السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تفضلوا هذه الموسوعة الممتازة من إعداد و رفع أخيكم /إبراهيم الملولي
المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، للكاتب: جواد علي
موسوعة تاريخية في 10 مجلدات
عن الكتاب :
اعتاد الناس أن يسموا تأريخ العرب قبل الإسلام (التأريخ الجاهلي)، أو (تأريخ الجاهلية)، وأن يذهبوا إلى أن العرب كانت تطلق عليهم البداوة، وأنهم كانوا قد تخلفوا عمن حولهم في الحضارة، فعاش أكثرهم عيشة قبائل رحل، في جهلة وغفلة، لم تكن لهم صلات بالعالم الخارجي، ولم يكن للعالم الخارجي اتصال بهم، أمّيون عبدة أصنام، ليس لهم تاريخ حافل، لذلك عرفت تلك الحقبة التي سبقت الإسلام عندهم بـ(الجاهلية). والجاهلية اصطلاح مستحدث، ظهر بظهور الإسلام، وقد أطلق على حال قبل الإسلام تمييزاً وتفريقاً لها عن الحالة التي صار عليها العرب بظهور الرسالة. واختلف العلماء في تحديد مبدأ الجاهلية، أو العصر الجاهلي. فذهب بعضهم إلى أن الجاهلية كانت بين نوح وإدريس. وذهب آخرون إلى أنها كانت بين آدم ونوح، أو أنها بين موسى وعيسى، أو الفترة التي كانت ما بين عيسى ومحمد. وأما منتهاها، فظهور الرسول ونزول الوحي عند الأكثرين، أو فتح مكة عند جماعة. وذهب ابن خالوية إلى أن هذه اللفظة أطلقت في الإسلام على الزمن الذي كان قبل البعثة. والذي يفهم خاصة من كتب الحديث أن أصحاب الرسول كانوا يعنون بـ(الجاهلية) الزمان الذي عاشوا فيه قبل الإسلام، وقبل نزول الوحي، فكانوا يسألون الرسول عن أحكامها، وعن موقعهم منها بعد إسلامهم، وعن العهود التي قطعوها على أنفسهم في ذلك العهد. وقد أقر الرسول بعضها، ونهى عن بعض آخر، وذلك يدل على أن هذا المعنى كان قد تخصص منذ ذلك الحين، وأصبح للفظة (الجاهلية) مدلول خاص في عهد الرسول. أما بالنسبة لتأريخ الجاهلية فيعد أضعف قسم كتبه المؤرخون العرب في تاريخ العرب، يعوزه التحقيق والتدقيق والغربلة. وأكثر ما ذكروه على أنه تاريخ هذه الحقبة، هو أساطير، وقصص شعبي، وأخبار أخذت عن أهل الكتاب ولا سيما اليهود، وأشياء وضعها الوضاعون في الإسلام، لمآرب اقتضتها العواطف والمؤثرات الخاصة. وقد تداول العلماء وغير أصحاب العلم هذه الأخبار على أنها تاريخ الجاهلية حتى القرن التاسع عشر. فلما انتهت إلى المستشرقين، شكوا في أكثرها، فتناولوها بالنقد، استناداً إلى طرق البحث الحديثة التي دخلت العلوم النظرية، وتفتحت بذلك آفاق وسعة في عالم التاريخ الجاهلي لم تكن معروفة، ووضعوا الأسس للجادات التي ستوصل عشاق التاريخ إلى البحث في تاريخ جزيرة العرب. وكان أهم عمل رائع قام به المستشرقون هو البحث عن الكتابات العربية التي دونها العرب قبل الإسلام، وتعليم الناس قراءتها بعد أن جهلوها مدة تنيف على ألف عام.
وقد فتحت هذه النصوص باب تاريخ الجاهلية، ومن هذا الباب يجب الوصول إلى التاريخ الجاهلي الصحيح. إلا أن المستشرقين لم يطمئنوا إلى هذا المروي في الكتب العربية عن التاريخ الجاهلي ولم يكتفوا به، بل رجعوا إلى مصادر وموارد ساعدتهم في تدوين هذا الذي نعرفه عن تاريخ الجاهلية. وقد تجمعت مادته في هذه الموارد: 1-النقوش والكتابات، 2-التوراة والتلمود والكتب العبرانية الأخرى، 3-الكتب اليونانية واللاتينية والسريانية ونحوها، 4-المصادر العربية الإسلامية. ومهما يكن من أمر فإن ذلك حفز الدكتور جواد علي ليمضي قدماً في هذا المضمار ليقدم تاريخاً مفصلاً عن تلك الفترة (الجاهلية) أو تاريخ العرب قبل الإسلام، وهو فيا لواقع كتاب جديد يختلف عن كتابه السابق الذي ظهر منه ثمانية أجزاء يختلف عنه في إنشائه، وفي تبويبه وترتيبه وفي كثير من مادته أيضاً. فقد ضمنه مادة جديدة خلا منها الكتاب السابق، تهيأت له من قراءاته لكتابات جاهلية عير عليها بعد نشر ما نشرت منه، ومن صدور كتابات أو ترجماتها أو نصوصها، لم تكن قد نشرت من قبل، ومن مراجعات للمؤلف لمواد نادرة لم يسبق للحظ أن سعد وظفر بها أو الوقوف عليها، ومن كتب ظهرت حديثاً بعد نشره لمؤلفه الأول، فرأى إضافتها كلها إلى معارفه السابقة التي جسدها في كتاب هذا والذي فعل فيه ما فعله في الأجزاء الثمانية من كتابه السابق من تقصي كل ما يرد عن موضوع من الموضوعات في الكتابات وفي الموارد الأخرى، وتسجيله وتدوينه ليقدم للقارئ أشمل بحث وأجمع مادة في هذا الموضوع. فغايته من هذا الكتاب أن يكون "موسوعة" في الجاهلية والجاهليين، لا يدع شيئاً إلا ذكره في محله، ليكون تحت متناول يد القارئ. فيكون الكتاب للمتخصصين والباحثين وللذين يطمحون في الوقوف على حياة الجاهلية بصورة تفصيلية.
نبذة مختصرة عن المؤلف : المؤرخ جواد علي
أما المؤرخ الكبير جواد علي (1907- 1987) فقد ولد ببغداد، وهو في المرحلة الإبتدائية ألف كتاباً (التاريخ العام) 1927 وأثار به دهشة الصحافة وقدمت إليه هدايا كثيرة منها (ساعة ثمينة) قدمها إليه وزير الأوقاف (أمين عالي باش أعيان) ونشر الكتاب محمود حلمي صاحب المكتبة العصرية مقابل حق تملك (120) روبية.. وكان هذا الكتاب دافعاً قوياً له في السير بطريق الذاكرة التاريخية.. عندما درس التاريخ في الجامعة الألمانية 1933 إلتقي أساتذة التاريخ الكبار وحاورهم في أصل منشأ التاريخ ونشرت محاوراته في الصحف الألمانية، ونازل وساجل مؤرخي النازية بروح قومية حضارية متجددة وقرأ الزعيم الألماني هتلر بعض مقالاته واجتمع به مرات عدة، ودعاه هتلر إلي مؤتمر الحزب النازي وأجلسه بقربه مرحباً به مؤرخاً عربياً واسع الآفاق لكن جواد علي قام يجادل هتلر (بعيداً عن عواطف الترحيب) معتمداً رأي الألمان النازيين بشأن أصل القوميات.. وسمع لأول مرة في هذا المؤتمر: (إنك مؤرخ عالمي)، فبقيت العبارة تزكي فيه حلم أن يؤرخ كبيراً كبيراً..!
كانت أسرة ابيه تسكن محلة الشيخ بشار بكرخ في بغداد، وكانوا يشتغلون في التجارة والبستنة، وبعد زواج ابيه إنتقلوا إلي دار جده لأمه (خليل الشهربلي) الواقعة في دربونة حسين الصراف في مدينة الكاظمية، وفي تلك الدار ولد جواد علي وتخلق بأخلاق الكاظمية..
أكمل الإبتدائية في مدينته وتأثر بسلوك معلمه فاضل الجمالي (رئيس الوزراء الأسبق) ودخل كلية الإمام الأعظم ودرس فيها جزءاً من الثانوية متأثراً بأستاذه حمدي الأعظمي ثم درس الجزء الآخر في الثانوية المركزية ودخل دار المعلمين العالية 1929، وعندما تخرج فيها 1933، رحل ببعثة لدراسة التاريخ في القسم الشرقي بالجامعة الألمانية فدرس التفسير وعلوم العربية والجغرافيا- خريطة الشريف الإدريسي..
وفي سنة 1936 إنتقل إلي جامعة (همبرك) وتعرف فيها علي تاريخ اليمن والعرب القدامي وكرس وقته لدراسة الخط المسند وبه فتح أسرار الأنساب العربية وممالك العرب الأولي.. وعبر جميع دراساته في ألمانيا تحاور وأفاد من أساتذته الألمان وكانوا أيضاً مؤرخين كباراً لهم شهرة عالمية ومنهم: (ميثوخ) و(شيدر) و(بيورك) والمؤرخ الشهير (شتروتمن) المختص بفقه الزيدية وتاريخ اليمن وخارج الجامعة أقام جواد علي علاقات وثيقة مع المؤرخين الألمان الكبار ولاسيما مع المؤرخ (راتجن) الذي كلفه الإمام يحيي بالقيام بأعمال الحفر والتنقيب مع زميله (هيرمان فون ويزمن) سنة 1928.
ونال الدكتوراه بامتياز سنة 1938 عن أطروحته (المهدي: الإمام الثاني عشر وسفراؤه الأربعة).. ولم يطبعه لعلةِ في ظروف يومئذٍ، وبعد عودته عين في دار المعلمين العالية أستاذا..
وبقيام حركة مايس 1941 تطوع للحرب (ضابط احتياط) وأرسل إلي القرنة للإلتحاق برتل دجلة، ولما انتهت المقاومة رجع إلي بغداد وألقي القبض عليه وسجن في سجن (الفاو) ثلاثة أشهر وأطلق وكان في الشهر الأول من زواجه..
تولى وظيفة سكرتير (لجنة التأليف والترجمة والنشر) في وزارة المعارف سنة 1945، ثم تحولت هذه اللجنة إلي (المجمع العلمي العراقي) 1947 فكان عضواً مؤسساً فيه وسكرتيراً له مزمناً، وطبع المجمع أهم كتبه، وفي مجلته كان ينشر أبرز مقالاته التاريخية.. وله عضويات أخري في مجمع القاهرة والأردن والهند..
وفي عام 1958 أوفد الزعيم عبد الكريم قاسم (وصفي طاهر) ليقنع جواد علي بتعيينه وزيراً للثقافة، فأجاب المؤرخ الكبير (قل للزعيم إنني لا أؤيد سياسة غير متوازنة) وكان وصفي طاهر أحد أقربائه وأنسابه..
كل كتاب طبعه كان نقلة في الكشف عن الصفحات الحقيقية في التاريخ، لكنه ظهر عالماً وخبيراً في معالجة التاريخ القديم في كتب معينة هي:
قال العلامة محمد بهجت الأثري: ووجدت الكلمة عنده واحدة، غير موارب، ولا مخادع ولا مراوغ ولا مخفٍ في نفسه معني غير معناها..!
في كل ما تمتع به، من حدة النظر وقوة العزيمة وشهادة الحق، صار يجتهد علي سباقه المعرفي، فلا يلتفت يمنه أوة يسرة إذا هو دون حدثاً، أو كتب فصلاً في تاريخ شخصية مهمة في التاريخ، فهو من هذه الحرية الإجتهادية التي غلفت منهجه جعلته يبتعد عن التأثر بأية نظرية من نظريات التاريخ، وتخلص أيضاً من الهوس القومي الذي غرق فيه آخرون وراحوا يكتبون حلقات تاريخ العرب إعتماداً علي الغلو في الرس والعرق والغرور الحضاري أو القومي، فهو كان يخطئ ويصوب إستناداً إلي خبراته المتراكمة ومعارفه الإجتهادية العامة..
ووصلت شجاعته إلي حد تخطئة مئة مؤرخ كبير في قضية تاريخية أجمعوا علي صحتها، وهو قال لا.. ليس ذلك صحيحاً، وكان يشكك في أمور أشبه بالمقدسة عند المؤرخين أو العوام ولا يبالي بَلمزات الكبار أو صراخ الصغار، ومع ذلك تواضع وقال (أنا طالب علم) دون أن يتحذلق أو يتصنع أو يتدني في تواضعه، وعندما تقرأ جزءاً من تواريخه عن العرب تحس أنك ـأمام مؤرخ من قائمة مؤرخي عصر النهضة في إيطاليا أو فرنسا وهو يسحق قرناً من التخلف وقرناً من الإفتراء وقروناً من خلال الكتب المؤرخة..!
كان يعيد صياغة تاريخ العرب القديم بمغامرة لا مثيل لها في كل كتب التاريخ، فهو أولاً أنزل المصادر الكبري من سماء الأسطورة إلي أرض الهشاشة، وقال تلك مصادر ضعيفة ولا تستحق أن نسميها مصادر أولي، ثم هو ثانياً كفر مؤرخين كبارا لأنهم تلاعبوا بحرمة الوقائع، وثالثاً نجح في أن يقدم أدلة علي التاريخ الصحيح، بالوثيقة أولاً، وبالتعليل المنطقي ثانياً، وبالفقه الإستدلالي ثالثاً وبروحية التاريخ المقارن رابعاً..
غامر نعم.. إجتهد نعم.. لكن لكل ذلك خصومه، فمن هم خصوم جواد علي..؟
- 1- مؤرخون قوميون طعنوا به ووصفوه بالـ(جمّاعة) يجمع الوثائق بعضها علي بعض ليستخرج منها النتائج، وشبهوه بحاطب ليل.. يراكم معلومات فوق معلومات دون تحليل، ويقصدون عدم إنحيازه للعرب سواء كان العربي ظالماً أم مظلوماً، إنما هو قال لهم: الظالم هو الظالم بوثيقة والمظلوم هو المظلوم بوثيقة أيضاً..
لخصومه ذرائع ولهم عذر، ولجواد علي مبرراته في أن يكون التاريخ علماً، والمهم أن لا يقوم التاريخ علي عصبيات، فإن قام علي هذه الذرائع مشت في ظله دول الطوائف..! 1- تاريخ العرب قبل الإسلام، في ثمانية مجلدات طبع الأول 1951. 2- المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام بعشرة أجزاء طبع الأول 1968، والعاشر 1974.. وهو أوسع ما كتب في هذا التاريخ. 3- تاريخ العرب في الإسلام في أجزاء عدة طبع واحد منها. 4- تاريخ الصلاة في الاسلام. 5- ومن كتبه الخطية (معجم ألفاظ المسند) وهو أشبه بكتاب (العين) للخليل بن أحمد الفراهيدي.. 2- أخذ عليه مؤرخون عرقيون إنسجامه مع المستشرقين الأجانب، إذ كان عليه أن ينقدهم جميعاً لأنهم (تبشيريون مشبوهون) بينما هو قال للعرقيين مهلاً مهلاً، فأغلب المستشرقين كتبوا تاريخنا بدافع العشق أو للعلم ذاته.. 3- وقسم من مؤرخي (العصبية) إتهموه بالشعوبية كونه شكك بقحطان (بعدم وجوده في الوثائق القديمة) وبغيره بعدم توفر أدلة ومستندات بوجوده، ثم قال المتعصبون أن جواد علي يشبه مؤرخاً أجنبياً في تاريخه عن العرب القدامي فلم ينتصر لبداوتهم وكرمهم وثاراتهم، ورد علي هؤلاء بأن لهم ديناً وله دين، دينهم الإنحياز الأعمي وديني الحقيقة بلا مساحيق..!
الجزء الأول
http://www.liilas.com/mlooli/almofas...larb%20(1).pdf
الجزء الثاني
الجزء الثالث
الجزء الرابع
الجزء الخامس
الجزء السادس
الجزء السابع
الجزء الثامن
الجزء التاسع
الجزء العاشر
المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام من مكتبة المهتدين من 801 - 810
على موقع أرشيف pdf نسخة مصورة أيضا :
بيانات الكتاب .. | |
العنوان | المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام |
المؤلف | د. جواد علي |
نبذه عن الكتاب | هذا كتاب في تاريخ العرب قبل الإسلام، وهو في الواقع كتاب جديد، يختلف عن كتاب المؤلف تاريخ العرب قبل الإسلام الذي ظهرت منه ثمانية أجزاء , يختلف عنه في إنشائه، وفي تبويبه وترتيبه، وفي كثير من مادته أيضاً، فقد ضمّنه المؤلف مادة جديدة، خلا منها الكتاب السابق، تهيأت للمؤلف من قراءاته لكتابات جاهلية عُثر عليها بعد نشر ما نشر منه، ومن صور كتابات أو ترجماتها أو نصوصها لم تكن قد نشرت من قبل، ومن مراجعاته لموارد نادرة لم يسبق للحظ إن سعد بالظفر بها أو الوقوف عليها، ومن كتب ظهرت حديثاً بعد نشر هذه الأجزاء، فرأى إضافتها كلها إلى معارفه السابقة التي جسدتها في ذلك الكتاب. |
| |
رابط التحميل | << اضغط هنا >> |
هناك تعليق واحد:
هو لم ينكر وجود قحطان لانه موجود في النقوش لكن ليس بطريقة الإخباريين. الذي لم يجد له اثر كان عدنان
إرسال تعليق