الولايات المتحدة ما زال لها 47 ألف جندي بالعراق من جملة 166 ألفا (الفرنسية-أرشيف) |
يجد خبراء قانونيون صعوبات كبيرة أمام الحكومة العراقية حال طلبها تمديد بقاء القوات الأميركية في العراق الذي ينتهي أواخر العالم الحالي، فيما رفض برلمانيون عراقيون فكرة طلب التمديد بذريعة االمظاهرات التي يشهدها العراق قائلين إن تلك الاحتجاجات ليست بالمستوى الذي يضطر الحكومة لهذا الطلب.
ويقول الخبير القانوني العراقي طارق حرب للجزيرة نت إن بقاء القوات الأميركية حتى 31 ديسمبر/كانون الأول 2011 يأتي بموجب قانون أصدره مجلس النواب عام 2008، بناء على اقتراح من مجلس الوزراء وبالتالي فإن تمديد بقاء القوات الأميركية ولو ليوم واحد بعد نهاية ديسمبر/كانون الاول 2011 يحتاج إلى قانون جديد وموافقة من مجلس الوزراء ومجلس النواب.
ويؤكد حرب أن أغلب القوى السياسية سواء الرافضة للوجود الأجنبي في العراق أو القابلة بوجوده لا تستطيع الموافقة على تمديد طلب بقاء القوات الأميركية.
وليد الراوي قال إن المظاهرات ليست بالدرجة التي تبيح طلب التمديد |
ومن وجهة نظر الخبير الأمني العراقي وليد الراوي أن استمرار المظاهرات بهذه الوتيرة البسيطة لن يكون له التأثير الذي يجبر رئيس الوزراء نوري المالكي لطلب تمديد القوات الأميركية.
وقال للجزيرة نت إن المظاهرات التي خرجت في العراق ليست بالمستوى المطلوب الذي يدفع الحكومة إلى اللجوء للقوات الأميركية.
واعتبر أن هناك أسبابا أخرى تمنع المالكي من طلب تمديد القوات في مقدمتها إعلانه باستمرار أن هذه القوات يجب أن تغادر في الموعد المقرر، كما أن هذا الطلب منه إن حدث سيقابل باعتراض المعارضين والمؤيدين له على السواء لأن الشعب العراقي بكل أطيافه مصمم على خروج قوات الاحتلال.
غير أنه رأى أن "اتساع رقعة المظاهرات مع الضعف الواضح في القوات الأمنية قد تضطر المالكي إلى اللجوء إلى هذا الطلب"، مشيرا إلى أن الأمر رهين بحجم المظاهرات ومطالب المتظاهرين.
وبحسب عضو البرلمان عن القائمة العراقية ظافر العاني فإنه من السابق لأوانه الحديث عن هذا الأمر، وقال للجزيرة نت إن "الأمر ما زال مجرد تكهنات وسيكون مناسبا الحديث عنها عندما يعلن رئيس الحكومة هذا الطلب، أما المظاهرات فإنها تطالب بالخدمات وتوفير الأمن والإفراج عن المعتقلين ومحاسبة الفاسدين" وأضاف "إن هناك خطوات لتلبية الكثير من مطالب المتظاهرين".
ويتفق عضو مجلس النواب عن التيار الصدري بهاء الأعرجي مع العاني على أن الأمر سابق لأوانه ويرى أن المظاهرات في العراق لن تتوسع إلى درجة الضغط على الحكومة لتطلب التمديد.
موفق الرفاعي يرى أن الأجهزة الأمنية غير جاهزة لتولي الملف الأمني |
في المقابل اعتبر الكاتب والمحلل السياسي العراقي موفق الرفاعي أن طلب تمديد القوات الأميركية أمر وارد، وقال للجزيرة نت إن القوات العراقية والأجهزة الأمنية غير جاهزة لاستلام الملف الأمني، وينقصها الكثير من التدريب والمعدات والخبرة في توفير الأمن.
وأشار إلى ما حدث قبل أيام في مبنى محافظة صلاح الدين عندما اقتحم مسلحون المبنى وسيطروا عليه لساعات قبل اقتحامه بشكل عشوائي وغير مدروس من قبل الأجهزة الأمنية مما تسبب بعشرات القتلى والجرحى.
ويوجد في العراق حوالي 47 ألف جندي أميركي من جملة 166 ألفا كانوا موجودين حتى أكتوبر/تشرين الأول 2007، وذكرت وكالة أسوشيتد برس في تقرير لها أن عدد القوات التي تتم دراسة بقائها في العراق يراوح بين عدة مئات لحماية مقر السفارة الأميركية وعشرات الآلاف سيتوزعون في قواعد بعيدة عن المناطق الآهلة بالسكان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق