ما نأكله وكمية ما نتناوله له تأثير أكبر بكثير من التمارين التي نمارسها وما تفعله معظم العادات الأخرى على المدى الطويل كما تقول دراسة موسعة لجامعة هارفارد. إنها النظرة الأكثر شمولاً لتأثير الطعام الذي يتناوله الشخص واختياراته الحياتية مثل عدد ساعات النوم أو الإقلاع عن التدخين.
مشاكل زيادة الوزن وبائية. فثلثي البالغين الأمريكيين يعانون زيادة في الوزن أو البدانة. وقد زادت بدانة الأطفال ثلاث مرات خلال العقود الثلاثة الأخيرة. عادة ما تتراكم الأرطال الزائدة بالتدريج عبر عقود. والكثير من الأشخاص يحاولون الحد من زيادة الوزن دون معرفة سبب هذه الزيادة المضطردة في أوزانهم.
وقد وجدت الدراسة الحديثة أن اختيارات الطعام تلعب دوراً رئيسياً في زيادة الوزن. لهذا الرسالة التي تقدمها الدراسة تدعو إلى تناول المزيد من الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والمكسرات مع تقليل تناول البطاطس واللحوم الحمراء والحلوى والمياه الغازية.
وصرح د.فرانك هو أحد المشاركين البارزين في هذه الدراسة "ليست هناك وصفة سحرية للتحكم في الوزن. فاتباع نظام غذائي سليم وممارسة التمارين يلعبان دوراً هاماً في تجنب زيادة الوزن إلا أن النظام الغذائي يلعب الدور الأكبر في هذه المعادلة".
في هذه الدراسة قام الأطباء بتحليل التغيرات في النظام الغذائي والعادات الحياتية لعدد 120,877 شخص من ثلاثة دراسات طبية طويلة المدى. وقد كانوا جميعاً محترفي صحة لا يعانون البدانة في بداية الدراسة. وقد تم قياس أوزانهم كل أربع سنوات لمدة عقدين من الزمان. وكان المشاركون يسجلون النظام الغذائي الذي يتناولونه بدقة من خلال قوائم استبيان.
في المتوسط زاد وزن المشاركين ما يقرب من 17 رطلا في خلال 20 عاماً.
في كل أربعة أعوام ساهمت اختيارات الطعام في زيادة وزن هؤلاء الأشخاص بما يقرب من أربعة أرطال. بينما قللت التمارين البدنية هذه الزيادة بمقدار رطلين لمن مارسوها.
في كلا الحالتين كانت رقائق البطاطس المتهم الأول المسؤول عن هذه الزيادة في الوزن. فكل مقدار يتناوله الشخص من البطاطس الشيبسي في اليوم يحتوي على 160 سعرا حراريا تسبب في النهاية في إضافة ما يقرب من 1.69 رطل لوزن المشاركين على مدار أربعة أعوام بينما لم تتسبب الحلوى في إضافة أكثر من 0.41 رطل في نفس تلك الفترة.
وقد حذر الباحثون من البطاطس المحمرة لضررها البالغ على زيادة دوران الخصر لأنها تحتوي على سعرات حرارية تصل إلى 600 سعر حراري في الطبق الواحد.
كما تسببت المياه الغازية في إضافة رطل لوزن الشخص المشارك في فترة الأربع سنوات. بينما ثبت أن الأشخاص الذين تناولوا مقدارا أكبر من الفواكه والخضروات وغيرها من الأطعمة غير المصنعة لم يزد وزنهم بنفس المقدار الكبير ربما لأن هذه الأطعمة تكون غنية بالألياف وتزيد شعور آكليها بالامتلاء.
كما تبين وجود عدة عوامل أخرى ساعدت في زيادة وزن المشاركين في هذه الدراسة وتمثلت في الإقلاع عن التدخين أو نوم ساعات أقل أو أطول من 6 إلى 8 ساعات بالليلة.
ويعلق خبير التغذية بي-سينر علي الدراسة قائلاً إنها تقدم نصيحة مفيدة تقول: "من الصعب أن تفقد وزناً قد اكتسبته بالفعل".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق