اللِّيبرالية فِكر عَقلي يبد أ من العقل وينتهي إليه، يتسع باتساع العقل وقوته ويضعُف بضعفه، ولا يوجد شيء يتحاكم إليه غيره في شأن الفرد وفي شأن المجتمع ونظامه. يُحاكم العقل نفسه ولا يُقاضيه أحدٌ، فهو أعلى مخلوق حاكم و أعلى مخلوق محكوم، ولكون العقل يضلّل، فإن العقاب لا يكون عليه، بل على الجسد والنفس ؛ لأنهما مَن قطع طريقه عن الوصول إلى الحق.
ويكفي لفهم عدم محدودية الفكر الليبرالي النظر إلى القناعة الباطنة التي يؤصل لها، وهي الإيمان بأنه يحق لكل أحد أن يختار لنفسه ما يُريد من دين وسلوك وفكر وقول وفعل مهما كان ذلك شاذًّا عن طبيعة البشر، وإن خالفه غيره، فلكل أحد حق متساوٍ في وجوب القبول من الآخَر.
وعلى هذا فلا يعني عدم تبني بعض الليبراليين لبعض العقائد والأفكار-التي يتبناها غيرهم- شيئًا في أصول العقائد ما داموا يعتقدون أن من خالفهم له حق الاختيار كما لهم حق الاختيار بالتمام.
هناك تعليق واحد:
جزاكم الرحمن خير الجزاء، وبارك في جهدكم، ليَّ عندكم من طلب، أُريد نسخة أصلية من كتاب محنة العقل للكاتب مصطفى جحا ـ وهو لبناني، هناك نسخة موجودة على النت لكنها لا تشتمل على بيانات أصيلة، كدار النشر ورقم الطبعة وتاريخها، وتفضلوا بقبول فائق التقدير
إرسال تعليق