عالم الجن من العوالم التى سترها الله عنا ، وأخبرنا عنهم بالقدر الذى يكفينا فى كتابه وسنة رسوله، والمسلم الكَيِّس هو الذى يكتفى بذلك ولا يضيع وقته فى الجرى وراء المدَّعِين والكهنة والمشعوذين فيكون على شفا حفرة من النار، وليعلم أن الله سخَّر له مخلوقاته وأنه بإيمانه بربه والتوكل عليه وعلمه بيقين أنه لا نافع ولا ضار إلا الله عز وجل وحده يكون من أولياء الله ولا سلطان لمخلوق عليه فهو فى معية الله.
ولقد جمعت ما تيسر لى من أقوال عن عالم الجن، منها ما ورد فى القرآن والسنة النبوية ، ومنها غير ذلك من أقوال الأقدمون والمعاصرون
وما أقدمت على ذلك إلا لسبر غور الباحثين عن هذا العالم الذى ستره الله عنا ، ولعدم سعيهم وراء المشعوذين ومدَّعى الغيب والوقوع فى براثنهم ، ولتعريفهم بالرقية الشرعية واتقاء شر السحر والسحرة.
أسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا فى ديننا ودنيانا.
حقيقة الجن:
قال الله تعالى: {خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ * وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ} [الرحمن: 14-15].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خُلِقَتِ الملائكة من نور وخُلِقَتِ الجانُّ من مارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكم". رواه مسلم.
- فالجن صنف غير صنف الملائكة وغير جنس الإنسان:
فالملائكة: خلقت من نور.
والإنسان: خلق من طين يابس كالفخار.
والجن: من مارج من نار أي من أخلاط من نار.
والجن مخلوقون قبل الإنسان:
قال الله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ(1) مِنْ حَمَإٍ(2) مَسْنُونٍ(3) * وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ(4)} [الحجر: 26-27].
قال تعالى:{ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ كَانَ مِنْ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلا} [الكهف: 50].
ففي أمر سجود إبليس - الذي هو من الجن- لآدم عليه السلام دلالة واضحة على أن الجن مخلوقون قبل آدم وهو الإنسان الأول.
- الجن يتناسلون ولهم ذرية.
قال الله تعالى: {أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلا} [الكهف: 50].
فقد نص القرآن على أن له ذرية.
_________________
(1) طين يابس كالفخار.
(2) طين أسود متغير.
(3) مصور صورة إنسان أجوف.
(4) الريح الحارة القاتلة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق