ثوار ليبيا يفرون جراء سقوط سقوط قذائف أطلقتها كتائب القذافي من البريقة (رويترز) |
شنت قوات التحالف الدولي غارات جوية على مدينة البريقة (شرق) التي أصبحت تحت سيطرة الكتائب التابعة للعقيد الليبي معمر القذافي ويعكف الثوار على استعادتها، في وقت تتعرض فيه مدينة مصراتة (غرب) لقصف عنيف من طرف كتائب القذافي وسط مساع أممية لوقف القتال.
وأفاد مراسل مراسل الجزيرة علي هاشم الذي كان متحدثا من مشارف البريقة أن قوات التحالف الدولي شنت غارات جوية على مواقع تابعة لكتائب القذافي التي استعادت السيطرة على المدينة بعدما دفعت الثوار للتراجع باتجاه مدينة أجدابيا.
وأضاف مراسل الجزيرة أن الثوار أطلقوا بدورهم صواريخ من نوع غراد من مشارف البريقة على مواقع كتائب القذافي بعدما حصلوا في وقت سابق على راجمات للصواريخ في إطار جهودهم من أجل استعادة البريقة.
وبينما كان مراسل الجزيرة في اتصال مباشر بالصورة والصوت سقطت قذائف قرب تجمع للثوار أطلقتها كتائب القذافي من نقاط مختلفة من مدينة البريقة.
وذكر المراسل الجزيرة في وقت سابق أن الثوار دفعوا بتعزيزات عسكرية إلى الجبهة الأمامية نحو منطقة البريقة وتمكنوا من إبعاد كتائب القذافي عن المدخل الغربي لمدينة أجدابيا.
وكانت كتائب القذافي قد تمكنت من دفع الثوار بعيدا عن البريقة باتجاه الشرق مستخدمة القصف المدفعي وراجمات الصواريخ، وذلك بعد يوم من سيطرة تلك القوات على مدينة راس لانوف والقرى المحيطة بها بعد قصف عنيف لمواقع الثوار بأسلحة ثقيلة.
وفي العاصمة طرابلس تحدث شهود عيان عن سماع أصوات إطلاق نار كثيف من أسلحة آلية ترددت في وسط المدينة قبل فجر اليوم الجمعة. ولم يتضح على الفور سبب إطلاق النار الذي استمر نحو عشرين دقيقة وسمعت أصوات سيارات تجري في شوارع وسط العاصمة.
كتائب القذافي تواصل قصفا عنيفا لمدينة مصراتة منذ يوم أمس الجمعة |
قصف مصراتة
في غضون ذلك تعرضت مدينة مصراتة غربي ليبيا لقصف مدفعي عنيف من طرف الكتائب التابعة للقذافي، وهو ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى.
وأفاد متحدث باسم المعارضة الليبية بأن كتائب القذافي تشن قصفا مدفعيا عنيفا على مدينة مصراتة التي يسيطر عليها المعارضون، وأن الكتائب تهاجم المتاجر والمنازل في وسط المدينة.
وقال المتحدث باسم شباب ثورة 17 فبراير عبد الباسط أبو مزيرق في حديث مع الجزيرة من مدينة مصراتة أن كتائب القذافي تقصف المدينة بطريقة عشوائية منذ أمس الخميس، مما أسفر عن سقوط خمسة قتلى بينهم طفل في السادسة من عمره.
وحسب متحدث آخر في صفوف الثوار فإن كتائب القذافي تستخدم دبابات وقذائف مورتر وقذائف أخرى لقصف المدينة، ووصف ذلك القصف بأنه عنيف للغاية إلى درجة يصعب معها تمييز المكان لأن التدمير لا يمكن وصفه.
وتابع المتحدث واسمه سامي أن الجنود الموالين للقذافي الذين دخلوا المدينة عبر شارع طرابلس ينهبون المتاجر وحتى المنازل ويدمرون كل شيء، ويستهدفون الجميع.
مساع للهدنة
في غضون ذلك يجري مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليبيا عبد الإله الخطيب مساعي لوقف إطلاق النار في البلاد، إذ وصل أمس إلى مدينة بنغازي شرقي البلد حيث مقر المجلس الوطني الانتقالي الذي تشكل بعد اندلاع ثورة 17 فبراير.
وقبل التوجه إلى بنغازي زار الخطيب العاصمة طرابلس وعرض على الحكومة الليبية مقترحا لوقف إطلاق النار.
وقال الخطيب في مؤتمر صحفي ببنغازي مع رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل، إن الأمم المتحدة تسعى إلى وقف لإطلاق النار فاعل وحقيقي وذي مصداقية ويمكن مراقبته.
الخطيب (يسار) قال إن الأمم المتحدة تسعى إلى وقف لإطلاق النار فاعل وحقيقي |
وأضاف أن الثوار سيوافقون على وقف إطلاق النار استنادا إلى شروط منها أن تترك قوات القذافي مدنا في الغرب وتمنح الشعب حرية التعبير، مطالبا بسحب قوات "المرتزقة" من الشوارع في ظل أي وقف لإطلاق النار.
وتابع عبد الجليل بالقول إن المعارضين سيحتاجون سلاحا ما لم تتوقف قوات القذافي عن مهاجمة المدنيين، مكررا نداء بالمساعدة في مواجهة قوات القذافي الأفضل تسليحا، وقال إن المعارضين لن يتراجعوا عن مطلبهم الأساسي بأن يغادر القذافي وأسرته ليبيا.
وأكد أنه إذا لم يتوقف نظام القذافي عن معاملة الثوار بالطريقة القمعية العسكرية, "فنحن بحاجة فعلا إلى أسلحة لمجابهة كتائبه وتحقيق توازن عسكري".
من جهة أخرى تحدث عبد الجليل عن إعادة النظر في جوانب من الشؤون العسكرية للثوار بعد التقدم الذي أحرزته كتائب القذافي في شرق البلاد خلال اليومين الماضيين.
وفي هذا الصدد شكل المجلس الوطني الانتقالي قيادة عسكرية موحدة برئاسة وزير الداخلية السابق اللواء عبد الفتاح يونس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق