كتب : صلاح بديوي :
في وقت تخرق فيه "إسرائيل"
اتفاقات معسكر داوود وتدفع بوحدات من قواتها علي حدود مصر، وتؤكد وسائل
إعلامها بوضوح أن تلك الحشود تستهدف سيناء، وتلوح بإعادة احتلالها مرة
أخري، وهو الأمر الذي يتطلب يقظة الجيش والشعب معاً والتحسب لهذا الأمر،
والاستعداد له، وتفرغ قادة قواتنا المسلحة لمواجهة أية حركة غدر
"إسرائيلية"، تستهدف الأمن القومي المصري، لاسيما وأن الجيش الصهيوني يحشد
علي حدودنا كافة أنواع أسلحته، ويدعي أنه يواجه خطر قادم من سيناء، وأن
مصر تشهد فوضي وأن قواتها عاجزة أن تفرض سيطرتها علي شبه جزيرة سيناء، وان
تنظيمات إرهابية تسيطر علي سيناء وتعمل داخلها ضد "إسرائيل".
ونحن نعرف أن قواتنا قادرة
بفضل الله أن تبسط سيطرتها علي سيناء، وأن تجهض أية محاولة إسرائيلية
لاحتلالها، فهذا مفروغ منه، ونعلم أن كارثة 1967م لن تتكرر ثانية، لكن ما
يحزننا أنه في الوقت الذي كنا نتابع فيه أخبار حول الحشود الإسرائيلية،
كانت قنوات المارينز الناطقة بالعربية، وفي مقدمتها «الجزيرة مباشر مصر»،
تكمل تلك الصورة وتواصل التحريض علي عمليات وأعمال الفوضى والهدم
والاصطدام برجال قواتنا المسلحة في منطقة العباسية وفي الإسكندرية وغيرها
من المحافظات، ولقد شعرنا بالمرارة ونحن نري رجال من جيشنا يتم حملهم
والدماء تهطل منهم بعد إصابتهم في الأحداث.
وقد لفت نظرنا أن قوات الأمن
بالعباسية ألقت القبض علي عناصر تحمل أسلحة آلية، وأن جنود من الجيش
أصيبوا بطلقات نارية، وهو أمر لا بد أن نضعه إلي جانب من أصيبوا وتوفوا من
المتظاهرين السلميين بالأسلحة وعبر عناصر مجهولة يطلق عليهم الإعلام
"البلطجية"، ويزعم متظاهرون أنهم ليسوا ببلطجية إنما عناصر تنتمي لأجهزة
أمنية، وأياً كان الأمر فمن الواضح أن مصر تواجه مؤامرة أطرافها كثر من
جهة، لكنها تستهدف مصر الجيش والعقيدة، وأن ثمة صراع علي السلطة، أيقن أن
الدين الإسلامي بريء منه تماما، وأن مصر تواجه فتنة كبري، تحتاج إلي حسم
سريع.
ولقد تابعنا خلال الساعات
الماضية تابعنا بحزن واهتمام بالغين تلك الأحداث المشار إليها والتي
تشهدها مصر وقادها للأسف التيار الإسلامي، وشاركت فيها معظم فصائله، والي
جانبه بعض الفصائل الثورية الهامشية الدور، وعلي الرغم من تحذيرات أبطال
قواتنا المسلحة من الخروج علي القانون والاعتداء علي قوات الجيش والشرطة،
وتأكيدهم أنهم سيسلمون السلطة فور انتهاء انتخابات رئاسة الجمهورية، إلا
أن الشتائم والبذاءات و"قلة الأدب" تواصلت ضد خير أجناد الأرض، علي الرغم
من أن الإسلام كدين ينهي عن الفحشاء والمنكر والبغي.
وفي تعليق له علي مقالنا أمس
نقل أحد السادة القراء وهو الدكتور شريف عن أحد مشايخ الأزهر الأجلاء قوله
أمس في تصريحات صحفية، وهو الدكتور محمود مهنا، عضو مجمع البحوث
الإسلامية، قال في تعليقه على جمعة النهاية أو الزحف والأحداث الدامية
التي وقعت أمام وزارة الدفاع: "إن هؤلاء الذين ذهبوا إلى وزارة الدفاع
لإسقاطها خارجون عن ملة الإسلام لأن القوات المسلحة هي صمام أمن وأمان
للأمة الإسلامية، ومن كفر هؤلاء فهو كافر ويجب على القوات المسلحة أن
تتدخل بجيشها وسلاحها ودباباتها، حتى لو أدى ذلك إلى قتل ثلث مصر، لأن
الإمام مالك رضي الله عنه يقول يجوز قتل الثلث لإصلاح الثلثين".
ونحن لا نحبذ الحرب الأهلية
ولا نحبذ إراقة الدماء بين أبناء الوطن الواحد، ونفضل أن لا يوجه جيشنا
أسلحته لأبناء شعبنا أياً كان عقوق البعض منهم، لكن نميل لاعتقال كل
المتطاولين علي القوات المسلحة، وكل الذين يرتكبون أعمال قتل وتخريب وحرق
لمنشآت الوطن وتقديمهم لمحاكمات عاجلة، ونميل إلي ضرورة إعلان الأحكام
العرفية وتعليق العمل بالإعلان الدستوري، وتأجيل انتخابات رئاسة
الجمهورية، والاستفتاء علي حل مجلس الشعب، طالما أن من أختارهم الشعب لا
يصلحوا.. أعمت السلطة أعينهم وتجاهلوا مصالحه ولم يعدوا أمناء علي مستقبل
الوطن، وهذا رأي شخصي لنا طبعا.
وأننا نميل إلي تصديق ما أعلنه
الأخوة بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة، أن ثمة مخطط لإسقاط الدولة
المصرية، وثمة مخطط لإفشال الثورة المصرية، ونسف العملية الديمقراطية من
جذورها، لكون أن ما يجري الآن غير مبرر علي الإطلاق... فلماذا يصر الإخوان
المسلمين علي إقالة الحكومة والجيش سيسلم السلطة لرئيس منتخب خلال ثلاثة
أو أربع أسابيع علي الأكثر ويرحل أو آواخر يونيو المقبل، وساعتها سيتولون
السلطة بشكل طبيعي إن أنتخب الشعب رئيساً منهم أو من غيرهم بحكم أغلبيتهم
البرلمانية، ولماذا يصر الأخ حازم أبو إسماعيل علي أن يفرض توجهاته بالقوة
علي الدولة المصرية، وهو يعلم أن جنسية والدته أمريكية، أننا مع حقوقه
القانونية أن كانت له حقوق لكن هل نيل الحقوق يأخذ بالقوة والبلطجة
والشتائم والتطاول علي مؤسسات الدولة.
ولماذا يصر الأخوان ورفاقهم
والعناصر الثورية التي يقودونها علي مواصلة الحشود والتظاهرات ويعطون
الفرصة لمن يندس وسطهم لممارسة التخريب وعمليات البلطجة والقتل، ومحاولة
النيل من أمن مصر القومي، أننا ندين محاولات اقتحام وزارة الدفاع ومنشآتها
بالعباسية أمس، وأننا ندين التطاول علي قادة جيشنا، وإهانة جنودنا
وضباطنا، لذلك فأننا نطالب بفرض الأحكام العرفية في اقرب فرصة ممكنة،
وإنهاء تلك المهزلة، وتعطيل كل آليات خارطة الطريق، إلي أن يتم تطهير
الوطن من القوي التي أفسدت الحياة السياسية وترتدي الآن قميص الثورة سواء
كانت تلك القوي أحزاب أم جماعات وحركات أو وسائل إعلامية.
وفي نقابة الصحفيين
كان الهتاف لأول مرة بسقوط مبارك
لا
اعرف الكاتب الكبير الأستاذ صلاح منتصرعلي المستوي الشخصي والإنساني
للأسف ..وبالتالي ..لا اعرفه ...إلا أسما شهيراً ورئيس تحرير ورئيس مجلس
إدارة سابق لدار المعارف التي تصدر مجلة أكتوبر ،وكاتب كبير معروف بجريدة
الأهرام المصرية القومية،الي جانب إننا معاً في نقابة مشتركة مع حفظ
الألقاب والمقامات للرجل ،ولم التقيه إلا لقاء عابر وحيد عندما رشح نفسه
علي موقع نقيب الصحفيين ،وساعتها صافحته دون أن أذكر له أسمي .
إلا
أنه أمس هاتفني الزميل والصديق الكاتب الصحفي المعروف بجريدة الوفد حمدي
حمادة ،ولأول مرة يها تفني منذ أكثر من ستة أعوام ،وأيضا لم التقيه منذ
أكثر من عامين ،وقال لي أن الأستاذ صلاح منتصر كاتب بحقك مقال رائع في
الأهرام اليوم الجمعة 4مايو ،شكرته وبسرعة أشتريت الأهرام ووجدت الكاتب
الكبير صلاح منتصر يسجل تحت عنوان " وفي نقابة الصحفيين كان الهتاف لأول
مرة بسقوط مبارك "واقعة مهمة جدا وتعتبر شهادة للتاريخ تتعلق بيوم كان
يحضر فيه صفوت الشريف رئيس مجلس الشوري السابق وامين عام الحزب الوطني
الحاكم وعدد من المسئولين والوزراء مؤتمر عن الصحافة في نقابة الصحفيين
،ووقفت وهتفت اكثر من مرة بسقوط الديكتاتور مبارك .
وجدت الاستاذ
صلاح منتصر سجل تلك الواقعة وتداعياتها بالتفصيل في مذكرات له ونقلها في
مقاله بالاهرام باسلوبه البسيط السهل العميق المؤثر والذي يوحي بدلالات
كثيرة ،ولا نعرف لما تذكرني استاذنا صلاح منتصر الآن ،مقال الاستاذ صلاح
منتصر منشور اليوم علي محيط ،أدعو كل من يزايدون علينا ويتطاولون ان
يقرأوه لكي يعرفوا اننا لانعمل الا لله وكل اجتهاداتنا كبشر لله ولانريد
من احد جزاء ولا شكورا.
واذكر يوم وقفت وهتفت ضد مبارك مراراً
،تحول وجه صفوت الشريف المودع بالسجن الان من اللون الاحمر من فرط العز
،الي لون الليمونة الصفراء ،وتطاير الشرر من عيونه ،الي الدرجة التي جعلت
الزميل محمد عتمان الكاتب بروزا ممن يصدعوننا الان ان يذكر ولا في نومه
كلمة سوء بحق مبارك ،ولم يكن هذا الجيل العظيم من اولادنا الثوار جاوز
المرحلة الاعدادية بعد ،ووقتها كنت خارج من عامين حبس بتهمة سب التطبيع
مع اسرائيل ورمزه يوسف والي ،وكان مبارك اغلق الصحيفة ولم يكتف بحبسنا .
إلا
ان صلاح منتصر الكاتب الكبير والأستاذ ...علي الرغم من أنه عمل في ظل نظام
مبارك ..أنتصر للمهنة وانصفنا بهذا المقال وتلك المذكرات للتاريخ ..ومن
جهتنا نشكره ونضرب لسيادته تعظيم سلام .
من مكتبة المنارة الأزهرية :
وفي رد من بعض القراء حول لهجة العدوان الخارجي وأنها سياسة قديمة ، نحن ننشر ما يكتبه المثقفون الواعون ولا شأن لنا بالنيات ، فالله أعلم بالسرائر ، ولسنا كغيرنا نعمل كمنجمين فنكشف عن خبايا الصدور ، والرجل لا يقول كلاما كفريا ، وإنما كاتب المقال يتكلم عن حقائق بعيدة كل البعد عن التحيز ، فنحن نرى هذا واقعا ، وإنما هناك من يريد ان يصدق عكس مايرى ويسمع ، فله أيضا مطلق الحرية ، ونحن أيضا لنا مطلق الحرية ، ولا نريد وصاية من أحد على ما ننشر أو ما يكتب هنا ، قال صلى الله عليه وسلم " من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا أو ليصمت " صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق