شكلت لجان وزارية لتوحيد التعليم في مصر؛ سواء كان عاما أو أزهريا أو عسكريا.. ولسنا ندري ماذا يعني توحيد التعليم؟
فإن كان المراد هو الحفاظ على قيم واحدة وأهداف مشتركة فبها ونعمت، وهذا ما يجب أن يكون، فإننا أمة واحدة لها معالم حياتها التي ينشأ المواطن عليها حبا لله، وإيثارا لمكارم الأخلاق، وحفاظا على الوطن والمقدسات، وحماية للأموال والأعراض، وتعاونا على البر والتقوى
وإن كان المراد من هذه الدعوى توحيد الكتاب المدرسي فهذا هو الخطأ بعينه
إننا نقترح أن يكون للأزهر منهج خاص في المواد الثقافية لا يلتزم فيه بكتب وزارة التعليم ولا بمناهجها، وله أن يختار ما يتناسب مع رسالته والوقت المتاح؛ ليفسح المجال كبيرا للدراسات الإسلامية والعربية، وليمنح طلاب الأزهر وقتا يستمتعون فيه بالحياة ويبرزون مواهبهم
إن التعليم لا يمكن توحيده؛ لأن طبيعته أنه تخصصات شتى في الآداب واللغات والإعلام والاقتصاد والطب والهندسة والصيدلة والزراعة.. إلخ
ولا يوجد الشخص الواحد الذي يستوعب جميع فروع العلم، فلا بد من تنوع التعليم, ولا بد من تعدد التخصصات، ولا بد من تعدد المناهج رغم أنف عباقرة خبراء التخطيط التربوي ومناهج التدريس
ولا نغالي إذا قلنا: إن دعوى توحيد التعليم طرحت من عشرات السنين بغرض القضاء على الأزهر وإلغاء دوره الريادي في التعليم الإسلامي
ونحن نربأ بالمرددين لها اليوم أن يكون ذلك إحياء للموات وإعادة للخطة الفاشلة، وندعو المخلصين إلى مساندة الأزهر في رسالته العالمية التي تضيء الآفاق
َواللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ
كتبه : فضيلة الدكتور العلامة : محمد المسير "رحمه الله "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق