الأحد، 1 ديسمبر 2013

مهارات النحو والإعراب - لأحمد جاسر - نسخة مصورة PDF برابط مباشر



اسم الكتاب : مهارات النحو والإعراب

المؤلف : أحمد جاسر عبد الله

الناشر : دار الحامد - الأردن

الطبعة : الأولى لسنة 2010 م

عدد الصفحات : 338 صفحة 


رابط التحميل على أرشيف :


رابط التحميل المباشر :



السبت، 30 نوفمبر 2013

محمد رسول الله في الكتب المقدسة " عند النصارى واليهود والهندوس والصابئة والبوذيين والمجوس - نسخة مصورة PDF



اسم الكتاب : محمد رسول الله في الكتب المقدسة
" عند النصارى واليهود والهندوس والصابئة والبوذيين والمجوس


المؤلف : سامي عامري

الناشر : مركز التنوير الإسلامي

الطبعة : الأولى لسنة 2006م

عدد الصفحات : 490 صفحة 

عن الكتاب :

يتحدث الكتاب عن بشارة محمد"صلى الله عليه وسلم "فى الكتب المقدسه عند النصارى واليهود والهندوس والبوذيين والصابئه والمجوس.فهويتضمن الرد على إعتراضات المخالفين وشبهات المكابرين وبالذات النصارى وباقى الكتب المقدسه وذلك بإستنطاق النصوص فى ضوءمايكشفه لفظهاوالإستعانه بمانستنتجه من التراجم الحديثه التى جاءت فى هوامشها وماتوصل إليه غيرنا من الباحثين الذين نقلت عنهم كثير من أدلتهم وأيضآ أعتمد على شهادات أئمه النقدالكتابى فى الغرب سواءالذين أعدوا تراجم الكتاب المقدس النصرانى واليهودى والذين علقوا عليهابالنقض والآخرون الذين أعدوا المعاجم فيهاوالموسوعات أما فيمايتعلق بالأديان الأخرى فهى نصوص ناطقه وحقائق ظاهرة لاتحتاج إلى هوامش ويقوم الكتاب بعرض أولآبيان ببعض المصطلحات للقارئ المبتدئ فى دراسه النصرانيه واليهوديه وغيرها ثم يعرض لماذايبحث المسلم فى موضوع البشارة ولماذا على غير المسلم أن يبحث فى موضوع البشارة ويعرض شبهات المنصرين والآخرين فى الديانات الأخرى حول البشارة بمحمد(صلى الله عليه وسلم) فى الكتاب المقدس .ويعرض أن محمد(صلى الله عليه وسلملم يبشر به فقط فى كتب النصارى واليهود بل بشر بقدومه أيضآ فى كتب الهندوس والصابئه والبوذيين والمجوس وغيرها.وذلك بالإستدلال عن طريق عرض المراجع والمصادركتفاسير القرآن الكريم والسنه وأيضآ عرض مختلف ترجمات الكتاب المقدس وعرض مختلف الكتب والمقالات العربيه وغير العربيه التى نشرت بلغات أخرى بالتذكير بمصادرها وأيضآعرض مقالات من النت والكتب التى ترجمت باللغه الإنجليزيه وغيرها فى مختلف أنحاءالعالم .وهذا إثبات بالدليل القطعى إن كتب كل الديانات محرفه من قديم الأذل وأن النسخ الأصليه طمست إلى وقتنا هذا. إلاالقرآن الكريم لم يحرف قال الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم "إنانحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"صدق الله العظيم وذلك زيادة فى التأكيد للمسلم وغير المسلم على صدق البشارة بأن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم )هو سيد الخلق وخاتم الأنبياء).


رابط التحميل على أرشيف :


رابط التحميل المباشر :



المعين في النحو لجميع المراحل - نسخة مصورة PDF



اسم الكتاب : المعين في النحو لجميع المراحل - نسخة مصورة

المؤلف : حسن حمد

إشراف : دكتور / إميل بديع يعقوب

الناشر : عالم الكتب للطباعة والنشر - بيروت - لبنان

الطبعة : الثانية لسنة 2008م

عدد الصفحات : 168 صفحة
 
 رابط التحميل على أرشيف :
 اضغط هنا
 
رابط التحميل المباشر :
اضغط هنا

الجمعة، 29 نوفمبر 2013

أحكام المقابر في الشريعة الإسلامية -للسحيباني - نسخة مصورة PDF



اسم الكتاب : احكام المقابر في الشريعة الإسلامية

المؤلف : الدكتور / عبد الله عمر محمد

الناشر : دار ابن الجوزي

الطبعة : الأولى لسنة 2005م


عدد الصفحات : 576 صفحة


أصل هذا الكتاب : رسالة ماجستير تقدم بها المؤلف إلى قسم الفقه في كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، وقد أجيزت الرسالة بتقدير " ممتاز " في عام 1418 هجريا .



رابط التحميل على أرشيف :


رابط التحميل المباشر :


الخميس، 28 نوفمبر 2013

كتاب الشائعات الوسيلة الإعلامية الأقدم في العالم - لجان -نويل كابفيرير - نسخة مصورة PDF



اسم الكتاب : الشائعات الوسيلة الإعلامية الأقدم في العالم
المؤلف : جان - نويل كابفيرير

ترجمة : تانيا ناجيا

الناشر : دار الساقي

الطبعة : الأولى لسنة 2007م

عدد الصفحات : 350 صفحة 


عن الكتاب :


الكتاب يبين أن الشائعات ليست غامضة؛ فهي تخضع لمنطق صارم يمكن معرفته، وتعيين نشأة الشائعة ووظائفها، وأنواعها، ولماذا نصدقها؟ وهل من السهل إخمادها؟ الكتاب يدحض خطأ الاعتقاد السائد أن الشائعة ظاهرة غامضة، فهي تطير وتزحف وتعدو وتنطلق متعرجة، وهذا ما يجعلها على الصعيد المادي أشبه بحيوان مباغت وسريع الحركة، من المتعذر أسره، وتعيين انتمائه إلى فصيلة ما. ويورد جان نويل كابفيرير أمثلة من مجالات السياسة والمال والأعمال والفنون، تبيّن مدى خطورة الشائعات ودورها المؤثر في المجتمعات.
هو كتاب غنيّ بمعلوماته، ممتع وفريد في بابه، ومرجع أساسي يسد نقصًا مهمًّا في هذا المجال.
 
 
 

رابط التحميل على موقع أرشيف :


رابط التحميل المباشر :



إحالة 210 طالب إلى مجلس تأديب وطرد 70 من مدينة جامعة الأزهر



أكد الدكتور أسامة العبد، رئيس جامعة الأزهر، أنه تمت إحالة 210 طلاب بجامعة الأزهر إلى مجلس التأديب، وحرمان 70 طالبا من السكن بالمدينة الجامعية، والإخلاء الفورى لهم من المدينة، بسبب مشاركتهم فى الاشتباكات بالجامعة.
وأضاف "العبد"، فى تصريحات صحفية عقب انتهاء اجتماع المجلس الأعلى للجامعات بمقر الجامعة، أنه تمت إحالة الطلاب المعتدين على الدكتورة مهجة غالب، عميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، إلى مجلس تأديب، إضافة لإخلائهم الفورى للمدينة، وأشار "العبد" إلى أنه شكل لجنة للدفاع عن الطلاب المحبوسين من طلاب الأزهر حتى لا يظلم أى طالب.


وفي رد سريع على ماحدث ، نطالب السيد رئيس الجامعة بمحاكمة من قام بالاعتداء على الحرم الجامعي من قوات الأمن ، والدفاع عن طلاب الأزهر الشريف ، كما نطالب سيادته أن يرفع من شأن الجامعة وطلاب الجامعة .

وكان الأجدر برئيس الجامعة أن يقوم بعمل حملات تثقيفية لتوعية الطلاب والطالبات ، وإبراز معنى الحرية بأنواعها ، ويبين أن هناك ضوابط للتعبير عن الرأي ، ويوضح أن التخريب ليس من الدين في شيء ، وأن الحرية هي أساس الدين الإسلامي ، وأن الإنسان بلاحرية إنسان لا وجود له .

وكان الأجدر بسيادته أن يكون له موقف قوي في الرد على ماحدث في الجامعة وفي المدينة الجامعية ، وإهانة طلاب العلم وطالبات العلم .
 

انسحاب ممثلى الكنائس من جلسة الخمسين بعد إضافة عبارة للمادة الثانية



انسحب ممثلو الكنائس الثلاثة من اجتماع لجنة الخمسين المنعقد الآن برئاسة عمرو موسى، اعتراضا على إصرار ممثلى اﻷزهر وحزب النور على إضافة عبارة "اﻷحكام المجمع عليها" لتفسير المحكمة الدستورية العليا لكلمة مبادئ الشريعة اﻹسلامية الواردة فى المادة الثانية من مسودة الدستور.

وفي رد للأزهر الشريف جاء فيه :

استنكرعلماء الأزهر الشريف التصريحات التي خرجت من ممثل الكنيسة في لجنة الـ"50"الأنبا "بولا" حول رفضه لمرجعية الأزهر على الدستور وكذلك مطالبة بعض القوى السياسية النص في التعديلات الدستورية على مدنية الدولة.

قال الدكتور رمضان خاطر، أستاذ أصول الفقه بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، إن رأي ممثل الكنيسة لا يمثل قيمة لنا، فالأزهر هو مرجعية الإسلام في العالم أجمع، لا ينكر دوره إلاّ جاحد أو معاند.


وتابع خاطر: "من الذي حافظ على الإسلام منذ أكثر من ألف عام، ومن الذي حافظ على اللغة العربية، لغة أهل الجنة، والقرآن الكريم، ومن الذي أشعل الثورات ضد الغزاة والمحتلين ووقف صامداً أمام جبروت التتار والصليبيّن، وأشعل حماس المصريين ضد الفرنسيين والمستعمر الإنجليزى.. إنه الأزهر الشريف الذين ينكرون دوره الآن".


وتساءل خاطر: "أين كانت الكنيسة وقت الحروب أوالثورات العاصفة، التى مرت على البلاد".


وأضاف: "الأزهر هو المرجعية الحقيقية للإسلام لكونه وسطي في تشريعاته وسطي في معاملاته بالآخرين، بدون إفراط أو تفريط، فهو كعبة العلم ومقصد الدارسين، من العالم أجمع، منه خرج العز بن عبد السلام، وسيف الدين قطز "هازم التتار"، إضافة لشيوخه العظام أمثال الشيخ عبد الله الشرقاوي، وعبد الله النديم، والشيخ حسن الباقورى، مروراً بباقى مشايخه العظام".


وشدد خاطر بقوله: "كيف لرجل سفيه لا قيمة له يقف في وجه الإسلام وينكر دور الأزهر ولا يعتبره مرجعية للإسلام مع العلم بأن جميع مفكري العالم ومن لهم قيمة في العالم لا ينكرون دور الأزهر ويأخذونه مرجعيتهم، فنكرانه هذا لا ينم إلاّ عن حقد دفين وهراء وهو هين لا قيمة له أمام المصريين.

واختتم بقوله: "رأي الجماعة لا تشقى به البلاد أبداً ورأى الفرد يشقيها، وما يضير السحاب من نبح الكلاب، فالأزهر صامد لا تزعزعه الرياح ولا تهدده الأمواج، وسيبقى أزهرنا تظلله الغمامة، وترفرف عليه راية العزة والكرامة".
من جهته أكد الدكتور سمير رضوان، أستاذ فقه المعاملات الإسلامية بجامعة الأزهر، أن الأزهر الشريف وكذلك جموع الشعب المصري بكافة أطيافه، لن تقبل تلك التصريحات التي خرجت من ممثل الكنيسة "بولا"، والتي قال فيها لن نسمح بمرجعية الأزهر على الدستور، وسنضغط لكي تنص الديباجة على مدنية الدولة.
ولفت رضوان: "لا يجب السكوت على تصريحات "بولا" ووضعها موضع الجد والرد عليهم".
وقال أستاذ الفقه: "هذه بلادنا وتلك شريعتنا الإسلامية السمحة، وإن كنتم تظنون أن الأمر قد طاب لكم فأنتم واهمون ومخدوعون، والباب مفتوح على مصراعيه للخروج من لجنة الـ "50" ولا ضير ولا حرج عليكم في ذلك"، مؤكداً أن الأزهر هامته عالية وأياديه بيضاء مثمرة على ربوع العالم الإسلامي ومصر تحديدا، وانسحابكم لن يضيرنا.
وتابع بقوله: "لكن اعلموا أن الإسلام حافظ عليكم وجعل لكم ما لنا وعليكم ما علينا، وإن لم تقبلوا بذلك فمصر دولة عربية إسلامية ولن تقبل أى تهديد أو وعيد وهذا رأي جميع المسسلمين والمنصفين من الأقباط".

 

الثلاثاء، 26 نوفمبر 2013

كتاب الإلياذة - هوميروس - نسخة مصورة PDF - برابط تحميل مباشر



اسم الكتاب : كتاب الإلياذة - نسخة مصورة 

تأليف : هوميروس

ترجمة : سليمان البستاني
الناشر : كلمات عربية للترجمة والنشر
عدد الصفحات :
1014 صفحة 


عن الكتاب : 

تعد «الإلياذة» أحد أعظم ملاحم الأدب الغربي الكلاسيكي، حيث أرسى بها «هوميروس» أسس الشعر الملحمي شكلًا ومضمونًا. وتُمثل الإلياذة الرؤية الملحمية الشعرية لحرب طروادة، وهي حربٌ نشبت بين اليونانيين والطرواديين مدة عشر سنوات. وتعد ترجمة سليمان البستاني — بلا شك — من أعظم الترجمات الشعرية العربية للإلياذة، حيث تعتبر بحق عملاً أدبياً راقيًا يحاكي ملحمة هوميروس في الأوزان والأسلوب واللغة والأجواء، وقد زود البستاني هذه الترجمة العبقرية بشروح تاريخية وأدبية مسهبة على المتن.‎


عن المؤلف

«هوميروس» “Homeros” تعني باللغة الإغريقية الرهينة أو الأعمى، وهو أكبر شاعر عرفته الحضارة الإغريقية، وصاحب الإلياذة، والأوديسة، كانت حياته موضع جدل كبير بين مؤرخي الحقبة الكلاسيكية، حيث قال هيرودوت: إن هوميروس سبقه بأربعمائة عام أي حوالي العام ٨٥٠ ق.م، وترجح مصادر قديمة أخرى أنه عاش في فترة قريبة من حرب طروادة التي وقعت بين عامي (١١٩٤–١١٨٤) ق.م. وبينما يُعده القدماء شخصية تاريخية، يشكك الباحثون والعلماء المعاصرون في وجوده التاريخي أصلًا، حيث لا توجد ترجمات موثوقة تتحدث عن سيرته من الحقبة الكلاسيكية، وقد اصطلح المؤرخون فيما بينهم على تسمية هذا الجدل الكبير حول هوميروس (وجوده، وحياته، وأشعاره … الخ) بالمسألة الهوميرية “The Homeric Question”.
يقال أن هوميروس كان رئيسًا للمنشدين في بلاطات الأمراء، ويُروى أنه قام بالعديد من الجولات التي قادته إلى مصر، وإيطاليا، واليونان، إلى أن استقر به المقام في «خيوس» وحين بلغ هوميروس المشيب، أصبح معوزًّا، وفقد بصره، فدفعه ذلك إلى التنقل من مدينة إلى أخرى بحثًا عن الرزق، إلى أن وافته المَنِيّةُ في جزيرة «إيوس».
يعتبر النقاد هوميروس ينبوع الشعر الإغريقي وقمته، حيث كان شاعرًا فذًّا، برع في نظم «الإلياذة» و«الأوديسة»، وكانت أشعاره وملاحمه تشكل النموذج المثالي الذي يحتذيه الشعراء في أعمالهم، ولا يقتصر تأثير هوميروس على شعراء الحقبة الكلاسيكية فقط، ولكن يمتد أيضًا إلى شعراء أوروبيون وعالميون ينتمون لأحقاب زمنية لاحقة، كما يُلاحظ أن شعر هوميروس فطري، ويُمكن تمييز أسلوبه بسهولة بسبب سهولة حركته ووضوحه التام، والدافع العاطفي المميز الكامن في نصوصه الشعرية، كما تهتم أعماله بالتركيز على التأثير الدرامي والعواطف البشرية.

رابط تحميل الكتاب على أرشيف :



رابط التحميل المباشر :

 





الاثنين، 30 سبتمبر 2013

موسوعة الاخرة في 10مجلدات - لماهر أحمد الصوفي - نسخة مصورة PDF- بروابط مباشرة


اسم الكتاب : سلسلة موسوعة الاخرة 

المؤلف : ماهر أحمد الصوفي 

قدم للموسوعة : الدكتور : محمد سعيد البوطي   ، والدكتور : محمد جمعه سالم ، والدكتور : عكرمه سليم صبري ، والدكتور : محمود عاشور ، والدكتور : فاروق حماده 

الناشر : المكتبة العصرية - بيروت

الطبعة : الأولى لسنة 2010 م

روابط تحميل الموسوعة المباشرة  : اضغط على الجزء المراد تحميله

الجزء الأول : علامات الساعة الصغرى والوسطى 

الجزء الثاني : علامات الساعة الكبرى 

الجزء الثالث : الموت وعالم البرزخ

الجزء الرابع : الحشر وقيام الساعة 

الجزء الخامس : البعث والنشور

الجزء السادس : بداية يوم القيامة - أرض المحشر - الحوض - الشفاعة العظمى

الجزء السابع : الحساب والعرض على الله سبحانه وتعالى

الجزء الثامن : الميزان - والصحف - والصراط - وأنواع الشفاعات

الجزء التاسع : النار أهوالها وعذابها

الجزء العاشر : جنان الخلد نعيمها ، وقصورها وحورها





رابط واحد لجميع المجلدات على الفور شيرد :



روابط أخرى للموسوعة على الميديا فاير:

1-أشراط الساعة-العلامات الصغرى والوسطى
 
 
2-أشراط الساعة-العلآمات الكبرى


3-الموت وعالم البرزخ
 
 
04-الحشر وقيام الساعة

 
5-البعث والنشور
 
 
6-بداية يوم القيامة-أرض المحشر-الحوض-الشفاعة العظمى

 
7-الحساب والعرض على الله سبحانه وتعالى

 
8-الميزان-الصحف-الصراط-أنواع الشفاعات
 
 
9-النار-أهوالها وعذابها

 
10-جنان الخلد-نعيمها وقصورها وحورها


السبت، 21 سبتمبر 2013

الاختلاط - الحكم والأدلة والنتائج والاثار


 

الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
الاختلاط
الحكم والأدلة، والنتائج والآثار
من دلائل صدق إيمان العبد، وسلامة قلبه لله تعالى: الاستسلام لأمره سبحانه في الأمور كلها، وتعظيم نصوص الشريعة، والوقوف عندها، وتقديمها على أقوال الرجال مهما كانوا؛ كما قال الله تعالى: {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ المُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ*وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الفَائِزُونَ} [النور:51 – 52].

وإنما تقع الردة والضلال، ويتأصل الزيغ والنفاق في قلب العبد إذا عارض شرع الله تعالى؛ تقليدًا لغيره، أو لرأي أحدثه، متبعًا فيه هواه، معرضًا عن شرع الله سبحانه، كما في قوله تعالى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النور: 63].

ومع عظيم الأسى، وشديد الأسف فإن الإعلام المعاصر في أكثر فضائياته وإذاعاته، وصحفه ومجلاته، يُربِّي المتلقين عنه على التمرد على أوامر الله تعالى، وانتهاك حرماته، والاجتراء على شريعته، في كثير من القضايا التي يلقيها على الناس من سياسية واقتصادية، واجتماعية وثقافية، ولا سيما إذا كان الحديث عن المرأة وقضاياها.

تكريس الاختلاط بالقول والصورة:
 لقد اعتاد المتلقُّون عن الإعلام وبشكل يومي - بل وفي كل ساعة ولحظة - على مشاهدة سفور النساء، وظهورهن بأبهى حُلَّة، وأجمل زينة، متكشفات، مبتسمات، مختلطات بالرجال، تجلس المرأة بجوار الرجل، وتمازحه وتضاحكه، أمام ملايين المشاهدين والمشاهدات، ولا هي قريبته، ولا هو محرم لها، وليس بينهما رباط إلا رباط الإعلام والشيطان، ولا يكاد يخلو برنامج أو فقرة من رجل وامرأة في الأخبار والرياضة، والحوار والسياسة، والأزياء والطبخ، بل حتى برامج الأطفال لا بد فيها من فتى وفتاة.

وهذه الصورة المتكررة في كل لحظة تُهَوِّن هذا المنكر العظيم في نفوس المشاهدين، وتحوله من معصية وعيب إلى لا شيء؛ وتلك والله من الفتن التي يُرِّققَ بعضها بعضًا كما جاء في الحديث.

واعتياد الناس على هذه المشاهد الآثمة يجعل إنكارهم لها، وانصرافهم عنها ضعيفًا جدًا، بل لربما أنكر أكثرهم على من ينكرها ومشاهدتها، فانقلبت من كونها منكرًا وباطلاً إلى معروف وحق لا يجوز أن يجادل فيه أحد!!

وهذا التهوين للمنكر بالفعل والصورة الذي يتكرر في كل ساعة ولحظة، يصاحبه تسويغ له بالكلمة والمقالة؛ فينبري أجهل الناس بالشريعة، وأضعف الخلق ديانة لمناقشة مسائل الحجاب والسفور والخلوة والاختلاط، وسفر المرأة بلا محرم، وليس نقاشهم علميًا موضوعيًا لإحقاق حق، وإبطال باطل، وإنما هو نسف للشريعة، وإبطال للقرآن والسنة، وإلغاء لما سارت عليه الأمة المسلمة في قرونها السالفة، وإحلال للقوانين والعادات الغربية محل شريعة الله تعالى في التعظيم والطاعة والامتثال باسم الانفتاح والرقي والتقدم.

ومن آثار هذا التجييش الإعلامي للباطل، ونشر تلك الرذائل على أوسع نطاق نرى تغيرًا مستمرًا في كثير من بيوت المسلمين، يتجلى في مظاهر عدة، وأخلاق بديلة لم يكن المسلمون يعرفونها قبل هذا الغزو الإعلامي، من التساهل بالحجاب، وسفر الفتاة للدراسة بلا محرم، ومزاحمة المرأة للرجال في العمل، واختلاطها بهم في كثير من المجالات والأعمال، بلا خجل ولا حياء. وأهل الفسادُ يوسِّعُون دائرة الإفساد ليجتاح الأمة بأكملها، ويأتي على البيوت والأسر كلها، وإذا لم يَسْعَ المسلمون لإيقاف هذه الأمراض التي تفتك بالمجتمعات، ولم يأخذوا على أيدي دعاة الرذيلة وناشري الفساد؛ فإنه سيأتي اليوم الذي يفقد فيه الرجل سلطانه على نسائه وبناته، فيخرجن متى أردن، ويصاحبن من شئن، ويفعلن ما يحلو لهن، كما وقع في كثير من بلاد المسلمين التي غزاها شياطين الإنس بأفكارهم، ودمروها بمشاريعهم التغريبية التخريبية، وحينها لا ينفع ندم ولا بكاء على عفة فقدت، وقد كانت من قبل تستصرخ أهل الغيرة ولا مجيب لها، ونعيذ بالله تعالى بلادنا وبلاد المسلمين أن يحل بها ذلك.
 
إن الخطأ خطأ ولو كثر الواقعون فيه، وإن المنكر لا ينقلب إلى معروف بمجرد انتشاره، وهكذا الباطل يبقى باطلاً ولو زَيَّنه المزورون بزخرف القول، وروجوه بالدعاية، والواجب على أهل الإسلام إنكار المنكر ولو كان المتجافي عنه غريبًا في الناس، كما يجب عليهم إحقاق الحق ولو أعرض عنه أكثر الناس، فانتشار الباطل وانتشاء أهله، وغربة الحق وضعف حملته لا يسوغ السكوت والتخاذل.وإلا غرق المجتمع كله في حمأة الباطل، وطوفان الرذائل.

لماذا يسعون في نشر ثقافة الاختلاط؟ اختلاط المرأة بالرجال هي القضية الأساس التي يسعى المفسدون لنشرها في المجتمع، ويستميتون في إقناع الناس بها، ويُوجدون لها المسوغات، ويجعلونها من الضرورات، ويعزون كل بلاء في الأمة وتخلف وانحطاط إلى ما ساد من عزل المرأة عن الرجل في التعليم والعمل وغير ذلك.

ويعلم المفسدون في الأرض أنهم إن نجحوا في نشر الاختلاط، وقهر الناس عليه بقوة القرارات الدولية، والتخويف بالدول المستكبرة، واستغلال نفوذهم في بلاد المسلمين، والتفافهم على أصحاب القرارات والتوصيات، مما يجعلهم قادرين على إلجاء الناس إليه عمليًا في العمل والدراسة، وفرضه بقوة النظام - وهو ما يسعون إليه بجد وقوة - فإن ما بعد الاختلاط من الإفساد يكون أهون، والنساء إليه أسرع كالخلوة المحرمة، وسفر المرأة بلا محرم، وسفورها وتبرجها، وعرض زينتها، وغير ذلك من الإثم والضلال، وانتهاك حرمات الكبير المتعال.
 
ولن يوقف ذلك إلا إنكار الناس عليهم، ورفضهم لمشاريعهم التغريبية، وكشف خططهم ومآربهم لعامة الناس، والأمر يعني الجميع، ولا يختص بأحد دون أحد، ومن حق الناس أن يسعوا إلى ما فيه حفظ بيوتهم وأسرهم، وبناتهم ونسائهم من أسباب الفساد والانحراف، وأن يأخذوا على أيدي المفسدين والمفسدات، من أتباع الغرب وعباد الشهوات.

من أدلة تحريم الاختلاط:
من نظر في شريعة الله تعالى يجد أنها أوصدت كل الأبواب المؤدية إلى الاختلاط، وسدت الذرائع لذلك، وحمت المجتمع من الفاحشة والرذيلة بتشريعات ربانية تبقي على المجتمع عفته وطهارته ونقاءه، واستقامة أسره، وصلاح بيوته ما دام أفراده قائمين بأمر الله تعالى، ممتثلين لشرعه، مستسلمين لنصوص الكتاب والسنة، ولم يسمحوا للمفسدين أن ينخروا ذلك السياج الربَّاني بين الرجال والنساء، ومن الأدلة على منع الاختلاط ما يلي:

1- قول الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ} [الأحزاب: 53].
وهذا الخطاب الرباني هو لأطهر هذه الأمة قلوبًا وهم الصحابة رضي الله عنهم، وفي أعف النساء وهن أمهات المؤمنين رضي الله عنهن، فما بالك -أخي المسلم- بمن هم دونهم من الرجال، وبمن هُنَّ دونهن من النساء؟!
{فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ}؛ فالخالق الرازق المدبر سبحانه يأمر في كتابه بالحجاب بين الرجال والنساء، والمفسدون يريدون تحطيمه وإزالته، وينهون الناس عنه!!

2- قول الله تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ} [النور: 30]، ثم قال سبحانه: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ} [النور: 31].

فلو كان الاختلاط سائغًا في الشرع لكان في هذه الأوامر الربانية تكليف بما لا يطاق؛ إذ كيف تختلط المرأة بالرجل، وتجلس بجواره في العمل أو الدراسة، ولا ينظر كل واحد منهما للآخر وهما يتبادلان الأعمال والأوراق والدروس؟!

3- حديث أبي سعيد رضي الله عنه وفيه ذكر النبي عليه الصلاة والسلام أن من حق الطريق: ((غضُّ البصر)).

فإذا كان غض البصر واجبًا على الرجال إذا مرت بمجلسهم في الطريق امرأة، فكيف يسوغ لبعض الناس أن يزعموا أن شريعة الله تعالى لا تُمانع من اختلاط الرجال بالنساء؟!

4- حديث جَرِيرِ بن عبدالله قال: "سَأَلْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - عن نَظَرِ الْفُجَاءَةِ؛ فَأَمَرَنِي أَنْ أَصْرِفَ بَصَرِي".

وإذا كانت المرأة بجوار الرجل في الدراسة أو العمل أو غير ذلك فكيف يصرف بصره عنها وهو يتعامل معها طيلة وقت الدراسة والعمل؟!

5- حديث بُرَيْدَةَ رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لِعَلِيٍّ رضي الله عنه: ((يا عَلِيُّ، لَا تُتْبِعْ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ؛ فإن لك الْأُولَى وَلَيْسَتْ لك الآخِرَةُ)).
وفي هذا الحديث نهي صريح عن اتباع النظرة النظرة، والنهي يقتضي التحريم، فلو قيل بجواز الاختلاط لكان في الشريعة تناقضًا - تعالى الله عن ذلك- إذ كيف تنهى الشريعة عن اتباع النظرة النظرة، ثم تجيز اجتماع الجنسين في مكان واحد بلا حجاب بينهما ساعات عدة، وكل يوم، ولا ينظر بعضهم إلى بعض.

6- حديث عُقْبَةَ بن عَامِرٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ الله- صلى الله عليه وسلم - قال: ((إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ على النِّسَاءِ)).

فإذا كان النبي - عليه الصلاة والسلام - يحذر الرجال من الدخول على النساء فكيف إذًا بالمكث عندهن وأمامهن وبجوارهن في ساعات العمل والدراسة وغيرها كل يوم؟!

7- أن النبي – صلى الله عليه وسلم - عمل على منع الاختلاط في الطريق أثناء الخروج من المسجد، وما هو إلا لحظات، وعقب عبادة عظيمة، والرجال فيه والنساء من المصلين والمصليات، وهم وهن أقرب للتقوى، وأبعد عن الريبة، فكيف بغير تلك الحال؟!

روت أم سلمة - رضي الله عنها -: "أَنَّ النِّسَاءَ في عَهْدِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كُنَّ إذا سَلَّمْنَ من الْمَكْتُوبَةِ قُمْنَ وَثَبَتَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وَمَنْ صلى من الرِّجَالِ ما شَاءَ الله فإذا قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام الرِّجَالُ".

8- أنه ذات مرة وقع في الخروج من المسجد اختلاط غير مقصود فبادر النبي عليه الصلاة والسلام إلى إنكاره، وأوصى بما يزيله؛ كما روى أبو أُسَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه أَنَّهُ سمع رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول وهو خَارِجٌ من الْمَسْجِدِ فَاخْتَلَطَ الرِّجَالُ مع النِّسَاءِ في الطَّرِيقِ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لِلنِّسَاءِ: ((اسْتَأْخِرْنَ؛ فأنه ليس لَكُنَّ أَنْ تَحْقُقْنَ الطَّرِيقَ عَلَيْكُنَّ بِحَافَّاتِ الطَّرِيقِ))؛ فَكَانَتْ الْمَرْأَةُ تَلْتَصِقُ بِالْجِدَارِ، حتى إِنَّ ثَوْبَهَا لَيَتَعَلَّقُ بِالْجِدَارِ من لُصُوقِهَا بِهِ.

فالنبي - عليه الصلاة والسلام - في هذا الحديث ينهى النساء وهن خارجات من المسجد إلى بيوتهن عن سلوك وسط الطريق، ويأمرهن بحافتيه لئلا يختلطن بالرجال، مع أن المسافة قصيرة، والوقت قليل؛ لقرب بيوتهن من المسجد، فكيف بالدعوة إلى اختلاط في العمل والدراسة طيلة وقت الدوام؟!

9- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - منع الاختلاط في المسجد، وهو أجلُّ مكان وأشرفه، وهو محل العبادة، وفيه يُطهر القلب من الرجس والشهوة، والقلوب فيه متعلقة بالله تعالى، بعيدة عن الفساد والشر، ومع ذلك حسمت فيه مادة الشر، وسدت فيه ذرائع الفساد، فكيف إذن بسواه؟!

عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ((خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أَوَّلُهَا وَشَرُّهَا آخِرُهَا، وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ آخِرُهَا وَشَرُّهَا أَوَّلُهَا)).

10- في الطواف بالبيت، وهو من أجل العبادات وأشرفها - مُنع الاختلاط؛ كما أخبر التابعي الجليل عطاء بن أبي رباح - رحمه الله تعالى - أن النساء فيه لم يكن يخالطن الرجال وقال: "كانت عَائِشَةُ - رضي الله عنها - تَطُوفُ حَجْرَةً من الرِّجَالِ، لَا تُخَالِطُهُمْ".

وقال - عليه الصلاة والسلام - لزوجه أم سلمة - رضي الله عنها -: ((طُوفِي من وَرَاءِ الناس وَأَنْتِ رَاكِبَةٌ)).

ولما وقع في عهد عمر - رضي الله عنه - شيءٌ من اختلاط الرجال بالنساء في الطواف؛ نهى أن يطوف الرجال مع النساء، فرأى رجلاً معهن فضربه بالدِّرْة .

فهذه عشرة أدلة واضحة في منع الاختلاط، والمؤمن المستسلِم لأمر الله تعالى يكفيه منها دليل واحد؛ ليمتثل أمر الله تعالى وأمر رسوله عليه الصلاة والسلام ليفوز بالرضوان والجنان، وليسلم من العقوبة والنيران.

وهذا هو حكم شريعة الله تعالى في قضية الاختلاط، التي يَسْعَى المنافقون والشهوانيون لإقناع الناس أن الاختلاط لا يُعارض الدين، وأنه من أسباب الرقي والتقدم.

أَبَعْدَ هذهِ النصوص المحكمة الواضحة يليق بالمؤمنين والمؤمنات أن يصدقوا أكاذيبهم، ويرضوا بمشاريعهم، ويستسلموا لإفسادهم، وإخراجهم لنساء المسلمين وبناتهم، وقتلهم لحيائهن وإحصانهن وعفافهن، ويتركوهم ينخروا في المجتمع، ولا ينكرون ذلك عليهم؟! وقد استبان لهم الحق بأدلته، وبان لهم الباطل بدجله وعورته، وماذا بعد الحق إلا الضلال؟!

الاختلاط معارض للفطرة السوية:
إن عزل الرجال عن النساء، واختصاصهن بأعمال المنزل وحضانة الأطفال، واختصاص الرجال بالعمل والاكتساب - متوائمٌ مع الفطرة التي فطر الله تعالى الناس عليها، وسارت عليها البشرية طوال تاريخها في الشرق والغرب، وعند سائر الأمم، قبل أن تأتي الحضارة المعاصرة بضلال الاختلاط، ومن قرأ تواريخ الحضارات والأمم السالفة أيقن بحقيقة ذلك.

ونزلت شرائع الله تعالى على أنبيائه ورسله - عليهم السلام - بما يوافق هذه الفطرة، وقد أجمعت الشرائع كلها على حفظ النسل من الاختلاط، وعلى حفظ المجتمعات من الفساد والانحلال؛ ولذا كان الزنا محرمًا على لسان كل المرسلين عليهم السلام، ويجمع كل العقلاء من البشر على أن الاختلاط أكبر سبب للزنا، كما يجمع البشر على أن الزنا سبب للأمراض والطواعين التي تفتك بالناس، والواقع يدل على هذه الحقائق. ولا يُماري في شيء من ذلك إلا جاهل أو مكابر، فمن دعا للاختلاط ورضيه فهو يدعو للزنا وانتشار الفواحش، وهو يدعو كذلك لنشر الطاعون في الناس، وإهلاكهم به، شاء ذلك أم أبى؛ إذ إن هذه الأمراض الخبيثة هي نَتَاج دعوته الخبيثة.
وإن تعجب - أيها القارئ - فعجب لأناس يدعون للاختلاط، وينشرون الرذيلة في الناس، ثم يحذرون من انتشار مرض الإيدز، ويعقدون المؤتمرات والندوات لمكافحته، فهل هم صادقون في تحذيرهم؟ وهل يعقلون ما يقولون وما يفعلون؟ وهل هم إلا كمَنْ يسقي الإنسان سُمًّا ثم يصيح به محذرًا إياه أن يموت مما سقاه؟!

إنه لن تجدي المؤتمرات والندوات والتوعية الصحية والاجتماعية في التخفيف من الأمراض المستعصية، الناجمة عن الممارسات الجنسية المحرمة، إذا كان المفسدون يخلطون بين الرجال والنساء، ويوسعون دائرة الاختلاط يومًا بعد يوم؛ وينشرون في إعلامهم ما يسعر الشهوات، ويدعو إلى الرذيلة؛ ولذا نوصيهم أن لا يكذبوا على الناس ويخدعوهم، ويحذروهم من انتشار الإيدز؛ لأنهم أكبر سبب من أسبابه حين شرعوا للاختلاط، وأفسدوا الإعلام، وفرضوا على الناس آراءهم الفكرية الشهوانية.

يقول العلامة ابن القيم - رحمه الله تعالى -: "ولا ريب أن تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال أصلُ كل بلية وشر، وهو من أعظم أسباب نزول العقوبات العامة، كما أنه من أسباب فساد أمور العامة والخاصة.. وهو من أسباب الموت العام والطواعين المهلكة. ولما اختلط البغايا بعسكر موسى - عليه السلام - وفشت فيهم الفاحشة؛ أرسل الله تعالى عليهم الطاعون؛ فمات في يوم واحد سبعون ألفًا، والقصة مشهورة في كتب التفسير.

فمن أعظم أسباب الموت العام: كثرة الزنا؛ بسبب تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال، والمشي بينهم متبرجات متجملات". اهـ .

وكلام ابن القيم - رحمه الله تعالى - لا يعجب أهل الشر والفساد، ودعاة الرذيلة والانحلال؛ لأنهم مستعبدون في أفكارهم لما يمليه عليهم أهل الحضارة المعاصرة، ومشرَبون بحبِّ كتابات الغربيين، فلا بأس من نقل شيء من أقوال الغربيين، من باب قول الله تعالى: {وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآَيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ المُجْرِمِينَ} [الأنعام: 55].

أقوال نساء الغرب في الاختلاط:إن المفسدين يزعمون أنهم بمشاريعهم التغريبية التخريبية يَنْصُرون المرأة ويدافعون عن حقوقها في الاختلاط والفساد، ولكنهم كاذبون أو جاهلون، وسأنقل بعض أقوال النساء الغربيات؛ حتى نعرف رأيهن في الاختلاط وقد جرَّبْنَه، وسبقن نساء العالمين إليه، ولسن متهمات بأنهن (مُؤَدْلَجَات) أو متطرفات، أو يعشن عصور الظلام والحريم كما يقول المنافقون والمنافقات:

1- تقول الصحفية الأمريكية هيليان ستانبري: "أنصحكم بأن تتمسكوا بتقاليدكم وأخلاقكم، امنعوا الاختلاط، وقيدوا حرية الفتاة؛ بل ارجعوا لعصر الحجاب، فهذا خير لكم من إباحية وانطلاق ومجون أوربا وأمريكا.. امنعوا الاختلاط، فقد عانينا منه في أمريكا الكثير، لقد أصبح المجتمع الأمريكي مجتمعًا مليئًا بكل صور الإباحية والخلاعة. إن ضحايا الاختلاط يملؤون السجون، إن الاختلاط في المجتمع الأمريكي والأوروبي قد هدد الأسرة وزلزل القيم والأخلاق".

2- تقول كاتبة أخرى: "إنه لعارٌ على بلاد الإنجليز أن تجعل بناتها مَثَلاً للرذائل بكثرة مخالطة الرجال".

3-في بريطانيا حذرت الكاتبة الإنجليزية (الليدي كوك) من أخطار وأضرار اختلاط النساء بالرجال، فقالت: "على قدر كثرة الاختلاط؛ تكون كثرة أولاد الزنا"، وقالت: "علموهنَّ الابتعاد عن الرجال".

فهل يبقى لدعاة الاختلاط والفساد قول وقد عارضوا شريعة الله تعالى، وخالفوا الفطرة التي فطر الله الناس عليها، وكذبوا على الناس فزوروا الحقائق، وأخفوا النتائج المخزية للاختلاط في البلاد التي اكتوت بذلك.

حمى الله تعالى بلادنا وبلاد المسلمين من المفسدين والمفسدات، والمنافقين والمنافقات، وردهم على أعقابهم خاسرين، إنه سميع قريب.

كمال الشريعة ويسرها:
من رحمة الله تعالى بعباده رفعه الحرج عنهم، وتكليفهم بما يطيقون، والتخفيف عنهم فيما يرهقهم ويشق عليهم، والأدلة في القرآن على ذلك كثيرة جدًا، منها:
1- قول الله تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: 286].

2- قوله سبحانه: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [الحج: 78].

3- لما ذكر سبحانه التخفيف في أحكام الصيام قال عز من قائل: {يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ اليُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ العُسْرَ} [البقرة: 185].

4- في شرعية التيمم عند عدم الماء قال تعالى: {مَا يُرِيدُ اللهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [المائدة: 6].

5- وصف رسوله عليه الصلاة والسلام بأنه: {يَأْمُرُهُمْ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ المُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ} [الأعراف:157].

ومن مظاهر الرحمة واليسر في شريعة الله تعالى: أن كُلف العباد بما يطيقون من الواجبات، وخُفف عنهم ما لا يطيقون، وهذا المظهر من مظاهر التخفيف بَيِّنٌ واضح لكل من يقرأ القرآن، ويعرف الأحكام.

وثمة مظهر آخر للتيسير يغفُل عنه أكثر الناس وهو لا يقل أهمية عن الأول، وهو أن الله تعالى لما حرم المحرمات على العباد أوصد سبلها، ومنع وسائلها، وسدَّ الطرق المفضية إليها؛ رحمة بالعباد، وعونًا لهم؛ وذلك لئلا توجد في نفوسهم دواعيها، وقد حرمت عليهم فيرهقهم الامتناع عنها.
فالزنا حرَّمه الله تعالى في كل شرائع الرسل عليهم السلام؛ لما فيه من انتهاك العرض، وتدمير النسل، والشرائع الربانية جاءت بحفظ الضرورات التي منها العرض والنسل.

ولما كان من فطرة الإنسان وجِبِلَّتِه التي خلقه الله تعالى عليها ميل كل جنس من الرجال والنساء للجنس الآخر، ومحبته له، والأنس به، وتمني معاشرته؛ فإن الشرائع الربانية نظمت ذلك بالزواج، وحرمت السفاح، وأوصدت الطرق المسببة للزنا، فأمرت الشريعة السمحة بغض البصر، ومنعت الخلوة بالنساء، وسفرهن بلا محارم، كما منعت سفورهن وتبرجهن واختلاطهن بالرجال.

ولو كانت هذه الأسباب والوسائل مباحة مع تحريم ما تُفضي إليه من الزنا لكان في ذلك من الرهق والعُسر والمشقة على العباد ما لا يعلمه إلا الله تعالى، ولكان حالهم كحال الجائع الذي يوضع أمامه ما لذَّ من الطعام ثم يقال له: لا تأكل!!

والجائع يصبر عن الطعام إذا كان لا يراه ولا يَشْتَمُه، ولكن إذا رآه أو اشتمه لم يصبر عنه، والرجل يصبر عن المرأة في حال غيابها وتسترها، ولكنه لا يصبر عنها في حال سفورها وتبرجها واختلاطها به، واستعراضها أمامه.

وحيثما كَثُر الاختلاط والعُري والتفسخ في بلد من البلدان؛ مرضت القلوب، وفسدت الأخلاق، وازداد السعار الجنسي، وانتشرت جرائم الزنا والاغتصاب وأنواع الشذوذ.

وإذا أُوصدت أبواب الفتنة والشر والفساد، وفصل النساء عن الرجال؛ صلحت القلوب، واستقامت الأخلاق، وانتشر في الناس الطهر والعفاف، والواقع يشهد لتلك الحقائق.

من مفاسد الاختلاط:إن اختلاط النساء بالرجال هو البوابة التي ما فتحتها أمة من الأمم إلا ولجت إليها الجرائم الأخلاقية، وانتشر فيها الشذوذ الجنسي، وصارت عرضة للطاعون والأوبئة الفتاكة.

إن الاختلاط يفتح أنواعًا من البلاء والشرور على الناس منها:
1- أن حياء المرأة الذي لا زينة لها إلا به يَضْعُف شيئًا شيئًا كلما اقتربت من الرجال، وعاملتهم وخالطتهم.. وما قيمة المرأة بلا حياء؟! تكلم الواحد منهم وتضاحكه وتمازحه أشد مما تفعل ذات المحرم مع محارمها، وما كانت بجاحتها وجرأتها إلا بسبب قلة حيائها.

2- أن المرأة تعتني بحجابها لئلا يراها من لا يحل لهم رؤيتها من الرجال، فإذا كانت تقيم الساعات الطوال أمامهم، وتعايشهم في أماكنهم ومقرات أعمالهم فإنها تتخفف من حجابها الشيء بعد الشيء؛ لأنها ألفتهم، ولا تراهم في منزلة من لا تعرفهم من الرجال.

ومع كثرة المخالطة لا ترى حرجًا في إلقاء حجابها أمامهم بحجة الزمالة، وقدم المعرفة، وثقتها بأخلاقهم، وغير ذلك من الحجج الواهية التي يزينها الشيطان لها، وتعصي بها ربها الذي أمرها بالحجاب في قوله عز وجل: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} [النور: 31].

3- أن المرأة تعتني بزينتها، ويهمها شكلها ومظهرها، وتضعف أمام المادحين لها، فإذا اختلطت بالرجال أبدت لهم ما يثنون به عليها، وتنافست هي وزميلاتها في هذا المجال، حتى يخيل لبعض من يراهن أنهن في دور عروض الأزياء، من كثرة أصباغهن، وعُري ملابسهن، فيقعن في ما نهى الله تعالى عنه بقوله عز وجل: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} [النور: 31].

4-لضعف المرأة أمام عواطفها, فإنها قد تعلق في مجال عملها برجل لجمال خلقته، أو حسن معاملته، أو قوة نفوذه، وهو لا يحل لها لأنها ذات زوج، أو لا تستطيع الوصول إليه، وقد وقع ذلك لكثير من النساء، ولا سيما من لها مشاكل مع زوجها أو أهلها، فتفضي بمن أعجبت به بمشاكلها لحلها وتقديم المشورة لها، حتى تُفتن به، ويُفتن هو بها.

فتكون بين نارين: إما أن تشبع عواطفها ورغباتها بما حرم الله تعالى عليها، أو تكبت مشاعرها فتشقى بها.

5-لا تسلم المرأة العاملة في مجالات مختلطة من الخلوة بزميل أو مدير لأي ظرف كان؛ فتقع بذلك في مخالفة النبي - صلى الله عليه وسلم - حين قال: ((لا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إلا مع ذِي مَحْرَمٍ)).

6- أن الاختلاط خطر على المرأة؛ إذ قد تتعرض للإغراء والإغواء والمراودة والابتزاز، وقد يصل ذلك إلى التحرش والاعتداء بالقول أو بالفعل من زملائها أو أساتذتها أو رؤسائها، ولا سِيَّما إذا كانت ذات جمال، وكانت درجاتها وترقياتها بأيديهم، ولا دين يردعهم، ولا خلق يمنعهم.

وفي الدول التي تقدمت في الاختلاط، وزاحمت المرأة فيها الرجال تكثر الفضائح والمشكلات بين العاملين والعاملات، والطلاب والطالبات. حتى وصلت نسبة الاعتداءات والتحرشات إلى تسعين في المئة في بعض البلاد الغربية.

وكم من فتاة عفيفة تركت دراستها، أو غيرت تخصصها، أو نقلت وظيفتها؛ لما تلقاه من ابتزاز في عرضها وعفافها؟!

7- أن الاختلاط سبب للعزوف عن الزواج؛ لأن الرجل إذا قدر على إرواء غريزته بغير زواج ولا نفقة ولا بيت ولا مسئوليات فلماذا يتزوج؟! وعزوف الشباب عن الزواج في المجتمعات المختلطة من أَبْيَنِ الدلائل على ذلك، وفي البلاد الغربية أرقام مخيفة في ذلك.

8- أن الاختلاط من أكبر أسباب الخيانات الزوجية، وهو يوقد نار الخصام والجدال بين الزوجين؛ فلا الرجل يقنع بزوجته وهو في كل صباح يجالس الجميلات ويمازحهن. ولا المرأة تقنع بزوجها وهي ترى من زملائها من هم أجمل خِلقة، وأرقى تعاملاً من زوجها، ولا بد أن تقع المقارنة من الزوجين، كل واحد منهما يقارن الآخر بما يراه في عمله.

9- أن الاختلاط سبب لكساد المرأة، وعزوف الرجال عنها، وعدم رغبتهم فيها؛ لأن غيرتهم تمنعهم من قبول امرأة تعامل الرجال وتحادثهم وتجالسهم، فالرجل السَّوِي يريدها له وحده ولا يريد أن يشاركه فيها أحد.

وعزوف الشباب عن الزواج بالعاملات في المجالات الطبية المختلطة دليل على ذلك.

وكلما توسعت دائرة الاختلاط زادت الشكوك بين الزوجين، فهو يشك فيها مع زملائها، وهي تشك فيه مع زميلاته، فيكثر الخصام بين الزوجين، وفي كثير من الأحيان يؤدي هذا الخصام إلى الطلاق.

10- أن الاختلاط سبب لانشغال كل جنس بالآخر عن العمل أو الدراسة؛ فهو أبدًا يفكر فيه، ويكرس عقله وجهده في كيفية الوصول إليه، وقد أثبتت كثير من الدراسات الحديثة أن من أهم أسباب ضعف التحصيل الدراسي في المدارس المختلطة انشغال كل جنس بالجنس الآخر.

يقول أحد الأطباء الغربيين: "عندما تتحرك الغريزة الجنسية لدى الإنسان تُفرز بعض الغدد هرمونات تتسرب في الدم إلى أن تصل إلى الدماغ فتخدره فلا يصبح قادرًا على التفكير والتركيز الصافي".

والغرائز الجنسية تتحرك بشكل أكبر حين يجتمع الرجال بالنساء في مكان واحد.

فَعُلم بذلك أن الاختلاط داء وبيل، وشر مستطير، لا يفتح على أمة من الأمم إلا أصاب دينها وأخلاقها في مقتل، وكان سببًا لانتشار الرذائل والفواحش التي تنتج أولاد الحرام، وتسبب كثرة الإجهاض، وتنشر الطواعين والأمراض، وتفكك روابط الأسر، وتوجد الشكوك بين الزوجين.

والمفسدون في الأرض من المنافقين والشهوانيين يسعون جهدهم في توسيع مجالات الاختلاط في البلاد؛ فبعد أن فرضوه واقعًا في كليات الطب والمستشفيات والمراكز الصحية، ثم في البنوك وكثير من الشركات والمؤسسات؛ يريدون توسيعه في مجالات أخرى، ويعقدون المؤتمرات والمنتديات المختلطة لا لشيء إلا لتكريس هذه الصورة المنحرفة في أذهان الناس، والتقرب إلى الدول المستكبرة بالجهر بمعصية الله تعالى، وتعدي حدوده، وانتهاك حرماته. وَوَدَّ المفسدون في الأرض لو اجتاحت حُمَّى الاختلاط كل المجالات حتى تصل إلى المدارس والجامعات!!

وما يصيحون به في صحفهم وفضائياتهم يشي بما في نفوسهم نحو البلاد والعباد من محاولة الفساد والإفساد، وفرض المناهج الغربية المنحرفة على المجتمع، وقسر الناس عليها بالقوة والإرهاب، ولن يستكينوا أو يتوقفوا عن فسادهم وإفسادهم حتى يروا الحرائر العفيفات يبذلن أعراضهن بالمجان وبأبخس الأثمان.
ومن حق الناس أن يغاروا على نسائهم وبناتهم، وأن يقفوا في وجوههم، وينكروا على المفسدين خطواتهم المستفزة التي هي من خطوات الشيطان، ولا سيما أنهم في كل يوم يأتون بقارعة جديدة، ويجسون نبض الناس بخطوة يقدمون عليها في باب الاختلاط.

فإذا لم ينكر الناس عليهم كل منكر في حينه تقدموا خطوة أخرى، وهكذا.. حتى يصلوا إلى مرادهم من إفساد البلاد والعباد، وخلط النساء بالرجال.

مجربو الاختلاط يحذرون منه:
يرى المتبصر أن العالم بشرقه وغربه قد تجرع آلام الاختلاط ومفاسده، وأثبتت الدراسات تلو الدراسات أن عزل النساء عن الرجال، والطلاب عن الطالبات، خير للنساء وللرجال وللمجتمع بأسره، ونادى كثير من الباحثين والباحثات في الدول التي شرعت للاختلاط بعزل النساء عن الرجال، وقام بعض الزعماء وأصحاب القرار في البلاد الغربية بخطوات عملية في هذا السبيل، إلا أن كثيرًا من بني قومنا لا زالوا متخلفين، يعيشون بعقليات ما قبل مئة سنة من الآن، حين اجتاحت موجات الاختلاط كثيرًا من الدول، وقامت كثير من الحركات التحررية النسوية بالمطالبة به وتشريعه، ولما بانت لهم أضراره بعد قرن رجع كثير من مفكريهم إلى مقاومته، والمطالبة بإلغائه ، وتغير العالم ولم يتغير بنو قومنا، فهم أحق بوصف التخلف والرجعية من غيرهم.
شبهة وردها: لقد افترى المنافقون والشهوانيون فرية صدقوها ثم نشروها فانطلت على بعض الناس، وهذه الفرية هي قولهم: إن عزل الرجال عن النساء سبَّبَ سُعارًا جنسيًا في المجتمعات المنغلقة فأصبح الرجل لا يرى في المرأة إلا المعاني الجنسية، بخلاف المجتمعات المنفتحة المتحررة التي يختلط فيها الرجال بالنساء، وتتعرى النساء كما يحلو لهن، وتصاحب المرأة فيها من تشاء لا يوجد فيها هذا السُعَارُ لأن الرجل قد تعود على المرأة وألفها. هكذا يقولون!!

والسؤال هنا: إذا كان الأمر كما يقول المفترون فلماذا يكثر اغتصاب النساء بل الأطفال في المجتمعات المنحلة؟ أليس الوصول إلى المرأة سهلاً؟ فالبغايا يملأن الحانات والخمارات، وينتظرن زبائنهن على نواصي الطرقات؟!

أليس الحصول على المتعة في بلادهم أسهل من شراء الخبز؟! فما على الرجل إلا أن يصادق من تعجبه فيأخذ منها ما يريد!! إذن فلماذا يكثر الاغتصاب في بلادهم؟! حتى إن الواحدة من نسائهم لا تخلو حقيبة يدها من سلاح تدافع به عن نفسها، وترد عدوان المعتدين عليها، ولماذا تظهر الفضائح تلو الفضائح للسياسيين وأصحاب النفوذ في بلادهم بتحرشاتهم بنساء يعملن عندهم، أو يتدربن في مكاتبهم؟!

بل لماذا يكثر الشذوذ والزواج الِمْثِلي وأنواع التقليعات الجنسية التي تأباها الحيوانات ويرضاها بشرهم؟

أليسوا غير معقدين ولا مكبوتين جنسيًا كما يقول بنو قومنا! ومن قرأ أرقام الاغتصاب والشذوذ علم أن مجتمعاتهم تسير إلى الهاوية، وسبب ذلك هو الاختلاط، ولو قال المنافقون والشهوانيون غير ذلك.

وكل الدراسات الاجتماعية، والإحصاءات الجادة في كل البلاد التي ينتشر فيها الاختلاط سواء كانت بلادًا غربية أم شرقية، وسواء كانت بلادًا مسلمة أم غير مسلمة تجمع على حقيقة مفادها: أن خلط الرجال بالنساء شر على الرجال والنساء والمجتمع بأسره، ويخلف كثيرًا من المشكلات والأمراض الجنسية والاجتماعية التي تستعصي على العلاج.

فمتى يترك الكذابون كذبهم، ويتوقفون عن افترائهم، ويقلعون عن إفسادهم، ويقفون موقف صدق مع أنفسهم، ونصح لمجتمعهم وأمتهم فيسألون أنفسهم: لماذا ينشرون الفساد والاختلاط في بلاد حُفظت منه طيلة العقود الماضية، وقد غرقت أكثر البلدان في مصيبته، وتجرعت مرارته، ورأى القريب والبعيد ما خلفه الاختلاط فيها من آثار سلبية، ومشكلات كثيرة مستعصية؟ ولم يعد ذلك خافيًا على أحد فهل هم ناصحون غافلون؟ أم فاسدون مفسدون؟ أم هم أُجَرَاء حاقدون على مجتمعاتهم، لهم مهمة محددة في إفساد البلاد والعباد بأجر يقبضونه من منظمات مشبوهة، ودول متنفذة طامعة في المنطقة، لها مشاريعها وخططها؟!

فليردعهم دينهم عن إفساد نسائنا وبناتنا وأخواتنا المسلمات، فإن لم يكن لهم دين فلتردعهم الوطنية التي يزعمونها ويتغنون بها في كل وقت وحين؛ فإن الناصح لوطنه لا يورده المهالك، واختلاط النساء بالرجال هو أوسع باب يقود إلى فساد الناس وهلاكهم.

وإلى متى يقف العقلاء والحكماء والصالحون، وأولو النصح لبلادهم وولاتهم، وأهل الغيرة على نسائهم وبناتهم مواقف المتفرجين السلبيين؟! الذين يتربصون وينتظرون حتى تنزل القوارع بمجتمعاتهم، ويتمكن أهل الفساد والإفساد من بيوتهم ونسائهم؟! فلا هم ينكرون عليهم، ولا يناصحونهم، ولا يحولون بينهم وبين إفسادهم، ولا يبينون للناس خطر الاختلاط وقد فتك بكثير من الدول التي انتشر فيها.

أسال الله تعالى أن يهدي ضال المسلمين، وأن يستر على نسائهم وبناتهم، وأن يكبت الكافرين والمنافقين والمفسدين، إنه سميع قريب.


بث مباشر للمسجد الحرام بمكة المكرمة