ومجال الخطابة الدينية, لم يسلم من ذلك, فخطبة الجمعة لها منزلة سامية في الدين, وكان يتولاها رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه والخلفاء الراشدون من بعده والأئمة العدول على مدار التاريخ الإسلامي, ولكنها اليوم أصبحت وظيفة لها مؤهلات , وعلى الرغم من أن هناك خطباء أكفاء يؤدؤن رسالتهم بأمانة وشرف, إلا أن الأدعياء اقتحموا هذا المجال وأصبحوا فتنة في المجتمع
وخطباء الفتنة هولاء أنماط كثيرة, منهم: نمط جاهل بكل ما تحمله الكلمة لا يحسن قراءة آية أو حديث, ولا يكاد يقيم كلمة عربية صحيحة, ولا يستطيع تركيب جملة مفيدة, ولو كان الأمر بيدي لحكمت بجلدهم في الميادين العامة
ونمط سفيه لديه ألسنة حداد يسب المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات, ويتخذ من منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فحش في القول وهجر في الحديث, وحكمي فيهم أن تقرض ألسنتهم بمقارض من حديد.ونمط منافق يقول بلسانه ما ليس قي قلبه, ويغير لغته مع كل مأرب, ويلوي النصوص الشرعية مع كل نفع مادي رخيص, ويحرص على صدارة المواكب بأي ثمن, ويتظاهر بالخشوع, ويحمل بين جنبيه قلوب الوحوش
وهذا النمط المنافق أضاع هيبة العلماء وصرف الناس عن دعوة الحق, وجعل الشباب يرتمي في أحضان الإرهاب والتطرف
ونمط ضال مضل يتبنى أفكارا مغلوطة, ويروج لفهم سقيم في الدين ولا يحمل من مؤهلات الدعوة إلا الصوت الجهير, وقوالب فكرية , تخطاها الزمن وعفا عليها
وهذا النمط الضال المضل كسابقه النمط المنافق يعد على الأصابع, إلا أن تأثيرهما على فتنة الأمة كبير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق