الجمعة، 3 سبتمبر 2010

هل يمكن أن يختطف الجن إنسيا ؟وهل يمكن أن نتنبأ بهم ؟وهل يمكن الإعتماد عليهم؟

هل يمكن أن يختطف الجن إنسياً
السؤال :
لقد سمعت قصصاً كثيرة عن اختطاف الجن للإنس ، وقد قرأت قصة مفادها أن رجلاً من الأنصار رضي الله عنه خرج يصلي العشاء فسبته الجن ، وفًقد أعواماً ، فهل هذا الأمر ممكن أعني اختطاف الجن للإنس ؟ .
الجواب :
من ناحية الإمكان فهذا أمر ممكن ولكنه نادر جداً ، وقد أجاب الشيخ عبد الله بن جبرين عن السؤال السابق فأجاب حفظه الله بقوله :
يمكن ذلك ، فقد اشتهر أن سعد بن عبادة قتلته الجن لما بال في جحر فيه منزلهم ، فقالوا :
نحن قتلنا سيد الخزرج سعد بن عباده ***** ورميناه بسهم فلم نخطئ فؤاده
ووقع في زمن عمر أن رجلاً اختطفته الجن ، وبقي أربع سنين ، ثم جاء وأخبر أن جناً من المشركين اختطفوه ، فبقي عندهم أسيراً ، فغزاهم جن مسلمون فهزموهم ، وردوه إلى أهله ، ذكر ذلك في منار السبيل وغيره ( راجع منار السبيل 2/88 وقصة الرجل المخطوف رواها البيهقي (7/445-446) وصحح إسنادها الألباني في الإرواء 6/150 رقم 1709 .
عبد الله بن جبرين





التنبؤ عن طريق الجن أو الكهنة



أمها أتتها بخبر من كاهن بأن زواجها سيكون تعيسا !!
ذهبت أمي إلى عراف حديثاً، والتي ينبغي ألا تذهب إليه لأنه حرام وقالت لي إن العراف قال : أنني ستكون حياتي تعيسة (سيئة) إذا تزوجت وأننا لن نمكث مع بعضنا أكثر من عامين وأعلم أن الله فقط هو الذي يعلم الغيب ولكني أصبحت قلقاً جداً بسبب ما قالته . ما الذي أستطيع أن أفعله لجعل هذا الأمر لا يحدث ؟ أصبحت حقاً في حيرة ولا أعرف ماذا أعتقد .
الحمد لله
أولاً : جزاك الله خيراً لاعتقادك أن الله وحده يعلم الغيب ـ وهذا أملنا بك وبكل مسلمة تقية ـ وهذا من ضروريات الإيمان بالله وحده .
ولكن العجب منك بعد هذا الاعتقاد كيف تخافين ممن لا يعلم الغيب .
فعليك أن تطمئني وتتوكلي على الله ، فإنه لن يصيبك إلا ما كتب الله لك .
ثانياً :
أما حكم العرافة وهي الكهانة وادعاء علم الغيب فهي من المهلكات لصاحبها والتي تخرجه من التوحيد والدين .
ثالثاً :
العرافون يتعاملون مع الجن فهم مشعوذون يتعاملون مع الشياطين وهي لا تعينهم إلا بعد أن يبدلوا دينهم ومن يبدل دينه يقتل ، ومن ذهب إليهم مصدقا لهم فقد وقع في الكفر ، فإن لم يصدقهم فلا تقبل له صلاة أربعين ليلة .
أما دليل الأول : فحديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد " . رواه الترمذي ( 135 ) وأبو داود ( 3904 ) وابن ماجه ( 639 ) وأحمد ( 9252 ) . والحديث : صححه الحاكم ( 1 / 49 ) ووافقه الذهبي ، وقال الحافظ ابن حجر إن له شاهدين عند البزار بأسانيد جيدة . انظر " الفتح " ( 10 / 217 ) .
ودليل الثاني :عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أتى كاهناً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة " . رواه مسلم ( 2230 ) .
رابعاً :
أما كيف يأتي الكهنة بالأخبار فبيانه في حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعاناً لقوله كأنه سلسلة على صفوان ينفذهم ذلك ، حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا : ماذا قال ربكم ؟ قالوا الحقّ وهو العلي الكبير ، فيسمعها مسترق السمع ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض - وصفه سفيان - أحد الرواة - بكفه - فحرفها وبدّد بين أصابعه فيسمع الكلمة فيلقيها إلى من تحته ثم يلقيها الآخر إلى من تحته حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها وربما ألقاها قبل أن يدركه فيكذب معها مائة كذبة ، فقال : أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا ، كذا وكذا فيصدق بتلك الكلمة التي سمعت من السماء " . رواه البخاري ( 4424 ) .
خامساً :
واستماع الشيطان للخبر من كلام الملائكة بعضهم لبعض مما قضاه الله تعالى في السماء هو من علم الشهادة وليس من معرفة الشياطين بالغيب فيكذب مع هذه الكلمة أو الخبر مائة كذبة ، كأن يعلم أن فلانة تلد ذكراً فيخبر الناس فيرى الناس صدقه في ذلك فيطمئنون إليه فيكذب مع الخبر بأنه سيتزوج عام كذا ويموت عام كذا وما أشبه ذلك من التفصيلات فيعظم في نفوس الناس فيتقربوا إليه بالهدايا والأموال فيجعل هذا الكذب صنعة له بعد اطمئنان الناس إليه ويكتسب بالحرام .
سادساً :
ومما يجدر ذكره أنه ليس كل عراف كاهناً فقد يكون رمَّالاً أو قارئ فنجان لأن الكهّان ممن يطّلعون على أخبار الجن وهؤلاء ليسوا منهم وإنما هم مجرّد كذابين ولكنهم في الحكم سواء من جهة ادّعائهم معرفة علم الغيب وإن كان الكاهن الذي يتعامل مع الشياطين أكفر لأنّه بالإضافة إلى كفره بالكهانة يكفر بتعامله مع الشّياطين التي لا تُعطيه مطلوبه إلا بعد أن يصرف لهم أنواعا من العبادة ويخرج عن دينه .
سابعاً :
يجب عليك أن تنصحي أمك ألا تقرب أولئك الدجالين لكيلا تقع في الإثم أو أن يحبط عملها .
ولا تعزفي عن الزواج فإن الزواج فوائده عظيمة وأمره جليل تدعو إليه الفطرة كما يدعو إليه الدين ولن تكون حياتك تعيسةً بإذن الله بل تفاءلي بأنها ستكون حياة رضية مرضية ونسأل الله أن يجمعك بصاحب علم وصلاح .
ولو حصل أيّ مكروه وتزّوجت بمن شقيت معه فذلك لقدر الله لا لقول الكاهن اللعين ولا لأنه يعلم الغيب ولكن قد يكون ذلك اتفاقاً للاختبار والابتلاء ، وعلى أية حال فإنّ في إقدامك على الزواج - إضافة إلى فوائده العظيمة - إرغاما لأنوف الكهنة والدجالين والمصدّقين بأخبارهم ، وفقنا الله وإياك لكل خير وصلى الله على نبينا محمد .
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد



هل الجن يعاونون الإنس على بعض الأشياء




ما الفرق بين الشيطان والجن ، وهل الشيطان يتناسل من ذكر وأنثى ؟ وهل الشيطان يتعامل مع الإنسان بأن يخدمه مقابل عصيان الإنسان لربه ؟ وهل هناك جن مسلمون يخدمون المسلمين كخدمتهم لسيدنا سليمان عليه السلام ؟ وإذا كان الشيطان أو الجن باستطاعته خدمة الإنسان فلماذا لا يساعد المسلمون من الجن المسلمين من الإنس في حربهم مع الكفار ، ونقل أسرارهم ونصرة الإسلام ؟ ولماذا لا يساعد الكفار منهم الكفار من الإنس بأي شكل من الأشكال ؟ وهل حصلت أمثلة في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم وإذا كان يوجد كتاب فيه مثل هذه المسائل دلوني عليه حتى أستطيع أن أنجو من شر الشياطين ، نجاني الله وإياكم من شرورهم .
الحمد لله
الشياطين من الجن ، وهم المتمردون منهم وأشرارهم كما أن شياطين الإنس هم متمردو
الإنس وأشرارهم ، فالجن كالإنس منهم شياطين وهم متمردوهم وأشرارهم من الكفرة
والفسقة وفيهم المسلمون من الأخيار الطيبين كما في الإنس الأخيار الطيبون ، قال
تعالى : ( وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض
زخرف القول غروراً ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون ) والشيطان هو أبو
الجن عند جمع من أهل العلم ، وهو الذي عصى ربه واستكبر عن السجود لآدم ، فطرده
الله وأبعده . وقال آخرون من أهل العلم : إن الشيطان من طائفة من الملائكة يقال
لهم ( الجن ) استكبر عن السجود فطرده الله وأبعده ، وصار قائداً لكل شر وخبيث
، وكل كافر وظالم ، وكل إنسان معه شيطان ومعه ملك ، كما قال النبي صلى الله عليه
وسلم : ( ما منكم من أحد إلا ومعه قرينه من الجن وقرينه من الملائكة ) قالوا
: وأنت يا رسول الله ؟ قال : ( وأنا إلا أن الله أعانني عليه فأسلم ) وأخبر صلى
الله عليه وسلم أن الشيطان يملي على الإنسان الشر يدعوه إلى الشر وله لمة في
قلبه وله اطلاع بتقدير الله على ما يريده العبد وينويه من أعمال الشر والخير
، والملك كذلك له لمة بقلبه يملي عليه الخير ويدعوه إلى الخير فهذه أشياء مكنهم
الله منها : أي مكن القرينين القرين من الجن والقرين من الملائكة ، وحتى النبي
صلى الله عليه وسلم معه شيطان وهو القرين من الجن كما تقدم وهو الحديث بذلك قول
النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما منكم من أحد إلا ومعه قرينه من الملائكة ومن
الجن ) قالوا : وأنت يا رسول الله ، قال : ( وأنا إلا أن الله أعانني عليه فأسلم
، فلا يأمرني إلا بخير ) ، والمقصود أن كل إنسان معه قرين من الملائكة وقرين
من الشياطين ، فالمؤمن يقهر شيطانه بطاعة الله والاستقامة على دينه ، ويذل شيطانه
حتى يكون ضعيفاً لا يستطيع أن يمنع المؤمن من الخير ولا أن يوقعه في الشر إلا
ما شاء الله ، والعاصي بمعاصيه وسيئاته يعين شيطانه حتى يقوى على مساعدته على
الباطل ، وتشجيعه على الباطل ، وعلى تثبيطه عن الخير . فعلى المؤمن أن يتقي الله
وأن يحرص على جهاد شيطانه بطاعة الله ورسوله والتعوذ بالله من الشيطان ، وعلى
أن يحرص في مساعدة ملكه على طاعة الله ورسوله والقيام بأوامر الله سبحانه وتعالى
والمسلمون يعينون إخوانهم من الجن على طاعة الله ورسوله كالإنس وقد يعينهم الإنس
في بعض المسائل وإن لم يعلم بذلك الإنس ، فقد يعينونهم على طاعة الله ورسوله بالتعليم
والتذكير مع الإنس وقد يحضر الجن دروس الإنس في المساجد وغيرها فيستفيدون من
ذلك . وقد يسمع الإنس منهم بعض الشيء الذي ينفعهم ، وقد يوقظونهم للصلاة ، وقد
ينبهونهم على أشياء تنفعهم وعن أشياء تضرهم . فكل هذا واقع وإن كانوا لا يتمثلون
للناس . وقد يتمثل الجني لبعض الناس في دلالته على الخير أو في دلالته على الشر
، فقد يقع هذا ولكنه قليل ، والغالب أنهم لا يظهرون للإنسان وإن سمع صوتهم في
بعض الأحيان يوقظونه للصلاة أو يخبرونه ببعض الأخبار . فالحاصل أن الجن من المؤمنين
لهم مساعدة للمؤمنين وإن لم يعلم المؤمنون بذلك ، ويحبون لهم كل خير . وهكذا
المؤمنون من الإنس يحبون لإخواهم المؤمنين من الجن كل خير ويسألون الله لهم الخير
وقد يحضرون الدروس ، ويحبون سماع القرآن والعلم كما تقدم فالمؤمنون من
الجن يحضرون دروس الإنس ، في بعض الأحيان وفي بعض البلاد ، ويستفيدون من دروس
الإنس ، كل هذا واقع ومعلوم . وقد صرح به كثير من أهل العلم ممن اتصل به الجن
وسألوه عن بعض المسائل العلمية وأخبروه أنهم يحضرون دروسه ، كل هذا أمر معلوم
والله المستعان ، وقد أخبر الله سبحانه عن سماع الجن للقرآن من النبي صلى الله
عليه وسلم في آخر سورة الأحقاف حيث قال سبحانه : ( وإذ صرفنا إليك نفر من الجن
يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين قالوا
يا قومنا إنا سمعنا كتاباً أنزل من بعد موسى مصدقاً لما بين يديه يهدي إلى الحق
وإلى طريق مستقيم ) الجن/29-30 والآيتين بعدها وأنزل الله سبحانه في
سورة مستقلة وهي سورة : ( قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا
قرآناً عجباً ) السورة . الجن/1 .
وهناك كتب كثيرة ألفت في هذا الباب ، وابن القيم
رحمه الله في كتبه قد ذكر كثيراً من هذا وكذلك كتاب لبعض العلماء سماه ( المرجان
في بيان أحكام الجان ) لمؤلفه الشبلي ، وهو كتاب مفيد وهناك كتب أخرى صنفت في
هذا الباب ، وبإمكان الإنسان أن يلتمسها ويسأل عنها في المكتبات التجارية ، وبإمكانه
أن يستفيد من كتب تفسير سورة الجن والآيات الأخرى من سورة الأحقاف وغيرها التي
فيها أخبار الجن ، وبمراجعة التفاسير يستفيد الإنسان من ذلك ومما قاله المفسرون
رحمهم الله في أخبار الجن وأشرارهم وأخيارهم .
كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ العلامة عبد
العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله . م/9 ص/373.








تمت مراجعة الموضوع بواسطة الباحث



طه كمال الأزهري - طه سفير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


بث مباشر للمسجد الحرام بمكة المكرمة