الصفحات

الجمعة، 9 سبتمبر 2011

خطبة عن دور المسجد في حياة الأمة

دور المسجد في حياة الأمة
 


ياسين الشرجبي

بعد الحمد لله والشهادتين والوصية بالتقوى
أيها المسلمون عباد  ... لقد أدرك رسول بما علمه  تعالى ، أن قوة الدولة الإسلامية تعتمد على قوة أفرادها وشعوبها ، وأن قوة المجتمع والشعب المسلم إنما ترتبط بثلاثية متعاضدة ، بقوة صلتها بالله إيماناً وعبادة ، وقوة صلة أفرادها ببعضهم توحداً وإخاءً ، ثم قوة إعدادهم لما استطاعوا من قوة يرهبون بها عدو الله وعدوهم . لذا فقد بادر رسول الله  بعد هجرته مباشرة ليضع الركيزة الأولى في بناء المجتمع والدولة المسلمة في المدينة المنورة ، والمتمثلة في العمود الأساس ألا وهو المسجد ، الذي سيمثل موضع اتصال الأمة بربها ومعراج أرواحها وقلوبها إلى خالقها وبارئها ، كما سيمثل موطناً للتلاقي والتآخي والتعارف والتكافل وتنمية آصرة الأخوة الإيمانية ، إضافة إلى أنه شكّل منه منطلقاً إلى إعداد الرجال والقادة العظام وصنع المجاهدين الأشداء الثابتين ، ومقراً لعقد الألوية وبعث السرايا والجيوش ، وارتبطت بالمسجد كل مصادر قوة المجتمع المسلم والدولة المسلمة ، بل وكان مركزاً لكل أنواع الاحتياجات والارتباطات المجتمعية الهامة .
احتل المسجد على مدار الرسالات السماوية والديانات الالهية وحتى رسالة الإسلام الخالدة ، احتل موقعاً هاماً في حياة الرسل  وأتباعهم ، ومما يدل على ذلك :
تكليف الله تعالى للأنبياء والمرسلين بإقامة المساجد وعمارتها بناء وتشييداً وذكراً وصلاة والاهتمام بها تطهيراً وإعداداً للمصلين والعاكفين والركع السجود ، ولم يكن الأمر يقتصر على توجيه الأوامر إلى أتباعهم بالبناء والرعاية ، بل كانوا هم من تولى ذلك بأنفسهم .
يقول تعالى : وَإِذْ جَعَلْنا الْبَيْتَ مَثابَةً لِلنّاسِ وَأَمْناً واتَّخِذوا مِنْ مَقامِ إِبْراهيمَ مُصَلّىً وَعَهِدْنا إِلى إِبْراهيمَ وَإِسْماعيلَ أَنْ طَهِّرا بَيْتِيَ لِلطّائِفينَ والْعاكِفينَ والرُّكَّعِ السُّجودِ .
  وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْماعيلُ رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّميعُ الْعَليمُ.
وأشهر المساجد وأقدسها على الإطلاق والتي لا تشد الرحال إلا إليها ( المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى ) ، كلها بناها الأنبياء والمرسلون ، فالمسجد الحرام أول بيت وضع للناس ببكة بناه آدم عليه السلام ، ثم أعاد بناءه إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام وشارك في إعادته رسول الله  ، والمسجد النبوي بناه رسول الله محمد  مع أصحابه الكرام ، أما المسجد الأقصى فقد بناه يعقوب ثم جدده سليمان عليهما السلام .
وبعد الأنبياء والمرسلين تولى أخيار الأمة بناء المساجد ، وقد مدحهم الله تعالى ووصفهم بالإيمان والاهتداء .
قال تعالى :  إِنَّما يَعْمُرُ مَساجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ والْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقامَ الصَّلاةَ وآتى الزَّكاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلّا اللَّهَ فَعَسى أولَئِكَ أَنْ يَكونوا مِنَ الْمُهْتَدينَ.
وجعل أجرهم مقابل ذلك جزيلاً ، قال رسول الله  : » من بنى لله مسجداً يبتغي به وجه الله بنى الله له بيتاً في الجنة « .
ومما يدل على أهمية المساجد أن الله تعالى اختصها لنفسه ، ومنع الملكيات المجازية الإنسانية عنها لتكون أماكن لعبادة  وحده ، قال تعالى : وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعو مَعَ اللَّهِ أَحَداً  .
كما أختصها الله بإعلان الإذن برفعها مادياً ومعنوياً ، قال تعالى : في بُيوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فيها اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فيها بِالْغُدُوِّ والْآصالِ .
إن وجود المساجد وارتفاع الأذان والنداء بالصلاة من على مآذنها أو جنباتها يعد شعيرة جليلة من شعائر الإسلام ودليل عظيم على وجوده وظهوره ، لذا كان رسول الله إذا أرسل سرية يقول لهم : » إذا رأيتم مسجداً أو سمعتم أذاناً فلا تقتلوا أحداً « .
وبفضل الله ثم جهود المؤمنين الصادقين أنتشرت المساجد اليوم في ربوع بلاد المسلمين ، بل وفي معاقل العداء للإسلام والتآمر عليه ، وظهرت المآذن في بلاد الكفر شرقاً وغرباً .
وإذا كان بناء المساجد دلالة على ظهور وقوة الإسلام ، فإن هدمها يعد من أظهر آثار ومظاهر العدوان على الإسلام ، ولذا سن الله تعالى التدافع بين أهل الحق والباطل كي لا تهدم المساجد وأماكن العبادة ، قال تعالى : .... وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً ..... بل إن من أعظم الظلم ، ومما يوجب عذاب الدنيا وخزي الآخرة ، أن يعتدي أحد لخراب المساجد مادياً ومعنوياً : وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فيها اسْمُهُ وَسَعى في خَرابِها أُولَئِكَ ما كانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلوها إِلّا خائِفينَ لَهُمْ في الدُّنْيا خِزْيٌ وَلَهُمْ في الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظيمٌ.
يا معاشر المسلمين :
إن المساجد هي أحب الأماكن إلى الله ، يقول النبي  : » أحب البلاد إلى الله  مساجدها « ، وفيها يجتني المسلمون الخير الكثير والجوائز النفيسة ، في الصحيح يقول رسول الله  : » ما اجتمع قوم في بيت من بيوت... « ، والمرتبطون والمتعلقون بها هم أهل الإيمان والنجاة في الآخرة . » ومن السبعة الذين يظلهم  يوم القيامة في ظله : ومنهم ..... رجل قلبه معلّق بالمساجد « .
والمساجد مصانع الرجال ، لذا فقد ربط الله الرجولة بها في موضعين قرآنيين ، أولهما في سورة التوبة : لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلى التَّقْوى ... فيهِ رِجالٌ يُحِبّونَ أَنْ يَتَطَهَّروا واللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرينَ. وثانيها في سورة النور : رِجالٌ لا تُلْهيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ وَإيتاءِ الزَّكاةِ يَخافونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فيهِ الْقُلوبُ والْأَبْصارُ.
والآية في سورة النور تبين أن المساجد مواطن لتحصيل النور الرباني ، فبعد أن وصف الله تعالى نور ذاته ، أجاب عن سؤال ضمني عن مكان هذه الأنوار فقال: في بيوت ... .ويعضد هذا دعاء رسول الله  عند الخروج من المسجد: »اللهم اجعل في قلبي نوراً .... «.
أخوة الإيمان :
ومن أبرز ما يدل على أهمية المساجد ، ذلك الدور الذي حدده الإسلام في حياة أتباعه وبرز واضحاً في سيرة رسول الله  وخلفائه الراشدين والتابعين له بإحسان ، ومن هذه الأدوار التي يؤديها المسجد في حياة المؤمنين :
1 _ المسجد موضع اتصال المسلمين بربهم ، إيماناً وتعبداً  ، ومحطة للتزود بالتقوى ، والتعبير عن العرفان والمراقبة والخضوع والطاعة لله ، والإقتداء برسوله الكريم  .
2 _ المسجد مؤسسة تعليمية ، علم الرسول  فيه أصحابه ما ينفعهم في دنياهم وأخراهم ، واستمر كذلك ولا يزال مكاناً مباركاً لعلم مبارك من خلال الخطب والدروس والمواعظ وغيرها من أساليب الوعظ والدرس .
3 _ المسجد مؤسسة اجتماعية ، يتربى فيه المسلمون على الإخاء والترابط ،ويتعودون المساواة والانتظام ، وأن يلينوا بين يدي إخوانهم ، يتفقد بعضهم بعضاً ، ثم يعودون مريضهم ويعينون محتاجهم ، ويتفقدون غائبهم ، ويتخلص المسلم في حياته المسجدية الاجتماعية من أمراض الانعزالية والأنانية والتواكلية .
والمسجد موطن للتكافل الاجتماعي ، حيث تجمع التبرعات للمحتاجين ، وتوزع الأموال على الفقراء والمساكين ، وقد كان رسول الله  ينادي من على منبره لجمع الصدقات وتوزيعها، وكذا توزيع أموال الفيء ، وكانت توضع أعذاق النخيل على مدخل المسجد النبوي ليأكل منه المحتاج ، وظل أهل الصفة في المسجد يتلقون العون الغذائي من المسلمين ، وتلقى البعض تمريضه داخل المسجد ، وكان يربط فيه الأسير ، ويُقضى فيه بين المتخاصمين .
4 _ المسجد ملجأ آمن عن الكوارث ، فحين تحدث آيات الله التي يخوف الله بها عباده ، فإنهم يهرعون إلى بيوت الله للصلاة والاستغفار والتوبة والدعاء كما يحدث في صلاة الكسوف والخسوف ، ( التذكير بما حدث في كارثة تسونامي من حفظ الله للمساجد ) ..
5 _ المسجد مؤسسة توعية وتطبيق في مجال النظافة والطهارة ، قال تعالى : يا بَني آدَمَ خُذوا زينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلوا واشْرَبوا وَلا تُسْرِفوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفينَ. ومن خلال التزام تجنيب المساجد القاذورات إضافة إلى تعلم عادات الطهارة ونظافة الأفنية والمتعلقات الشخصية ، والطهارة الخاصة بالعبادات والعادات .
6 _ المسجد مؤسسة سياسية ومن على منبره كان الخلفاء الراشدون يقولون بيانهم الأول ويوضحون سياسة حكمهم .
7 _ المسجد منبر إعلامي لإبلاغ الأمة ما يهمها من أخبار ، فإذا ورد أمر مهم كان رسول  يأمر بنداء الصلاة جامعة ثم يبلغ الخبر أو المطلوب .
أخيراً : فإن المساجد تعود المسلمين على التضحية بالأوقات والأموال ، وترك الأهل واللهو والشهوات واللعب ، من أجل الله ، وتقديم الاستجابة لأمره والإقتداء برسوله على ما سواها .
هذه هي بعض أدوار المسجد في حياة الأمة ، وما أعظمها من أدوار .
أقول قولي هذا واستغفروه .....


الخطبة الثانية :

بعد الحمد لله والشهادتين والوصية بالتقوى :
يا أتباع رسول الله  :
 بعد أن تعرفنا على أهمية المسجد ، وعلى دوره العظيم في حياة المسلمين بقي أن نعرف واجبنا والتزاماتنا نحو هذه البقاع الطاهرة الحبيبة إلى الله ، ومن ذلك :
أولاً : عمارتها : بالبناء والتشييد ، وبالصلاة ومجالس العلم والذكر ، لأننا إذا فعلنا ذلك حققنا _ بفضل الله _ صفة الإيمان في أنفسنا ، وكانت مشاركتنا في البناء سبب لقصور تبنى لنا في الجنة .
إن عمارتنا للمساجد وخصوصاً عمارة القيام واللبث فيها ، وأن تتعلق قلوبنا بالمكث فيها وتدارس القرآن وتعلم السنة والعلوم النافعة ، وكوننا نربط الكثير من أمورنا الدينية والدنيوية بالمساجد ، سيعيد حياتنا إلى سالف ما كان عليه السلف الصالح ، وصدق الإمام مالك حين قال : " لن يصلح أمر آخر هذه الأمة ، إلا بما صلح به أولها " .
أيها المؤمنون :
كثيرة هي الآيات والأحاديث التي تدل على الخير الكثير والأجر الجزيل المرتبط بالمساجد سواءً بناؤها ، أو السير إليها ، أو اللبث والاعتكاف فيها ، أو المشاركة في حلقات العلم والذكر فيها ، أو تطهيرها وتهيئتها للمصلين ، وفيها ما يشير إلى أن عمار المساجد هم القوم الذين لا يشقى بهم جليسهم ، والذين يباهي بهم الله ملائكته ، والذي أووا إلى الله فآواهم الله ، ووفد الله وفي زيارته ، وبمنزلة المجاهدين في سبيل الله ومن يعطيهم الله ما سألوا ويجيرهم مما استجاروا منه ، ويقول لهم قوموا مغفورا لكم وهم الراتعون في رياض الجنة .
يقول رسول  : » إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا « ، قالوا : وما رياض الجنة يا رسول الله ؟! قال : » المساجد « وفي رواية » حلق الذكر« .
كما أن من التزاماتنا نحو المساجد أن نتأدب بالآداب الخاصة بها ، ومن ذلك ، عدم رفع الصوت فيها ، وإذا كان رفع الصوت عموماً بدون حاجة خلقاً مذموم . نصح لقمان الحكيم ولده فقال كما في القرآن : (( واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير )) . فما بالنا برفع الأصوات في المساجد .
ومن آداب المساجد تجنيبها الروائح الكريهة ، وتنزيهها عن النجاسات والقاذورات ، وأن لا تنشر فيها الضالة أي ما يضيع على الناس ، وعدم استخدامها في البيع والشراء ، وأن لا تتخذ المساجد قبوراً ، ولا ممرات .
وكل هذه الآداب لها شواهد من الأحاديث الصحيحة ، غير أن المقام لا يتسع لحصرها أو ذكرها ، وهي تحتاج إلى خطبة خاصة في حقوق المساجد على المسلمين .
يا عمار بيوت الله :
         ومن التزاماتنا نحو بيوت الله الدفاع عنها ، أن لا تهدم وتخرب خراباً مادياً أو معنوياً ، ولعل الخراب المعنوي هو الذي يهدد مساجدنا اليوم ، من خلال تحجيم دور المساجد في حياة الأمة ، وتحويلها إلى أماكن للصلاة فقط ، ثم الإهمال المقصود لأدوارها التعليمية والاجتماعية والسياسية وغيرها ، بل والتضييق على من يقعدون فيها للذكر والعلم ومناقشة أحوال الأمة ، والتآمر على خطابها المنطلق من الكتاب والسنة .
        من واجبنا أن ندافع عن المساجد أن تخرب بفعل الخلافات والعصبيات غير المحمودة والتي تثار في المساجد لتمزيق شمل الأمة ، ولتتحول المساجد إلى أماكن فرقة لا مواطن تجمع ووحدة .
أيها المسلمون :
لنتذكر أن المساجد كانت ولا تزال الحصن الحصين للأمة ، وفي أيامنا هذه نرى دور المساجد في الحفاظ على هوية الأمة ، ونرى دور المساجد في فلسطين في بعث الروح الجهادية وربط القلوب على الثبات وتثبيت الأقدام على الكفاح وتقديم التضحيات ، وقد سميت هبات وانتفاضات شعبنا في فلسطين بانتفاضة الأقصى أي المسجد الأقصى .
والمساجد في كل بلادنا الإسلامية تقدم بهذا الدور الحافظ لتدين الأمة والشعوب ، ومدافعة الباطل والفساد .
أيها المؤمنون:
لا ننسى ونحن نتحدث عن المساجد والدفاع عنها ، أن أحد المساجد الثلاثة المقدسة عندنا معاشر المسلمين يئن ويشكو إلى الله ثم إلينا تآمر اليهود أبناء القردة والخنازير، ومحاولاتهم هدم المسجد وإحراقه والحفر تحته واغتصاب الأراضي التابعة له ، سعياً إلى بناء هيكلهم المزعوم وتنفيذ نبوءاتهم الباطلة : يُريدونَ أَنْ يُطْفِئوا نورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَيَأْبى اللَّهُ إِلّا أَنْ يُتِمَّ نورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرونَ.
وكلكم قد عايش وسمع وقرأ عن هذه المؤامرات التي يقف أمامها إخوانكم المجاهدين في فلسطين دروعاً بشرية ويضحون بأنفسهم وأهليهم وأموالهم ومنازلهم وحريتهم حماية للقدس والأقصى ، وإقامة للواجب المفروض علينا جميعاً ، لذا علينا أن لا ننساهم وأن لا ننسى مسجدنا الأسير من الدعاء الدائم ، ومن الدعم المالي والمعنوي أداء للأمانة ووفاءً بالواجب ودفاعاً عن المقدسات وحماية لأشرف وأعظم بيوت الله .
والصلاة والسلام على رسول الله ..... والدعاء

(ملاحظة : يمكن للخطيب أن يثري خطبته بالأدلة والشواهد التي تتوافر في كتب عديدة عن المساجد ) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق