الاحتفال
بالمولد النبوي الشريف
س :
ماحكم الدين في المواسم التي نسبوها للدين وليست منه ومنها الاحتفال بمولد النبي
صلى الله عليه وسلم ؟
الإجابة
:
1- كان صلى الله عليه وسلم
يصوم يوم الاثنين ويقول " فيه ولدت وفيه أنزل علي " فكان احتفاله
بميلاده أسبوعيا لا سنويا ، وكان احتفالا بطاعة ، وهي الصوم لا احتفالا بتهريج ولا
بدع كما يحصل في الموالد اليوم .
2- قال صاحب كتاب الرحيق :
ولد سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم بشعب بني هاشم بمكة يوم الاثنين التاسع من
شهر ربيع الأول لأول عام الفيل اثنين وعشرين من شهر ابريل 571م حسبما حقق العالم
الكبير سليمان – المنصور فوري – ومحمود باشا الفلكي في كتابه نتائج الافهام في
تقويم العرب قبل الاسلام .
3- قال الإمام الأكبر
الشيخ / محمود شلتوت – رحمه الله – عندما سئل عن الموالد : قال : الموالد هي هذه
الحفلات الصاخبة أو المجتمعات السوقية العامة التي ابتدعها المسلمون في عهودهم
المتأخرة حتى ترى حفلات المقامرين والمقامرات بجانب حفلات المدمنين والمدمنات
والراقصين والراقصات والمتسولين والمتسولات والنشالين والنشالات ، يتحتم على رجال
الشئون الاجتماعية وقادة الاصلاح الخلقي والديني المبادرة بالعمل على انهائها ووضع
حد لمخازيها وتطهير البلاد من وصمتها ، ولقد صارت بحق – لسكوت العلماء عنها
ومشاركة رجال الحكم فيها قلت ذلك بسب حصولهم على المظاريف والأموال والسحت والرشوة
– مباءة عامة تنتهك فيها الحرمات وتراق في جوانبها دماء الأعراض وتمسح فيها وجوه
العبادة وتستباح فيها البدع ، والمنكرات ، ولا يقف فيها أرباب الدعارة عند مظهر أو
مظهرين من مظاهر الدعارة العامة وإنما يبتدعون ماشاء لهم الهوى من صور الدعارة
المقوضة للخلق والفضيلة على مسمع ومرأى من رجال الحكم ورجال الدين أرباب الدعوة
والإرشاد ، فهؤلاء العلماء يقدمون النصيحة للمسلمين الذين يحتفلون يوم (12) ربيع
الأول بموت النبي صلى الله عليه وسلم ، واللي اختشوا ماتوا وعيب على أمة الإسلام
تحتفل بموت زعيمها – الرحمة المهداة صلى الله عليه وسلم – ياعلماء مصر الأفاضل كيف
تسمحون للناس بأن يحتفلوا بيوم موت النبي صلى الله عليه وسلم ؟ لأنه في أرجح
الروايات التاريخية ولد يوم الاثنين ( 9) من ربيع أول ، لأن شهر ربيع الأول كان
أوله الأحد ومولده صلى الله عليه وسلم كان يوم ثاني اثنين من ربيع أول موافق ( 9)
وليس ( 12) ربيع أول
كان يوم الخميس ، وبعث صلى الله عليه وسلم يوم
الاثنين وكان يوافق ( 12) ربيع أول ، ووصل المدينة المنورة يوم الاثنين وكان يوافق
( 12) ربيع أول فلماذا الخلط في هذه الأمور ياعلماء مصر الأفاضل ؟
كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم يوم الاثنين
فلما سئل قال : " هذا يوم ولدت فيه وبعثت فيه " فهذا احتفال بعباده ،
ونحن في مصر نحتفل بمولده صلى الله عليه وسلم خمس مرات في اليوم والليلة كيف ؟
بالمواظبة على الصلاة في أوقاتها والتي فيها
الصلاة والسلام عليه ، والذي يريد أن يحتفل يجب عليه أن يتشبه به في علمه وكلامه
وأخلاقه لقول الله تعالى " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر
لكم ذنوبكم " ، إن المحب لمن يحب مطيع .
وبناء على ماتقدم من أقوال العلماء الأجلاء أقول
: أنه لايوجد مناسبات ولا أعياد إلا الأضحى والفطر لقوله صلى الله عليه وسلم
" إن الله وضع أعياد الجاهلية تحت قدمي وأعطاني الفطر والأضحى "
أفيقوا يا أهل مصر من غفلتكم وابتعدوا عن الرقص
والتمايل وهز الأكتاف ، وتخلقوا بخلق النبي صلى الله عليه وسلم قال سبحانه "
وإنك لعلى خلق عظيم " .
من فتاوى الشيخ على الطهطاوي
المصدر : اللواء الإسلامي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق