الصفحات

الاثنين، 4 يونيو 2012

شيخ الأزهر إما موقف حازم أو إستقالة فورية

نفي استقالة شيخ الأزهر
رسالة نتوجه بها إلى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور : أحمد الطيب ، نرجوا من فضيلتكم إما موقف حازم اتجاه ما يدور على الساحة الان أو استقالة فورية من سيادتكم ، وترك الأمر لمن يستطيع القيام به على أكمل وجه وأتمه ، وهذا ليس انتقاصا من فضيلتكم مطلقا والله يعلم هذا ، فنحسبكم من العلماء الأخيار ، ولكن أمر الإدارة والمواقف تحتاج إلى حزم في كثير من الأمور ، ونحن نرى أن الأمر قد طال بكم في المشيخة دون جدوى أو تقديم علاج شاف لما يدور في الأزهر الشريف منذ أن توليتم منصب المشيخه ، أو موقف حازم اتجاه القضايا المطروحة على الساحة الان وسنعطي أمثلة لفضيلتكم :
- الفساد المستشري في مؤسسات الأزهر الشريف ، والذي تعلمه جيدا ويعلمه كل المخلصين من أبناء الأزهر الشريف ، سواء أكان في نظام الدراسة به أو التعيين به أو المحافظة على أبناء الأزهر الشريف ورعايتهم ، أو التصدي للهجمات المتلاحقه على الأزهر الشريف وغير هذا ، فالمؤسسات الأزهرية الان إلا من رحم الله بها الكثير والكثير من المفسدين والمرتشين ، فقد جعلتم أمر التدريس بأيدي الحاصلين على الدبلومات وقد تولوا مناصب إدارة المؤسسات الأزهرية ، بل ليسوا على قدر من الانتساب حتى للأزهر الشريف ، هذا جانب ، الجانب الاخر ، أن هناك الكثير جدا من خريجي الجامعات المصرية غير المؤهلين للتدريس بالازهر الشريف قد تم تعيينهم بالأزهر الشريف ، وأقولها بصدق هم لا يحسنون التدريس ، ولا يعلمون عن المناهج الأزهرية سوى النقل من الملخصات للطلبة مباشرة ، ولايوجد شرح لما ينقلوه أو غير هذا باعتراف طلبة الازهر عليهم ومما نراه من تدن في المستوى التعليمي بالازهر، وهذا في الوقت الذي ترفض فيه إدارات التربية والتعليم بمصر تعيين خريجي الأزهر الشريف ، فهذا إما هو مقصود ،  والهدف منه القضاء على الأزهر الشريف والخريجين أو قد يكون عن غير قصد وهذا لحسن ظننا بكم.

- حالة الأزهر الشريف الان التي لا ترضي أحد من الناس ، فالطالب الأزهري والخريج الأزهري لا قيمة له الان في المجتمع المصري ، بل لا يجد من يقدره ويحترمه ، وهذا له أسبابه : منها مثلا : فقد الثقة بالأزهر الشريف ، وكذلك طعن بعض من يُحسبون على العلماء في الأزهر الشريف والتعليم فيه ، وكذلك إحساس الطالب الازهري بالانهزامية ، خاصة لما يسمعه من تشريد الخريجين من الأزهر بعد التخرج وعدم وجود العمل المناسب لهم سوى أنهم يلتحقون بالمطاعم والمخابز أو غيره ليتم قبولهم ، وهذا واقع مُشاهد لا يستطيع أحد إنكاره أبدا ، وكذلك إهتمام بعض من يمثلون الازهر الشريف بالدفاع عن أنفسهم وإنشغالهم بالمهاترات وترك الواجب المنوط بهم والمكلفين به في الأزهر الشريف ، وكذلك وجود مؤسسات كثيرة جدا بمصر تسعى للنيل من المنهج الأزهري الوسطي ، أو محو الأزهر إن صح التعبير ، والدليل على هذا إنشاء الأكاديميات الإسلامية ، وإنشاء المعاهد الشرعية والتي لا تلتزم بالمنهج الوسطي في التعامل مع القران والسنة ، بل وتقوم باستقدام من يقومون بالتدريس في هذه الأكاديميات من الخارج من البلاد العربية ، وكذلك من الداخل بشرط أن يكون ملتزم بمنهجهم أولا ، وأن يكون من غير خريجي الأزهر ثانيا ، كذلك سعي كثير ممن يُحسبون على العلماء أو يعتقد الناس فيهم هذا ، بتأسيس مجالس لمجابهة الأزهر الشريف وطمس مكانته في الدولة ، ومن ذلك إنشاء مجلس شورى العلماء ، وإنشاء الجمعيات المتخصصة في الفتوى التي شرطها أيضا أن يكون العضو من غير خريجي الأزهر الشريف ، وإن كان من خريجي الأزهر الشريف فالواجب عليه الالتزام بمنهجهم والسير على دربهم الفكري حتى ينضم لجمعيتهم ، كذلك إنشاء العديد من القنوات الفضائية التي تعبر عن تيارات إسلامية معينة مهما كان غلوها أو تفريطها فهي كثيرة جدا وصلت لجميع الناس ، في الوقت الذي لا يملك الازهر الشريف فيه قناة فضائية واحدة تعبر عنه ، أو حتى موقعا إليكترونيا مميزا يستطيع من خلاله أن يُواكب هذا التقدم ويصحح المفاهيم ، فهناك بالفعل موقع للأزهر الشريف ولكن غالبا إما يكون معطلا أو لا يوجد به جديد أو لا يرقى إلى مكانة الازهر الشريف ، وغير هذا من الامور التي تجعل طلاب الأزهر وخريجي الأزهر يشعرون بالانهزامية  ، وهذا أنتم سبب فيه ، وليس أنت فحسب بل كل من يقوم على أمر الأزهر الشريف .

- ما تشهده مصر خاصة ، والعالم العربي والاسلامي عامة في هذه الاوانة ، نرى الجميع يرد ويتكلم ويمثل موقفا معينا ، ونرى فيه فضيلتكم والقائمين على الأزهر الشريف ، لا يحركون ساكنا ، اللهم إلا إن كان بيانا بعد فوات الاوان أو بيان مايلبس إلا ويزول أثره ، ونحن لم نتعلم في الأزهر الشريف إلا المشاركة في الحياة العامة والاستشهاد في سبيل الله من أجل إعلاء كلمة الله ، وتعلمنا ايضا أن الوقوف بجانب إخواننا في جميع الأزمات صغيرة كانت أم كبيرة فريضة دينية وواجب عظيم لابد علينا من تنفيذه ، تعلمنا في الأزهر الشريف محاربة الأفكار الهدامه والفكر المعسول الذي يخلط الصحيح بالسقيم وهو لا يمثل الدين بل يمثل فكره وتياره وحزبه ، تعلمنا في الأزهر الشريف أن نقف أمام الجميع في قوة وشجاعة ونقول الحق ولو كان في قوله هلاكنا ، تعلمنا في الازهر الشريف أن نساند جميع الناس في محنهم وقضاياهم وأن نكون معهم موجهين ومرشدين وداعين لا نغلو ولا نتطرف ولا نقصر ولا نفرط ، أين الأزهر الشريف الان من هذه القضايا المطروحة على الساحة العربية والاسلامية ؟؟؟ أين الازهر الشريف الان ؟؟

- إصرار شيخ الأزهر الشريف والمعاونين له دائما على التزام الصمت دائما اتجاه بعض القضايا التي تتعلق بالأنظمه في الدولة ، مثل صمت شيخ الازهر الشريف والقائمين على الازهر اتجاه قضية الحكم على مبارك الرئيس المخلوع ونجليه وبعض معاونيه سواء أكان رأي الأزهر بالإيجاب أم بالسلب فلابد له أن يتكلم ، ولايأخذ الشعب أفكارا خاطئة ونتحمل نحن وزرها ، فلابد للأزهر من إعلان موقفه من مقاضاة الرئيس المخلوع وأبنائه ومعاونيه ،حتى يستنير الناس بالفكر الصحيح ، كذلك التزام الازهر ولا أتكلم عن كل الأزهر الشريف بل أقصد به ممثليه من شيخ الازهر ومعاونيه ، يلتزم الصمت أيضا في أحداث العباسية وفي أحداث السطو على المساجد ، وفي أحداث الهجوم على المفتي ، وفي أحداث الاسكندرية وماسبيرو وغيره ، هذا الصمت لا أجد له مبررا ابدا . وعليه :

نطلب من فضيلتكم النظر مرة أخرى في قضايا الأزهر الشريف وإعادة الهيكلة السريعة للمؤسسات الأزهرية ، وضم الأوقاف للازهر الشريف ، وتطهير الأزهر الشريف من الفاسدين المرتشين وأصحاب الوساطات والمحسوبية وغير هذا ، والتعامل مع خريجي الازهر الشريف بما يليق بمكانتهم العلمية والأدبية والدعوية وتوفير فرص العمل لهم بالأزهر الشريف لتأدية رسالتهم التي تعلموها على أكمل وجه ،و إعادة مجد الأزهر التليد والحزم والاراء القوية التي تعودنا عليها من الأزهر الشريف والتي ينتظرها الشعب المصري خاصة والعالم العربي والإسلامي عامة ، وغير هذا مما لا يتسع المجال لذكره فالموضوع عظيم جدا وخطير جدا ولكن في الإشارة ما يُغني عن العبارة ، وملا يُدرك كله لا يُترك جُله .

فالأزهر الشريف واجب أن يحميه كل مسلم ، وأنا مسلم ومن واجبي أن أقدم لكم شكواي وإعتراضي على مايحدث ، والله من وراء القصد .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق