الحزب الحاكم حشد مناصريه من كافة المحافظات ليتظاهروا تأييدا لصالح بصنعاء (الفرنسية) |
احتشد مئات الآلاف من المعارضين والموالين للنظام اليمني للمشاركة في مظاهرات عمت محافظات عدة بالبلاد وأطلقت عليها المعارضة "جمعة الخلاص"، بينما سماها مؤيدو الرئيس علي عبد الله صالح "يوم الإخوة".
وشهدت ساحة التغيير أمام جامعة صنعاء حشدا مليونيا بعد أن تدفق عليها المواطنون المعارضون من أنحاء العاصمة صنعاء، بما فيها منطقة السبعين حيث يقع مقر الرئيس صالح، بينما حشد الحزب الحاكم مناصريه من المحافظات كافة ليتظاهروا بالعاصمة، تأييدا للرئيس ورفضا لرحيله.
وفي خطاب مقتضب تعهد صالح أمام مؤيديه بأنه سيفدي الشعب "بالروح والدم، وكل غال ونفيس"، كما تمنى أن يكون خطاب معارضيه في أحزاب اللقاء المشترك "حصيفا ومسؤولا. دون أن يتلفظوا بألفاظ غير مسؤولة".
وقال صالح إن "مجيئكم هو رد عملي على ذلك الخطاب غير المسؤول من البعض في أحزاب اللقاء المشترك الذين يتسلقون على جهود الشباب والبسطاء من الناس والمغرر بهم"، مشددا على أنه سيظل يعمل من أجل الشعب.
صالح قال إنه سيفدي الشعب "بالروح والدم، وكل غال ونفيس" (رويترز) |
في المقابل دعا محمد الصبري القيادي في أحزاب اللقاء المشترك -التي تجمع أحزاب المعارضة بالبرلمان- الرئيس صالح إلى أن "يفتدي الشعب عبر التنحي عن الحكم والرحيل". كما طالبه في تصريح لمراسل لجزيرة نت عبده عائش بأن "يحافظ على دماء وأرواح الشعب اليمني، بدلا من زرع الكراهية والفتنة بأوساطه، وجر البلاد إلى حرب أهلية".
وكانت أحزاب اللقاء المشترك أكدت الخميس تمسكها بمطلب رحيل صالح عن السلطة، واتهمته بالمناورة والإكثار من المقترحات، بعد ما نقلت عنه مبادرة جديدة تقضي بدعوة المعارضة لتشكيل حكومة ينقل إليها صلاحياته، على أن يظل في منصبه حتى إجراء انتخابات.
إرادة الشعب أبقى
وكان مئات آلاف اليمنيين خرجوا في عشرين محافظة بساحات الحرية والتغيير، لتأكيد إصرارهم على إسقاط النظام، وإسماع صوتهم للعالم بأن "إرادة الشعب اليمني، أبقى من إرادة حاكم مستبد".
وقدر الصحفي غمدان اليوسفي من ساحة التغيير بصنعاء عدد المشاركين في المسيرة بمئات الآلاف تجمعوا للتأكيد على مطالبهم برحيل نظام علي عبد الله صالح، وخاطبهم خطيب الجمعة قائلا "الشرعية منكم وإذا سقط النظام من قبلكم فلن يعيده أحد".
وتأتي الحشود بالعاصمة اليمنية وسط مخاوف من اندلاع مصادمات عنيفة، وذكرت مصادر مطلعة للجزيرة أن قوات مكافحة الشغب تنتشر في شارع الستين المؤدي للقصر الرئاسي بصنعاء.
وبينما سمح لمؤيدي صالح -الذين توافدوا على صنعاء منذ أمس الخميس- بالتوجه نحو ميدان السبعين، لوحظ انتشار عربات عسكرية وجنود أمن مركزي على تقاطع شارع الستين المؤدي لدار الرئاسة، في إجراء احترازي لمنع أي حشود شعبية قد تتوجه إلى مقر الرئيس صالح.
مناهضو صالح في "جمعة الخلاص" بصنعاء (رويترز) |
وفي تعز جنوبا قال الناشط المستقل عبد الرحيم السامعي للجزيرة إن ساحة الحرية تشهد أكبر حشد منذ بدء الاعتصامات، وقدر عدد المشاركين بأكثر من مليون ومائتي ألف قدموا من مختلف مناطق المحافظة "شعارهم واحد هو رحيل النظام ومحاكمة رموزه".
وأضاف أن المظاهرة تجري وسط انتشار أمني غير مسبوق، مشيرا إلى أن العشرات من رجال الأمن ينتشرون في مداخل المدينة لكنهم لا يستطيعون الدخول إلى ساحة الحرية لأن الشباب سيواجهونهم بصدور عارية ويمنعون تقدمهم.
وفي سياق متصل نقل مراسل الجزيرة نت عبده عائش عن مصادر تعرض خمسة متظاهرين للاعتداء في مدينة الحديدة، بينهم طفل حالته حرجة، وذلك خلال مظاهرة كبيرة شهدتها المدينة تطالب بإسقاط النظام ورحيل صالح.
وأشارت المصادر إلى أن رجال أمن بلباس مدني، و"بلطجية" من الحزب الحاكم اعترضوا المتظاهرين، واعتدوا عليهم بالخناجر والعصي والحجارة.
كما ذكرت مصادر محلية في محافظة حجة اليوم أن 150 من المشائخ والأفراد الذين ينتمون لحزب المؤتمر الشعبي الحاكم، انضموا إلى المعتصمين المطالبين برحيل صالح بساحة التغيير في حجة.
المشائخ مع المعتصمين
المشائخ مع المعتصمين
وتعهد المشائخ بحماية المعتصمين الذين تعرضوا أمس لاعتداءات من مسلحين من الحزب الحاكم، أصيب خلالها 233 شخصا من شباب التغيير، إثر هجوم بالرصاص والغازات المسيلة للدموع. وكان لافتا أن مسلحين بلباس مدني أطلقوا الرصاص على المعتصمين، بشكل مباشر.
من جانب آخر ذكرت مصادر بالمعارضة لمراسل الجزيرة نت أن قوات من الأمن القومي، الذي يقوده نجل شقيق الرئيس اليمني، قامت باختطاف الإعلامي البارز عبد الغني الشميري مساء الخميس من منزله، دون توضيح الأسباب، مشيرة إلى أنه أخذ إلى معتقل قريب من دار الرئاسة، مقر صالح.
وأدانت نقابة الصحفيين، وفعاليات الثورة الشعبية هذا الاختطاف والاعتقال، وأكدوا أن اختطاف الشميري يعد عملا "همجيا"، وحملوا السلطة مسؤولية الحفاظ على حياته، ويشار إلى أن الشميري كان رئيسا للتلفزيون اليمني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق