الصفحات

الاثنين، 28 مايو 2012

شفيق يتعهد بمحاكمة الثوار وإعادة النظام السابق

 
كتب : صلاح بديوي

في ظل توقعات من قبل عناصر ثورية، وتسريبات من داخل كواليس لجنة الانتخابات الرئاسية بقبول طعون قدمت إليها، واستبعاد الفريق أحمد شفيق من المنافسة علي المنصب الرئاسي، ودخول حمدين صباحي مرحلة الإعادة في مواجهة محمد مرسي مرشح جماعة الإخوان المسلمين علي هذا المنصب الرفيع، استبعدت عناصر علي علاقة وثيقة بأحمد شفيق إمكانية حدوث ذلك، وأكدت أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة يعتبر معركة الانتخابات الرئاسية، معركة حياة أو موت بالنسبة لها، ويراهن علي أحمد شفيق بكل ما يملك من إمكانات لا تظهره ممارساً للتزوير.

إلا أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة،خيب آمآل أحمد شفيق، وأعلن وقوفه علي مسافة متساوية من كل المرشحين، وأن أحمد شفيق لا يمثل المجلس أو القوات المسلحة، وأنه مثله مثل أي مرشح آخر، وهو ما يدحض الإدعاءات المشار إليها، لكن أحمد شفيق لم يترك مناسبة إلا وأعلن خلالها أنه ينتمي للقوات المسلحة، وأنه يمثلها، وأن الجيش سيسحق أي مجموعات تخرج محتجة علي وصوله للحكم.

وعلمنا أن شفيق قال لمجموعة ضيقة من رجال الصحافة والإعلام التي تدعمه والتي تقابلت معه في منزله، وتلك المجموعة تضم عناصر من رجال نظام مبارك المنهار وبرلماني حالي، "يخطئ من يتصور أن في مصر قامت ثورة.. وما حدث مجرد انتفاضة، تعامل معها الجيش علي هذا المستوي واستهدفت بالأساس إيقاف مخطط التوريث"، مؤكداًً أنه لن يتردد في دعم جمال مبارك في أية انتخابات رئاسية مقبلة، إذا ما طرح نفسه علي الشعب في إعقاب انتهاء دورته الرئاسية، وشدد شفيق علي أنه طرح نفسه للترشيح من أجل إنصاف الرئيس المخلوع والذي يعتبره مثلاً أعلي له.

وهاجم شفيق خلال تلك المقابلة أيضا الثورة والثوار ووصفهم بأنهم أدوات في أيدي دوائر خارجية، وزعم شفيق أن الجيش وأجهزته يجيدون التعامل مع الثوار طوال الشهور الماضية، وأن خطته لإعادة إنتاج النظام، وإعادة الأوضاع إلي سابق عهدها ستكتمل بصعوده للموقع الرئاسية، مؤكداً أنه يعمل علي استيعاب الثوار وتحريضهم ضد التيار الإسلامي وبالذات الإخوان، مشيراً إلي أنه سيجري انتخابات برلمانية جديدة فور وصوله للحكم، متوقعاً أن تحل المحكمة الدستورية مجلس الشعب.

وكانت هيئة الإذاعة البريطانية اتصلت بالسيدة سوزان مبارك لتستطلع رأيها في تقدم أحمد شفيق، لكن سوزان رفضت أن تتحدث للإذاعة وقالت للمندوب الذي اتصل بها عبارة مقتضبة معناها أن ما حصل عليه شفيق من أصوات يؤكد استمرار حب الشعب لنظام حكم زوجها المخلوع الموجود بالمركز الطبي العالمي الآن، إما ساسة وصحف «تل أبيب» ففرحوا فرحة طاغية بما حدث معربين عن أمل «إسرائيل» قيادة وشعب في وصول أحمد شفيق لحكم مصر.

ووفق معلومات توفرت لنا فلقد التقي أحمد شفيق أعدادا من رجال الأعمال الذين يتلقون تعليماتهم من جمال مبارك ويشاركونه الأعمال ويمتلكون فضائيات وصحف ومواقع شهيرة الآن ومؤثرة، وتقدموا إليه بدعم يصل إلي مليار جنيه، وطرحوا عليه شراء أكبر قدر من الأصوات، ومن جهتها بادرت سوزان مبارك فور الإعلان عن تقدم شفيق إلي الاتصال به وتهنئته والإعراب عن أمنياتها له بالتوفيق، كما بادر شفيق قبيل قليل للذهاب إلي مقر حملة عمرو موسي الانتخابية، وألتقاه هناك، وعرض عليه موقعي نائب رئيس الجمهورية، أو رئيس الوزراء مقابل إعلان عمرو موسي تأييده لشفيق.

وحتى الآن لا يعرف ما إذا كان عمرو موسي من الممكن أن يوافق علي طرح شفيق ومبادرته أو يرفضها في المؤتمر الصحفي المنتظر أن يعقده ظهر الاثنين 27مايو، أما مبارك فاستقبل خبر تقدم شفيق بنوع من الاهتمام وحالة من اللامبالاة بسبب الكم الكبير من المسكنات التي يتعاطها، وتفاقم المرض عليه وتمكنه منه، بينما نحر فلول الحزب الوطني العجول والخراف ووزعوها علي الفقراء هنا وهناك، وذلك تيمنا من الفلول بتقدم شفيق، واعتقادهم أنه بات قاب قوسين أو أدني من منصب الرئيس، وهو أمر مستحيل أن يصل إليه.

وبناء علي ما سبق فإن الثوار بكافة أطيافهم إمامهم ساعات فقط لحسم أمرهم من أجل الحفاظ علي تلك الثورة العظيمة والمباركة، ولابد أن يتعالوا فوق اختلافاتهم وأن يتوحدوا حول الأهداف الكبري والعظيمة لثورتهم المباركة، وعليهم أن يعلموا سواء كانت الإعادة بين مرسي وحمدي أو شفيق ومرسي، أن أبناء التيار الإسلامي أول من ثاروا ضد نظام مبارك،  وكان شباب هذا التيار في طليعة من استشهدوا ومن خرجوا ظهيرة 25يناير من عام 2011م طلبا للحرية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق