1- التكافل بمعنى النصيب؛ إذ يقول الله - تعالى -: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ ) أي نصيبين من الأجر.
2- الكفيل بمعنى الشاهد والرقيب؛ إذ يقول الله - تعالى -: ( وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً ).
يأتي الكفيل بمعنى الضامن.
3- الكافل بمعنى العائل والضامن؛ إذ يقول الله - تعالى-: ( إِذْ يُلْقُون أَقْلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ )" أي أيهم يضمنها.
أن يتضامن أبناء المجتمع ويتساندوا فيما بينهم سواء كانوا أفرادا أو جماعات على اتخاذ مواقف ايجابية في المجتمع كرعاية اليتيم أو سلبية كتحريم الاحتكار بدافع ينبع من عقيدتهم الإسلامية.
قال - تعالى -: ( لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) سورة البقرة.
السنة النبوية: وفي الصحيحين عن النعمان بن بشير - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمى)).
هذا الحديث الشريف رواه كل من البخاري ومسلم وأحمد بن حنبل - رحمهم الله – أجمعين.
وعن أبي سعيد الخدري قال: (( بينما نحن في سفر مع النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ جاء رجل على راحلة له، قال: فجعل يصرف بصره يميناً وشمالاً، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من كان معه فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له، ومن كان له فضل من زاد فليعد به على من لا زاد له)) صحيح مسلم بشرح النووي.
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه)).
اتفقوا على حماية الضعيف ونصرة المظلوم وإغاثة الملهوف، " قال رجل من ولد زيد بن الخطاب: إنما ولي عمر بن عبد العزيز سنتين ونصف، فما مات حتى جعل الرجل يأتي بالمال العظيم فيقول: اجعلوا هذا حيث ترون في الفقراء فما يبرح حتى يرجع بماله فقد أغنى الله على يد عمر بن عبد العزيز الناس"
يقول سيد قطب: " إن نظام التكافل الاجتماعي في الإسلام لا يعنى مجرد المساعدات المالية أياً كانت صورتها فالمساعدات المالية نوع واحد من المساعدات في الإسلام المال مال الله هو وديعة في يد البشر".
لماذا سمى المال خيراً
قال - تعالى -: ( كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ) سورة البقرة 180
قال - تعالى- على لسان موسى: إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ)سورة القصص.
القران لا يرى للمال قيمة إلا إذا استعمل في جوانب الخير.
مبدأ الإرث: نجد أنه لا يحصر التركة في يد فرد أو أفراد بل يشرك في الإرث عدد كبير من أقرباء الميت.
تحريم الكنز؛ إذ يقول الله - تعالى -: ( وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) سورة التوبة: آية: 34.
المكاسب المحرمة
تحريم الربا: ( وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ) سورة البقرة
تحريم الاحتكار: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (( لا يحتكر إلا خاطئ )) رواه مسلم.
تحريم الغش، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم –: (( أنه مر على صبرة طعام، فأدخل يده فيها، فنالت أصابعه بللاً فقال: " ما هذا يا صاحب الطعام؟ قال: أصابته السماء يا رسول الله، قال: أفلا جعلته فوق الطعام حتى يراه الناس، من غش فليس مني)). رواه مسلم.
تحريم أكل أجرة الأجير: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (( أعطوا الأجير أجره فبل أن يجف عرقه)) من حديث أبي هريرة في سنن ابن ماجه.
رعاية الأطفال؛ إذ يقول الله - تعالى-: ( وَعلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) سورة البقرة.
اهتمام القرآن بكفالة اليتيم: وعدم قهره والحط من كرامته؛ إذ يقول الله - تعالى -: ( فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ) سورة الضحى، ( أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ) سورة الماعون.
الأمر بالمحافظة على أموال اليتامى: ( وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) سورة الأنعام: آية: 152.
وفى السنة حديث رواة الترمذي قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (( أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى)).
هو المولود الذي لا أب له ولا أم معروفين ويجب على كل من يجده أن يلتقطه من باب: ( وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا) سورة المائدة.
جاء رجل إلى عمر بن الخطاب بلقيط، والإسلام لم يأخذ اللقيط إن كان ولد زنى بجريرة أمه؛ لقوله - تعالى -: ( وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى).
في العدة وما بعد العدة قال - تعالى -: ( أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ وَإِن كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ) سورة الطلاق.
رعاية المنكوبين والمكروبين:
لقوله - تعالى -: ( وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ ) سورة البقرة.
ومن السنة: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (( من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب القيامة)).
عن عمر بن الخطاب مرفوعاً: (( أفضل الأعمال إدخال السرور على مؤمن)).
(( ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم )).
وهؤلاء المُحتاجون قد حدَّدتهم الآيات القرآنية في قوله - تعالى -: ( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْـمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْـمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ واللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (التوبة: 60)
2- النذور: الوفاء بالنذر قال - تعالى -: ( وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ ) سورة الحـج
3- كفارات: كفارة اليمين: ( إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ) سورة المائدة.
5- كفارة قتل الصيد في الحرم قال - تعالى -: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْتُلُواْ الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّداً فَجَزَاء مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ هَدْياً بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَو عَدْلُ ذَلِكَ صِيَاماً لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللّهُ عَمَّا سَلَف وَمَنْ عَادَ فَيَنتَقِمُ اللّهُ مِنْهُ وَاللّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ) سورة المائدة 95.
7- الوصية: قال - تعالى-: ( كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ) آية 180سورة البقرة.
(( ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده))
*: كان زين العابدين - عليه السلام- يحمل جراب الخبز على ظهره بالليل فيتصدق به، وغسلوه وجعلوا ينظرون إلى آثار في ظهره، فقالوا: ما هذا؟ قيل: كان يحمل جرب الدقيق على ظهره ليلاً ويوصلها إلى فقراء المدينة سراً، سمعت أهل المدينة يقولون ما فقدنا صدقة السر حتى مات علي زين العابدين بن الحسين- عليه السلام-.
* قال طلحة بن عبد الله: خرج عمر بن الخطاب ليلة في سواد الليل، فتبعته، فدخل بيتاً، فلما أصبحت ذهبت إلى ذلك البيت، فإذا عجوز عمياء مقعدة، فقلت لها: ما بال هذا الرجل يأتيكِ، فقالت: إنه يتعاهدني مدة كذا وكذا يأتيني بما يصلحني ويخرج عنى الأذى (أي الأوساخ)، فقلت لنفسي: ثكلتك أمك يا طلحة أعثرات عمر تتبع".
* كان عمر بن الخطاب يفرض كل مولود عطاء إلى عطاء أبيه يقدر ب100درهم، وكلما نما الولد زاد العطاء، وقد جرى على ذلك عثمان وعلي وإن عمر بن عبد العزيز كان يخصص للعمي قائداً وللعاجز خادم تجري نفقاتهم جميعاً من بيت المال.
* وكان الليث بن سعد ذا غلة سنوية تزيد عن سبعين ألف درهم يتصدق بها كلها، حتى قالوا: إنه لم تجب عليه زكاة قط، واشترى مرة دار بيعت بالمزاد، فذهب رسوله، فوجد فيها أطفال أيتام سألوه بالله أن يترك لهم الدار، فلما بلغ ذلك الليث أرسل إليهم: أن الدار لكم ومعها ما يصلحكم كل يوم.
* عمر بن عبد العزيز يصلي العتمة، ثم يدخل على بناته، فيسلم عليهن، فلما رأينه ذات ليلة وضعن أيديهن على أفواههن، ثم تبادرن إلى الباب، فقال للحاضة: ما شأنهن؟ قالت: إنه لم يكن عندهن شيء يتعشين إلا عدس وبصل، فكرهن أن تشم رائحة أفواههن، فبكى عمر، ثم قال لهن: يا بناتي ما ينفكن أن تتعشين الألوان ويمر أبيكن على النار فبكين ثم اصرف.
* عندما أراد قطز التجهز لقتال التتار جمع جميع القضاة والفقهاء لمشاورتهم في أمر التتار، وحضر الشيخ العز بن عبد السلام فقال: " إنه إذا طرق العدو بلاد الإسلام وجب على الناس قتالهم، وجاز لكم أن تأخذوا من الرعية ما تستفيدون به على جهادكم، بشرط ألا يبقى في بيت المال شيء تبيعوا مالكم من الحوائط المذهبة والآلات النفيسة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق