د. على الجمادي
بتصرف كبير من مكتبة المنارة الأزهرية
عادة الكثير من الدول الأوربية وغيرها عندما يريدون تمرير قانون من القوانين ، يقومون بافتعال أزمة من الأزمات ، ومثال هذا ما حدث في فرنسا ، فرنسا تريد أن تقر بعض القوانين الخاصة بالمهاجرين ، ويشارك ساركوزي في هذا أيضا ليؤكد للجميع أنه على صواب فيما كان يفعله بالمسلمين ، وبالتالي يقومون بانتخابه في الانتخابات الرئاسية القادمة ، وحقد الغرب على الإسلام والمسلمين ليس بالأمر الجديد ، ورعاية الغرب للإرهاب أيضا ليس بالأمر الجديد ، فهم يصنعون الإرهاب ويحمونه ، ويدافعون عن أصحابه ثم يلصقون تهم الإرهاب بالمسلمين ، الغرب يتكلمون عن حقوق الإنسان وينتهكون حقوق الإنسان ، ففي الوقت الذي ينادون فيه بحرية الاعتقاد يضيقون على المسلمين في إظهار شعائرهم ، وفي ارتداء المرأة لملابسها الشرعية التي تحفظها وتصونها ، في الوقت الذي ينادون فيه بكرامة الشعوب يقتلون شعوبا بدون ذنب ، وينصرون الديكتاتورية في الشرق والغرب ، عندما ينادون بحرية المرأة ، يبيحون لها الزنى والتبرج والسفور وشرب الخمر ويجعلونها سلعة تباع وتشترى ، ويأكلون عن طريق عرضها وجسدها في إعلاناتهم التجارية ، وأفلامهم الفاضحة ، ويشوهون الإنسانية باختلاط الأنساب وبأطفال غير شرعيين يخرجون لا يجدون لهما أبا ولا أما فيتجهون مباشرة للإنتقام من المجتمع ،قاموا قديما بالحروب الصليبية على المسلمين باسم دينهم فلم يكونوا من الإرهابيين ، الان إن أخطأ فرد من أفراد أمة الإسلام اتهموا الإسلام ورسول الإسلام ، ولا يعرفون بأن مع المحن منح ، هم لا يعرفون أنهم بسبهم للإسلام ورسول الإسلام بهذا يسدون للمسلمين خدمات كثيرة ، فهم يوقظون المسلمين من سباتهم ، ويؤكدون حقدهم وبغضهم للمسلمين ... ، يهدمون كلامهم عن الحريات واحترام الاخر ... ، ألا ليت قومي يعلمون .
إن العاقل لا يستسلم للأوضاع السيئة ولا يرضخ للأحداث الأليمة، بل يحسن به أن ينظر نظرة أخرى مغايرة لما ينظر إليه أكثر المسلمين ، وهي النظرة الإيجابية لهذا الحدث (رغم سوئه وبشاعته) أو الفوائد التي تعود على هذه الأمة من هذا الحدث، ولعل من بين تلك الفوائد ما يلي:
إحياء الأمة الإسلامية من مواتها، وإيقاظها من نومها، وتحريك عوامل الغيرة على دينها في نفوسها. يقول شيخ الإسلام بن تيمية (مجموع الفتاوى 28 / 58 smile emoticon "ومن سنة الله أنه إذا أراد إظهار دينه أقام من يعارضه فيُحق الحقَّ بكلماته ويقذفُ بالحقِّ على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق"،} يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ{ [ الصف: 8 ].
وصدق الشيخ الغزالي عندما قال: "إن الطحالب العائمة لا تُوقف السفن الماخرة".
زيادة أعداد المسلمين الداخلين في الإسلام، ولك أن تعرف أن في بلد كفرنسا يدخل فيه - بعد إثارة مثل هذه الأزمات - (40) فرنسيًا كل يوم في الأزمة السابقة ، ولك أن تتوقع عدد من سيقرأ في سيرته صلى الله عليه وسلم ، وعدد من سيدخلون في الإسلام بعد معرفتهم للإسلام الحق.
إقبال المسلمين على قراءة سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم-، والاطلاع على سننه وتطبيقها في مجال حياتهم.
طباعة أكثر من(17.000) سبعة عشر ألف كتاب منذ الأزمة الأولى وحتى الآن، تتحدث عن سيرته - صلى الله عليه وسلم-، ومنها ما تُرجم إلى لغات عديدة، ولايزال هناك القائمون على النشر والتوزيع للتعريف بالإسلام .
زيادة محبة النبي - صلى الله عليه وسلم-في قلوب المسلمين، مصداقًا لما رواه البخاري عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم-قال: " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين ".
إيجابية المسلمين في تعاملهم مع الحدث، وتفعيلهم سلاح المقاطعة للبضائع الفرنسية وغيرها من البلدان، التي تتجرأ على سب النبي - صلى الله عليه وسلم-، وهو ما عبّر عن خطورته بعض الدانماركيين عندما قام أحدهم بسبه صلى الله عليه وسلم بالرسوم المسيئة ،بقولهم: "ما بنيناه في أربعين سنة خسرناه في أسبوع واحد ".
تحقيق الولاء للمؤمنين والبراءة من أعداء الدين، الذين يعادوننا ويسبون الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم- ويدنسون كتابه.
التعرف على العداوة التي يكنها كثير من اليهود والنصارى تجاه المسلمين، يقول الله تعالى: (قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ) [آل عمران: الآية: 118].
ولا نريد مما ذكرناه آنفاً تخدير الأمة أو الدعوة إلى رضاها بالأمر الواقع، أو أن يقول السطحيون من أبنائها ندعهم يسبون رسول الله - صلى الله عليه وسلم- طالما أن الأمر سيعود علينا بمثل هذه الفوائد، لا، إذْ لابد أن يُظهر المسلم اعتزازه بدينه ورسوله وكتابه، ويعلم أن هذا من مكر الله تعالى لنا ومكره سبحانه بهم، فهم يريدون أمرًا والله تعالى يريد أمرًا آخر }ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين{ [الأنفال: 30]، وليعلم العالم كله أن مثل هذه الأمور بمثابة خطوط حمراء عندنا، لا نقبل بها، ولا نرضى عنها، ومن رجع إليها رجعنا إلى معاداته ومقاطعته، مصداقًا لقول الله تعالى في القرآن الكريم : }وإن عدتم عدنا{ [الإسراء:8]..
واجباتنـــــا..
وهذه بعض الواجبات العملية التي تساعدنا في الذود عن نبينا صلى الله عليه وسلم
1-الاقتداء به صلى الله عليه وسلم في حياتنا كلها: الخاصة والعامة، الأسرية والمجتمعية، الفردية والجماعية.
2- إحياء سنته وتطبيقها في واقع الحياة، والحرص على تعليمها لمن لا يعلم بالحكمة والموعظة الحسنة.
3- الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم ومناصرته وحمايته من كل أذى يراد به أو نقص ينسب إليه، كما قال تعالى: }(لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه) [الفتح : 9] .
4- تخصيص درس كل أسبوع عن السيرة النبوية تجتمع عليه الأسرة كلها.
5- تشجيع الأبناء على حفظ أذكار وأحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم- وخاصة ما يتعلق منها بالجوانب الحياتية مع متابعة تطبيق ذلك، والتشجيع عليه بالمسابقات والجوائز وغيرها.
6- ممارسة الدعوة إلى الله تعالى، وذلك لنستشعر مقدار البذل والتضحية التي قدمها النبي - صلى الله عليه وسلم- من أجل توصيل هذا الدين إلينا جميعًا.
7- تصحيح المفاهيم الخاطئة لدى عامة الناس حول سنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم-، والدعوة إلى التمسك بما صح عنه بأسلوب بسيط واضح.
8- الاهتمام بالدفاع الإلكتروني، عبر إنشاء مواقع ومنتديات وتخصيص نوافذ في المواقع القائمة تهتم بسيرة المصطفى - صلى الله عليه وسلم- وتبرز رسالته العالمية، مع ضرورة ترجمة ذلك إلى كل لغات العالم.
9- طباعة مجموعات من الأشرطة والـ CD والـDVD باللغة الإنجليزية وغيرها من اللغات، وتوزيعها على المراكز الغربية وأماكن تجمعات الأوروبيين للتعريف بالإسلام ونبي الإسلام - صلى الله عليه وسلم.
10- الدعوة لإنشاء مشروعات كثيرة ووقفيات كبيرة للتعريف بالإسلام ونبي الإسلام، وذلك في كل دولة من الدول الإسلامية، يستفاد من ريعها في إنشاء مراكز متخصصة في البلدان الأوروبية، مع توظيف دعاة متخصصين في الدعوة والفكر ليتولوا قيادة هذه المؤسسات.
11- مقاطعة البضائع الفرنسية مقاطعة حقيقية وفعالة ومستمرة وتلقينهم درسًا اقتصاديًا قاسيًا وطويلاً، ثم ليصبح ذلك درسًا لكل من تسول له نفسه الإساءة لمقدساتنا وشعائرنا.
إقامة ندوات وحلقات نقاشية في فرنسا والعواصم الأوروبية وغيرها، والاستفادة من الغربيين الذين أسلموا في توصيل الجانب الحضاري المشرق في الإسلام إلى أقوامهم، مما يسهم في رسم صورة مغايرة عن الإسلام في أذهان الغربيين:(عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة والله قدير والله غفور رحيم ) [الممتحنة: 7].
12- البعد عن دعوات العنصرية أو الطائفية، أو السباب والشتائم، أو القيام بأية أعمال تخالف القوانين ويكون من شأنها استفزاز المجتمع الغربي وقيامه بردود أفعال عدائية تجاه المسلمين الأوروبيين: (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوًا بغير علم) [الأنعام: 108] ؛ لأن المسلم غايته شريفة ووسيلته شريفة أيضًا، وإنما نستثمر كل الوسائل السلمية والقانونية للتأكيد على حقوقنا المشروعة.
من أهم ما يجب أن يقوم به المسلم التقي النقي ، أن يعمل على إيقاظ الضمائر واستنفار الهمم عند المسلمين ، فرسول الله صلى الله عليه وسلم ، يسبه الكثيرون في بلاد المسلمين للأسف الشديد ، وهناك حمالات شرسة على الإسلام في وسائل الإعلام العربية ، وتلاميذ المستشرقين في بلاد المسلمين لا يترددون ولا يتوقفون ولو لثواني معددودة عن التشكيك في الدين الإسلامي ، وفي معتقدات المسلمين ، ولديهم الوسائل والإمكانيات ، ويقفون في خندق واحد مع من يحاربون الإسلام من خارج بلاد المسلمين ، أخوة الإسلام ، لم يتجرأ هؤلاء على الإسلام إلا بسبب ضعف المسلمين ، وقلة علم المسلمين ووعيهم بدينهم ، فاعتبروا ياأولي الألباب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق