بنغازي : أعلن وزير العدل الليبي المستقيل مصطفى عبد الجليل مساء الأحد أن ما جرى حتى الآن هو مشاورات لتشكيل مجلس وطني انتقالي وأنه لن يتم الإعلان عن هذا المجلس إلا بعد تحرير كامل التراب الليبي من سيطرة قوات القذافي .
وكان قادة الثوار في معقلهم ببنغازي أعلنوا في وقت سابق الأحد عن تشكيل مجلس وطني انتقالي "في جميع المدن الليبية المحررة"، مؤكدين أنه ليس حكومة مؤقتة لكنهم وصفوه بأنه واجهة للثورة في الفترة الانتقالية.
وقال المتحدث باسم المجلس عبد الحفيظ غوقة إنه لا يرى مجالا لإجراء محادثات مع الزعيم الليبي معمر القذافي ، وأضاف في مؤتمر صحفي عقب الاجتماع أن الهدف الرئيس للمجلس الوطني هو إيجاد وجه سياسي للثورة.
وفي تعليقه على إعلان وزير العدل السابق مصطفى عبد الجليل عن تشكيل حكومة مؤقتة مقرها بنغازي ، قال غوقة إن عبد الجليل هو إلى جانب الثورة ويرأس مجلس مدينة البيضاء ، واصفا مبادرته بأنها "وجهة نظره الشخصية" وأنه على اتصال مع كل المدن المحررة لتشكيل المجلس الانتقالي.
يأتي هذا فيما استمر سباق المحتجين الليبيين للسيطرة على مدن ومواقع جديدة , حيث سيطر المحتجون الاحد على منطقة الشاطئ جنوبي مدينة سبها الواقعة جنوبي البلاد كما أحكموا سيطرتهم على مدينة الزاوية الواقعة على بعد 50 كيلومترا غرب طرابلس العاصمة.
وكانت السلطات الليبية قد أرسلت صحفيين أجانب إلى الزاوية للتأكيد على أن المدينة لا تزال تحت سيطرة القذافي ، لكن الصورة التي نقلها الصحفيون الأجانب كانت مغايرة تماما، حيث استقبلهم أهالي المدينة وثوارها بهتافات تطالب بإسقاط نظام معمر القذافي ، كما رفع علم الاستقلال في وسط المدينة.
وفي المقابل ، قال شهود عيان إن قوات نظامية ليبية يجري نقلها جوا من سبها إلى طرابلس وإن كتائب القذافي تحشد وحدات عسكرية موالية لإيقاف تقدم المتظاهرين إلى مدينة مصراتة.
كما ذكر شهود عيان أن وحدات من كتائب القذافي الأمنية تتوجه من سرت إلى مصراتة برا وأن عددا من كتائب القذافي الأمنية في منطقة العقيلة تتجه إلى بنغازي.
ومن جانبها ، ذكرت قناة "الجزيرة" أن نظام القذافي المتداعي يسيطر حاليا على العاصمة ومناطق تقع إلى الغرب منها وعلى مدينة سرت الساحلية ، إضافة إلى بعض المدن والبلدات في الجنوب القاحل.
وخرجت في المدن الليبية ولا سيما أجدابيا التي سقطت في يد المحتجين مظاهرات تضامن مع سكان طرابلس تحثهم فيها على الانتفاضة.
وكانت الحياة في طرابلس شهدت السبت حركة حذرة بعد تظاهرات الجمعة التي وقع فيها عدة قتلى برصاص الفرق الأمنية الموالية للقذافي وسط خلو تدريجي للشوارع والميادين من التواجد الأمني لتشجيع الليبيين على الخروج.
وشرعت المصارف بالمدينة بصرف مبلغ 500 دينار خصصتها الحكومة لكل عائلة لمواجهة الغلاء في أسعار المواد الغذائية، بينما أعلنت وزارة التربية عن استئناف الدراسة في المدارس، وهو ما لم يلق استجابة من الأهالي بسبب خوفهم من صدامات اليومين الماضيين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق