الجمعة، 30 مارس 2012
الأزهر الشريف ينسحب من تأسيسية الدستور الجديد لتهميش دوره فيه
أعلن الأزهر الشريف اعتذاره عن عدم المشاركة في الجمعية التأسيسية لوضع الدستور الجديد، وتحفظ على تمثيله "غير المناسب".
وقرر أعضاء مجمع البحوث الإسلامية في اجتماعهم الخميس برئاسة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر تقديم اعتذارهم عن عدم المشاركة في الجمعية التأسيسية لوضع الدستور الجديد، لعدم تمكين الأزهر بشكل مناسب فيها، وبما يتناسب مع دوره التاريخي، وسحب ممثل الأزهر الدكتور نصر فريد واصل مفتي الجمهورية الأسبق.
وقال أعضاء المجمع في بيان عقب الاجتماع: "على ضوء ما ناقشه أعضاء مجمع البحوث الإسلامية، وتحفظهم على تمثيل الأزهر بشكل غير مناسب في الجمعية التأسيسية للدستور، مما يهمش دوره التاريخي في حدث وطني هام، وهو إعداد الدستور الجديد، فإن الأزهر الشريف يعلن اعتذاره عن عدم المشاركة في اللجنة التأسيسية لإعداد الدستور".
وفي هذا السياق، قال الدكتور عبد المعطي بيومي - عضو مجمع البحوث الإسلامية -: "لا يجوز مطلقًا أن يسيطر اتجاه واحد على الجمعية التأسيسية للدستور؛ لأن هذا يخالف مبادئ الإسلام".
وأضاف بيومي: "لقد قلت منذ البداية: إن الجمعية التأسيسية للدستور باطلة لأسباب كثيرة جدًّا؛ لأن الذي يبدو منها هو سيطرة اتجاه واحد عليها، وهو ما يسمى بالإسلاميين، وأنا أقول لهؤلاء الإسلاميين: إنكم تمثلون أشخاصًا معينة؛ لأن الإسلاميين الحقيقيين الذين يفهمون الإسلام وموقفه من الدولة المدنية يسعون مباشرة بحكم ثقافتهم ومعرفتهم بالإسلام إلى ضم كل القوى الفاعلة في المجتمع الإسلامي لوضع الدستور الجديد، فهذا هو المجتمع الإسلامي الصحيح".
وأردف: "الدليل على ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يمثل قمة الإسلام وجوهره لم يبن مجتمع المدينة إلا بعد أن أشرك أهل الكتاب في وضع وثيقة المدينة".
وقال بيومي: "لم يقل النبي صلى الله عليه وسلم: إنه والصحابة من الأوس والخزرج هما الأغلبية، وأن من حقهم الانفراد بوضع الوثيقة، وإنما أشرك الجميع في وضع هذه الوثيقة لكي يعلم كل إسلامي أنه لكي يكون إسلاميًّا حقيقيًّا غير مدعٍ لابد أن يجمع حوله كل العناصر المؤثرة في المجتمع، وهذا لم يحدث فيما نراه الآن في اللجنة التأسيسية للدستور".
ملاحظة :
لنا وقفة مع المتشدقين بأن الأزهر الشريف تابع للسلطان أو للرئيس على حد قول بعض المتفلسفين ، هذا الكلام لا دليل عليه مطلقا ، والذي يحترم عقله يعلم جيدا ، أن الأزهر الشريف شيء ، ومن يمثله شيء اخر ، وخاصة في هذه الأيام ، فمثلا الشيخ الراحل سيد طنطاوي ، والحالي : احمد الطيب ، والمفتي الحالي علي جمعه ، لا يمثلون الأزهر الشريف بأي حال من الأحوال ، وليس الأزهر الشريف تابعا لشخص بعينه ، بل الأزهر الشريف مؤسسة عريقة سامقة تنتشر في ربوع الأرض ، وتعلم فيها الحكماء والرؤساء والعلماء والدعاة في جميع جنبات الأرض ولا زال الأزهر الشريف يقوم بدوره ورسالته ، رغم الضغوط الكثيرة عليه من جانب الحكام والتيارات المختلفة ، ورغم المصائب التي تقع عليه بتولي زمام أمره بعض المسيسين ، ورغم المكائد المدبرة والتي تدبر له ، فالأزهر الشريف ولله الحمد يقوم بدوره .
وعلى الجميع أن يعلم شيئا مهما لا يفطن إليه إلا النبهاء والعقلاء ألا وهو " الأزهر الشريف يُراد له أن يموت " وضع تحت هذا الكلام ماتريد من الخطوط ، فالأزهر الشريف يحاربه الجميع منذ الحملة الفرنسية إلى الان والجميع يعلم هذا إلا من طمس الله على قلبه فلا يرى إلا بعقل غيره من السفهاء والمدندنين ، والجميع يسعى لتهميش دور الأزهر الشريف ، بل هناك من يرى أن الازهر الشريف لابد من إقتلاعه من الجذور ، والمشوهون يشوهون ، والحاقدون يحقدون ، والعاملون في السر يعملون ، والساعون لهدمه يسعون ، ولكن هل سيبقى الأزهر الشريف ؟ هذا ما يجب أن نسأل عنه ، وهل سينجح كل هؤلاء في إسقاطه ؟ هذا ما نريد جوابه ، وهل سيظل تعيين شيخ الأزهر والمفتي وحاشيته بيد الرئيس ؟ أم سيتغير الأمر ، وهل سيظل طلاب الأزهر الشريف وخريجي الأزهر منبوذين ؟ هذا ما نريد أن نخبر به الجميع .
الأزهر الشريف منارة سامقة ، وهو من أعرق المؤسسات على الإطلاق ، ولا نقبل بتهميشه أبدا مهما يكن ، وليس معنى ان نكون تابعين لتيار معين أن نهدر حق الأزهر الشريف ، وحق علمائه ، هذا لا يقول به جاهل فضلا عن عالم .
وكفانا حقدا وكراهية للأزهر الشريف ، وكفى تشددا وتعنتا لا نعرف له في الاسلام وجود ، لك الله يا أزهر ، لك الله يا أزهرنا
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق