الرياض: في الوقت الذي تتواصل فيه الاحتجاجات في عدد من الدول العربية ، تسود المملكة العربية السعودية اجواء من القلق والتوتر عقب تأييد مئات الاشخاص لدعوة على موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" ليوم غضب في المملكة الشهر المقبل للمطالبة بحاكم منتخب، وحريات أكبر للمرأة، وإطلاق سراح السجناء السياسيين.
وتدعو الصفحة إلى "ثورة حنين" يوم 11 مارس/اذار المقبل في المملكة، أكبر مصدر للنفط في العالم، والتي تحكمها ملكية تتمتع بسلطة مطلقة.
وتبنى أكثر من 460 شخص الصفحة، لكن من المستحيل معرفة كم منهم من داخل المملكة.
وتضمنت المطالب الواردة على صفحة "فيس بوك" أن يكون الحاكم وأعضاء مجلس الشورى منتخبين من قبل الشعب وأن يكون القضاء مستقلا بالكامل وسلطته على كل الأشخاص والميادين.
و"الغاء المباحث السياسية ويكون الأمن في خدمة الشعب بالكامل واطلاق سراح جميع السجناء السياسيين وسجناء الحقوق المدنية ودفع الديون عنهم".
وشملت المطالب كذلك بين أشياء أخرى "إلغاء جميع الرسوم والضرائب غير المبررة المفروضه على المواطن وفرض الحد الأدنى للأجور بحيث يضمن 10000 ريال لكل موظف في القطاع الخاص والعام وتوظيف العاطلين في كل الجهات الممكنة ومن لا يمكن توظيفه يدعم ماديا بما يغنيه عن مد يده والغاء كل الالتزامات والديون الحكومية على الشعب وإلغاء الضرائب والرسوم غير المبررة".
وتضمنت المطالب كذلك "إعادة بناء القوات المسلحة بتجنيد وتدريب من يمكن تجنيده وتدريبه وضمان التسليح المطلوب وإصلاح وضع العلماء بجعلهم قوة اجتماعية مستقلة بالكامل وإلغاء كل القيود غير الشرعية على المرأة وتوفير ما يحميها من حملات التغريب".
وتأتي هذه الدعوات بالتزامن مع عودة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز الى اراضي المملكة بعد رحلة علاج دامت ثلاثة اشهر في نيويورك ثم المغرب.
منع فيروس "الثورات"
وفي محاولة لاحتواء الغضب الشعبي ومنع تفشي فيروس الثوارات التي اجتاحت العالم العربي استبق الملك عبدالله عودته باصدار قرار بإنفاق مليارات الريالات لزيادة التقديمات الاجتماعية ووضع خطط للتحفيز الاقتصادي ، وهو القرار الذي انتقده عدد من المثقفين وكبار الشخصيات في السعودية، معتبرين ان هذا القرار بمثابة رشوة غير حكيمة في محاولة لتجنب الاضطرابات في المملكة.
وعلى جانب اخر رحب البعض بخطوة الملك الا انه المراقبين يرون ان هناك ارضية لظهور معارضة قوية ضد النظام .
ورغم ثرائها تعاني المملكة من ارتفاع معدل البطالة الذي بلغ 10.5 في المئة العام 2009. وتقدم المملكة لمواطنيها البالغ عددهم 18 مليون نسمة مزايا اجتماعية لكنها تعتبر أقل سخاء من التي تقدم في بقية دول الخليج العربية المنتجة للنفط.
القاعدة تهدد العائلة المالكة
في غضون ذلك قالت تقارير اخبارية ان جماعة مرتبطة بتنظيم القاعدة طالبت السعوديين بالاطاحة بالاسرة الحاكمة في السعودية وهددت بشن هجمات على المملكة.
وقالت مجموعة "سايت انتليجنس" المتخصصة في مراقبة المواقع الاسلامية على الانترنت الجمعة الماضية إن كتائب عبد الله عزام قالت إن الأسرة الحاكمة تستحق الاطاحة بسبب انفاقها المسرف والجهل باحتياجات الشعب و"التواطؤ" مع الولايات المتحدة والفشل في السماح للسعوديين بالاستفادة من عائدات البلاد من النفط.
ونقلت "سايت انتليجنس "عن البيان قوله إن نظام ال سعود الحاكم يجب أن يعرف أن الحرب معهم ستحدث ما داموا يواصلون كفرهم والقمع والقوة والاعتداء على دين الله وأن رؤوس هذا النظام واتباعه أهداف شرعية للمجاهدين.
واثنى بيان كتائب عبد الله عزام على الاطاحة برئيسي تونس ومصر.
وقال البيان إن نظام سعود الحاكم يتصدر الأنظمة العربية فيما يتعلق بالكفر وفيما يتعلق بمحاربة دين الله والتحالف مع الكفار وسلب الشعب ونهبه وظلمه ومنعه من الحصول على حقوقه الشرعية.
وتركز الصفحة على علاقة قطر باسرائيل وتدعو الى القيام بـ"ثورة في 16 مارس في قطر"، من دون ان يتضح مصدر الدعوة ، واستقطبت الدعوة حتى الآن اكثر من 18 الف مؤيد، علماً ان مكان اقامة هؤلاء غير محدد.
وفي صفحة اخرى على موقع "فيس بوك" تحمل اسم "ثورة شباب قطر 15 مارس"، يدعو المشرفون على هذه الصفحة الى ثورة في منتصف مارس.
وكتب على الصفحة التي تستقطب تأييد اكثر من 1100 شخص "عاشت قطر ابية على الكسر".
ارتفاع النفط
من جهتها تناولت صحيفة "يلاندس بوستن" الدنماركية الصاردة اليوم الأحد هذه الاضطرابات من زاوية ارتباطها بارتفاع أسعار النفط لاسيما بسبب تصاعد أعمال العنف في ليبيا، أحد أكبر مصدري النفط في العالم، على مدار ما يقرب من أسبوعين.
وقالت الصحيفة في مستهل تعليقها "إن ارتفاع أسعار النفط أظهر "وبطريقة مؤلمة" أن العالم مرهون وإلى حد بعيد باستقرار الإمدادات النفطية وذلك على الرغم من الجهود المبذولة للتخلص من هذا الارتباط".
وأضافت الصحيفة "أن توترا شديدا يسود العالم في الوقت الراهن لأنه لم يعد أحد يستطيع استبعاد أن تمتد الاضطرابات في الدول النفطية مثل ليبيا والبحرين إلى السعودية، أكبر منتج للنفط في العالم".
واشارت الصحيفة الى أن العالم سيكون "أفضل إذا حلت حكومات ديمقراطية حرة عن طريق انتخابات نزيهة محل النظم الاستبدادية في الشرق والأوسط والأدنى وشمال أفريقيا".
وجدير بالذكر ان احتجاجات ضد الفقر والفساد والظلم اندلعت في أنحاء العالم العربي منذ اسابيع واطاحت بقادة راسخين في مصر وتونس وتنتشر إلى ليبيا والبحرين واليمن والجزائر .
وأدى موقع "فيس بوك" للتواصل الاجتماعي دورا مهما في الثورات التي اطاحت بالنظامين التونسي والمصري، وفي الاحتجاجات الحالية في اليمن والبحرين وليبيا.
وارتفع عدد مستخدمي "فيس بوك" في العالم العربي بنسبة 78% في 2010 وازداد من 12 مليونا الى 21 مليون، بحسب تقرير نشرته كلية دبي للإدارة الحكومية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق