ألغى الرئيس الأمريكي باراك أوباما زيارة رسمية إلى باكستان لـ "أسباب أمنية"، على خلفية مقتل زعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن في غارة أمريكية على مدينة "أبوت آباد" الباكستانية ليل الأحد الماضي.
ونقلت وسائل إعلام أمريكية الاثنين عن مستشار الرئيس الأمريكي لشئون الأمن القومي توم دونيلون إن زيارة أوباما المقررة إلى باكستان ألغيت لـ "اعتبارات أمنية". ولم يوضح طبيعة تلك التهديدات لكن ذلك يأتي على ما يبدو كإجراء احترازي مع توقعات بأعمال انتقامية من جانب "القاعدة" انتقاما لمقتل بن لادن.
وفي أعقاب العملية، حذر مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، ليون بانيتا، من أن تنظيم "القاعدة" قد يحاول الانتقام لمقتل بن لادن، بعد أن تم توجيه ضربة قوية، لمن وصفهم بـ"الأعداء".
وكانت قوة أمريكية اخترقت دون علم السلطات الأجواء الباكستانية حيث قامت بقتل زعيم "القاعدة" الذي طاردته الولايات المتحدة قرابة عشرة أعوام، وهو ما أثار ردود فعل غاضبة داخل الرأي العام الباكستاني.
وينظر الرأي العام الباكستاني المعادي للأمريكيين بأغلبه، باستياء إلى هذا "الانتهاك" الجديد للسيادة الوطنية إلى جانب الغارات التي تشنها الطائرات الأمريكية بدون طيار على ما تقول واشنطن إنه معقل لـ "طالبان و"القاعدة" في البلاد.
وبعد تصفية بن لادن، تصاعد التوتر بين الجانبين الأمريكي والباكستاني مع تلميحات إلى تواطؤ مسئولين باكستانيين في عملية اختباء بن لادن الذي مكث لسنوات داخل الأراضي الباكستانية دون اكتشاف أمره.
إذ يشتبه مسئولون أمريكيون كبار بوجود "تواطؤ" داخل مؤسستي الجيش والاستخبارات في مسألة وجود بن لادن في مدينة مكتظة بالعسكريين.
وقال الرئيس الأمريكي في مقابلة مع شبكة التلفزيون الأمريكية سي بي اس "نعتقد أنه (بن لادن) استفاد من شبكة دعم مهما كانت طبيعتها داخل باكستان، لكننا لا نعلم ماهيتها".
وأضاف "علينا أن نحقق في الامر وعلى باكستان خصوصا إن تحقق. سبق أن تحدثنا إليهم وقد أكدوا أنهم يريدون معرفة اشكال الدعم التي حظي بها" في إشارة إلى السلطات الباكستانية.
بدوره، دعا مستشار أوباما للأمن القومي توم دونيلون إسلام آباد إلى فتح تحقيق. لكنه سعى إلى تهدئة التوتر بين واشنطن وإسلام آباد عبر التاكيد أن لا شيء يسمح باتهام المسئولين الباكستانيين بأنهم قاموا بحماية بن لادن.
وقال: "لا نملك اي دليل على ان حكومة اسلام اباد كانت على علم" بالمكان الذي يختبىء فيه بن لادن الذي قتل في الثاني من مايو بيد قوات خاصة أمريكية في مدينة ابوت آباد، القريبة من إسلام آباد.
وأضاف إن على المسئولين الباكستانيين "في الوقت نفسه أن يعطونا المعلومات التي حصلوا عليها في المجمع السكني، بالإضافة إلى السماح لنا باستجواب زوجات بن لادن الثلاث الموقوفات لديهم".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق