الصفحات

الخميس، 2 سبتمبر 2010

هل ينال الجن عذاب القبر ؟ وهل نستطيع رؤية الجن ؟هل يجوز استخدام الجن في العلاج؟

العنوان هل ينال الجنَّ عذابُ القبر؟




المجيب د. عبد الله بن عمر الدميجي
عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى


السؤال
هل عذاب القبر يكون حتى على الجن؟
الجواب
أنصح الأخ السائل بأن يسأل عما ينفعه ويترتب عليه عمل.
أما مثل هذه المسائل فالعلم بها لا ينفع، والجهل بها لا يضر، وأخشى أن يكون السؤال عنها من التنطع، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: "هلك المتنطعون"، قالها ثلاثاً رواه مسلم (2670).
ولما سئل علي -رضي الله تعالى عنه- عن السواد الذي في القمر قال للسائل: "ويلك، سل تفقهاً، ولا تسل تنطعاً"، ثم أجابه بأن ذاك محو الليل.
والجن ما عرفنا حياتهم الدنيوية حتى نعرف حياتهم البرزخية، وهم مكلفون وعد الله الصالحين منهم بالجنات، وتوعد المخالفين بالعذاب الأليم، نسأل المولى -عز وجل- العفو والعافية، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين



العنوان رؤية الجن والكلام معهم




المجيب د. عبد الله بن عمر الدميجي
عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى
هل يستطيع الإنسان رؤية الجن أو الملائكة، مع العلم أني قابلت من يقول إنه يرى الجن، وكان معنا شخص قد لبسه جني وكان يتكلم معه. ما قولكم في هذا؟ للعلم هذا الشخص ثقة -إن شاء الله- .
الجواب
الجن لا يُرون على صورهم الحقيقية التي خلقهم الله -تعالى- عليها، قال الله -تعالى-إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم) [الأعراف:27] وقد قال -تعالى-: (إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه) [الكهف:50] .
ولكن الله قد جعل لهم القدرة على أن يظهروا في صور أشخاص وحيوانات وحشرات وغير ذلك، وقد تمثل الشيطان لقريش في صورة شيخ نجدي .
أما سماع أصواتهم وكلامهم على لسان الإنسي المتلبسين به فهذا ثابت وواقع . والله تعالى أعلم.
أعاذنا الله من شياطين الجن والإنس. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين






استخدام الجنّ في العلاج


المجيب د. عبد الله بن عمر الدميجي
عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد:
جواباً على سؤال السائل : ما حقيقة مس الجن للأنس وهل يجوز استخدامهم في العلاج؟
فنقول :
أما مس الجن للإنس فحقيقة ثابتة دل عليها الكتاب والسنة والواقع. ولم يخالف في ذلك إلا بعض من يسمون بالعقلانيين قديماً وحديثاً بناء على تقديسهم العقل. علماً أن العقل السليم لا يمنع من ثبوت ذلك، بل تعدى بعضهم إلى إنكار حقيقة الجن أصلاً وهذه مكابرة.
قال الله تعالى: "الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس …".
وقد ثبت ذلك في أحاديث كثيرة صحيحة.
كما يشهد له الواقع، وأقوال العلماء في ذلك قديماً وحديثاً مشهودة، أما مسألة حكم الاستعانة بالجن واستخدامهم في العلاج أو غير ذلك فالصحيح أنه لا يجوز حتى وإن كانوا مسلمين وفي أمر مباح أو مشروع؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يستعن بهم لا في الجهاد، ولا في الإخبار عن أحوال العدو، ولا عن شيء من ذلك مع حاجته الماسة -صلى الله عليه وسلم- إلى ذلك، مع أنه مرسل إليهم عليه الصلاة والسلام، وقد بلغهم رسالة ربه.
وهذا الاستخدام من أفعال أهل الجاهلية. فكانوا إذا نزلوا وادياً أو مكاناً خالياً قالوا: نعوذ بسيد هذا الوادي من سفهاء قومه … يريدون كبير الجن . فحرّم الإسلام ذلك، قال -تعالى- "وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً".
وقد أبدلهم النبي -صلى الله عليه وسلم- خيراً منه فقال -عليه الصلاة والسلام- " من نزل منزلاً ثم قال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك " رواه مسلم (2708) .
وهذا الاستخدام هو من الاستمتاع الذي ذمّ الله الكافرين عليه، قال -تعالى- "ويوم يحشرهم جميعاً يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم" فالجن لا يخدم الإنس إلا إذا قدم له شيئا،ً وهذا هو استمتاع بعضهم ببعض. كما أن استخدام الجن في بعض الأمور المباحة أو الطاعات ذريعة للشرك، وقاعدة "سد الذرائع" تمنع من ذلك لما فيه من مخاطر جسيمة على عقيدة المسلم .
فعلى المسلم الغيور على دينه البعد عن كل الأمور التي تقدح في عقيدته وتجره إلى الذنب الذي لا يغفره الله تعالى . وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق