوائب ودائم بلا نهاية. إنتهى القلق. وانتهت الواجبات والتكليفات. فليس مطلوبا من أهل الجنة أداء أية واجبات على الإطلاق. لا شئ إلا أن ينعموا ويتلذذوا. ويأتنسوا بصحبة الأهل والاحباب بلا فراق. ابد الدهر. ولايسمعون فيها إلا حلو الكلام وإلقاء السلام، ولا يخدمون انفسهم بل يخدمهم الغلمان المخلدون، ولا تتراجع صحتهم ولا يعتريهم الوهن ولا المشيب، ولا تتناقص قدرتهم على الاستمتاع ـ كما يحدث فى الدنيا مع تقدم السن وإن توافرت كل الإمكانيات المادية ـ فأهل الجنة شباب أبد الدهر، ورغباتهم مجابة بلا تعب ولامشقة ولا إنتظار، ولذلك فهم متشبثون ببقائهم فى الجنة «إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا. خالدين فيها لايبغون عنها حولا» (الكهف 107ـ 108)
أرأيتم؟ أن صبرنا على الضغوط الحياتية ـ مهما تعاظمت ـ مكافأته الفوز بجنات النعيم والخلود فيها إلى مالا نهاية؟ فسنوات العمر التى نعانى فيها من الضغوط معدودة ولها نهاية، ولذلك تهنئ الملائكة داخلى الجنة بصبرهم على معاناتهم فى الدنيا «سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار» (الرعد 24).
 


وكتب : محمد أحمد إسماعيل 

مهارات للتغلب على ضغوط الحياة اليومية وغيرها مفيدة جدا 

ما الذي يناسبني ويغير حياتي للأفضل
تعرف على قدرات جديدة داخل نفسك
الهدف : اثراء الحياة بمهارات جديدة.

فكر بالنجاح يكون حليفك
فكر بالراحة تأتيك
نحن في الحياة كمن يزرع :
• ازرع أفكارا ايجابية تحصد نتائج ايجابية ولو بعد حين.
• ازرع افكار سلبية تحصد نتائج سلبية.
حياتي تتشكل يوميا بأفكاري - ما تفكر به هو انت

تمرين القلم:


امسك القلم – ضعه على قدمك – ارفعه – ضعه على قلبك – ارمه ...
وكذلك الألم : كما أن لديك القدرة على التخلص من القلم تستطيع ان تتخلص من الألم
نحن نحافظ على الألم أكثر وقت ممكن : ايام – أسابيع – سنوات ...
كلما جاءك الألم : اصرفه – اعمل له Delete
من قواعد مسح الألم : ان لا تتحدث به مع شخص آخر.
اذا قرأت أو سمعت عن شيء مؤلم فلا تنقل هذا الألم الى الآخرين.


معظم الناس يسألون الأسئلة الخطأ فتكون الاجابات الخاطئة.
ابدأ سؤالك بـ كيف فقط فكلمة كيف تبني – احذف كلمة لماذا من أسئلتك فهي هدامة ...
لماذا الحياة هكذا – ليش الناس متهورين في السواقة – ليش حظي تعيس ...

غير اسئلتك تتغير حياتك

انت لا تحتاج الى افكار جديدة / انما تحتاج الى اسئلة صحيحة وتجيب عليها.
انتبه لأسئلتك فإن السؤال هو الاجابة
الشعوب العربية بشكل عام حساسة .. والحساسية تنتج افتراضات غير سليمة.
لا تفترض الشيء قبل ان تتأكد منه.
ما التصرف الأمثل عندما تتعرض لموقف سلبي: المواجهة هي بداية الحل (لا تهرب ) اسأل الطرف الآخر بشكل مباشر .. تحصل على الاجابة الصحيحة التي قد لا تتضمن أيا من افتراضاتك.

الاسئلة الصحيحة


كيف يمكنني الحصول على ترقية ...
كيف يمكن ان احسن علاقاتي ...
كيف يمكن ان اطور نفسي ...
كيف يمكن أن احافظ على صحتي ... المشي مثلا.
كيف أكون سعيد ..
كيف احافظ على هدوء أعصابي في مواقف التوتر .

دائما اسأل: ما هو الشيء الذي تستطيع ان تقوم به ولا تقوم به واذا قمت به بانتظام تتغير حياتك؟
طبق هذا السؤال على أي جزء في حياتك ...
ابحث عن شيء ممكن تطبيقه
ليكن احد الاسئلة الصحيحة شعارا لأسبوعك.

تذكر : بدء السؤال بكلمة كيف - تبني ... - بدء السؤال بكلمة لماذا - تهدم ...

ضع الشيء الذي تفكر به في مكانه الصحيح
اشطب جوانب التوتر.
أي سؤال يعطيك قلق أو توتر اصرفه عنك.

اذا شعرت بالتوتر قبل النوم وانت تفكر في موعد هام أو اختبار أو ... اقنع نفسك بأن موعده ليس الآن .. ابعده عنك .. اقرأ قصار السور .. ركز فقط على التنفس .. هذه مرحلة شهيق .. هذه مرحله زفير .. موجات متعاقبة .. تابع الشهيق والزفير كلما هجمت الفكرة .. هكذا تطرد التوتر قبل النوم...

افتح باب الأسئلة الأكثر غرابة ..


اذا سألت السؤال يذهب الى اللاوعي ... يبحث في الملفات .. ربما يعطيك الاجابة في وقت آخر ... وقد يكون الجواب بعد سنوات.
لتنم على مجموعة من الأسئلة: (على سبيل المثال)
ما هو العمل الذي ان قمت به اكسب رضى والداي.
ما هو العمل الذي ان عملت به غدا يدخلني الفردوس الأعلى.
كيف أكون عنصر من عناصر نهضة الامة العربية والاسلامية.
كيف يمكنني انجاز عدد كبير من المشاريع النافعة للناس .
كيف أتحدث الانجليزية بطلاقة .
كيف استيقظ غدا وأنا سعيد.
ما الشي الذي اذا فعلته احصل على راحة البال.

كيف تتعامل مع المشاكل:


حينما تواجه مشكلة توكل على الله وقل: لها حل / أستطيع / بسيطة / واضحة/ حلول كثيرة أمامي / اتمتع في هذا التحدي / الحل سيأتي بإذن الله - كرر : سهل / واضح / بسيط.


الناجحون متفائلون:


لا تجعل السلبيات الخارجية تؤثر عليك تفاءل باستمرار
كل عقبة اما نجاحي اسميها تحدي.
انا مسئول عن تصرفاتي.
اذا حصل فشل ما قل انا اتحمل المسئولية
اعترف بفشلك فالفشل هو بداية الطريق نحو النجاح.

اجعل لك شعارا: قد يكون بيت شعر / حكمة / قول مأثور / ....
قرر: اليوم لن أتحدث الا بكلمات إيجابية.
اسأل نفسك: ما هي الفكرة التي يمكن ان ازرعها اليوم وتغير في حياتي.

تمرين التنفس 4x4x4x4


الشهيق : قم بالعد 1 – 2 – 3 – 4 (تخيل انك تستنشق القوة والطاقة والصحة والسعادة..).
احبس النفس : 1 – 2 – 3 – 4
الزفير : 1 – 2 – 3 – 4 (تخيل بأنك تطرح جميع همومك وأمراض بدنك ).
العودة الى التنفس الطبيعي بعد العد 1 – 2 – 3 - 4
حاول ان تقوم بهذا التمرين عشر مرات في اليوم على الأقل

الهاتف النقال : في الاساس وجد للأطباء والمطافي ومن هم على شاكلتهم ....
اصبح معظم الناس بهذا الهاتف أطباء أو رجال اطفاء ... (مواقف طارئة).

اجازة

أعط نفسك أجازة : كل اسبوع – كل شهر – كل سنة.
ليس صحيحا أن الذي يعمل أكثر ينتج أكثر
عمل مركز ومنظم في ساعات قليلة أفضل من العمل لساعات طويلة دونما تركيز.

جامعة الشوارع:


تستطيع ان تتعلم في الشارع أضعاف أضعاف ما تعلمته في المدرسة والجامعة
اجعل عندك ثقافة مستمرة – دورة يومية.
الوقت غنيمة ننتهز فيه الفرص.
كم ساعة تقضيها يوميا في الشارع - لنفترض ساعتين مثلا - 14 ساعة اسبوعيا – 730 ساعة خلال العام
استمع وانت في السيارة الى دورات متخصصة في علم نافع
في قاعات الانتظار استبدل ملل وتوتر الانتظار بترديد الأذكار أو قراءة شيء مفيد..
احمل في جيبك دائما ورقة وقلم أو مسجل صوت صغير وكلما جاءتك فكرة اكتبها او سجلها.

البرمجة الحسية:


نوع من الطيب شممته في الصغر وكنت تحبه ابحث عنه تجد انه يمسح بعض الآلام.
أنواع من الطعام تسبب لك ضغطا نفسيا .. ابتعد عنها.
برامج / مسلسلات / أغاني .... تعطي كآبة لا تشاهدها ، حيث انها تنساب الى عقلك اللاواعي.
الشخص السوداوي لا تناقشه كثيرا.
سورة تبارك تبرمجك على ان تعيش هاجس الموت فيكون رد فعلك التلقائي ان تقول بأعمال مفيدة للناس كما ان لمن يقرأها مساء كل يوم عهد من الله بأن لا يعذب في قبره.
تعود على أذكار الصباح والمساء فالتكرار في الأذكار برمجة أدمن عليها وستجدها وقت الحاجة.

موجات الدماغ:


بيتا 13 – 25 (الواعي)
الفا 08 – 12 (المستريح)
ثيتا 04 – 07 (النوم)
دلتا 0.5 – 03 (النوم المتخشب - الأحلام)

تزداد ذبذبات الدماغ عن 25 في حال التوتر ، ويمكن التحكم في الموجة بالتحكم في النفس وبتغيير الوضع الذي تكون عليه (الجلوس – الوضوء والصلاة).

لغة الايحاء والاسترخاء


عبارة عن كلام يصل الى اللاوعي قد يكون جيد أو غير جيد
من السنة عند زيارة المريض التلفظ بالالفاظ الايجابية :
طهور – لا بأس عليك – أسأل الله العظيم أن يشفيك ...
وعندما زار الرسول عليه السلام اعرابيا في مرضه وقال : لا بأس عليك..
قال الاعرابي : انما هي حمى تفور .. على شيخ كبير .. تورد القبور
فقال عليه السلام : هي كما أردت.

جلسة استرخاء


عند الاسترخاء اجلس الجلسة المريحة تماما ولا تشبك يديك معا او قدميك
احذف عن عناصر التوتر – اقطع الهاتف – اقطع الضوضاء – اغلق الضوء - وفر كل عناصر الراحة ..
أغمض عينيك - افتح عينيك بالخيال - تخيل ساحل بحر جميل – تخيل انك سافرت الى الكعبة – تخيل البيت المعمور تطوف به الملائكة - تخيل انه نورا منه ينزل على الكعبة – تخيل ان النور يسري في جسدك يعطيك الطاقة والقوة - تخيل انك تتخلص من آلام في جسدك – وأنها تخرج تباعا - مع الوقت تجده واقعا.
النوم مثلا الذي يقودك اليه هو التفكير بالنوم


الاستثمار الناجح:


اذا لم يستثمر المال في تنمية العقول فسيضيع الناس
تصدق على نفسك – اشترك في الدورات المختلفة واشتر الكتب والأشرطة (هذا المال سيكون لعقلي بدلا من بطني وملابسي) .
لا تفكر في تكلفة التدريب بل فكر في العائد منه.

خلاصات


نتعلم – نتغير - نتقدم
اول خطوات النجاح الاستيقاظ من النوم
البداية أهم أجزاء العمل
خطط لمستقبلك
اترك بصمتك
كن واثق الخطوات
اعرف كيف تستغل ابداعاتك
ليكن لك قلب لا يرضى بالهوان
الابداع : النظر للمألوف بطريقة غير مألوفة
الايمان: صخرة تتحطم عليها أمواج الشهوات.
اذا لم نصعد فكيف سنصل الى القمة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق