ترجمة : سمير الجلبي
مراجعة: غازي برو
الناشر : دار الفارابي و كلمة
تاريخ النشر : 2009-1430هجريا
4shared.com /office/bjZ5Kv6h/__-__.html?refurl=d1url
أو من الرابط التالي
http://www.gulfup.com/X3eod2cw98yq3
ترجمة: سمير الجلبي
أفضل وأشهر كتب المؤرخ والأكاديمي الأمريكي كرين برينتن، الذي حاول في هذا الكتاب تأسيس نمط تتبعه معظم الثورات. وقد درس أربع ثورات كبرى: الثورة الأمريكية، الثورة الفرنسية، الثورة الروسية، والحرب الأهلية في إنكلترا. يحلل مؤلف الكتاب ميول مجتمع يسبق ثورة كبرى، وهو يرى أنه يجمع بين التوترات الاجتماعية والسياسية بسبب التدهور التدريجي لقيم المجتمع. إن فكرته عن الثورة هي أنها عملية قلب السلطة مما يؤدي إلى تولي المتطرفين السلطة، ثم تهدأ الأمور. وقد شبه الثورة بحمى ترتفع بسبب شكاوى أفراد شعب ما. ومن أعراض هذه الحمى انهيار هيكل السلطة. تستعر الحمى ثم يصبح واضحاً أن الناس لا يتحملون تلك الحمى وتحل سلطة أفضل محلّ هذا الاهتياج ويصبح الناس أسعد.
يحلل مؤلف الكتاب ميول مجتمع يسبق ثورة كبرى وهو يرى أنه يجمع بين التوترات الاجتماعية والسياسية بسبب التدهور التدريجي لقيم المجتمع إن فكرته عن الثورة هي أنها عملية قلب السلطة مما يؤدى إلى تولي المتطرفين السلطة ثم تهدأ الأمور
وقد شبه الثورة بحمى ترتفع بسبب شكاوى أفراد شعب ما ومن أعراض هذه الحمى انهيار هيكل السلطة تستعر الحمى ثم يصبح واضحا أن الناس لا يتحملون تلك الحمى وتحل سلطة أفضل محل هذا الاهتياج ويصبح الشعب أسعد. إن فكرة برينتن عن الثورة هي
أنها في الحقيقة جدول معين للأحداث التي يفترض أنها تحدث إنها تظهر التغيير والحمى وحسم الثورة ويرى برنتن أن الثورة عبارة عن عملية وأنه لا يحدث تغيير جوهري من مرحلة ما قبل الثورة إلى مرحلة ما بعد الثورة. غير أن نظرية برينتن استندت على الثورة قبل عام 1945
يُعد “تشريح الثورة” أفضل وأشهر كتب المؤرخ والأكاديمي الأمريكي كرين برينتن الذي حاول في هذا الكتاب تأسيس نمط تتبعه معظم الثورات وقد جمع المعلومات من أربع ثورات كبرى :
الثورة الأمريكية ، الثورة الفرنسية ،الثورة الروسية (أو الثورة البلشفية) والحرب الأهلية في إنكلترا
ولقد جمع الكاتب المعلومات من أربع ثورات كبرى: الثورة الأميركية، الثورة الفرنسية، الثورة البلشفية، الحرب الأهلية في إنجلترا، وباستخدام هذه الثورات كنماذج وضع برينتن أربع مراحل تمر بها الثورة وعرض هيكلها كما يلي:
المرحلة الأولى “المرحلة التمهيدية للثورة” وخصائصها:
1- التنافر الطبقي.
2- عدم كفاءة الحكم.
3- الحاكم غير الكفء.
4- النقل الفكري للولاء.
5 - فشل القوة.
وأعراض هذه المرحلة كما يراها برينتن تتمثل في أن الطبقة الوسطى هي القوة الدافعة وراء الثورة وأنها تعبر بصوت عال عن سخطها بسبب قيود اقتصادية معينة تفرضها الحكومة عليها، وعلى الرغم من أن هذه القوانين مثل قوانين الملاحة في المستعمرات الأميركية ليست رئيسية، إلا أنها كافية لإحداث سخط شديد، وتكون الحكومة حينها غير كفؤة على نحو لا يصدق. وتنهار البيروقراطية، ولا تتمكن من إدارة البلاد على نحو فعّال، وقد يكون السبب وجود حاكم أخرق من مثل الملك جورج الثالث أو نقص مالي مزمن في الحكومة، وأخيراً يعاني الحزب الحاكم من تخلي المثقفين الذين يعتبرون ضمير المجتمع.
1- الانهيار المالي.
2- زيادة الاحتجاجات ضد الحكم.
3- الأحداث المثيرة.
4- استيلاء المعتدلين على السلطة.
5- فترة شهر العسل.
ويصف برينتن هذه المرحلة بـ”الحمى الصاعدة” والمتمثلة في تصاعد سخط الطبقة الوسطى، حيث يثور الشعب إذاك وتتوج ثورته بمعركة مثل اجتياح الباستيل أو معركتي لكسنجتن وكونكورد وينهار الهيكل الحكومي تحت ضغط الديون المالية والانتفاضة الشعبية، ثم يشكل المعتدلون أو الوسط السياسي حكومة جديدة.
غير أن الحكومة المعتدلة الجديدة تظهر أنها غير قادرة على الصمود في وجه مشاكل إدارة الدولة والأزمة الاقتصادية ووضع دستور جديد وغير ذلك.
المرحلة الثالثة، وتسمى مرحلة الأزمة، وخصائصها:
1- تولي المتطرفين السيطرة.
2- إبعاد المعتدلين عن السلطة.
3- الحرب الأهلية.
4- الحرب الخارجية.
5- تركيز القوة في مجلس ثوري يسيطر عليه رجل قوي.
يقول برينتن إنه في هذه المرحلة تبلغ الثورة الذروة عندما يصبح المعتدلون عاجزين عن أداء مهمة حكم البلاد، ويطوح بهم المتطرفون أو اليسار السياسي بالقوة، ويبدأ حكم الإرهاب حيث يشرع المسرفون في التطرف بالتخلص من المعارضة باستخدام العنف، كما تتعرض الحكومة الجديدة عادة في حرب خارجية في محاولتها نشر مبادئ الثورة.
كما تبدأ الثورة بفقد زخمها ولا يعد الشعب يساندها إلا خوفاً من التطهير، كما أنه بسبب تفاقم الأزمة الاقتصادية يواجه الثوريون تهديداً داخلياً متزايداً.
1- العودة البطيئة غير المنتظمة إلى أزمنة تتسم بهدوء أكثر.
2- حكم الطاغية.
3- قمع المتطرفين.
4- حصول المعتدلين على العفو.
5- النزعة القومية العدوانية.
ويصف برينتن هذه المرحلة بـ “النقاهة” لأنه مع تزايد ضعف الثورة تدخل البلاد فترة الانتعاش، ويتولى السلطة حاكم مركزي قوي مثل جورج واشنطن أو جوزف ستالين في الحكومة الجديدة ويشرع في عملية إعادة الاستقرار إلى البلاد.
ويستبعد أو يعدم زعماء الثورة الأكثر عنفاً مثل روبسبير، كما يُمنح المعتدلون عادة العفو ويبدأ الناس في التخلص من أي علامات باقية من علامات الثورة ويغيرون ملابسهم وأسلوب حياتهم في محاولة لنسيان الثورة، ويتخلون في تلك العملية عن الكثير من العقائد المتسمة بالتطرف التي يؤمن بها الثوريون.
ويخلص برينتن من هذه المراحل إلى أن معظم الثورات تنتهي عموماً بالعودة إلى حيث بدأت، وتنشأ بعض الأفكار الجديدة ويتحول هيكل القوة قليلاً وتطبق بعض الإصلاحات ويمحى أسوأ ما في النظام القديم غير أن الوضع القائم يصبح مشابهاً للوضع في فترة ما قبل الثورة وتشرع الطبقة الحاكمة مرة أخرى بمسك القوة. ثم يستعرض برنتن بعض المصطلحات والأساليب العلمية التي استند عليها عند إعداده لهذا المؤلف ورؤيته المغايرة التي انطلق منها الكتاب، ومن ذلك:
أي أن الواقع يقول بأن كلمة الثورة صارت مرادفاً تأكيدياً لكلمة “تغيير” ربما مع الإيحاء بأن التغيير مفاجئ أو لافت للنظر.
2- العناصر الظاهرة للطرائق العلمية: هنا يقول برينتن إن قوانين جميع العلوم ليست مطلقة و”لا تخطئ”، بل أنها مؤقتة، وقد يقلبها مزيد من البحث، ولكن يجب ألا يعبث بها في أية لحظة وعينة ما لم يثبت أنه لا يعتمد عليها بالنسبة إلى الحقائق الملاحظة.
وفي هذا الإطار يدفع برينتن إلى ضرورة عدم الخوف من “المشروع المفاهيمي”، لأنه ربما نستخدم مشروعين مفاهيميين متناقضين، ونختار أحدهما أو الآخر حسب مقتضى الحال أو بحكم العادة.
3- تطبيق الطرائق العلمية على هذه الدراسة، وهذا يصير جلياً من خلال الاعتماد على المؤرخين للتزويد بالحقائق الضرورية، خاصة مع وجود قدر كبير للغاية من المؤلفات التاريخية عالية السمعة والمستقلة التي تتناول الثورات الإنجليزية والفرنسية والأميركية والروسية.
ثم يدلف برينتن إلى تناول ما يعرف بـ “الأنظمة القديمة” فيقول، وصلنا مصطلح “النظام القديم” (العهد البائد) من فرنسا، ويعني في سياق تاريخ فرنسا أسلوب حياة الأجيال الثلاثة أو الأربعة التي سبقت ثورة 1789. وقد توسع استخدامه على نحو معقول لوصف المجتمعات المختلفة التي نشأت منها ثوراتنا، ويشير إلى أنه بالنسبة إلى مجتمعات معينة، درس في أنظمتها القديمة تجتمع متغيرات معينة، ومع ذلك من غير المحتمل أن نجد في كل الحالات التي ندرسها علامة واضحة موجودة في كل مكان كي نتمكن من القول بأنه عندما تجد كذا أو كذا في مجتمع ما فإنك تعرف أن ثورة ستنشب بعد شهر أو سنة أو عقد أو أي وقت في المستقبل.
1- جوانب الضعف الاقتصادية والسياسية: لا جدال أنه في كل المجتمعات الأربعة التي ندرســها في هذا الكتاب شهدت السنوات التي سبقت نشوب الثورة مشاكل اقتصادية أو مالية خطيرة من نوع خاص. بغير أنه في كل تلك المجتمعات كانت الحكومة هي التي تواجه مشاكل مالية وليس المجتمعات نفسها.
فلم تنشب ثوراتنا مع اقتصاديات متدهورة أو في مجتمعات تشهد بؤساً أو كساداً اقتصادياً واسع الانتشار وطويل الأمد. ولن نجد في أي من مجتمعات العهد البائد أي شيء يشبه الأزمة الاقتصادية الواسعة النطاق.
2- انتقال ولاء المفكرين: ومن ذلك أن مؤرخ الثورة الفرنسية كوشان قال إن ما أطلق عليه “جمعيات الفكر” وهي مجموعات تجتمع لمناقشة التأثير الكبير لحركة التنوير قد تحولت تدريجياً إلى الإثارة السياسية وساعدت أخيراً في توجيه الانتخابات إلى مجلس الطبقات العامة عام 1789.
وعلى الرغم من أن المدرسة الرسمية للمؤرخين في الجمهورية الثالثة كانت لا تثق دائماً بفكرة التخطيط المسبق للثورة الفرنسية الكبرى، من الصعب على غير المنتمي إلى الجماعة ألا يشعر أن كوشان قد وضع إصبعه على الشكل الجوهري لعمل مجموعة حولت مجرد الكلام والتأمل إلى عمل سياسي ثوري.
ويقر مؤرخو الثورة الفرنسية أنه كان للماسونية دور في الإعداد للثورة. وكان واضحاً أن النشاط الماسوني في فرنسا في القرن الثامن عشر لم يكن مؤامرة شريرة إلا أنه كان حتماً بعيداً عن أن يكون نشاطاً اجتماعياً أو ترفيهياً أو تربوياً صرفاً.
الحقيقة هي أننا لا يمكننا وقف هذه السلسلة من " ثورات التوقعات الصاعدة " ولا يمكننا حتى عمل الكثير لتسريعها في فترات أزماتها وتخفيف العنف وتوجيه مسارها نحو الديمقراطية الحقيقية. إن التحلي بقدر معين من الصبر والحكمة وإجادة قراءة الأحداث هو سبيلنا للتخفيف من آثار هذه الأزمات والعبور إلى الاستقرار إن أمكن. حيث يرى برينتن أن الثورة عملية وأنه لا يحدث تغيير جوهري من مرحلة ما قبل الثورة إلى مرحلة ما بعد الثورة!
.....
تشريح الثورة، تأليف: كرين برينتن، ترجمة: سمير الجلبي، الناشر: هيئة أبوظبي للثقافة والتراث – كلمة – 2009 الطبعة الأولى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق