الصفحات

السبت، 26 مارس 2011

الإسلام والهجرة وقود انتخابات فرنسا

حزب الرئيس نيكولا ساركوزي يحاول استقطاب جزء من أنصار الجبهة الشعبية (رويترز)
يجري الأحد الدور الثاني للانتخابات المحلية الفرنسية على مستوى المحافظات، وسط ترقب حول حصة الأصوات التي ستحصدها الأحزاب الكبرى المتنافسة، حيث تعد انتخابات الغد تحديا جديدا لليمين الذي يحكم فرنسا بزعامة الرئيس نيكولا ساركوزي قبل الانتخابات الرئاسية التي ستنظم ربيع 2012.

وتصدرت قائمة المواضيع التي كانت في قلب الحملة الانتخابية لكل من يمين الوسط ممثلة في حزب الرئيس والجبهة الوطنية الشعبية (يمين متطرف) حماية العلمانية ومكانة الإسلام في الجمهورية الفرنسية.

وقد حاول حزب الرئيس الاتحاد من أجل الجمهورية استقطاب أكبر قدر من الناخبين من خلال سحب البساط من الجبهة الشعبية، بالتركيز على مواقف صارمة من اندماج الجالية المسلمة وحماية العلمانية في وجه الرموز الدينية.

تصريحات وزير الداخلية كلود غيون المناهضة للمهاجرين أثارت انتقادات (رويترز)
قلق المسلمين

من جهة أخرى ينتظر أن ينظم حزب الاتحاد من أجل الجمهورية نقاشا وطنيا حول العلمانية ومكانة الإسلام ابتداء من الخامس من الشهر المقبل، وهو ما يثير قلقا بصفوف المسلمين بعد مرور سنة على إطلاق حزب ساركوزي نقاشا حول الهوية الوطنية.

وكانت زعيمة الاشتراكي مارتين أوبري وزميلها بالحزب لوران فابيوس، رئيس الوزراء الأسبق، قد سحبا توقيعهما من عريضة تطالب الحكومة بالتراجع عن إطلاق هذا النقاش، ويعزى قرار المسؤولين إلى وجود اسم المفكر الإسلامي طارق رمضان الذي يثير جدلا داخليا ضمن الموقعين.

وكان وزير الداخلية كلود غيون، المقرب من ساركوزي، قد أطلق قبل حوالي شهر تصريحات قوبلت بانتقادات شديدة داخليا حيث تحدث بخطاب وصف بالمعادي للإسلام والمهاجرين في محاولة لاستقطاب جزء من أنصار الجبهة الشعبية التي يعد الخطاب المعادي للمهاجرين مرتكزا أساسيا بحملاتها الانتخابية.

وقال غيون إن الفرنسيين "باتوا يشعرون تحت ضغط توافد أعداد كبيرة من المهاجرين بطريقة غير متحكم فيها أنهم ليسوا في بلادهم" واستعمل كلمة حملة صليبية في وصف المشاركة الفرنسية في العمليات العسكرية المسماة فجر أوديسا ضد النظام الليبي.

يواجه اليمين الكلاسيكي الجبهة الشعبية في 89 محافظة بينما تتواجه هذه الأخيرة مع الاشتراكي في مائتي  محافظة من أصل ألفين يجري حولها التباري
دعوات

يُذكر أن حزب الرئيس نال بالدور الأول من الانتخابات المحلية نسبة 17% من الأصوات بفارق نقطتين عن الجبهة الشعبية بقيادة ماري لوبن
في حين نال الاشتراكي الصدارة بنسبة 25%.

ويواجه اليمين الكلاسيكي الجبهة الشعبية في 89 محافظة بينما تتواجه هذه الأخيرة مع الاشتراكي في مائتي محافظة من أصل ألفين يجري حولها التباري.

وقد دعا رئيس الوزراء فرانسو فيون إلى عدم التصويت للجبهة الوطنية، وأما اليسار فنادى للتصويت على اليمين الكلاسيكي الذي غاب عن الدور الأول، وهو نفس الموقف الذي اتخذه اليسار إبان انتخابات الرئاسة 2002 حين أقصى زعيم الجبهة الشعبية لوبن مرشح الاشتراكي بالانتخابات، وتواجه في الدور الثاني مع الرئيس السابق جاك شيراك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق