- عنوان الكتاب: بصائر في الفتن
- المؤلف: محمد بن أحمد بن إسماعيل المقدم
- الناشر: الدار العالمية للنشر والتوزيع
- عدد الصفحات: 141
- الحجم (بالميجا): 2
- مكتبة طه كمال خضر الأزهري لطلاب العلم
- التحميل المباشر: الكتاب
بصائر في الفتن
ما أحوجنا في هذا الزمان المملوء بالفتن والأكدار، أن نستبصر بطبائع الفتن وكيفية النجاة منها,
من خلال هدي القرآن الكريم والسنة الشريفة، وكذا هدي الصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين..
ومن أجل هذا كان كتاب الدكتور محمد إسماعيل المقدم , الذي صدر حديثا بعنوان "بصائر في الفتن",
حيث تناول فيه تحذير النبي - صلى الله عليه وسلم - من الفتن, حيث حفلت السنة بالنصوص التي
تحذر منها, وقلَّ أن يخلو كتاب أو باب من ذلك.
من طبائع الفتن
وللفتن – كما يقول المؤلف - طبائع وخصائص يعين الاستبصار بها على التوقي والنجاة منها,
ويتفاوت الناس في مدى استبصارهم بحقيقة هذه الفتن واستجلاء عواقبها, تبعاً لما أوتوه من التقوى والفقه.
ومن قبيل هذه الطبائع, أيضا, أنها تتزين للناس حتى تغريهم بملابستها والتورط فيها.
ومن طبائعها كذلك أنها متى ما وقعت فإنها سرعان ما تتطور وتخرج عن حدود السيطرة, حتى
أنها لتستعصي على من أشعلوها إن حاولوا إطفاءها.
وإذا ما جففت منابع الفتن وسدت ذرائعها وحسمت مادتها وأخذ على يد سفهائها، سلمت
الأمة من غوائلها وكفي الناس شرها.
ورواج الفتن, كما يقول الدكتور محمد إسماعيل, مقترن بذهاب العلم, والالتحام بالعلماء عصمة
للأمة من الضلال, فالعلماء سفينة نوح, من تخلف عنها ـ لاسيما في زمان الفتن ـ كان من المغرقين.
فمهمة المبصرين هي التبصير, ولا سيما في أوقات الفتن, حيث يكون العلماء الفاقهون وحدهم
هم المستشرفين لنتائجها في لحظات إقبالها.
فأهل العلم هم أهل البصيرة الذين نوَّر الله قلوبهم، فميزوا الحق من الباطل, ومن ثم فإن
الالتحام بالعلماء والصدور عن توجيههم من أهم سبل الوقاية من الفتن والعصمة من الزيغ والضلال.
وذكر الدكتور أسباب النجاة من الفتن وعد منها التثبت من الأخبار قبل تصديقها, فضلاً عن إذاعتها,
فذاك منهج قرآني أصيل يوفر من طاقة الأمة المهدرة في الفتن ما يفيد في البناء, ويستراح به
من القيل والقال.
وعليه فإن من أعظم ما تدفع به الفتن التثبت والتبين في الأخبار لاسيما إذا كان الخبر متعلقاً
بعموم الأمة أو برأس من رؤوسها.
ومن أسباب النجاة, أيضا, وجوب حفظ اللسان, فرب كلمة كانت أشد من وقع السيف أيام الفتنة,
وما أكثر الأحاديث والآثار الواردة في التحذير من آفات هذه الآلة الخطيرة في كل الأوقات، عموماً
وفي زمن الفتنة والمحن خصوصاً.
ولا ينحصر شؤم إطلاق اللسان في الفتن في ولائم السوء التي يسودها الجدل والمراء والغيبة
والنميمة, لكنه يتعداها إلى آثار خطيرة في واقع الأمة.
ومن أسباب النجاة من الفتن اعتزالها والفرار منها, فقد حث الشارع على اجتناب المشاركة في
الفتن وكف اليد عنها والفرار منها, ولذلك فوائد عظيمة منها صيانة الدين عن المساس والنفس
عن التلف والعرض عن الضيم والانتهاك وسلامة الصدر على المسلمين.
ومما ينجي من الفتنة لزوم الجماعة التي لا يجمعها الله عز وجل على ضلالة أبدا, بل الحق
فيها دائما ما دامت الأمة.
مواجهة الفتن بالعمل الصالح
وفي مواطن الفتن ينشغل كثير من الناس بتتبع الأخبار ويولعون بذلك، وهذا كله انحراف عن
الهدي النبوي في التعامل مع الفتنة, فالنفس وقت الفتن إن لم يبادر المؤمن بإشغالها بالحق
شغلته بالباطل ولابد.. فالعمل الصالح من أهم وسائل الثبات على الحق, ومواجهة الفتن.
ومن سبل مواجهتها كذلك الدعاء والتضرع, فهما من أسباب كشف الغمة وتفريج الكربة في زمن الفتنة.
وختم الدكتور كتابه القيم بذكر ما للصلاة من خصوصية في دفع الفتن ورفعها, متعرضاً لأدلة السنة
على جواز تمني الموت إذا خاف المرء على دينه من الفتن, ولم يستطع دفعها أو مواجهتها.
(( الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ
مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ))
فنسأل اللّه تعالى أن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ، وأن يثبت قلوبنا على
دينه ، فالابتلاء والامتحان للنفوس بمنزلة الكير ، يخرج خبثها وطيبها .
ما أحوجنا في هذا الزمان المملوء بالفتن والأكدار، أن نستبصر بطبائع الفتن وكيفية النجاة منها,
من خلال هدي القرآن الكريم والسنة الشريفة، وكذا هدي الصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين..
ومن أجل هذا كان كتاب الدكتور محمد إسماعيل المقدم , الذي صدر حديثا بعنوان "بصائر في الفتن",
حيث تناول فيه تحذير النبي - صلى الله عليه وسلم - من الفتن, حيث حفلت السنة بالنصوص التي
تحذر منها, وقلَّ أن يخلو كتاب أو باب من ذلك.
من طبائع الفتن
وللفتن – كما يقول المؤلف - طبائع وخصائص يعين الاستبصار بها على التوقي والنجاة منها,
ويتفاوت الناس في مدى استبصارهم بحقيقة هذه الفتن واستجلاء عواقبها, تبعاً لما أوتوه من التقوى والفقه.
ومن قبيل هذه الطبائع, أيضا, أنها تتزين للناس حتى تغريهم بملابستها والتورط فيها.
ومن طبائعها كذلك أنها متى ما وقعت فإنها سرعان ما تتطور وتخرج عن حدود السيطرة, حتى
أنها لتستعصي على من أشعلوها إن حاولوا إطفاءها.
وإذا ما جففت منابع الفتن وسدت ذرائعها وحسمت مادتها وأخذ على يد سفهائها، سلمت
الأمة من غوائلها وكفي الناس شرها.
العلماء سفينة نوح
ورواج الفتن, كما يقول الدكتور محمد إسماعيل, مقترن بذهاب العلم, والالتحام بالعلماء عصمة
للأمة من الضلال, فالعلماء سفينة نوح, من تخلف عنها ـ لاسيما في زمان الفتن ـ كان من المغرقين.
فمهمة المبصرين هي التبصير, ولا سيما في أوقات الفتن, حيث يكون العلماء الفاقهون وحدهم
هم المستشرفين لنتائجها في لحظات إقبالها.
فأهل العلم هم أهل البصيرة الذين نوَّر الله قلوبهم، فميزوا الحق من الباطل, ومن ثم فإن
الالتحام بالعلماء والصدور عن توجيههم من أهم سبل الوقاية من الفتن والعصمة من الزيغ والضلال.
من أسباب النجاة من الفتن
وذكر الدكتور أسباب النجاة من الفتن وعد منها التثبت من الأخبار قبل تصديقها, فضلاً عن إذاعتها,
فذاك منهج قرآني أصيل يوفر من طاقة الأمة المهدرة في الفتن ما يفيد في البناء, ويستراح به
من القيل والقال.
وعليه فإن من أعظم ما تدفع به الفتن التثبت والتبين في الأخبار لاسيما إذا كان الخبر متعلقاً
بعموم الأمة أو برأس من رؤوسها.
ومن أسباب النجاة, أيضا, وجوب حفظ اللسان, فرب كلمة كانت أشد من وقع السيف أيام الفتنة,
وما أكثر الأحاديث والآثار الواردة في التحذير من آفات هذه الآلة الخطيرة في كل الأوقات، عموماً
وفي زمن الفتنة والمحن خصوصاً.
ولا ينحصر شؤم إطلاق اللسان في الفتن في ولائم السوء التي يسودها الجدل والمراء والغيبة
والنميمة, لكنه يتعداها إلى آثار خطيرة في واقع الأمة.
ومن أسباب النجاة من الفتن اعتزالها والفرار منها, فقد حث الشارع على اجتناب المشاركة في
الفتن وكف اليد عنها والفرار منها, ولذلك فوائد عظيمة منها صيانة الدين عن المساس والنفس
عن التلف والعرض عن الضيم والانتهاك وسلامة الصدر على المسلمين.
ومما ينجي من الفتنة لزوم الجماعة التي لا يجمعها الله عز وجل على ضلالة أبدا, بل الحق
فيها دائما ما دامت الأمة.
مواجهة الفتن بالعمل الصالح
وفي مواطن الفتن ينشغل كثير من الناس بتتبع الأخبار ويولعون بذلك، وهذا كله انحراف عن
الهدي النبوي في التعامل مع الفتنة, فالنفس وقت الفتن إن لم يبادر المؤمن بإشغالها بالحق
شغلته بالباطل ولابد.. فالعمل الصالح من أهم وسائل الثبات على الحق, ومواجهة الفتن.
ومن سبل مواجهتها كذلك الدعاء والتضرع, فهما من أسباب كشف الغمة وتفريج الكربة في زمن الفتنة.
وختم الدكتور كتابه القيم بذكر ما للصلاة من خصوصية في دفع الفتن ورفعها, متعرضاً لأدلة السنة
على جواز تمني الموت إذا خاف المرء على دينه من الفتن, ولم يستطع دفعها أو مواجهتها.
(( الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ
مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ))
فنسأل اللّه تعالى أن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ، وأن يثبت قلوبنا على
دينه ، فالابتلاء والامتحان للنفوس بمنزلة الكير ، يخرج خبثها وطيبها .
نسألكم الدعاء: طه كمال الأزهري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق