بعض من شباب الثورة أبدوا تخوفهم من اختطاف العسكريين لثورتهم المدنية (رويترز) |
قال تقرير للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بالدوحة إن تعدد الولاءات والانتماءات في اليمن قد يجعل التغيير الناتج عن الاحتجاجات المستمرة محفوفا بالمخاطر، في ظل مخاوف من بروز بعض الصراعات المؤجلة إلى ما بعد رحيل الرئيس علي عبد الله صالح، لكن الجيش رغم انقسامه يمكن أن يلعب دورا في حماية الثورة.
وأكد تقدير الموقف الصادر عن المركز بعنوان "الجيش والثورة الشعبية في اليمن" أن عدم تقديم ائتلاف شباب الثورة لرؤية واضحة لما يفترض أن تكون عليه الأمور إلى جانب مطلبهم الأساس وهو رحيل الرئيس صالح وتعدد الولاءات والانتماءات والقوى في بلد يفتقر إلى التنظيم هي أمور تجعل التغيير المرتقب محفوفا بالمخاطر، لكن التقرير اعتبر أيضا أن سلوك شباب الثورة الواعي والمنضبط والسلمي رغم انتشار السلاح في البلاد أمر يدعو للتفاؤل.
وجاء في التقرير أن بعضا من شباب الثورة يتخوفون من أن انحياز الرّجل الأوّل في الجيش اليمني علي محسن الأحمر لهم سوف يمس بمدنية الثورة ويؤدي لاختطافها من قبل العسكريين.
واعتبر أن الحل الوحيد لحماية الثورة من عنف الجيش والأجهزة الموالية هو انضمام جزء من الجيش والسعي لتغلغل قيم الثورة الديمقراطية في صفوفه والتفاهم مع قياداته على قواعد التعاون.
وأشار التقرير إلى مخاوف أخرى بالنسبة إلى طبيعة تحرك الجيش بعد انقسامه -بين مؤيد ومعارض للرئيس اليمني- تجاه التحديات الماثلة في اليمن وهي خطر الانفصال في الجنوب، وتنظيم القاعدة المسلّح، والتمرّد في صعدة.
وفي حال رحيل الرئيس الحالي فإن هذه الصراعات سترتبط بالتفاهمات التي سيتم الاتفاق عليها في المرحلة الانتقالية، وهو ما يشكل أول التحديات وأهمها أمام النظام الجديد لأن التفاهم بشأنها هو شرط الاستقرار الذي سيساعد على التحوّل.
وفي مقابل ذلك أشار التقرير إلى أن البشرى تكمن في ردّة فعل الشباب الثوري الواعية والمدنية تجاه الاستفزازات، وهو في بلد يملك شعبه المقدر بـ24 مليون نسمة، ستين مليون قطعة سلاح.
وأكد أن لدى الجيش القدرة، حتى بعد انقسامه، على لعب دور واع في التعامل مع قضايا مركبة ومتنوعة في البلد. ولذا يرى التقرير أنه من الضروري تنسيق خطوات كل من الشباب والجيش حتى تتشكل القوة والنهج القادران على نقل الثورة اليمنية إلى بر الأمان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق