المفكر أنور الجندي
عالم جليل من علماء الأمة الإسلامية من الذين ساهموا في تقدم مسيرة الأمة وعدم انحرافها واتباعها سبل الضلال.
ولد
بمصر 1917 وفارقنا في 28 يناير 2002 ، كانت كتبه تمثل الزاد المتجدد
لحماية عقول الشباب من الزيف، حيث قدم خدمات جليلة خدم فيها الفكر الإسلامي
المعاصر والثقافة العربية والإسلامية، فكان مدرسة في التأليف الموسوعي،
واليوم نحتفي به الأن احتفاء الأمة بعظمائها واجب ديني وقومي، وهو دليل على
عظمة الأمة ورقيها وعلى عرفانها لأبنائها بالفضل، إن الاحتفال بالرواد
علامة حسنة من علامات تقدم ورقي الشعوب، لأنها تدل على أن الأمة تسير في طريقها الصحيح، وتقيس خطوات حاضرها على ماضيها.
أنور الجندي نموذج يقتدى به للمفكر الإسلامي الملتزم بعقيدته
وبقضايا أمته، إذا أدركنا ما للكلمة من قدرة رائعة على المحافظة على حرارة
الإيمان مشتعلة في النفوس، وما لها من أثر عال في إنارة القلوب وتغذية
العقول، ولو عرفنا أن الإسلام والمسلمين في معركة دائمة،
وعلى
كل مسلم نصيبه من الجهاد بالكلمة، أدركنا قيمة الأدب في حياة المسلمين
وأهميته في بناء المجتمع المسلم.. وعلى هذا فالأدب هو عنصر من عناصر
المجتمع، والأدباء هم من حملة السلاح في المعركة (سلاح الكلمة المكتوبة)
فلقد احتذى الأديب أنور الجندي طريق المسلمين الأوائل في
الذود عن الإسلام والمسلمين بسلاح الكلمة، حيث جند كلمته المكتوبة للتوجيه
والتوعية والتربية مصداقًا لقوله تعإلى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللهُ
مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ
وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ. تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ
رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}(إبراهيم:25-24).
أسلوب
الكاتب والمفكر أنور الجندي في كتاباته تلج به في رحاب الأدب الإسلامي
الذي يتصف بنظافة وبراءة الأدب من فاحش الكلام، ويبتعد عن الأدب الذي يصف
العورات، ويثير الشهوات ويستبيح الحرمات.
إن من مهمات الأديب الإسلامي إنشاء أدب إسلامي يمتع النفوس، ويغني العقول ويرسخ الإيمان، ويحض على الخير، وينهى عن الشر.
حياته:
ولد
في مدينة ديروط بمحافظة أسيوط -أحد أقاليم مصر الجنوبية- عام 1917 وتخرج
في المدرسة التجارية العليا سنة 1932، وكانت أول كتاباته في عام 1932 في
مجلة «أبوللو»، وهو مقال في ذكرى الشاعر حافظ إبراهيم، وكان في السابعة
عشرة يومذاك،
وكان
أول كتاب صدر له هو «مصابيح على الطريق» يتكلم فيه عن حياة الريف، وأصدر
عدة كتب أدبية وتاريخية، حتى صدر له كتاب «اخرجوا من بلادنا» الذي يندد فيه
بالإنجليز، واعتقل بسببه لمدة 14 شهرًا في عهد الملك فاروق، ثم أفرج عنه.
محطات في حياته
في
عام 1940 قرأ ملخصًا لكتاب «وجهة الإسلام» الذي كتبه مجموعة من المستشرقين،
فكان هذا سببًا في اتجاهه الفكري المقاوم للغزو الفكري وأغاليط المبشرين،
وخصص معظم مؤلفاته للدفاع عن الإسلام، ولقد اتسم أسلوبه في الفترة من 1940
حتى 1950
بنقد
المجتمع، وقد التقى بالبنا الذي كان له دور كبير في تشجيعه على الكتابة
أثناء مرافقته له في رحلة الحج سنة 1946، وتدرج في معالجة الواقع في
كتاباته من عام 1950 حتى عام 1964، وفي عام 1964 بدأ في كتاباته بتصحيح
المفاهيم، حيث تصدى للدفاع عن ثقافة الأمة وحضارتها وأدبها وتاريخها ومواجهة الاستشراق والتغريب في تلك الفترة.
زيف الفكر الغربي
وقد
عرف عنه دماثة الخلق والتواضع وزهده في المال والشهرة، وكان له دور في
تصحيح المفاهيم، وكشف زيف الفكر الغربي، وإرساء مفاهيم الأصالة الإسلامية،
والعودة إلى المنابع الأصيلة للإسلام، ولقد كان ممن أرسى الفكر الإسلامي في
مجال الأدب، حيث جعل للقيم الأخلاقية
أسبقية على القيم الفنية، وارتفع فوق ظاهرة القوميات والنظرية العرقية
والاستعلاء بالعنصر، وحاول الربط بين المشرق والمغرب الإسلاميين في
كتاباته، وكانت أولى اهتماماته إعلاء الوطن العربي الإسلامي في مؤلفاته،
وقد تصدى بكل قوة للتيارات الوافدة التي بشرت بها كتابات العلمانيين والماركسيين، وتناول في دراساته الاستشراق والتبشير، واهتم بدراسة التاريخ الإسلامي.
عمل
المفكر أنور الجندي في ميدان الفكر الإسلامي والدعوة الإسلامية والصحافة
الإسلامية منذ عام 1943، وكتب في مختلف الصحف العربية الإسلامية، على سبيل
المثال أنجز تراجم لقادة التحرير، أمثال عمر المختار (ليبيا)، عبدالكريم
الخطابي (المغرب)، وحضرعشرات
المؤتمرات ودعي إلى المحاضرة في جامعات الرياض والجزائر وأبوظبي وعمان
والأردن والخرطوم والرباط وجاكرتا وغيرها، لم يشغله عن الدعوة الإسلامية
شاغل، وعايش مختلف التحولات والعقبات والمؤامرات التي حيكت للأمة الإسلامية
من المحاولات الليبرالية والقومية والماركسية.
كما
تصدى لمخططات الصهيونية العالمية والفكر اليهودي لطمس اللغة العربية
والتاريخ والتراث، وعايش حركة اليقظة الإسلامية في مرحلة نموها، حتى وصلت
إلى مرحلة الصحوة الإسلامية منذ نكسة 1967. تنوعت كتاباته في جميع مجالات
المعرفة بداية في مجال الأدب
واللغة والتراجم مرورًا بالحضارة العربية الإسلامية، وقد كان عضوًا عاملًا
في المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، ومن أوائل الأعضاء في نقابة الصحفيين،
وحصل على جائزة الدولة التقديرية سنة 1960.
المراجع
1- نحو مذهب إسلامي للدكتور عبدالرحمن رأفت الباشا.
2- موسوعة أعلام الفكر العربي، سعيد جودة السحار.
3- موسوعة ألف شخصية مصرية، لمعي المطيعي.
4- جريدة معلمة الإسلام التي تصدرها جمعية محبي أنور الجندي للفكر المعاصر والأدب الإسلامي، العدد الأول، السنة الأولى، سنة 2002م.
قال الدكتور يوسف القرضاوى عنه:
مسكين
أنور الجندي، لقد ظلمته أمته ميتًا كما ظلمته حيًا، فلم يكن الرجل ممن
يسعون للظهور وتسليط الأضواء عليه كما يفعل الكثيرون من عشاق الأضواء
الباهرة، بل عاش الرجل عمره راهبًا في صومعة العلم الثقافية يقرأ ويكتب،
ولا يبتغي من أحد جزاء ولا شكورًا، لقدأخبرتني
ابنته الأستاذة فائزة أنور الجندي أنه كان يحب أن يكون متوضئًا دائمًا،
فيأكل وهو متوضئ ويكتب وهو متوضئ، وكان ينام بعد العشاء ثم يستيقظ قبل
الفجر ليصلي التهجد ويصلي الفجر، ثم ينام ساعتين بعد الفجر ويقوم ليقضي بعض
حاجيات البيت بنفسه، ومن الأعلام
الذين تأثر بهم شيخ العروبة أحمد زكي باشا، وأحمد تيمور، شكيب أرسلان،
ومصطفى صادق الرافعي وحسن البنا وعبدالعزيز الثعالبي وأمين الرافعي ومحمد
فريد وجدي وغيرهم.
وقال الدكتور مصطفى الشكعة:
أنور الجندي علم ساطع مرموق في سماء الفكر العربي الإسلامي.
مؤلفاته تربو على 350 كتابًا ومنها على سبيل المثال:
1 - موسوعة مقدمة العلوم والمناهج (10 أجزاء).
2 – الموسوعة الإسلامية العربية.
3 – معلمة الإسلام (جزآن).
4 – موسوعة على طريق الأصالة.
5 – دائرة الضوء.
6 – موسوعة العلوم الإسلامية.
7 – الفكرة الإسلامية.
شهادات معاصريه
1 – جمال عبدالهادي: كان أنور الجندي زاهدًا في معيشته ودنياه.
2 – أحمد العسال: أعطى أنور الجندي أفضل ما عنده للحركة الإسلامية.
3 – عبدالصبور شاهين: دافع عن قضايا أمته فكان أفضل المحامين.
4 –
د.عبدالمنعم يونس رئيس مكتب رابطة الأدب الإسلامي العالمية بالقاهرة
والأستاذ باللغة العربية جامعة القاهرة: إن الرجال الذين يرحلون عن الحياة
ويتركون بصماتهم قليلون، ومنهم الراحل أنور الجندي، وطالب بأن تقوم
الجامعات الإسلامية وكل وسائل المعرفة بتبني
تلك الكتب وهذا المشروع الفكري وتقديمه كمادة علم، وليس مجرد كتب تقرأ.
3- تاريخ الصحافة الإسلامية
المؤلــف : أنور الجندي رحمه الله
الناشــــر : دار الأنصار
عدد المجلدات : 2 مجلد
4- جيل العمالقة والقمم الشوامخ في ضوء الإسلام
المؤلف: أنور الجندي
الناشر: دار الإعتصام
سنة النشر: 1985م
عدد المجلدات: 1
عدد الصفحات: 424
روابط التحميل المباشرة :
أو
5- كتاب العصر تحت ضوء الإسلام
المؤلــف: أنور الجندي
دار النـشر: دار الفضيلة
روابط التحميل المباشرة :
أو
6- قراءه فى ميراث النبوه
المؤلــف : أنور الجندي رحمه الله
الناشــــر : دار الفضيلة
روابط التحميل المباشرة :
أو
7- مشكلات الفكر المعاصر في ضوء الاسلام
المؤلــف : أنور الجندي رحمه الله
الناشــــر : سلسلة البحثو الإسلامية - معهد البحوث الإسلامية بالأزهر
العدد 51 السنة 24 جماد الأولى 1392 - يونية 1972
روابط التحميل المباشرة:
أو
8- الإسلام في مواجهة الفلسفات القديمة
المؤلــف : أنور الجندي رحمه الله
الناشــــر : الشركة العالمية للكتاب - دار الكتاب اللبناني ودار الكتاب العالمي بيروت
1987
روابط التحميل المباشرة :
أو
9- أحاديث إلى الشباب المسلم
المؤلــف : أنور الجندي رحمه الله
الناشــــر : المجلس الأعلى للشئون الإسلامية - سلسلة دراسات في الإسلام
العدد 165 السنة 14 ذي الحجة 1394 - ديسمبر 1974
روابط التحميل المباشرة :
أو
10- عالمية الإسلام
المؤلــف : أنور الجندي رحمه الله
الناشــــر : دار إقرا القاهرة الكتاب 426
روابط التحميل المباشرة :
أو
11- تصحيح أكبر خطأ في تاريخ الإسلام الحديث
السلطان عبدالحميد والخلافة الإسلامية
تأليف : أنور الجندي
مكتبة السنة القاهرة و دار ابن زيدون بيروت 1407 - 1987م
روابط التحميل المباشرة :
أو
أو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق