جزيرة لامبادوسيا
أشار ليئور فريدمان مراسل التليفزيون الإسرائيلي في لقاءاته مع الشباب المصري إلى أن غالبية هؤلاء الشباب مقتنعون تماما بأن عودتهم إلى القاهرة ستنعكس بصورة سلبية عليهم، خاصة أن العشرات منهم خسروا أموالهم في ليبيا أو تونس حيث كانوا يعملون هناك، والأهم من هذا أنهم متخوفون من عدم استقرار الأوضاع في مختلف المدن المصرية وغياب الوجود الأمني بها، الأمر الذي سيمثل لهم أزمة كبيرة دفعتهم إلى الاستقرار في هذه الجزيرة.
ويشير أحد المصريين في جزيرة لامبادوسا في حواره مع التليفزيون الإسرائيلي إلى أنه سعيد للغاية بالوجود في هذه الجزيرة خاصة أن الأوضاع بها مستقرة إلى حد كبير بالإضافة إلى أن الجزيرة تتبع سياسيا إيطاليا، ومن ثم الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي يجعل الأوضاع والظروف المعيشية فيها أفضل بكثير من ليبيا، فضلا عن أن غالبية المصريين ممن يعيشون في ليبيا خاصة المناطق الغربية يفضلون التوجه إليها بدلا من التوجه إلى تونس، حيث يتعرض العشرات من المصريين ممن يعيشون في المناطق الغربية إلى مشاكل جمة، بسبب ترك القوات المسلحة لهم على الحدود التونسية، الأمر الذي يدفعهم إلى الهرب نحو أوروبا وبالتحديد إلى لامبادوسا حيث الأوضاع أكثر استقرارا وهدوءا.
الغريب أن التليفزيون الإسرائيلى كشف عن أن بعضا من الهيئات الإسرائيلية حذرت صراحة من تزايد أعداد المصريين في جزيرة لامبادوسا، زاعما أن تزايد أعداد هؤلاء المصريين سيعرض المصالح الإسرائيلية للخطر الشديد، وهو الخطر الذي يتفاقم الآن مع تزايد أعداد هؤلاء اللاجئين إلى الجزيرة، وتخوف العديد من اليهود ممن يعيشون بها من هؤلاء المصريون، حتى إن بعضا منهم رأى ضرورة تصفية أعماله على الجزيرة خوفا من الشباب المصري الذين استغلوا الأزمات التي تتعرض لها ليبيا وتونس وقرروا غزو جزيرة لامبادوسا بأعداد مهولة.
اللافت أن التقرير يشير إلى أن اللاجئين المصريين الموجودين الآن في الجزيرة قاموا بتأجير عدد من السفن بالاتفاق مع منظمة شئون اللاجئين وتسييرها من السواحل التونسية إلى الجزيرة لإنقاذ اللاجئين المصريين العالقين عبر الحدود التونسية، والذين يتعرضون لأزمات إنسانية كبيرة، وهو ما أثار سكان الجزيرة ممن طالبوا قوات الجيش الإيطالي بالتصدي لما سموه العلاقات المشبوهة والمافيا التي تجمع الآن بين المصريين وأعضاء منظمة شئون اللاجئين، وهي العلاقات التي ستنعكس بصورة سلبية على استقرار الجزيرة وأمانها في النهاية.
وأشار التقرير إلى أن القانون الإيطالي يجيز بأعضاء منظمة اللاجئين مساعدة أي لاجئ يحتاج إلى المساعدة وتشغيل السفن أو الطائرات لمساعدته إن كان في دولة أو جزيرة تقع بالقرب من إيطاليا، وبعدها يتم التعامل معه بواسطة أجهزة الأمن الإيطالية، غير أن تدفق أعداد المصريين من ليبيا بصورة كبيرة جعلت رجال الأمن الايطالي عاجزين عن التعامل مع هذه الأزمة بتلك الجزيرة، وهو ما يحتاج مطالبة الكثير من الإيطاليين بمتابعة هذه الظاهرة وتدخل قوات الجيش الإيطالي وسفرها إلى هذه الجزيرة بسرعة، لمواجهة تزايد أعداد المصريين بها.
الغريب أن بعضا من أعضاء الكنيست تقدموا بالفعل بطلبات لمواجهة ما سموه التغلغل المصري في الجزيرة زاعمين أن هذا التغلغل وصل إلى مدى كبير للغاية لا يمكن السكوت عليه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق