من أخلاق العلماء محاربة البدع والأهواء ومحو آثار الشعوذة والتدجيل قال صلى الله عليه وسلم :"سيكون في أمتي دجالون كذابون يأتونكم ببدع من الحديث لم تسمعوه أنتم ولا أباؤكم فإياكم وإياهم لا يفتنونكم". وقال صلى الله عليه وسلم : من أحيا شيئا من سنتي كنت أنا وهو في الجنة كهاتين وضم بين أصبعيه' ومن أحق ب‘حياء السنة وإماتة البدعة من العلماء؟
قيل لعمر يا أمير المؤمنين إنا لقينا رجلا يسأل عن تأويل القرآن فقال اللهم أمكني فيه فبينما هو ذات يوم يغدي الناس إذ جاءه رجل عليه ثياب وعمامة فتغدى ,حتى إذا فرغ قال يا أمير المؤمنين "والذاريات ذروا فالحاملات وقرا " فقال عمر أنت هو؟ فقامن إليه حاسرا عن ذراعيه فلم يزل يجلده حتى سقطت عمامته , فقال : والذي نفسي بيده لو وجدت محلوقا لضربت رأسك".
وكتب اسد ين موسى المعروف بأسد السنة إلى أسد بن الفرات يقول : اعلم يا أخي أن مما حملني على الكتابة إليك .ما أنكر أهل بلادك من صالح ما أعطاك الله من إنصافك للناس , وحسن حالك ومما أظهرت من السنة , وعيبك لأهل البدعة , وكثرة ذكرك لهم . وطعنك عليهم فقمعهم الله بك .وشد بك ظهر ألآهل السنة وقاك عليهم وأذلهم الله لك وصاروا ببدعتهم مستترين , فأبشر يا أخي بثواب الله واعتد به من أفضل حسناتك من الصلاة والصيام والحج والجهاد وأين تقع هذه الأعمال من إقامة كتاب الله وإحياء سنة رسوله.
واسد بن الفرات هذا من قضاة العدل .كان شديدا على أهل البدع .حمل راية السنة بإفريقية وكان عالما عاملا وبطلا شجاعا تولى قيادة الجيش أيام زيادة الله الأغلبي , وهو الذي فتح جزيرة صقلية , وتوفي من اثر جراحات أصابته وهو محاصر سرقسوسة سنة213هـ .
ومن الذين كرسوا حياتهم لمحاربة البدع والأهواء : أبو محمد الهبطي , فقد جرد قلمه ولسانه لفضح عوارت المبتدعة , والتنديد بأعمالهم الشنيعة , ولقد هدى الله به خلقا كثيرا.
وله في ذلك رسائل ومؤلفات منها "الألفية السنية فيما أحدث في الملة الإسلامية" . وقد جعل المبتدعة فيها قسمين : عامة وخاصة , وعدد من بدع العامة – في افيمان , والصلاة والزكاة والصيام والحج وسائر المعاملات...
إن العوام خرقوا الشريعة *** وبدلوها منكرا وبدعة
قد جمعوا خبائث الأخلاق*** كالحنث بالحرام والطلاق
قد مزقوا دين النبي محمد
.........................
كم من نصيحة لهم ادينا *** وكـم خفـية لهم بينا
عار عليكم أيها الأحبار *** ترك الذين للفساد صاروا
عار عليكم أيها الملوك *** ترك الذين دينهم متروك
وجعل الخاصة ثلاثة أصناف : فقهاء وصوفية وملوكا.
يقول في فقهاء عصره الذين يتولوه الفتيا والحكم بين الناس :
لو كان أهل القطر مؤمنينا *** ما بدلوا حكم الإله فينا
وانظر إلى عصبة الأبالس *** قد جعلوا الإيمان في البرانس
ويقول في ملوك عصره :
إذا نظرت في ملوك العصر *** وما فيهم من نقمة وجور
ثم نظرت إلى ملوك العدل *** ومالهم بين الورى من فضل
تمزق الفؤاد في طي الحشا*** وود لو كان مات ومشى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق