أولاً / أسباب المقال :
ترديد كثير من المسلمين في كثير من بلاد الإسلام عبارات خطيرة مثل : ما دخل الدين في السياسة - لا سياسية في الدين ولا دين في السياسة - دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله - إحنا كلنا مسلمين وموحدين - هؤلا ء يتاجرون بالدين - وغيرها من عبارات غاية في الخطورة على قائلها .
ثانياً / دوافع المقال :
1- تنفيذاً للعهد وعملاً بالميثاق الذي أخذه الله على الدعاة والعلماء (لتبيننه للناس ولا تكتمونه ) .
2- حب الخير للمسلمين والخوف عليهم والنصح لهم .
3- براءة للذمة وإقامة للحجة وبياناً للحق ( معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون).
ثالثاً / أساس الانطلاق :
1- عالمية الإسلام ( وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً ) ، ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين )
2- خاتمية الرسالة فلا دين غير الإسلام ولا نبي بعد محمد صلى الله عليه وسلم ( ولكن رسول الله وخاتم النبيين) ، وقال صلى الله عليه وسلم ( لا نبي بعدي)
رابعاً / أساس الموضوع وصلبه :
تأسيس وتوضيح في البداية : لا أتحدث هنا عن إسلام السلفيين ولا الإخوان ولا الصوفية ولا الشيعة ولا إسلام العلمانيين واللبراليين ولا غيرهم أياً كانوا . إنما أتحدث هنا عن الإسلام الذي جاء به محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام من عند رب العزة سبحانه وتعالى والذي يمثله القرآن والسنة .
* الإسلام الذي ينبغي أن ندين لله به يقوم على ( رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً ) .
رضيت بالله رباً : خالقاً رازقاً مدبراً آمراً ناهياً ( ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين ) . وبالإسلام ديناً أي شريعة حاكمة لكل صغيرة وكبيرة في الحياة . وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً : أي رضيت بما أنزل عليه منهجاً وطريقة للحياة ورضيت به قدوة وأسوة حسنة .
* الإسلام الذي ينبغي أن نعلمه يكون في المسجد خطباً ودروساً ووعظاً وتعليماً ، وفي ذات الوقت يكون في البيت والمدرسة والمصنع والمتجر وأماكن العمل وساحات المحاكم وقصور الرئاسة يكون في كل هذا منهجاً مطبقاً منفذاً .
* الإسلام الشامل الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي جعله في الليل مصلياً خاشعاً باكياً ، فإذا طلع النهار كان هو ذاته رئيس الدولة ، وقاضياً يفصل في الخصومات والمنازعات ، وقائداً للجيوش والغزوات ، يدير الحروب ويضع الخطط ، ويسيطر على الجبهات . يخاطب الرؤساء والملوك على مستوى العالم يدعوهم لدينه . يفعل كل هذا ... فإذا رجع إلى بيته كان خير الناس لأهله زوجه وولده ( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ) . فإذا تعامل مع جيرانه فهو ينطلق من قوله ( ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه ) . فإذا خرج للتعامل مع الناس بيعاً وشراءً وزواجاً وطلاقاً وغيرها فأحسن الناس معاملة ، فهو الصادق الأمين ، لا كذب ولا غش ولا خيانة ولا تدليساً ، وإنما الطهر في أسمى صوره والنبل في أبهى حلله . فإذا شاركه في الوطن من ليسوا على دينه جعل بينه وبينهم العهود والمواثيق التي تضمن الحياة الكريمة للفريقين ، والتزم بذلك التزاماً تاماً دون أدنى تفريط في دينه ، فإذا نقضوا العهد والميثاق كان العقاب رادعاً والجزاء وفاقاً . و إذا حارب أعدائه فشجاعته منقطعة النظير ودهائه لا يعرف له مثيل ، يريهم البأس والقوة حتى يردهم خائبين أو مهزومين صاغرين . ينطلق في كل هذا من عقيدته وشريعته .
* الإسلام الذي ينبغي أن نفهمه ونعتقده هو الذي ينظم جميع حياتنا وفق منهجه السماوي في جميع مراحلها ، طفلاً وشاباً وكهلاً ، رجلاً و امرأة ، متزوجاً وعزباً ، حاكماً ومحكوماً ، رئيساً ومرؤوساً .
* الإسلام الذي ينبغي أن نعتقده هو الاستسلام التام بالتحاكم إلى الشريعة في كل شئون الحياة والرضا المطلق بحكمها ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم خرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً ) .
** هذا هو الإسلام أيها المسلمون : إسلام التشييد والبناء والاستخلاف في الأرض بالخير ، إسلام العلم والتقدم والمعرفة ، إسلام يدعو العالم كله إليه والدخول فيه ، إسلام الأخلاق الفاضلة في قمتها والآداب الكريمة في روعتها ، إسلام الإيمان والعمل الصالح ، إسلام العزة التى لا تقبل الذل ، والكرامة التي لا تقبل المهانة ، والرفعة التى لا ترضى بالانحطاط ، والشهامة التى لا تلتفت إلى الدنايا ، يريد لاتباعه أن يكون سادة لا عبيداً ، قادة لا مقودين .
* الإسلام الذي يسعد بتطبيقه تطبيقاً صحيحاً المسلمون وغير المسلمين فيعيشوا في كنفه أجمل حياة وأسعدها .
* إسلامنا أسعد العالم قروناً من الزمان يوم أن كان قوياً فتياً .
* الإسلام الذي ينبغي أن يعتقده كل مسلم ومسلمة يشمل كل جوانب الحياة وينظمها أحسن وأبدع ما يكون التنظيم والإبداع ، فقط لأنه من لدن حكيم حميد .
* إسلامنا لديه كل وسائل التقدم السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي ( ما فرطنا في الكتاب من شيء ) ، ( ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء ) .
أخيراً / أيها المسلمون : الإسلام كلٌ لا يقبل أن يتجزأ بحال من الأحوال ، فإما إسلام كامل وإما لا إسلام .
* إسلامنا يشمل : الظاهر والباطن ، والسر والعلانية ، والغيب والشهادة ، والمظهر والجوهر ، والحركة والسكون ، والخلوة والجلوة ، والظهور والخفاء ، والبيت والشارع ، والبروالبحر ، ويشمل كل نواحي الحياة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق